يمكن المشكلة تكون صغيرة بس بجد نفسي أحكي لحد مايكونش عارف الطرفين. أنا طالبة في الكلية وليّ واحدة صاحبتي عرفتها بعد الثانوية العامة بيوم، هي جت وكلمتني وطلبت نكون أصحاب، ووقتها ماكنتش عارفة السبب وليه أنا بالذات؛ لأننا عمرنا ما كنا في صف واحد أو كان بيننا كلام غير مرة واحدة كانت فيه مشكلة بينها هي وصاحبتها، ورحت أكلمها عشان أصالحهم على بعض. بس أنا كنت باحسها شخصية حلوة وبكلمة واحدة بس خلتني أشوفها أحسن صاحبة في العالم؛ لأنها مرة قالت إنها بتكره اللي بيحلفوا كدب يعني الكدابين. أنا من وقتها لفتت نظري أوي لأن أنا من الناس اللي مستحيل أتحمل الكدب وباخاف أتصدم من حد بحبه ويطلع كداب. أنا ماشفتهاش بعد ما بقينا أصحاب غير بعدها ب8 شهور، بس كنت باكلمها كل يوم تقريبا على النت لما سافرت شفتها بالظبط 6 مرات. بس بعدها اكتشفت إنها كانت بتكدب عليّ في حاجات كتير وأولهم إنها عرفتني عِند أو مصلحة عشان تضايق صاحبتها اللي كانت قبلي، ومش عشان بتحبني. وماكانش الكدب في حاجات بسيطة كانت حاجات كبيرة أوي كانت بتقول إنها تعبانة وفي المستشفى وهي كويسة وفي بيتها. وكانت تقول إنها مسافرة وتكلمني على إنها بره البلد وتكون كمان في بيتها، والمشكلة إن مافيش أي سبب يخليها تكدب كدب زي ده. أنا سبتها وماما كمان طلبت منها إنها تبعد عني عشان متأذينيش وبعدها بشهرين ونص كلمتني واعتذرت واتصالحنا ووقتها حسيت إنها بتحبني وعشان كده رجعت. المشكلة الحقيقية معايا إني بطلت أثق في كل الناس من كتر ما هي بتطلّع فيّ عيوب، أوقات باكون عارفة إنها بتقول لي عيوبها هيّ؛ لأنها بتخاف أقولها لها..
Mena
مرحبا بكِ صديقة "بص وطل".. قد تكون المشكلة صغيرة لكن المهم أنها أرقت علينا حياتنا وشغلت تفكيرنا وبل وأثرت على نظرتنا للحياة فماذا تريدين أكثر من هذا؟ حقيقي الصداقة والصحبة الطيبة نعمة من عند الله، سبحان الله هل ستصدقينني إذا قلت لكِ أني كنت أتحدث مع ابنة خالتي بالأمس عن صديقتها دائمة الكذب والخداع ونصيحتي الأولى والأخيرة هي البعد ثم البعد. أتذكر قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "دع ما يريبك إلى ما لا يريبك؛ فإن الصدق طمأنينة والكذب ريبة"، عزيزتي الكذب مفتاح الشرور فهو داء ليس له دواء، خاصة حينما ينشأ الإنسان عليه ولا يجد ناصحا مرشدا. اليوم تكذب وغدا تسرق وبعد غد تقنعك بألا تكوني صريحة مع والدتك فقد كبرتِ ولا بد وأن تتحرري من قيودها، حتى تتسبب لكِ في عدة مشكلات؛ فإحساسها بالنقص يدفعها لجعل كل من حولها يتصفون بصفاتها حتى لا تشعر بغربة أو أنهم أفضل منها. لا تستهيني بهذه النظرة السوداوية التي أصابتك نتيجة تعاملك مع هذه الفتاة، فستزيد وتؤثر عليكِ مع الأيام، ستتمنين أن تتخلي عن أخلاقك الطيبة انتقاما لنفسك، وتكرهين أن يصفك الناس بالطيبة والعاقلة؛ لأنها ستذكرك بأنها السبب في أن تضحك عليكِ وتوهمك بأنها تحبك. قد تتساءلين: ولماذا رجعت لي إذا كانت لا تحبني؟ ببساطة عزيزتي لأنها لم تجد من تمارس عليه هوايتها في الكذب، فالعيب فيها وليس فيكِ، العيب في أسرتها التي لم تزرع في ابنتها الخوف من الله ومعاني الصدق واحترام الذات. والدتك معها حق وكل ما أطلبه منكِ أن تواجهي هذه الفتاة بعيوبها، وتذكّريها بحديث الرسول الكريم: "عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ، فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ، وَالْبِرُّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى صِدِّيقًا، وَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا". أتساءل أين والداها؟ وأتمنى لو أن والدتك تجري مكالمة هاتفية رقيقة لوالدة الفتاة تطلعها على مشكلة ابنتها، فربما يكون كذبها نتيجة لظروف أسرية ما، فتساعد هذه المكالمة الطيبة في حلها. رجاء لا تلومي نفسك فأنتِ حتى الآن لم تخطئي ومن يدري ربما تركك لها يكون سببا في رجوعها للطريق الصحيح، وربما يكون تنبيها ربانيا، لكن أن تلقي بنفسك في شرك الصداقة الكاذبة وأنتِ تفتقدين للثبات النفسي الذي يجعلك تفصلين بين الأمور فهذا أمر خطير أنت في غنى عنه. لا بد وأن تكوني أكثر قوة.. فالصداقة من الصدق، فلماذا تضحين بكل راحة نفسية وتتخذي من إنسانة لا تخشى الله صديقة وعنوانا لكِ، فتزيدينها جرأة وثباتا على موقفها الكاذب الذي يوصلها لكل ما تريد. عزيزتي تذكري قول النبي صلى الله عليه وسلم: "المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، وإذا أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كذا، ولكن قل، قدر الله، وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان". لا تخافي ستجدين بإذن الله الصديقة الصدوقة إذا لم يكن في الجامعة ففي العمل، المهم أن تحتفظي بسرك، وأن تكون والدتك هي صديقتك الأولى، فهي الأكثر خبرة ولا بد أن تستفيدي من خبرتها حتى لا تقعي في أي مشكلة.