السلام عليكم يا أهل "بص وطل".. وبعد، الحقيقة عندي مشكلة مش مشكلتي بشكل مباشر، لكن ليها صلة وثيقه بيّ، المشكلة خاصة بأمي وهي مشكلة محرجة شوية، لكن ثقتي فيكم شجعتني. أمي غير مهتمة بنفسها خالص، هي كانت بتعمل في مجال التربية والتعليم وفي مركز كويس لكن خرجت معاش من كام شهر.. أثناء عملها كانت بتهتم بنفسها على الماشي كده تلبس لبس الخروج وخلاص، لكن اهتمامها هي بنفسها كان قليل أوي. لكن بعد خروجها معاش اهتمامها قل أكتر من الأول كمان، رغم إن شكل أمي أصغر من سنها ماتديش 60 سنة خالص، ورغم كده مكبرة نفسها بإهمالها. يعني ممكن تكون عرقانة والجو حر وتكسل تاخد شاور، وممكن تمشي حافية على الأرض وتكون رجليها متربة وتتكاسل في غسيلها، ولبس البيت ممكن يكون مهمل ومش نضيف، وفي الخروج المشاوير البسيطة عند بيت العيلة تلبس العبايه السودة وأي سابو. إحنا عايشين في بلد إقليمية وكل الستات الكبيرة بيلبسوا عبايات عادي، لكن هي مهملة في مظهرها مش مبهدلة لكنها مش مهندمة برضو. إحنا مستوانا المادي مش وحش، فوق المتوسط، وحاولت أكتر من مرة بشكل غير مباشر إني أخليها تهتم برائحتها وبلبسها ونظافتها الداخلية، مثلا باجيب لها برفانات خفيفة تناسبها علشان ماتكونش ريحتها قوية تضايقها وجبت لها كريمات، وكتير باقول لها نخرج نتمشى ونشتري لها عباية جديدة أو سابو وشنطة وطرحة بنت ناس كدا.. ودايما تقول لي يعني هناخد أكتر من زماننا؟! أتبرفن لمين؟! كريمات إيه بس؟! واحنا لسه هنحط كريم ونتعايق؟! والله بازعل من روحي أوي لما أحس إن فيها شيء مضايقني، بس مش عارفة أعمل إيه معاها.. وبعدين أنا مخطوبة وباخاف حد من أهل خطيبي يلاحظ كدا فيها أو يحس ريحتها مش لطيفة، على فكرة والدي أكبر منها بكام سنة والحمد لله راجل كويس وبيهتم بلبسه وبرفان ونظافته الشخصية، رغم إن علاقتهم متوترة جدا لكن نفسي ماما تعرف إن اهتمامها بنفسها لنفسها مش لجوزها ولا أي حد تاني. ده غير المشكلة الأكبر إنها غير مواظبة على الصلاة، ودي كمان مشكلة تعباني ومخوفاني عليها أوي. ممكن طريقة أتعامل بيها معاها أدفعها بشكل مايحرجهاش ولا يحرجني إنها تهتم بنفسها أكتر من كده؟ آسفة على الإطالة.
bonetaaaaa
أبعث لكِ خالص تحياتي على اهتمامك بوالدتك وحرصك عليها وحبك لها ورغبتك في أن تكون أحسن واحدة في الدنيا، فهكذا يكون الأبناء البارين بآبائهم، وأنا معك في صعوبة المهمة التي ترغبين في القيام بها، ولكن هدفك النبيل سيسهل الأمر بإذن الله. يبدأ الحل من نهاية رسالتك "الصلاة"؛ حاولي دائما تنبيهها لموعد الصلاة والحرص عليها، وذلك بأن تصلي بها جماعة، فتواظب عليها معك، وقولي لها بأنها بذلك تكسب ثوابا فيك لأن ثواب صلاة الجماعة أكبر من ثواب صلاة الفرد، وجهزي لها ثوبا نظيفا خاصا للصلاة، وقولي لها إن هذا الثوب يخلو من رائحة العرق ولا بد أن نكون في أحسن صورة عند مناجاة خالق الكون، فالمواظبة على الوضوء خمس مرات في اليوم يكفل حد أدنى من النظافة لها وذلك دون جرح لمشاعرها. اسأليها عن حق الزوج على زوجته كنصيحة تنتظريها منها لك في المستقبل، وأخبريها أثناء الحديث أن أصدقاءك أو قراءاتك تؤكد موضوع النظافة وحسن المظهر كحد أدنى من حقوق الزوج عليك، على أساس تبدين جميلة في عينيه فلا ينظر إلى سواكِ، واذكري لها قصص الأزواج الذين تزوجوا على زوجاتهم المهملات وكيف هدمت بيوتا لأسباب صغيرة، وكيف أن المجتمع لم يلم أولئك الرجال وأعطاهم الحق لأنهم رأوا إهمال الزوجة في نفسها وتقززوا من منظرها، واذكري لها نصيحة المرأة الأعرابية التي كانت تنصح ابنتها عند زواجها قائلة: "لا تقع عينه منك على قبيح, ولا يشم منك إلا أطيب ريح". وعندما تجدين ثوبها غير نظيف أحضري لها ثوبا آخر واقنعيها بذوق ونبرة هادئة مفعمة بالاحترام أن تغيّره حتى لا يتوهم أحد بأنه أفضل منها، وخصوصا أنها ذات مركز مرموق يحسدها عليه الكثيرات، والنساء يتعالين بعضهن على بعض بأشياء صغيرة، فاقنعيها بأنها محترمة وجميلة وتبدو أصغر من سنها، ويجب ألا تعطي الفرصة لأحد ليتعالى عليها بسبب أشياء بسيطة تقلل من قيمتها، وخصوصا أمام الأصهار. أكثري من المديح لها والابتسامة في وجهها، واحرصي على إبراز مميزاتها في كل مرة تتحدثين فيها عن النظافة والاهتمام بالمظهر. امدحي والدك أمامها وعبّري عن إعجابك وإعجاب خطيبك به وباهتمامه بنفسه، وإذا انتقدت هي ذلك ردي عليها بالآية الكريمة {يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِيْنَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ}، وعندما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن زينة المرأة قال: "عليك بالكحل والطيب وخير الطيب الماء". تحدثي معها عن النظافة بصفة عامة وأن إهمال الفرد لنظافته هو علامة من علامات الاكتئاب الذي يجر المرء إلى ما لا تحمد عقباه، فيعتزل الناس ويفشل في التعامل معهم. حاولي أن تصطحبيها في نزهة وإدخال التجديد على حياتها، عرّفيها بأفراد جدد تحرص على مظهرها أمامهم، وكل مرة تهتم بنفسها فيها احرصي على الثناء عليها وعلى شكلها الذي يحسدها عليه الآخرون. ذكريها بأن النظافة تبعث على البهجة وتنعش الإنسان وتزيد من ثقته في نفسه وتجدد شبابه، وذلك بالحديث عن نفسك حتى لا تجرحي مشاعرها، تحدثي عن أهمية النظافة في الحفاظ على صحة الإنسان حتى لا يصاب بالأمراض وينكسر ويتعرض لذل الآخرين. اسردي معها قصص الأزواج الذين تركوا زوجاتهم وتزوجوا غيرهن لإهمالهن في أنفسهن، لعل ذلك يكون إنذارا غير مباشر يدفعها للاهتمام بنفسها. وإذا لم يأت كل ما سبق بالنتيجة المرجوة فلا مانع في أن تحدثيها عن نفسها مباشرة على سبيل الدعابة، وقد يؤدي ذلك إلى غضبها المؤقت منك ولكنه ينبهها إلى الخطر المقبلة عليه، لأن فترة ما بعد انقطاع الطمث عند المرأة لها آثارها النفسية السيئة عليها، وإذا لم يساعدها من حولها على التغلب على تلك الأعراض تصاب المرأة بالاكتئاب والتوتر والقلق. ومن حسن حظ والدتك أنك منتبهة إليها وتهتمين بها. أعانك الله وبارك فيك أيتها الابنة البارة.