السلام عليكم.. أنا عندي مشكلة عايزة أخصائي نفسي يردّ عليها المشكلة سببها إني غبية مش باعرف أفكّر، فرغم إني مثقفة إلا إن الثقافة دي مش باستفيد منها في فهم الواقع اللي حواليّ، وباكون زي البغبغان اللي بيردد اللي بيسمعه من غير فهم، ونفس الحكاية كانت في الدراسة كده برضه يعني كنت باحفظ كويس أوي، ولكن لو قابلتني حاجة عايزة تفكير كنت باقف محلك سر. مشكلة الغباء دي مأثرة عليّ في كل حاجة، حتى تلاقيني ماباعرفش أصرف أموري في أي حاجة، يعني مش باعرف أتصرف صح لدرجة إني عندي 23 سنة ولغاية دلوقتي ماباعرفش أطبخ ولا أعمل أي حاجة في شغل البيت، أنا عارفة إنك هتقولي لي ما للغباء بالطبيخ وشغل البيت؟ هاقول لك سبب عدم معرفتي بالطبيخ لغاية دلوقتي إن ماما لما كانت بتطلب مني عمل أي شيء في البيت كنت باعمله غلط.. حتى لو طلبت مني إني أناولها أي حاجة ماباعرفش أوصلها إلا بعد ما أطلع عينها وممكن ماعرفش أوصلها خالص، وده كان بيزهقها مني ومابيخليهاش تطلب أو تعتمد عليّ في حاجة، وكانت بتشتمني وبتقول لي إني مابافهمش وقالت لي إنها بتعتبر نفسها ماخلفتش، علما بأني بنتها الوحيدة، ويمكن ده برضه ساهم في إني أبقى متدلعة وماباعرفش أعمل حاجة. ده برضه مش مخلّي عندي ثقة في نفسي وحاسة دايما إني أقل من الناس كلها، علما بأني باشتغل أمينة مكتبة، وباحس إن أنا مهزوزة لما آجي أكلم الطلبة وتلاقيني كويسة في الأعمال الفردية كالفهرسة والتصنيف وغيرها.. لكن ماباعرفش أعمل الأعمال اللي فيها مواجهة مع الطلبة زي الندوات والمناظرات والمسابقات وغيرها؛ لأني عارفة إن ممكن أوي ماأسدش فيها، وحتى في التعامل العادي بره الشغل مع الناس تلاقي نطاق تعاملي ضيق أوي، فأنا من البيت للشغل ومن الشغل للبيت، ما عدا درسين العلم اللي أنا باحضرهم، عايزة أعرف أتأقلم مع الناس وأبقى عندي ثقة في نفسي رغم اقتناعي بأني غبية وبطيئة في الفهم.
bluestar
تلعب فكرة الإنسان عن نفسه دورا مهما في تحديد سلوكه وشخصيته بصفة عامة, سواء كانت فكرة سلبية أو إيجابية، ومشكلتك هي في فكرتك السلبية عن نفسك وعن قدراتك، وأنك صنفت نفسك هذا التصنيف المتجنّي، وكبلت نفسك به، فأثر على أدائك حتى الحركية منها, لقد أغلقت كل الملفات الإيجابية في شخصيتك، وتفرغت أنت ووالدتك لفتح وتدعيم ملف الغباء هذا، مما عرقل قدراتك عن النمو والتطور المطلوب، وهذا ليس معناه عدم وجود قدرات لديك أو أنك غبية كما تتوهمين؛ لأنه لا يوجد فرد وصل للمرحلة الجامعية وتعداها بنجاح ويصنف على أنه غبي، فهذا كلام غير علمي بالمرة ومقاييس الذكاء والدراسات النفسية تؤكد ذلك.. فأنت بمواصفاتك المذكورة لن يقل ذكاؤك عن المتوسط، وقد يصل إلى فوق المتوسط أيضا، ولكن فكرتك عن نفسك وكونك الابنة الوحيدة لوالدتك وحرصها الشديد وخوفها عليك من أي تجارب حركية داخل البيت أو اجتماعية مع الغير منعك من تطبيق أي خبرات تحصلين عليها، وهذا التطبيق هو معيار ثبات المعلومات والخبرات ويعطي الدفعة للمزيد منها.. إن خوف والدتك وحرصها عليك حرمك من الكثير من الخبرات العملية التي تنمي إمكانياتك وتضعها موضع التطبيق، مما يظهر إنجازك أمام عينيك ويدفعك للأمام، ولو أنك وجدت في البيئة المحيطة بك من يدعمك ويضع في ذهنك أن كل الناس يخطئون وأن الأخطاء يمكن إصلاحها أو التجاوز عنها وأيضا التعلم منها لما وصلت إلى هذه المرحلة من اليأس وعدم الثقة في النفس. عليك أن تقتلعي من رأسك فكرة الغباء هذه؛ لتتخلصي من قيود الفشل التي كبّلت قدراتك ومنعتها من الظهور: - أحضري ورقة وقلما واكتبي فيها كل الامتيازات التي وهبها الله لك وحرم غيرك منها، بدءا من قدرتك على تحريك يدك حتى حصولك على الليسانس والوظيفة. - درّبي نفسك على استخدام كل ميزة من هذه المميزات على مدى أسبوع, مثلا: "أنا أحرّك يدي وأمسك الأشياء"، ركزي في التدرّب على هذه المهارة في حمل الأدوات وتنظيف البيت وتنظيم الكتب وترتيب دولابك... إلخ (عمل أي شيء بيديك)، وبذلك تتدرب يداك والموصلات العصبية على القيام بمهارة التحكم في مسك الأشياء وتنظيمها, وإذا فشلت أي محاولة حاولي مرة أخرى ولا تتوقفي أو تنهزمي وتسلمي بالفشل. - الأسبوع التالي درّبي نفسك على مهارة التحدث مع الآخرين، وركزي في ذلك وقولي لنفسك "نعم أنا أستطيع"، وإن أخطأت في كلمة أو جملة فضعي في اعتبارك أن كل الناس يخطئون وأنت مثلهم ولن تنقلب الدنيا أمام خطأك, ومجال التربية والتعليم مجال خصب للتدريب على مهارات التواصل, عليك فقط أن تتخلصي من أفكارك السالبة عن نفسك وتحتفظي بابتسامتك أمام الآخرين، مما يشجعهم على التواصل معك والتجاوز عن خطأك، وكذلك سوف تقلل الابتسامة -ولو المصطنعة- من توترك وتدعم ثقتك بنفسك. - لا تحاولي أبدا التوقف أمام أي خطأ تقعين فيه، بل دائما انظري إلى إنجازاتك حتى لو تراءت لك بسيطة حتى تحافظي على قوة دافع الإنجاز لديك. - انظري دائما إلى إنجازاتك ونجاحاتك والمرات التي استطعت أن تصلي فيها إلى أهدافك؛ فهذا يفتح في عقلك ما يسمى بملف الإنجاز لديك مما يعطيك دفعة للأمام, وعلى من حولك أن يشجعوك على ذلك وخاصة والدتك. - تخلصي فورا من عالم الفشل الافتراضي الذي حبست نفسك فيه، ونظرة سريعة على ثورتنا في يناير تؤكد هذه المقولة؛ فصناعة النجاح تكمن في داخلنا ولا يمنحها لنا الآخرين. - انظري إلى أولئك الذين فشلوا في الحصول حتى على الشهادة الابتدائية لتتأكدي أن لديك قدرات عالية ومتنوعة تميزك عن كثير من الناس، واستبعدي تماما فكرة الغباء هذه؛ لأن هناك علاقة طردية بين الذكاء والتحصيل الدراسي. - ابحثي في مكتبتك عن كتب التنمية البشرية فهي موجودة بمكتبات كل المدارس الآن، ويمكنك الاطلاع عليها وتنفيذ ما ورد بها، وكذلك مواقع التنمية البشرية والبرمجة العصبية على الإنترنت. - لقد خلق الله لكل إنسان مجموعة هائلة من القدرات وعليه فقط اكتشافها وتنميتها فحتى أولئك الفاشلون دراسيا لديهم إمكانية النجاح في مجالات أخرى لو أنهم عرفوا قدراتهم المتنوعة واستثمروها جيدا.