د ب أ انتقد عدد من الأدباء العالمين الأديب الألماني الحائز على جائزة نوبل جونتر جراس؛ بسبب هجومه على دولة إسرائيل في آخر قصائده "ما يجب أن يقال". فمن جانبه شنّ الأديب الألماني رولف هوخهوت (81 عاما) هجوما عنيفا على جراس -في خطاب مفتوح نشرته صحيفتا "دي فيلت" و"مونشنر ميركور" الألمانيتان الصادرتان أمس (السبت)- قال فيه: "إنني كألماني أخجل من حماقتك المتعجرفة التي أردت بها حرمان الإسرائيليين من شراء غواصة من الإنتاج الألماني". وأضاف: "هذه الغواصة يمكن أن تمثل لدولة الإسرائيليين الصغيرة الأمان الأخير من قوة نووية مجاورة؛ حتى لا تدمرها بين عشية وضحاها". وأكد هوخهوت أن إيران في النهاية كالنازيين سواء هددت بإبادة الشعب اليهودي. وكان هوخهوت اشتهر بمسرحية له في الستينيات عن موقف الفاتيكان من اضطهاد ألمانيا النازية لليهود. وفي السياق ذاته اتهم الكاتب الأمريكي دانيل جوناه جولدهاجن الأديب الألماني جراس في مقال بصحيفة "دي فيلت" بأنه زور تاريخه النازي. وأشار جولدهاجن إلى أن قصيدة جراس التي هاجم فيها إسرائيل ليست شيئا مختلفا عن تلك الكليشيهات والأحكام المسبقة لزمانه النازي. ورأى جولدهاجن أن تحذير جراس من أن إسرائيل يمكن أن تمحو الشعب الإيراني بضربة استباقية عبث، مشيرا إلى أن جراس بذلك يصل بقلب الحقائق إلى مستوى جديد يحول فيه الضحايا إلى مجرمين. وكان جراس قد اعترف أنه قد أثار جدلا كبيرا وواجه انتقادات حادة عام 2006؛ عندما اعترف بشكل مفاجئ في سيرة ذاتية عنه بأنه انضم في نهاية الحرب العالمية الثانية -وكان آنذاك في 17 من عمره- إلى قوات الجستابو النازية الخاصة SS التي كان منوطا بها حراسة المعتقلات إلى جانب خوض أعمال قتالية. يُذكر أن جراس نشر يوم الأربعاء الماضي في عدد من الصحف الألمانية قصيدة بعنوان "ما يجب أن يقال"، قال فيها إن إسرائيل القوة النووية تهدد السلام الدولي الهش بطبيعته. وطالب الكاتب بأن تسمح الحكومتان الإسرائيلية والإيرانية بقيام سلطة دولية بأعمال رقابة غير مقيدة ودائمة على الإمكانات النووية الإسرائيلية والمنشآت النووية الإيرانية. كما وجه جراس (84 عاما) في قصيدته انتقادات إلى الخطط الألمانية الخاصة بتوريد غواصة أخرى من بلاده إلى إسرائيل.