أنا بحب أشكر الموقع جدا.. أنا مشكلتي إني متجوّز من سنة ولسه مخلّف بقالي شهر، اللي حصل إن مراتي كانت رايحة تزور والدي وأختي، وهي طالعة على السلم سمعت أختي قاعدة عند جارتنا وبتشتم فيها، سمعتها بتقول إنها مش نضيفة وبيتها دايما مش نضيف، وإنها لازم كل يوم تروح لوالدتها، وإن إخواتها وحشين.. لما مراتي سمعت الكلام ده وهي على السلم نزلت تاني وجات حكت لي.. وأنا مش عارف أعمل إيه، مع العلم إن مراتي مش مُقصرة في حقي، والمصيبة الكبيرة إن أختي ومراتي كانوا أصحاب أوي. ماعرفش أختي قالت كده ليه، مراتي مش عايزاني أكبّر الموضوع وعايزة تقفله؛ بس أنا عايز أجيب لها حقها من غير مشكلات، مش عارف أعمل إيه.. أحكي لوالدي أو لحد كبير في العائلة ولا أعمل إيه؟ آسف للإطالة. m.n لا تخلو جلسات النساء غالبا من الغيبة، وهنّ يمارسنها على سبيل التسلية، ولا يدركن عظيم إثمها عند المولى عز وجل، ولا ينتبهن لضررها في المجتمع, وقد قالت أختك هذه الكلمات غير المقبولة؛ لأنها لم تجد كلاما مفيدا أو أفكارا جادة أو جديدة تتسلى بها مع الجارة، وقد تكون في قرارة نفسها تحب زوجتك إلى حد ما, وأرى أن المحكّ الحقيقي في علاقتهما معا هي المعاملة المباشرة بينهما، وليس ثرثرة النساء التي جعلت منهن حطبا لجهنم دون أن يدرين، وقد نهانا الله عن التجسس والغيبة؛ فقد قال عز من قائل: {وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا}، وزوجتك استمعت إلى هذا الكلام بالصدفة, وأعجبني عقلها وحكمتها في طلبها منك أن تسكت وألا تكبر الموضوع؛ لكن يا ليتها ما أخبرتك بالموضوع من أساسه, وإنما عزّ عليها أن تقول صاحبتها عنها هذا الكلام, ولذلك فهي حكته لك على سبيل الفضفضة ليس أكثر. من الأفضل أن تستجيب لرأي زوجتك ولا تفتح الموضوع مع أحد من أساسه, ولكن عليك أن تنبه أختك بشكل غير مباشر إلى عدم إرتكاب ذنب الغيبة بصفة عامة؛ لأن ذلك يكثر من ذنوبها ويقلل من قيمتها في أعين الناس؛ حتى أولئك الذين يستمعون لها, علمها أن تتحدث مع الناس فيما هو مفيد ونافع وذلك بالقراءة وتجديد الأفكار, علمها أنها عندما تغتاب فهي تخطئ في حق نفسها، وعليك أن تحذرها أنه قد يكون هناك من يستمع لها دون أن تدري أو من ينقل الكلام فتوقع نفسها في المشكلات. أما عن حق زوجتك المحترمة العاقلة فقد وصل إليا بمجرد رفضك وعدم رضاك عن هذا الموقف من أختك؛ فهذا أثبت لها أنك تحبها وتقدرها وتحترم حقوقها، وهي لا تريد أكثر من ذلك, فأشكرها على رجاحة عقلها. ويجب ألا تتأثر علاقتك بأختك بسبب ثرثرتها هذه؛ حتى لا يتعكر صفو الأسرة الكبيرة, إن علاقات المودة والمحبة وصلة الرحم بين الإخوة ينبغي ألا تتأثر بكلمة طائشة صدرت من هذا أو من ذاك, ولكن المحك هو المعاملة الطيبة عندما نتقابل ونتعامل معهم بشكل مباشر، ولنا الظاهر والخفي لا يعلمه إلا الله. لتنس أنت وزوجتك ما بدر من أختك عن طريق معاملتكم الطيبة، وتنبيهاتكم غير المباشرة لها لن تعود إلى هذا الفعل ثانية بإذن الله. مع خالص تحياتي لك ولزوجتك العاقلة المحترمة الحريصة على صلتك وصلتها بأهلك وأسرتك الكريمة، فهي بشخصيتها هذه جديرة بكل الحب والاحترام من كل المحيطين بها.