أنا مسافر بره، وعندي صاحب أكتر من أخويا وأهلي، أعرفه من 7 سنين، وسايب له مالي وكل حاجة، وشغّالين بالتجارة مع بعض من زمان، وفلوسي معاه مظبوطة وبتزيد كمان. المشكلة إنه في مرة قال لي إنه عايز يخطب أخت مراتي؛ بس هو لسه ماخلصش جيش وكلية.. اتكلمت مع البنت وأقنعتها تستناه للسنة الجاية، واقتنعِتْ.. بعد كده مراتي اكتشفت إن صاحبي وأختها بيتكلموا مع بعض من زمان، وبعدين أنا اكتشفت بالصدفة وكنت آخر من يعلم.. والمشكلة الأكبر إن مراتي عارفة وخبّت عليّ.. ولما اتصلت عليه قال لي: هي أول مرة تعمل كده، وإحنا آسفين. مش عارف أعمل إيه.. مراتي خبّت عليّ؛ حتى ماقالتليش إنها كلمته.. أعمل إيه، أنا بافكّر أسيبها؟ أنا أنهيت كل حاجة مع صاحبي ده علشان خبى عليّ، وبيقول لي أنا كنت خايف أقول لك علشان منظرها قدامك. elhooot تقول إن لك صديقاً أحسن من أخيك, وقد أمِنته على أموالك، "وفلوسك معاه مظبوطة وبتزيد"، وقد استمرّت هذه الصداقة لمدة سبع سنوات. يتّضح من رسالتك أن هذا الصديق رجل لا غبار عليه؛ فهو يعرف أن لزوجتك أختاً, وأنه يمكن الارتباط بها؛ فتحدّث معها دون أن يُخبرك، ثم تحدّث معك حتى تُشارك في إتمام الزيجة.. ما الخطأ في ذلك؟! هذا الرجل يحترمك، ولا يريد أن تغضب منه، أو يفقد صداقتك.. وكونه فكّر في الارتباط بأخت زوجتك؛ فهذا معناه أنه يرغب في الاقتراب أكثر منك. ويا سيدي أنت لستَ وليّ أمر أخت زوجتك، حتى تعرف عنها كل شيء، بما فيها هذه الخصوصيات التي يرفض كثير من الأُسَر الإفصاح عنها؛ حتى يتأكد كل طرف أنه يريد الآخر بالفعل.. لك الحق أن تغضب منه لو كان غرضه غير شريف ويريد اللهو والتلاعب بأخت زوجتك؛ ولكنه فاتَحَك، ويريد التقدّم لخطبتها؛ يعني عرّفك في الوقت المناسب, وهذا أفضل من أن يكلّمك أنت أولاً ولا يتمّ الموضوع، وتحدث مشكلات أيضاً بينك وبينه. مشكلتك يا عزيزي أنك تتحكم فيما ليس لك.. لا بد أن تُفرّق بين زوجتك التي في عصمتك والتي تستطيع أن تتحكم في تصرفاتها وعلاقاتها، وبين أخت زوجتك التي ليس من حقك أن تفرض عليها رأيك أو تحاسبها على تصرف لا يعجبك.. الزوجه في القانون قرابة من الدرجة الأولى؛ بينما أخت الزوجة قرابة من الدرجة العاشرة.. الأسرار بينك وبين زوجتك ملك لكما أنتما الاثنان؛ بينما الأسرار بين الأختين أسرار عائلية لا يجب أن تطلع عليها أنت؛ فما بين الإخوة شيء, وما بين الإخوة وأزواج البنات شيء مختلف تماماً. اسأل نفسك: هل ستكون راضياً عندما تبوح زوجتك بأسرار بيتها وأسرارك لأختها؟ فهذا هو نفس الوضع من حيث القياس؛ فحق الزوجة أن تحتفظ بأسرار أختها عن زوجها، ولا شيء عليها في ذلك؛ فمعظم العائلات عند بداية الارتباط لا يُصرّحون بهذه العلاقات من منطلق عدم التوسّع في الموضوع حتى يتمّمه الله على خير.. أضف إلى ذلك أنك في الأصل مسافر؛ يعني أن الكلام بينك وبين زوجتك محدود، لا يسمح بسرد قصص وأسرار الآخرين؛ حيث يهتمّ كل منكما بمعرفة أخبار الآخر فقط، وهي الأهم بالطبع لكما.. ولا لوم على زوجتك في ذلك. إن ما يغضبك يا عزيزي هو فشلك في السيطرة على صديقك وأخت زوجتك؛ ولكن هناك حدوداً لكل شيء، وكون صديقك قد أخبرك أنه يريد أن يخطب أخت زوجتك؛ فهو مجرد "جبران خاطر" لك؛ بينما تفاصيل العلاقة تظلّ مع والديْ الفتاة وإخوتها، وليس معك أنت. وكل فرد حُرّ في طريقة التعرف على شريكة حياته بما يُرضي أهلها، ولا دخل للأصهار في ذلك. لقد ساقك الشيطان إلى تدمير علاقة الصداقة والشراكة الرائعة التي استمرّت سبع سنين, وها هو يحُضّك على ترك زوجتك وخراب بيتك وهدم أسرتك؛ متعللاً بأن زوجتك أخفت علاقة أختها بصديقك.. تلك العلاقة التي تعلم أنت والجميع أن الهدف منها هو التعرف للزواج، وليس التلاعب أو التسلية. وكثير من الشباب الآن يفعلون ذلك في الجامعات، والشركات، والمصانع، وعبر الشات، وغيرها من طرق التعارف، وإذا حدث الوفاق يتمّ الزواج، وإذا لم يحدث انصرف كل منهما إلى حال سبيله؛ بعيداً عن مشكلات ومهاترات الأُسر والتكاليف المادية والاجتماعية. إنها متغيرات العصر ومتطلباته, فاستعذ بالله من الشيطان الذي يريد أن يُفسد عليك حياتك، كما أفسد صداقتك وقوَّضَ أركانها.