السلام عليكم.. أولاً أنا أحب أشكركم جداً على المواضيع المفيدة. ثانياً عندي مشكلة هي إني خاطب من فترة مش طويلة من ثلاثة شهور فقط، وحصلت مشاكل بيني وبين أم خطيبتي، وهي باختصار عايزة تعمل فرح، وأنا من أسرة متدينة وحافظ للقرآن الكريم، وأحياناً باصعد المنبر، ولو سمعت كلامهم وعملت فرح يبقى أرضيتهم هم وأغضبت الله عز وجل مني، وسيكون عقابي شديد.
اتكلمت مع خطيبتي، وقلت لها: إنت مايهمكيش الفرح، يهمك الراجل اللي يراعي ربنا فيكِ؛ ولكن أمها مصممة على رأيها إنها تعمل فرح؛ مع إني بحبها وهي بتحبني؛ ولكن المشكلة أمها؛ فبعثت لها رسالة وقلت لها: لو عايزاني على رضاي لله أنا موجود، أما إذا كنت عايزة رضاكِ وغضب ربنا؛ فده مش عندي وكل شيء قسمة ونصيب؛ فماذا أفعل حتى لا أظلمها معايا؟
TONA
مرحباً بك صديق "بص وطل" وزواج مبارك بإذن الله تعالى.. أعلم جيداً مقدار الحيرة التي تنتابك والتي قد تُشعرك بمشاعر تتناقض تماماً مع مشاعر الفرحة كخطيب لإنسانة تحبها.
ولكن دعنا نفكر قليلاً؛ فأنت إنسان ملتزم كما تقول، وأحياناً تصعد المنبر؛ إذن حينما أقدَمْت على الارتباط بفتاة لتكون زوجة المستقبل وأماً لأبنائك بإذن الله تعالى؛ فقد حرصت على أن تكون أيضاً فتاة ملتزمة ومن أسرة كريمة، وهي دليل على صفات وأخلاق أسرتها، هذا بالإضافة للاتفاق بينكما في الصفات والأخلاق وأشياء أخرى كثيرة.
الفتاة الملتزمة لم تأتِ إلا من أصل طيب، أليس كذلك؟ وبطبيعة الحال؛ فإن أي أم وأب يحلمان باليوم الذي يشهدان فيه فرحتهما بأبنائهما، ولا يَشترط هذا مواصفات محددة؛ فقد تختلف وسائل التعبير عن الفرحة من أسرة لأخرى ومن بلد أو مجتمع لآخر.
وتبقى ليلة الفرح أو الزفاف -التي لم ينهنا عنها الله عز وجل ورسوله الكريم- هي الحلم الموحّد بين الجميع؛ إلا أن الشيء الخاطئ هو أن يسرف الطرفان في إظهار مشاعر الفرحة؛ كأن يقيما ليلة فرح بمبلغ وقدره، أو أن تكون ليلة رقص واختلاط وارتكاب للذنوب والمعاصي؛ حتى وإن كانت بالنظر.
حينما خلق الله الإنسان، وهبه قلباً يشعر بالفرحة والسعادة التي تزين حياته، وأعتقد أن القناعة والرضى والتفاهم هي بذور تلك السعادة.
صديق "بص وطل" لم تذنب والدة الفتاة في المطالبة بإقامة فرح لابنتها، كما أنك لم تخطئ في شعورك بالخوف من إغضاب الله عز وجل؛ لكن الخطأ هو أن تضع رغبة تلك الأم في محكّ الاختيار.
لهذا فنصيحتي لك أولاً ألا تتحدث عن والدة الفتاة بأي سوء، ولا تجعل الشيطان يضع بينكما حاجزاً؛ فستكون بمثابة أمّ ثانية لك بإذن الله، وحاول معها في إيجاد البديل، ولا تسلبها حق الفرحة؛ فقد تكسر قلب أمّ رسمت في مخيلتها ملامح يوم زفاف ابنتها الغالية على الرجل الذي يتقي الله فيها.
ما رأيك في أن تقترح على الفتاة ووالدتها عمل فرح إسلامي؛ بحيث تفرح الفتاة بالشكل الذي يرضيها، وتقنعهما بهدوء وحنان أن الفرحة لا تشترط أن يجتمع الرجال فيه مع النساء، وأنك لا تفكّر أبداً في الماديات أو حرمانهما من الفرحة التي كفَلها لهما الله تعالى.. وهناك الكثير من القاعات الإسلامية يكون فيها فصل بين الرجال والنساء؛ بحيث يحلس الرجال في قاعة والنساء في قاعة أخرى على راحتهم وكما يحلو لهم من ملبس وإظهار للفرحة.
وماذا عن ليلة الحنة التي تجتمع فيها الفتاة مع قريباتها وصديقاتها، اجعلها ليلة فرح تسبق ليلة العمر، وتأكّد من أن الحوار الهادئ ومحاولة إيجاد البدائل المريحة بلا تحفز، هو الحل الأمثل.
أرجو منك ألا تتعجل في هذا الحكم الخاطئ في الابتعاد عن خطيبتك؛ وحتى إن كان حدث بالفعل؛ فيمكنك التراجع، وصدّقني فهذا لن يُقلّل منك أو من شخصيتك بمقدار ذرة؛ ما دامت الفتاة كما ذكرت ملتزمة ومهذبة وتعِي حدود دينها، وأيضاً تحبك.