السلام عليكم يا بص وطل، بجد محتاجة رأيكم ضروري، يمكن مشكلتي ما تكونش عويصة أوي في نظر البعض؛ بس هي مهمة أوي بالنسبة لحياتي الجاية كلها، وهيتوقف عليها حاجات كتير. الموضوع متعلق بفرحي، أنا عندي 27 سنة ومخطوبة لإنسان كويس والحمد لله، ورغم إن ارتباطنا كان صالونات عن طريق الأهل؛ بس الحمد لله اتحول لقصة حب حقيقية من الطرفين، ولأنه كان مسافراً بعد الخطوبة فضّلنا أن نكتب الكتاب قبل ما يسافر لأن اللي كان هيكتبه بتوكيل هو أخوه، وأنا كنت عايزاه معايا بنفسه في يوم زي ده. المهم كتبنا الكتاب والحمد لله، وحددنا موعد الفرح في شهر 7 الجاي، واتفقنا على كل حاجة؛ بس بعد سفره لقيته بيعرض عليّ أسافر له من غير فرح، وقال لي أسبابه كلها اللي هو مقتنع بيها.. يمكن فعلاً بعض الأسباب دي عملي ومقنع. بس المشكلة إن زيي زي أي بنت.. كنت باحلم بيوم فرحي وأنا مع الإنسان اللي بحبه، غير كده والدتي صعب أوي -إن لم يكن مستحيل- إنها توافق على حاجه زي دي، وأنا مش عايزة أبتدي حياتي بمشكلة معاه ولا مع أهلي، ومشتتة بين رغبتي أن يكون لي فرح زي كل الناس وبين رغبتي في إرضائه، ومش هاعرف أرضيه وأرضي أهلي في نفس الوقت. وعايزة أوضّح حاجة؛ إني كتير باحس إنه واحشني بجد، وإن نفسي أروح بسرعة وأعيش معاه؛ لأن جوانا مشاعر حقيقية وبنوحش بعض بجد؛ بس برضه باقول أستنى وأشوفني بفستان الفرح. والله العظيم حيرتي كبيرة جداً، ومش عارفة أعمل أي حاجة من كتر تفكيري في الموضوع ده، يا ريت تساعدوني في اتخاذ القرار يمكن تكونوا شايفين نقاط أنا مش واخدة بالي منها. bonetaaaaa وعليك السلام ورحمة الله وبركاته صديقة بص وطل العزيزة.. مشكلتك صديقتي بالفعل مشكلة حساسة؛ لأن ليلة الزفاف، أو كما يقولون ليلة الفرح، أو كما يقول الشرع الحنيف ليلة الدخول، أو الدخلة بالعامية؛ ليلة يلزمها شيئان لا يجتمعان مع ما يطلبه زوجك بالعقد الرسمي الذي كتبه عليك قبل سفره إلى مكان عمله. الشيء الأول: هو الإشهار؛ فالزواج كما يلزمه عقد، يلزمه إشهار؛ بمعنى أن يحضر عدد من الناس الأقارب والأصدقاء يشهدون على أنه تم الدخول بالزوجة، وبذلك يحقّ لها المهر كاملاً ونفقة المتعة وكل ما كتبه لها الزوج في قائمة المنقولات في عقد الزواج. وهذا بالطبع في حال -لا قدر الله- حدث بينهما فراق بالطلاق.. فالإشهار هنا يحفظ للزوجة حقها في أن الزوج دخل بها ولم تعد بكراً.. ويحق لها كل ما كتبه لها الزوج على نفسه، وعدّتها ثلاثة قروء (حيضات أو طهرات) يعني ثلاثة أشهر لمن ليست حاملاً. أما عدم الإشهار؛ يعني أنك كما أنت الآن زوجة بعقد فقط دون دخول (عذراء)، وهذه في حال الطلاق -لا قدر الله- لها نصف المهر المتفق عليه في العقد فقط ولا عدة عليها. أما الشيء الثاني: فهو الوليمة، وهي من السنة المطهرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن يقيم أهل العروسين حفلاً فيه وليمة؛ يعني طعاماً يأكل منه الأهل والأقارب والأصدقاء ويدعون للزوجين بالرفاء والبنين. أضيفي إلى هذا صديقتي مناسبة العرس ذاتها وبهجتها وفستان العروس الذي تحلم به كل فتاة من طفولتها، كذلك صديقتي تسجيل المناسبة للذكرى بصور الزفاف التي تجمع العروسين وأهلهما في محبة وفرح كذكرى جميلة لليلة جميلة كبداية جميلة أيضاً لحياة سعيدة. ولا يشترط صديقتي لتحقيق ذلك أن يكون الزفاف في "أوتيل" خمس نجوم، ومظاهر بذخ لا داعي لها على الإطلاق؛ حيث تعتبر إسرافاً لا داعي له.. ويكفي حفلة بسيطة في البيت أو مكان بسيط متواضع الثمن وطعام يكفي الأقارب والأصدقاء، أو يجتمع الرجال الأقارب والأصدقاء في المسجد ويحدث الإشهار بعد صلاة المغرب وتقدّم صواني الطعام الكبيرة للمصلّين، على أن ينتهوا من طعامهم ونظافة المكان قبل صلاة العشاء؛ فتقام الصلاة ويدعو الموجودون للعروسين باليُمن والبركة والسعادة والذّرّية الصالحة، وتفعل النساء في البيت ما يحلو لهن. صديقتي.. هذا حق لك وحق على زوجك لابد وأن يتم في بيت أبيك، ثم يصحبك زوجك -ولو في ذات الليلة- للعودة إلى بلد العمل ليتم البناء (الدخول) بينك وبينه كبداية لحياة مستقلة سعيدة إن شاء الله. إذن لابد وأن يعلم زوجك أن الإشهار والوليمة من سنن الله في الزواج، ولابد من حدوثهما ليبارك الله لكما في هذا الزواج ويرزقكما خير الزواج ويكفيكما شره. وأن يعلم أيضاً أن سفرك معه كبداية لحياة كلها عسل إن شاء الله، خير من سفرك بمفردك، وأن هذا يرضي أمك التي سيكون رضاها عليكما مصدراً لسعادتكما بدعائها لكما، وأن أهله سيفرحون به أيضاً وسيسعدون معه في ليلة عمره. توفّرت لك الآن صديقتي الأسباب التي يمكنك أن تقنعيه بها عن طريق الإقناع العقلي، وعن طريق الحب، وعن طريق الدلال أو أي طريق تجدينه مناسباً ليأتي في إجازة يتمم الزواج ويطير بك إلى حيث عشكما الجميل. فلا تبخلي على نفسك بحقك في الفرح الجماعي؛ فلن يعوّضك الفرح الفردي عن عدم وجود صور أو شريط فيديو يذكّركم بليلة العمر بعد سنوات وسنوات منها، وستظل ذكرى عدم مشاركة الأهل والأصدقاء الفرح وتسجيله، غصة تتذكرينها كلما رأيت صور غيرك.. حاولي مرات ومرات في إقناعه وقولي له: إن هذه ليلة واحدة في العمر لا يمكن تعويضها.