أنا مخنوق من حاجات كتير، ويمكن دي أول مرة أتكلم فيها مع حد، يمكن عشان مش لاقي حد أتكلم معاه، حاسس إن كل حاجة في الدنيا ضدي حتى الحب ضدي، يوم ما أحب إنسانة تطلع بتخدعني بحب وهمي؛ رغم إني عملت كل حاجة تضمن إني أحافظ عليها وما أضيّعهاش مني لغاية كتب الكتاب، وكل شيء راح. وعملت مشروع وبدأت فيه، وسعيت إني أشتغل كويس فيه، وربنا يعلم إني راعيت ضميري فيه إلى أبعد مدى، ومع ذلك فشل؛ حتى الناس اللي حواليّ لقيت كتير منهم بيخدعوني. أنا مش عارف أعمل إيه، ولا عارف إيه اللي بيجرى لي؟ وليه بيجرى لي؟ حاسس إن ما حدش بيحبني، وحاسس إن ما فيش فيّ حاجة تتحب أصلاً، قربت أيأس حتى من حياتي. ahmad
قد تتعجب إذا قلت لك إن كل ما رويته هو دعوة بَحْتة للتفاؤل، وتوقّع خير لما سيكون عليه مستقبلك إن شاء الله؛ فكل ما ذكرته يعني أنك شاب طموح وجادّ وملتزم، وهذه صفات إذا توافرت في شخص يكون من الصعب جداً ألا يكون من أعلام المجتمع ومشاهيره؛ بشرط ألا ييأس وألا يقنط من رحمة الله تعالى، وأن يواصل بجد ودأب طريقه معتمداً على ربه عز وجل وعلى مهاراته التي منحها إياه ربه تبارك وتعالى. صديقي من قال إن طريق النجاح سهل، وأنك بمجرد أن تسير فيه خطوات ستصل للنهاية، ومن قال إن الفشل عدو للنجاح...؟ إن التعثّر والعقبات التي يقابلها الإنسان هي التي تصقل شخصيته وتجعله مميزا،ً وكلما كان الشخص مميزاً كان تغلّبه على مشكلاته والعوائق التي تواجهه أفضل وأكبر، وطريقه لتحقيق المزيد من التميز والنجاح. صديقي بقراءة سير كبار العلماء والأدباء والمشاهير ومن قبلهم الأنبياء وحتى الفنانين؛ نجد أن بدأ طريقه سهلاً وبسيطاً؛ فإن مصيره يصير شيئاً من اثنين: إما أن يظل شخصاً عادياً في مجاله أو حتى يكون أقل من العادي؛ لأنه لم يتعب ولم يعانِ الفشل ولم يتعلم من أخطائه؛ على عكس؛ من يتعب في البداية يتجنب الأخطاء التي وقع فيها في المستقبل، ويحوّل فشله بعون الله تعالى إلى نجاح وتميّز إن شاء الله. فكثيراً ما نعتبر أننا فعلنا ما علينا بالفعل؛ ولكن نكون مخطئين في هذا، وكثيراً أيضاً ما نفعل ما علينا؛ ولكن نتيجة عملنا تأتي في صورة أشياء أخرى يرفع الله بها ابتلاءات أو ينعم علينا بنعم لم نكن نحلم بها. فبالنسبة لمن خدعك وتشعر بعدم حبه؛ فكن صريحاً مع نفسك، واعلم لماذا لا يحبك؟ وهل شعورك هذا حقيقي؟ وهل هو ناتج عن مواقف جادة وحقيقية أم مجرد تخيلات أو حتى نتيجة مواقف عادية نتيجة لاختلاف أمزجة البشر من وقت لآخر؛ فلا يجب أن نحكم عليهم إلا من خلال العديد من المواقف وفي أوقات مختلفة حتى نعلم سمات الشخصية الحقيقية ونفرّقها عن التغيرات الطارئة التي تظهر علينا جميعاً في أوقات مختلفة؛ ففكر مع نفسك في هذه المواقف لتعرف كنهها ومعناها، وثم نحكم عليهم وعلى علاقتك بهم بصدق ودون أن تكلّفهم أو تكلّف نفسك ما لا تطيق. أما عن فتاتك التي سعيت من أجلها؛ فعليك أن تفخر أنك كنت رجلاً وأصررت على السعي بجد وشرف لتصل لهدفك، وكما قلت لك إنه ليس من الضروري أن تأتي النتيجة في الموقف الذي بذلت فيه جهدك؛ فقد يعوّضك الله تعالى بأفضل منها، وقد يعود الود بينكما بعد أن يختبر الله تعالى صبرك، وقد تكون النتيجة في أشياء أخرى مثل الصحة أو راحة البال أو غيرها من نعم لا يدرك قيمتها إلا ذو عقل وبصيرة. أما عن مشروعك فلا خاب من استشار؛ فحاول استشارة أهل الخبرة حتى لو زادت بعض التكاليف في البداية؛ لكن حتى تضمن أن يكون الأساس فعلاً سليماً، ومن أهل الخبرة والعلم؛ فليس عيباً أن تطلب المساعدة في بداياتك حتى تقف على قدميك وتحقق النجاح المنشود بإذن الله. فواصل سعيك، وتوكل على الله، وخذ بالأسباب، ولا تيأس، وكرر محاولاتك حتى تصل لهدفك الذي رسمته لنفسك وطمننا عليك.