أحببت بجنون وأنا متزوجة، أحببت شخصاً آخر غير زوجي، الذي لا أشعر معه بطعم السعادة؛ لكنني أشعر معه أنني ميتة، لا أشعر بشيء في الوجود من جمال، أنفر منه ومن مجرد النظر في وجهه. هذا الشخص الذي أحبه يريد الزواج مني، وأنا أتمنى أن أتزوّجه؛ لكنني لا أستطيع لأن لي أطفالاً، ومعنى زواجي بآخر أن أبتعد عن أطفالي.
أنا في عذاب.. هو الآن يخيّرني؛ إما أن نتزوج، أو يتركني ويتزوج بأخرى؟ لأنه استمرّ معي 3 سنوات كلام على الشات، ولم أقابله إلا مرة واحدة.
أحبه بجنون، ولا أعرف كيف أتخلص من حبه، وهو الآن ينوي الزواج بفتاة جارته تحبه هي أيضاً؛ لكنه يُفضلني عليها، ويقول إنه مستعدّ للزواج بي في أي وقت أنا أحدده.
المشكلة هنا الآن أنني أريد أن أبتعد عن حبه حتى لو تزوّج بأخرى؛ فحبه في قلبي لا أستطيع التخلّص منه.. أُصلّي وأدعو ربي أن أنساه لكنني لا أستطيع.. حيلتي قليلة، والسبب أن حب زوجي لا يُسعفني لمواجهة ذلك.
ماذا أفعل كي أنساه.. أفيدوني أفادكم الله.
r.e
أتعاطف معك جداً صديقتي؛ فالقلوب في يدِ الله تبارك وتعالى يُقلّبها كيف يشاء.. ولن أتّهمك بالخيانة الزوجية؛ لأنك سمحتِ لنفسك بالكلام مع شخص آخر كنت متأكدة أنك ستقعين في حبه؛ لأنك محرومة من الحب وتبحثين عنه.. ولن أتهمك بالخطأ لأنك تزوّجت رجلاً لا تحبينه؛ فالكثيرات يتزوجن عن غير حب؛ عسى الله أن يجعل العِشرة أحلى من الحب.
ولكن سألومك بشدة، على صبرك على زوج تكرهينه وتكرهين النظر في وجهه؛ حتى أنجبت منه أطفالاً لا طفلاً واحداً؛ مما يعني أنه برغم أنك لا تحبين هذا الزوج؛ إلا أنه لم يكن لديك مانع للحياة معه، تخدمينه وتخدمين أولادك منه؛ مضحّية بحبك؛ لأن الله تبارك وتعالى عوّضك بحب أولادك.
كذلك سأتّهمك بالغفلة؛ لأنك بيدك وضعت نفسك في موقف لا تُحسدين عليه؛ فاختيارك بين أولادك وبين حب عابر قد يتبدّل أو يتغير، ليس من العدل في شيء.. والسبب أن أولادك هم أطفال اليوم الذين تحتاجينهم لأمومتك، وإحساسك بأنهم جزء منك، لا يمكنك الاستغناء عنه، وهم رجال الغد الذين سيؤنسون وحدتك ويهتمّون برعايتك في شيخوختك، ويُخفّفون عنك في أحزانك وفي مرضك.
وحبيبك رجل بالفعل، أحسست معه أنك أنثى وأنك ملكة مُتوّجة على قلبه، وأن حبه لك مستمرّ استمرار الحياة، وأنه يمكن أن تكون لك معه حياة وتُرزقين منه أولاداً يعوّضونك عن أولادك من هذا الزوج المكروه.
ولكي أسهّل عليك الأمر، وأقول لك إنه ليس عيباً أن تتزوجي حبيبك، ولك حقك في أولادك بالقانون؛ فلك حقّ رؤيتهم كل أسبوع أو كل مدة؛ فلن يستفيد منك أطفالك وأنت ممزقة بين رجُلين؛ واحد منهم يملك قلبك والآخر يملك جسدك.
عليك أن تفكّري جيداً، آلاف المرات، في كل العواقب التي ستواجهك الآن وفي المستقبل مثل: هل سيطلّقك زوجك ببساطة؟ وهل سينتظرك الآخر حتى يتمّ الطلاق ووتنتهي العدة؟ أم سيقول في نفسه: إن من تَرَكَت زوجها وأولادها من أجل رجل قال لها كلام حب، ستتركه عندما تشعر باحتياجها للحب مرة ثانية؟
أم تُرى أنه بعد طلاقك وخسارتك لبيتك وهدوئك مع زوجك، تكون الأخرى (التي تحب حبيبك معك) قد فازت به وتزوّجته وتركتك لأصابعك تعضّين فيها بقية العمر.
ادرسي الموضوع صديقتي بعقل وحكمة، وزِنِي المسألة لمصلحتك؛ من خلال أن حبك لأولادك حب دائم مستقرّ، ستحصدين ثمرته في وقت ينتهي فيه الشباب والصحة، وأنك تختارين بين حقيقة وسراب؛ فالحقيقة هي بيتك المستقرّ وزوجك الذي لم تشتكي منه؛ لدرجة أنك ربطْت نفسك به بلحم ودم ومشاعر؛ هم أطفال اليوم، وغداً رجال ونساء سيحاسبونك؛ لأنك سبب في وجودهم وهم ليسوا سبباً في مشكلتك.
فكّري أيضاً بعقل في حبيبك هذا الذي هو على اتصال بأخرى يقول إنها تحبه؛ يعني على اتصال بك وبغيرك في آن واحد.. فكري بالعقل صديقتي، وحساب مصلحتك في الحب -التي هي مجرد كلام حتى هذه اللحظة- أمام خسارتك في بيتك وفي أولادك، وفي احتمال أنه بعد طلاقك لا تجدين حباً ولا غيره، واحتمال أخير أنك تُنبّهين زوجك كي يكرهك ويبدأ ينغّص عليك حياتك.
فكّري بالعقل والحساب للمكاسب والخسارة، وأنا واثقة أنك ستتمكّنين من حلّ مشكلتك بنفسك، وأن تعرفي أن ربك سبحانه وتعالى قد اختارك للأمومة، ولو صبَرْتِ عليها سيعوّضك بحب زوجك، عندما يجعلك تنظرين لحسناته التي تبدأ بوجودك في بيته، وتنتهي بقلبك الماشي على الأرض (أولادك).
فكّري، وانظري لحسنات والد أولادك؛ عسى أن يفتح الله بينكِ وبينه بالحق، ويبدّل ما بينكما من كراهية إلى حب؛ فهو سبحانه القادر الذي يقول للشيء كن فيكون.