رئيس جامعة المنصورة يكشف تفاصيل الوجود في تصنيف التايمز البريطاني    كفر الشيخ تطلق حملة نظافة مكبرة استعدادًا لعيد الأضحى المبارك    تعرف على سعر الذهب اليوم الجمعة 14-6-2024 محليا وعالميا    وفد وزارة العمل يناقش تفعيل "إعلان المبادئ الثُلاثي" بجنيف    «الإسكان»: إيقاف وإزالة مخالفات بناء في 4 مدن جديدة.. واستمرار الحملات أيام العيد    المرصد الأورومتوسطي: وثقنا 33 شهادة جديدة بشأن تعذيب المعتقلين الفلسطينيين    الجيش الإسرائيلي: إطلاق نحو 30 صاروخا باتجاه مناطق شمال إسرائيل دون وقوع إصابات    صخرة المغرب ينتقل إلى كريستال بالاس    وسام أبو علي يغيب عن قمة الأهلي والزمالك    أعمال اليوم الحادي عشر من ذي الحجة.. شعائر مباركة ودعاء خالص    رفع حالة الطوارئ في مستشفيات بنها الجامعية استعدادا لعيد الأضحى    بسبب خلافات أسرية.. ربة منزل تنهي حياتها ب الحبة القاتلة بالمنيا    الاستعلام عن صحة 4 أشخاص أصيبوا في حريق شقة سكنية بالوراق    ضبط 6 متهمين بتشكيل عصابة للنصب الإلكتروني في الشرقية    سعر ساعة محمد صلاح.. خطفت الأنظار في حفل زفاف محمد هاني    بعد الفوز في كان السينمائي.. تكريم فريق بانوراما برشا بمهرجان المسرح التجريبي    أعمال يوم التروية لغير الحاج.. عبادات تغفر الذنوب    مقام سيدنا إبراهيم والحجر الأسود في الفيلم الوثائقي «أيام الله الحج»    عناوين مراكز الوقاية ما بعد التعرض للعقر من الحيوانات بكفر الشيخ    التضامن: استمرار عمل الخط الساخن لعلاج مرضى الإدمان خلال عيد الأضحى    وزير الإسكان: جار إجراء التجارب لتشغيل محطة الرميلة 4 شرق مطروح    «التعاون» تُصدر تقرير استراتيجية دعم العمل المشترك بين بلدان الجنوب    تشكيل ألمانيا المتوقع ضد اسكتلندا في افتتاح كأس الأمم الأوربية 2024    بايدن يتجول بعيدا فى قمة ال "G7" ورئيسة وزراء إيطاليا تعيد توجيهه.. فيديو    "السكة الحديد" تخصص عددا من القطارات لخدمة أهالي النوبة    4 خطوات تساعدك على الوقاية من مرض الاكتئاب    يوم التروية في الحج.. أهم الأعمال المستحبة والمناسك    نقل شعائر صلاة الجمعة من مسجد الكبير بالمحلة    جامعة قناة السويس تنظم تدريبًا لتأهيل طلابها لسوق العمل    أفضل رسائل التهنئة بمناسبة عيد الأضحى 2024    رئيس جامعة حلوان يهنئ السيسي بحلول عيد الأضحى المبارك    32 ألف كادر طبى لخدمة الحجاج.. ومخيمات عازلة للضوء والحرارة    الأغذية العالمي: موسم الأمطار يعرقل تقديم الدعم بالسودان    الحجاج يرتدون ملابس الإحرام اليوم.. والبعثة الرسمية: حجاجنا بخير    أزهري يوضح موعد ذبح الأضحية.. والصيغة الصحيحة لتكبيرات العيد    الدوما الروسي: واشنطن تقوض الثقة في الدولار من خلال فرض عقوبات غير قانونية    القاهرة الإخبارية: استشهاد فلسطينى فى قصف لزوارق حربية إسرائيلية بخان يونس    «غرفة أزمات مركزية».. خطة وزارة الصحة لتأمين احتفالات عيد الأضحى وعودة الحجاج    إجراء مهم من «هيئة الدواء» للتعامل مع نواقص الأدوية خلال عيد الأضحى    الجيش الأمريكى يعلن تدمير قاربى دورية وزورق مسير تابعة للحوثيين    «لن نراعيه»| رئيس وكالة مكافحة المنشطات يُفجر مفاجأة جديدة بشأن أزمة رمضان صبحي    كاميرا القاهرة الإخبارية تنقل صورة حية لطواف الحجاج حول الكعبة.. فيديو    الجيش الروسى يعلن إسقاط 87 طائرة مسيرة أوكرانية خلال 24 ساعة    البطاطس تواصل ارتفاعها داخل أسواق كفر الشيخ قبيل عيد الأضحى    صفارات الإنذار تدوي في كريات شمونة بسهل الحولة والجليل الأعلى شمالي إسرائيل    سعر الريال السعودي اليوم الجمعة 14 يونيو 2024 مقابل الجنيه المصري بالتزامن مع إجازة البنوك    مصطفى فتحي يكشف حقيقة بكائه في مباراة سموحة وبيراميدز    إنبي: زياد كمال بين أفضل لاعبي خط الوسط في مصر.. ولا أتوقع تواجده في الأولمبياد    تنسيق مدارس البترول 2024 بعد مرحلة الإعدادية (الشروط والأماكن)    حاتم صلاح: فكرة عصابة الماكس جذبتني منذ اللحظة الأولى    باسل عادل: لم أدع إلى 25 يناير على الرغم من مشاركتي بها    ملف رياضة مصراوي.. هزيمة الأهلي.. قائمة الزمالك.. وفوز بيراميدز    سموحة يرد على أنباء التعاقد مع ثنائي الأهلي    طريقة عمل الفشة في خطوات سريعة قبل عيد الأضحى.. لذيذة وشهية    هشام قاسم و«المصري اليوم»    برج الجدى.. حظك اليوم الجمعة 14 يونيو: انتبه لخطواتك    يورو 2024| أصغر اللاعبين سنًا في بطولة الأمم الأوروبية.. «يامال» 16 عامًا يتصدر الترتيب    مستقبلي كان هيضيع واتفضحت في الجرايد، علي الحجار يروي أسوأ أزمة واجهها بسبب سميحة أيوب (فيديو)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الشيخ عبد الحليم محمود.. الرجل الذي حفظ للأزهر مكانته
نشر في بص وطل يوم 30 - 09 - 2010

لست أدري كيف أبدأ الحديث عن هذا الرجل العظيم والداعية الكبير والشيخ العلامة الجليل، الإمام الأكبر وشيخ الأزهر الأسبق، الشيخ عبد الحليم محمود، فهو نجم في سماء الحقيقة، ونموذج فريد للعالم العامل بما يعلم، والشيخ الذي رفع سلطة العلماء على علماء السلطة بل ورجالها، وهو الرجل الذي قال "لا" لرئيس الجمهورية الراحل أنور السادات، وهو الإمام الإمام الذي الذي ألبس التصوف عباءة الأزهر..
وُلِد الشيخ عبد الحليم محمود في قرية "أبو الحمد" بمدينة بلبيس محافظة الشرقية، في 12 مايو 1910م، ونشأ في أسرة كريمة مشهورة بالصلاح والتقوى، وكان أبوه ممن تعلم بالأزهر، لكنه لم يكمل دراسته فيه.
حفظ القرآن الكريم والتحق بالأزهر، وحصل على شهادة العالِمية سنة 1932م، ثم سافر على نفقته الخاصة لاستكمال تعليمه العالي في باريس، ونجح في الحصول على درجة الدكتوراه في التصوف الإسلامي.
وبعد عودته إلى مصر عمل مدرسا لعلم النفس بكلية اللغة العربية، وتدرج في مناصبها العلمية حتى عين عميدا للكلية سنة 1964، ثم اختير عضوا في مجمع البحوث الإسلامية، ثم أمينا عاما له، ثم اختير وكيلا للأزهر سنة 1970، ثم وزيرا للأوقاف وشئون الأزهر، ثم شيخا للأزهر عام 1974.
كرامة العلم والعلماء فوق كرسي السلطة
حياة هذا الرجل حافلة بالإنجازات والمواقف التي ثبّتت -في قلوب وعقول المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها- قيمة الأزهر، والمكانة الرفيعة لشيخ الأزهر، حين يتولى هذا المنصب عالم جليل مثله لا يخشى في الله لومة لائم.. رجل يعرف قدر العلماء وأن كرامتهم فوق كرسي السلطة، وفوق كل سلطة لا تعطي للعالم حقه..
الشيخ في مواجهة عبد الناصر
بعد عودة الشيخ من فرنسا في فترة رئاسة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر كان الشيخ "عبد الحليم" يرتدي "البدلة"، وفي خطاب ألقاه عبد الناصر قام بالتهكم على علماء الأزهر، وقال عليهم "إنهم يُفتون الفتوى من أجل ديكٍ يأكلونه".. فهل صمت الرجل وتواطأ؟ هل اعتبر ذلك مزحة من السيد الرئيس ومداعبة يتبسم لها وتمر مرور الكرام وكأنه لم يسمعها؟ لا لم يفعل الرجل أيا من هذا، بل اعتبر ذلك إهانة له ولمشايخ الأزهر ولعلماء المسلمين، فجاء رده حازما قاطعا مؤثرا مهذبا بلا ضجيج.. فما الذي فعله؟
قام بخلع "البدلة" وارتدى الزي الأزهري، وطالب زملاءه أن يحذو حذوه، فاستجابوا له كنوع من التحدي ورفع هذه الإهانة عن الأزهر وعلمائه، وعلمت مصر كلها بل والعالم العربي بموقفه هذا، فزاد تقديرا واحتراما..
الشيخ في مواجهة السادات
عندما صدر قانون الأحوال الشخصية والذي ينص على تقييد الطلاق ومنع تعدد الزوجات خلافاً للشريعة الإسلامية، وقف الشيخ بقوة في وجه هذا القانون قائلاً: "لا قيود على الطلاق إلا من ضمير المسلم، ولا قيود على التعدد إلا من ضمير المسلم {وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [آل عمران: 101]، وعندما أرسل السادات من يحاولون الضغط عليه قدّم استقالته.. فاهتزّ لها العالم الإسلامي، واضطر السادات بذكاء وحكمة أن يتراجع عن موقفه.. وبالفعل تم إلغاء هذا القانون؛ لتصبح كلمة الله هي الأعلى وشريعته هي الأولى والأخيرة.. فلا تهاون في حق ولا مداهنة عند بلوغ الحقيقة.
عمامة الأزهر وروح التصوف
لقد جمع هذا الإمام الكريم بين الحفاظ على شريعة الله، متخذا عمامة الأزهر رمزا لها، في الوقت الذي عاش فيه بروح التصوف الحق.. كان يرى أن التصوف ليس زهدا في الحياة وهروبا منها، بل هو فلسفة حياة يثريها وينمّيها..
لقد فهم التصوف الذي يرى الحياة جهادا وكفاحا ومواقف مشرفة، وارتفاعا بالقيم الإنسانية، وعمل بذلك التصوّف الذي يرى الحياة جمالا وكمالا وعملا..
ولهذا لم يجد الشيخ من يشكّك في أن تصوّفه هو حقيقة الدين، فقد كان متّبعا غير مبتدع.. وكان بعيدا عن المظاهر الكاذبة والتمسك الأعمى بالسلطة والتبعية لها..
لقد عاش الأزهر أزهى عصوره على يد الرجل، وبصدقه وفكره، وقلبه وروحه ومواقفه كان الأزهر علامة على الإسلام الحق والمسلمين الحقيقيين..
مؤلفاته:
ترك الشيخ عبد الحليم محمود تراثا ضخما مادة ومضمونا؛ فمن مؤلفات الشيخ:
المنقد من الضلال
الإسلام والعقل
التفكير الفلسفي في الإسلام
السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي
ونحن إذ نحتفي بهذا الشيخ الجليل في وقت يكاد يغيب فيه صرح الأزهر عن عيون العالم الإسلامي، وقد غاب علماؤه عن الساحة، متلمسين المبرر القائل "لا سياسة في الدين ولا دين في السياسة".. نُذكِّر هؤلاء أن المسئولية ليست شرفية، وإنما هي عمل وكفاح وعلوّ بكلمة الله فوق كل كلمة، وأمر الله فوق كل أمر...
فرحم الله الشيخ عبد الحليم محمود، وأدخله فسيح جناته، فقد وفّى برسالته وأدّى أمانته.. ونصح للمسلمين في عهده.. وسار على نهج النبي الكريم قدر استطاعته... ورضي الله عن كل من اتّبع سنة النبي، وعمل بعلمه، وعلّم المسلمين بالقدوة ونفع بالكلمة..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.