في كل مرة سوف أقدّم لك ترجمة وكلمات أغنية أجنبية من أيام شبابي (أي عندما كانت الديناصورات تجوب المستنقعات المغطاة بالسراخس). أغنية دفنت وغطاها الصدأ فالتراب، لكن يكفي أن تحملها بين أناملك لتدرك أي بريق وسحر فيها.. سمّه ما شئت.. سمّه نوعاً من ثرثرة العجائز على غرار (الغنا ده كان أيامنا إحنا).. أو سمّها رغبة في أن تشاركني هذه النشوات القديمة.. المهم أني أضمن لك الاستمتاع.. أحب الكثيرون الأغاني الريفية التي قدّمناها في هذا الباب؛ مما أغراني بأن أقدم أغنية ريفية أخرى.. أو –للدقة– أغنية أخرى من الغرب الأمريكي. هناك فارق بين المصطلحين Country و western لكننا بالطبع لا نسعى وراء التخصص، ولا نبغي المزيد من التعقيد. إنها أغنية رائعة وسوف تحبها بالتأكيد؛ لكن لو كنت قد رأيت فيلم "الرجل الأشهب" Grizzly man للمخرج الشهير "هيرتزوج"؛ فإنك لن تنساها في مشهد النهاية.. الفيلم لمن لا يعرفه هو قصة حقيقية عن الشاب "تريدويل" الذي كان مولعاً بتصوير الدببة والاقتراب منها في ألاسكا، وظل على هذا المنوال سبعة عشر عاماً إلى أن التهمه دب أشهب عملاق هو وصديقته.. كانت الكاميرا مفتوحة وقت القتل وقد سجّلت كل شيء؛ لكن أقارب تريدويل دمروا الفيلم حتى لا يصير تسلية للناس على اليوتيوب. الفيلم لم يقدم لنا "تريدويل" كشهيد مات من أجل الدببة؛ بل قدّمه كأحمق اجتاز حاجز الاحترام المتبادل بين الإنسان والدب؛ فكان عليه أن يدفع الثمن هو والفتاة البريئة. إنه شخص حالم عاش في زمن غير زمنه وبالتالي فهذه الأغنية تناسبه جداً.. الأغنية لم تكتب للفيلم؛ لكنها أقدم من ذلك بكثير، وتحكي عن راعي بقر عجوز يشكو من تغير الأحوال.. الغرب لم يعد هو الغرب القديم الذي أحبه، بعد ما غزته الحضارة. إنه مثل حيوان القيوط بالضبط، لم يعد له صديق سواه. أما القيوط فهو نوع من الذئاب الصغيرة التي تعيش في أمريكا الشمالية، وأحياناً يسمونها "كلاب البراري". سوف تجد مصطلحات كثيرة جداً من الغرب الأمريكي في الأغنية: - بانشو فيلا: ثائر مكسيكي أتعب الحكومة الأمريكية. - اللونج هورن: قطعان أبقار ذات قرون طويلة جداً. - الكومانشي: قبيلة هندية قديمة. - جيرونيمو: قائد هندي عظيم من قادة قبائل الأباتشي. - سام باس: خارج عن القانون شهير في الغرب الأمريكي. - الذئب الأحمر: حيوان منقرض. - كوانترو: فصيلة محاربة أمريكية قادها من يدعى "كوانتريل". - ستان واتي: هندي أمريكي من أبطال الحرب الأهلية الأمريكية. يغني الأغنية بصوته الساحر مطرب أغاني الغرب الأمريكي "دون إدواردز" الذي ولد عام 1939، والذي اشتهرت أغانيه حتى أن مكتبة الكونجرس الأمريكية ضمّت ألبومين من ألبوماته.. إنه نموذج للكاوبوي القديم الذي يحلم به الأمريكان، وقد مثّل دوراً في فيلم "الهامس للجياد" الذي قام ببطولته "روبرت رد فورد". يمكنك سماع أغنية اليوم على هذه الوصلة: إضغط لمشاهدة الفيديو: كان راعي بقر عرفته في جنوب تكساس.. لوحت الشمس وجهه عميقاً.. جزء منه كان تاريخاً.. وجزء كان حكمة السنين.. وجزء من خشونة الصبار.. لقد كان هناك عندما كان بانشو فيلا طفلاً.. ****************** Was a cowboy I knew in south Texas, His face was burnt deep by the sun, Part history, part sage, part mesquit, He was there when Poncho Villa was young ****************** كان يحكي لك قصصاً من الأيام المنصرمة.. عندما كانت البلاد برية كلها.. يجلس هنالك تحت نجوم درب التبانة.. ويصغي بينما تعوي ذئاب القيوط.. ****************** And he'd tell you a tale of the old days, When the country was wild all around, Sit out under the stars of the Milky Way, And listen while the coyotes howl ****************** وكانت تنطلق في العواء... هوو يب هوو يب.. هودي هو... ***************** And they go... hoo yip hoo yip hoo hoodi hoo di yip hoo di yip hoo hoo yip hoo yip hoo hoo di hoo di yip hoo di yip hoo ***************** الآن قد ولت قطعان اللونج هورن.. ولى رعاة الأبقار.. ولى الكومانشي وولى الخارجون على القانون.. ولى جيرونيمو.. وولى سام باس وولى الأسد.. وولى الذئب الأحمر.. ***************** Now the long horns are gone And the drovers are gone The Comanches are gone, And the outlaws are gone, Geronimo is gone, And Sam Bass is gone And the lion is gone, And the red wolf is gone ***************** كان يلعن كل الطرق والعاملين في النفط.. ويلعن السيارات.. ويقول إن هذا ليس مكاناً مناسباً لشخص مثلي.. في هذا العالم الجديد.. عالم الأسفلت والصلب.. ***************** Well he cursed all the roads and the oil men, And he cursed the automobile, Said this is no place for an hombre like I am, In this new world of asphalt and steel ***************** ثم يحملق في مكان ما على البعد.. يحدق في شيء لا يراه أحد سواه.. ويقول إن كل ما بقي الآن من الأيام المنصرمة هو ذئاب القيوط اللعينة تلك.. وأنا.. **************** Then he'd look off some place in the distance, At something only he could see, He'd say all that's left now of the old days, Those damned old coyotes and me **************** وكانت تنطلق في العواء... هوو يب هوو يب.. هودي هو... ***************** And they go... hoo yip hoo yip hoo hoodi hoo di yip hoo di yip hoo hoo yip hoo yip hoo hoo di hoo di yip hoo di yip hoo *************** الآن قد ولت قطعان اللونج هورن.. ولى رعاة الأبقار.. ولى الكومانشي وولى الخارجون على القانون.. ولى كوانترو.. وولى ستان واتي وولى الأسد.. وولى الذئب الأحمر.. ***************** Now the long horns are gone And the drovers are gone The Comanches are gone, And the outlaws are gone, Now Quantro is gone Stan Watie is gone And the lion is gone, And the red wolf is gone ***************** ذات صباح بحثوا عنه في كوخه الحجري اختفى من دون كلمة واحدة.. لكن في تلك الليلة إذ عبر القمر الجبل سمعوا صوت ذئب قيوط آخر... **************** One morning they searched his adobe, He disappeared without even a word, But that night as the moon crossed the mountain, One more coyote was heard **************** وكانت تنطلق في العواء... هوو يب هوو يب.. هودي هو... ***************** And they go... hoo yip hoo yip hoo hoodi hoo di yip hoo di yip hoo hoo yip hoo yip hoo hoo di hoo di yip hoo di yip hoo ***************