"رمضان جانا، وفرحنا به، بعد غيابه، أهلاً رمضان"، وكالمعتاد جه ومعاه الخير كله.. جه ومعاه المحمّر والمشمّر.. جه ومعاه الديون المتلتلة والسلفيات اللي بيقف عليها الموظفون طوابير عشان ياكلوا كل يوم "زفر" ويسدّوا تعب الصيام، مع إن الصيام معمول أصلاً عشان يعلّمنا الصبر والتحمل ويجعلنا نشعر بآلام الفقراء والمساكين!! ولأن الموظفين الغلابة لازم يتغذوا كويس بعد التعب والشقا طول النهار، رغم أن شعارهم المقدس هو "الصبر مفتاح الفرج"، و"فوت علينا بكرة يا محترم"، و"هوينا يا أفندي عشان صايمين وابقى تعالى بعد رمضان"... عادي جداً إنك تلاقي الموظف من دول بيصرخ في ولاده ساعة الفطار: "كلوا كويس يا عيال.. الأكل ده أنا استلفت عشانه من طوب الأرض، ومش هتشوفوه غير في رمضان الجاي"، وحتى نوفّر على موظفينا الأعزاء كل هذا العناء، ورغبة منا في إنقاذهم من السلفيات والديون، قررنا التبرع بخريطة لموائد الرحمن بقاهرة المعز لدين الله الفاطمي، حتى تشعر الناس ب"بهجت" على رأي أخينا "بوحة الصباح"، والآن حان موعد أذان المغرب حسب التوقيت المحلي لمدينة القاهرة، ونتمنى لكم صوماً مقبولاً وإفطاراً شهياً.. مدفع الإفطاااااااااااااااااااار اضرب. لو كنت من سكان السيدة زينب يبقى يا بختك يا سيدي ماحدش قدّك.. فتحي بيه سرور "رئيس مجلس الشعب بحاله" طلع راجل أصيل، وبيتمر فيه الجميل؛ لأنه ما بينساش أهل حتته حتى بعد ربنا ما فتحها عليه، عشان كده بيعمل مائدة رحمن كل سنة مالهاش مثيل، فشر ألف ليلة وليلة، من أول أطباقها الفاخرة، وحللها الاستانلس ستيل، لغاية أكل الفنادق الخمس نجوم الموجود فيها، وعموما مكانها ما يتوّهش يا جماعة.. هتلاقوها في موقف السيدة زينب، بس علامة الاستفهام اللي ماحدش عارف يجاوب عليها هي إن الموقف بيشيل 100 عربية، والعربية بتأجر مكانها في الموقف ب3 جنيه في الساعة، يعني تأجير الساعة الواحدة للموقف كله بتقف ب300 جنيه، يعني في الشهر ب9 آلاف جنيه، وطبعا الدكتور سرور أكيد مش بيأجر الموقف ساعة واحدة في اليوم، ده غير تكلفة الأكل الفخم والشرب اللذيذ.. فهمتوا الفاتورة بتخشّ على كام؟؟ عموماً هو مش أكل وبحلقة، وكل واحد ياكل وهو ساكت، ولو مش عاجبك الأكل الفخم فيه عندك مائدة تانية بجوار "الرحماني" بتاع السوبيا، وفيه هناك محل مشهور اسمه "الجحش" هتلاقي بجواره مائدة لا بأس بها. أما لو كنت من سكان إمبابة أو بولاق الدكرور فهناك موائد الرحمن أصبحت تيك أواي، يعني تلاقي هناك ناس واقفة على الطريق بحلل وصواني وأطباق، وبمجرد ما حد يشوفك منهم هيجري عليك من غير ما تطلب منه أو حتى تفتح بقّك بكلمة، وأنت وحظك.. اللي هيعزم عليك بحلة محشي، واللي هيحلف عليك إلا تاكل طبق كشري، ده غير موائد الرحمن اللي بتتعمل بالاشتراك بين أهل الحي أو المنطقة، وأهو يبقى خير وثواب جماعي، ودي مكانها عند الكوبري المجاور لموقف الميكروباصات الخاص ببولاق الدكرور، أما لو كنت عايز تتفسح مع الأولاد والمدام، وحابب تعزمهم على مائدة رحمن أرستقراطية، فعليك وعلى المهندسين، خاصة بجوار مسجد مصطفى محمود، حيث ستجد مائدة رحمن معتبرة بها ما لذ وطاب، بخلاف المائدة الخاصة بالراقصة الموقّرة اللي مش لازم نقول اسمها، بس هي ومائدتها، قصدي مائدة الرحمن المعمولة برعايتها مشهورة جداً هناك، لدرجة أن أحد الشيوخ قفش أحد الفقراء يدعو من كل قلبه قائلاً: "اللهم أوعدنا بالصلاة على مائدة الفنانة المحبوبة"، أما لو كنت من سكان وسط البلد، فستجد قريباً منك مائدة رحمن فندق "ماريوت" المقامة على النيل، ويتولى تنزيل الطلبات فيها جرسونات خمس نجوم بخدمة فائقة لإخواننا الغلابة اللي إحنا منهم، وكذلك ستجد بجوارك أحياء الظاهر، والشرابية، وباب الشعرية، حيث الناس الأصيلة، وبين كل مائدة ومائدة ستجد مائدة، وعيش حياتك يا أفندي. وماذا لو كنت من سكان مصر الجديدة؟ في هذه الحالة ننصحك بأن تشد الرحال إلى عين شمس، أو جسر السويس؛ لأن موائد الرحمن قليلة هناك، وبعدين يا أخي طالما أنت من سكان مصر الجديدة، هتحتاج مائدة الرحمن في إيه؟ عالم طِفسة صحيح!! أما في مدينة نصر فهناك العديد من موائد الرحمن المعدّة خصيصاً للمارة الذين أذّن عليهم المغرب في الطريق ولم يسعفهم الوقت بأن يفطروا في بيوتهم، لذا فمن الممكن أن تنزل الشارع أنت والمدام والعيال، وتحاولوا تركبوا أي أتوبيس الساعة سبعة إلا خمسة، وطبعاً ابقى قابلني لو لقيت أي أتوبيس، ساعتها انظر حولك وتكلّم ببساطة شديدة، وقل بصوت عالٍ وأنت تنظر في الساعة: "أخ.. المغرب أذّن علينا في الطريق.. هنضطر نفطر في الشارع يا ولاد؛ لأن البيت اللي في الشارع اللي ورانا بعيد أوي، ومش هنلحق نروحه"، وبالهنا والشفا حاجة ببلاش كده لمدة شهر في السنة، بس المهم ماحدش يستحلاها وياخد على كده، أمال باقي ال11 شهر اللي فاضلين هنعمل إيه غير إننا نستنى رمضان اللي بعده، وكل سنة وأنتم طيبين، ويجعله عامر.