ازاى تعرف إن أنت بتحضر شهر رمضان فى مصر رمضان الصبح أول ما تركب المترو يسوده حالة من الصمت تحس الناس كلها نايمة ويحاربون عيونهم عشان ما تقفلش منهم من النعاس عشان سهرانين لغاية وش الفجر امبارح بليل وبعد كدة لما حظك الأسود يرميك فى مترو زحمة تتفاجئ بالروائح التى أبسط ما يميزها هى البشاعة المطلقة لأن معظم اللى معاك مش غاسلين سنانهم الصبح فبالتالى الرائحة تكاد تسبب لك إغماء، وكمان تلاحظ إن الناس مش طايقة بعض واحد يقولك بسبب نقص السكر والتانى يقولك نقص الأكل والثالث يقولك دا نقص أخلاق المهم أيا كان السبب فأنت بتمر بحالة من النقص، وتمر الساعات ببطء شديد وحضرتك ماشى فى الشارع اكتر كلمة بتسمعها اللهم ما إنى صايم وكمان ساعات بتسمع ما تخلنيش أفطر عليك ويا حبذا لو سمعت عيب يا جماعة دا إحنا صايمين وطبعا كل الكلام دا بتسمعه فى الخناقات والمعاكسات المستمرة طوال صباح شهر رمضان لأن الناس اتعودت على أشياء تفعلها طوال حياتها وفجأة تكتشف أنها تحتاج إلى تغيير فى صباح رمضان بس حتى كمان مش بعد المغرب فى الصبح بس يعنى بلغة المسلسلات والقنوات الفضائية (حصرى فى صباح رمضان). وتأتى ساعة الصفر وأهم ما يميز ساعة الصفر هى حالة الهلع التى تصيب المصريين فى هذه الساعة الحاسمة التى تفصل يومك إلى نصفين وفجأة تجد الناس كلها حواليك بتجرى ويصرخوا المدفع هيضرب المدفع هيضرب وكأن المدفع هيضرب فى وشك وعندك ثلاثة اختيارات عشان تروح فى الوقت دا أولا تركب عربية يا عربية خاصة أو موصلات عامة لو هتركب عربية خاصة يبقى لازم تاخد بالك إن مفيش حاجة اسمها إشارات مرور ولا اتجاه واحد ولا سرعة محددة ولا حتى ممنوع صعود العربيات النقل الكوبرى، يا تركب مواصلة عامة ونصيحة منى بلاش (هتندم يا جميل) ليه لأن السواق عايز يسابق الزمن عشان يوصل قبل ما المدفع يضرب وكأنك تركب سيارة فيرارى مع مايكل شوامخر فى حلبة سباق لا يعرف كلمة سرعة أدنى ولا أقصى كلها على ال140 وانت طالع ولو حظك الأسود سمح لك إن تركب المترو فى هذا الوقت سوف تتفاجأ بوابل من فعل الخير على وجهك فما أن يمر المترو بجانب أى محطة إلا وتجد بعض الأطفال الممسكين بالبلح ويبدوا فى إلقائه باتجاهك ويرفعوا شعار (وشك وشك يا عم الحج) ومرة تصيب ومرة تخيب ومرة تيجى فى وشك ومرة تيجى فى وش اللى جنبك المهم إن الخير يوصلك بالسلامة ويسيب كمان علامة فى وشك وممكن كمان حظك يضرب وتنضرب بكيس بلح كامل مش بس بلحية ولا اتنين وبعد كدة الاختيار الأخير هو استخدام (الموتورجل) هتفأجا بالعزومات على موائد الرحمن التى تتملى بأشكال وألوان من الطبقة الفقيرة والمتوسطة وبعد اتفضل يا أستاذ اتفضل يا بيه واللى تلاقيه ماسك كوبيات تمر ويقولك ما ينفعش لازم تشرب، على الطلاق لازم تشرب، ما يصحش دا تمر لازم تشرب، يا سيدى ما أنا عارف إنه تمر ويعنى أنا كنت فاكرك هتطلع على فى شهر رمضان بكاس ويسكى ولا فودكا، أنا مصدقك إن هو تمر. وفى النهاية أحب أقول لكل فعالى الخير اللى بيعملوا الخير إن شاء الله السنة الجاية هاستنكوا فى المترو برضو وهاعمل معاكو أحلى خير إن شاء الله وأحب أهدى لكل المستمعين أغنية (والله لسه بدرى بدرى يا شهر الخير).
