السلام عليكم أنا عندي مشكلة ومحتارة فيها قوي.. أنا كنت بحب واحد قريبي جداً، وهو كمان كده، وبدأ يتغير عليّ وسابني في النهاية.. أنا بقالي سنتين باحاول أنسى من غير فايدة لحد ما تعبت. المشكلة إنه قريبي جداً؛ يعني بنشوف بعض كتير، وأنا كل ما أشوفه أرجع أضعف تاني، أنا مش عارفة أعمل إيه، وغير كده ما بقاش يحترمني خالص عشان خرجت معاه أكتر من مرة وكنت واخدة عليه؛ بس ده ما كانش غير لأن أنا وهو من سن بعض تقريباً وقريّبين من بعض حتى أمه اللي تبقى عمتي ما بقتش تحترمني ولا باباه.. أنا مش عارفة أعمل إيه.. أنا حاسة إني منهارة. وغير كده وكده، بيكلّم صاحباتي البنات ومعجب بواحدة منهم.. أنا عرفت كده من أيام ما كان لسه بيحبني.. أنا خايفة أفاجأ بيه هيخطبها، دي صاحبتي من سبع سنين. أنا مش عارفة أعمل إيه.. كمان كل أصحابي بينقلوا له أخباري.. أنا خايفة أكون دلوقتي بالنسبة ليه سلّم يكلّم بيه صاحباتي. أنا جت عليّ فترة كرهت نفسي وبعدت عن صاحباتي كلهم وممكن كرهتهم كمان لأنهم طلعوا خاينين.. أنا حاولت أنتحر من كتر اللي كنت باشوفه أيام متواصلة باعيّط فيها.. أنا تعبانة قوي.. شكراً جداً.. آسفة إني طوّلت عليكم. H
عزيزتي.. أرجو أن لا تسيئي فهم كلامي وتحسبينني أستهين بآلامك حين أقول لكِ أنكِ تُعطين الأمر حجمًا أكبر مما يجب أن يكون له. فلماذا لا تعتبرين أن قصتك مع ابن عمتك مجرد قصة عابرة تتعرض كثير من الفتيات لها؟.. صدقيني هذا ما يقوله العقل؛ فأنتِ فتاة شابة، أمامك المستقبل, حرام أن تتوقفي عند قصة حب فاشلة وتُغرقي نفسكِ في كل السواد بل وتتّجهين للكفر برحمة الله من خلال محاولتك الانتحار, كل هذا لأجل إنسان لم يحترمك، وصديقات قَبِلن أن تربطهن علاقة -ولو بالحديث فقط- مع شخص المفروض أنكِ مرتبطة به عاطفياً. ألا يثير غيظك أن في تلك اللحظات التي كنتِ تجترّين فيها آلامكِ وتعانين ضيق الصدر بما تعرضتِ له؛ كان هذا الشاب يمرح ويمارس حياته بشكل طبيعي كأنه لم يمزّق قلباً وراءه؟ وأن من قَبِلْنَ التحدّث إليه من وراء ظهرك لا تبالي إحداهن بما أنتِ فيه؟ إن كان حُزنك على الحب الضائع والصداقة المدمّرة فليأخذ حجمه ولا يتجاوز النطاق الطبيعي؛ حتى تفرغي تلك الطاقة السلبية ثم بعد ذلك تعودين للحياة وتواصلين طريقك، وإن كان حزناً على فراق الصديقات والحبيب؛ فعفواً، فلتكن مشاعرك أعزّ عليكِ من أن تهدريها لأجل من خانوك أو من استهانوا بعواطفك، ثم ذهبوا ولم يبالوا بكِ؛ فما أفهمه هو أن من يُحزَن لفراقه هو مَن يستحق؛ فهل هؤلاء ممن يستحقون دمعة واحدة منكِ أو لحظة أسى عليهم؟ أنا أتفهّم أن الغالب على مشاعرك؛ إنما هي الصدمة التي تلقّتها شخصيتك الرومانسية, وإحساسك أنكِ "صعبانة عليكِ نفسك", وهذا حقكِ -كما قلتُ لكِ- أن يأخذ ألمك وقته؛ ولكن إلى متى؟ أإلى الأبد يا عزيزتي؟ حرام عليكِ صدقيني. فلتنظري للأمر من الزاوية الآتية: أنتِ كنتِ مرتبطة بشاب لم يحترمك ولم يقدّرك حق قدرك, وكانت تربطك صداقة بفتيات قَبِلن خيانتك من وراء ظهرك, بالله عليكِ أليس فراق هؤلاء وأمثالهم مكسباً لأي إنسان يريد لدائرة علاقاته الإنسانية أن تبقى نقيّة من الخيانة والشك وعدم احترام الآخر؟ لو أحسنتِ النظر لاكتشفتِ أنكِ الفائزة هنا, وأن الله أراد بكِ خيراً حين حماكِ من الاستمرار في هكذا علاقة. وأما عن تصعّبك على نفسك.. فيا صديقتي مَن عليه أن يشعر بالاستياء من نفسه؟ من احترم حبيبه وأخلص لأصدقائه أم من تعرّض للخيانة وسوء المعاملة؟ من عليه العار: المخطيء أم الضحية؟ كيف تقبلين لنفسك أن تتعذب؛ بينما الجُناة يمرحون كأن الله ليس بالمرصاد؟ وأما عن رغبة الفتى في التقدّم لخطبة صديقتك؛ فأنا أعلم أن رأيي قد لا يعجبكِ؛ ولكني سأقوله على أية حال من باب الأمانة معكِ: لا يمكنكِ لوم أحدهما؛ فهذه حياة كل منهما الخاصة.. صحيح أن من حقك بعض "العشم" في أن ترفض صديقتك طلبه إكراماً لخاطرك؛ ولكن ماذا لو وَجَدَت فيه توافقًا معها -بشكل أو بآخر- ورأت فيه زوج المستقبل؟ صدقيني لا لوم عليها في ذلك، وإن كنت سألتمس لكِ العذر لو قررتِ عندئذ قطع علاقتك بها؛ ولكن فليكن ذلك من باب إراحة مشاعرك من أن تتعرضي مستقبلاً لموقف يجمعكِ بها وبفتاكِ السابق, بما في ذلك من ألم لكِ, لا من باب معاقبتها على ما قد تعتبرينه خيانة لكِ من قِبَلِها. وبالنسبة لموقف عمتك وزوجها منكِ؛ فمع احترامي للجميع, من لا يحترمك لا يستحق اهتمامك.. تجاهليهما وحافظي على "الود البارد" معهما, أي عامليهما بأدب وذوق ولكن بتحفّظ, حتى يتغير موقفهما. عزيزتي, خلاصة كلامي, خذي وقتكِ في الحزن والضيق؛ ولكن في نطاق محدود لا يُفسد حياتك, ثم بعد ذلك اخرجي من حالتك تلك ومارسي حياتك بشكل طبيعي, وكما قلتُ لكِ؛ فلتبقَ قصتك مع ابن عمتك مجرّد قصة عابرة تتجاهلينها وتستمرّين في طريقك كما هي سُنّة الحياة. وفّقك الله ورعاك.. تحياتي