في اطار الازمات التي تعانيها السينما حاليا والتي لا تتوقف فقط علي ازمة مضمون أو نجوم، فإن الغريب في الامر انها تتعداها الي تعرض الافلام لموجات من الهجوم الحاد وسلسلة من الانتقادات حتي قبل عرضها ورؤية مدي تقبل الجمهور لها أو إبداء رأيه فيها. إذ تغمرها الشائعات لتنال منها أيضا أثناء عملية التصوير.. لتبقي مشكلة جديدة تواجه هذه الصناعة وتقف جنبا الي جنب مع التحديات الاخري كسيطرة الرقابة التي لا تجيز عرض الفيلم الذي نالته بعض من هذه الشائعات المغرضة . وفي محاولة لبعض المحامين لتسليط الاضواء عليهم، تمت إقامة أكثر من دعوي قضائيه ضد عدد من الأفلام السينمائية لمنعها من العرض أو المشاركه في المهرجانات بحجة احتوائها علي مشاهد إباحية أو ألفاظ نابية ودلالات جنسية موحية وغيرها . وموجة أخري من تقييد لحرية السينما تبدو من خلال سيطرة الوزارات لمنع تصوير الافلام لمصاحبتها لأحداث سياسية مثلما فعلت وزارة الداخلية مؤخرا ليبقي سؤالا يطرح نفسه وبقوة: هل أصبح تقييد حرية الفكر والإبداع السينمائي موضة يسعي إليها أصحاب السلطة لإعاقة صناعة السينما؟ ومن ابرز الافلام التي أثارت كثيرًا من الجدل والانتقادات قبل عرضها فيلم "الشوق" للمطربة روبي، والذي قام أحد المحامين برفع دعوي قضائية ضده لمنعه من العرض أو من المشاركة في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وذلك بدعوي ان الفيلم يحوي مشاهد شذوذ بين روبي وشقيقتها كوكي خلال الأحداث. فيما نفي مخرج الفيلم "خالد الحجر" ذلك.. مؤكدا عدم احتواء فيلمه علي مشاهد ساخنة إباحية، وأن العلاقة بين البطلتين حميمة فعلا لكنها لا تصل أبداً في الأحداث إلي حد الشذوذ .والفيلم من بطولة سوسن بدر وأحمد عزمي ومحمد رمضان والتأليف لسيد رجب، ومن المقرر أن يتم عرضه خلال إجازة نصف العام، وتؤدي فيه روبي دور فتاة تعيش بالإسكندرية بإحدي المناطق العشوائية وتعاني من مشاكل كثيرة، وقد نفت روبي ما تردد حول الفيلم.. مؤكدة انه لا يتناول مشكلة الكبت الجنسي بالمعني الحرفي بل يناقش مشكلات أوسع وأكبر من ذلك؛ مثل: تأخر سن الزواج والبطالة والفقر، وهذه البيئة هي السبب الرئيسي في انتشار جرائم كثيرة؛ مثل: الاغتصاب والتحرش وغيرهما من المشكلات التي يعاني منها المجتمع. كما تقدم المحامي عبد الحميد شعلان برفع دعوي قضائية ضد فيلم "678" بطولة نيللي كريم وبشري، والذي يناقش قضية التحرش الجنسي ومن المدهش ايضا أن هذا الفيلم سيشارك في مهرجان دبي السينمائي المقبل، وقد تعرض للانتقادات عريضة بحجة انه يسيء لسمعة مصر وإلي الشباب المصري في محاولة لإظهارهم بأخلاق غير سوية وعلي هذا الأساس طالب المحامي بمنع مشاركة الفيلم في المهرجان. ونفي كل من مؤلف ومخرج الفيلم محمد دياب ما تردد.. مؤكدين أنه يناقش القضية دون خدش الحياء أو وجود مشهد تحرش؛ فالفيلم لا يحتوي علي مشهد واحد للتحرش ولكنه يناقش القضية من وجهة نظر أكبر وأعمق وهو ما يثبته عرض الفيلم. ويشارك في بطولة الفيلم كل من باسم سمرة وماجد الكدواني وأحمد الفيشاوي، ومن المنتظر عرضه أيضا في أجازة نصف العام. وتدور أحداث الفيلم في إطار اجتماعي محاولا عرض قضية التحرش الجنسي خاصة في المواصلات العامة من خلال عدة مشاهد؛ أهمها: مشهد داخل أتوبيس نقل عام يحمل رقم 678 . ومن اهم الافلام التي تعرضت لهجوم ليس قبل عرضها وإنما قبل تصويرها فيلم "المسطول والقنبلة" بعد سلسلة من التأجيلات لمدة خمس سنوات متتالية بدأت بها الرقابة وأنهتها وزارة الداخلية.. والفيلم مأخوذ عن قصه للكاتب "نجيب محفوظ"، وكان جهاز السينما قد حصل علي حق تحويلها لفيلمٍ سينمائي من الراحل نفسه في 2003، وكتب سيناريو الفيلم مصطفي محرم ومن إخراج محمد خان وبطولة كل من آسر ياسين وروبي وميرفت أمين. وترجع أسباب تأجيل الفيلم إلي الرقابة، لخلافات في الرؤية الفنية بين المخرج سعيد مرزوق وقتها والذي كان مرشحا لاخراج الفيلم وبين المنتج والمؤلف تم تأجيل الفيلم وإسناده للمخرج محمد فاضل الذي أضاف بعض مشاهد التعذيب والشذوذ بين الرجال التي تتم داخل السجون والمعتقلات، لذلك رفضته الرقابة، مطالبة بعمل تعديلات علي السيناريو، وبالفعل تم كتابته مره أخري، لترفضه الرقابة مرتين متتاليتين، حتي استقر الفيلم في يد المخرج محمد خان وتم كتابة نسخة نهائية للسيناريو والتي وافقت عليها الرقابة، لكن علي الرغم من ذلك لم يحصل الفيلم علي تصريح التصوير بناء علي تاجيل وزارة الداخلية، والتي رأت ان موضوع الفيلم حساس وغير مناسب في تلك الفترة خصوصا مع اقتراب الانتخابات الرئاسية، واجلت الوزارة البت في أمر الفيلم لحين انتهاء الانتخابات؛ مما أدي الي تأجيله مره أخري. ويدور الفيلم في إطار سياسي كوميدي عن مسطول يتم القبض عليه بتهمة إلقاء قنبلة في ميدان عبد المنعم رياض ليتم من خلال ذلك تناول قضية المعتقلات السياسية بدءاً من عهد عبد الناصر والسادات ونهاية بحادث الأزهر في 2005، من خلال بطل الفيلم مدمن المخدرات، الذي يصبح رئيسا لحزب سياسي . ومن ناحية أخري، تعرض فيلم "اسوار القمر" بطولة مني زكي وآسر ياسين فور الانتهاء من تصويره للكثير من الشائعات والانتقادات حول احتوائه علي مشاهد ساخنة تجمع بين مني وآسر، وقد تردد ذلك علي صفحات الجرائد علي الرغم من إجازة الفيلم رقابيا.. فيما نفي اسر ياسين ما تردد.. مؤكدا ان الفيلم نظيف ولا يحتوي علي اي مشاهد ساخنة أو موحية تجمعه بمني زكي، وماتردد ما هو الا أكاذيب لمهاجمة الفيلم الذي لم يتم عرضه بعد ولم تعرف تفاصيله. ويشارك في الفيلم عمرو سعد ومحمد شاهين، ومن تأليف تامر حبيب وإخراج طارق العريان، وتدور أحداثه حول فتاة كفيفة تعود بذاكرتها الي أحداث وذكريات وعلاقات سابقه تسيطر علي وجدانها . ومن الأفلام التي واجهت صعوبة ورفض من الرقابة لإجازة عرضها فيلم "صوت وصورة"، والذي تدور أحداثه حول عالم فتيات الليل وأوكار الدعارة، وقد تم رفض الفيلم أكثر من مرة من الرقابة لمدة تقرب من عام كامل، حتي قام مؤلف ومخرج الفيلم بعمل بعض التعديلات علي السيناريو ليصبح هدف الفيلم هو تحذير الفتيات من الوقوع في الخطيئة، او تحديدا مهنة الدعارة التي لا تدر علي من تمتهنها سوي الضياع. والفيلم من تأليف وإخراج علاء الشريف، وكان من المحدد أن يدخل سباق موسم عيد الاضحي إلا انه تم تاجيله لعرضه خلال اجازة نصف العام.