زيادة في إقبال «أطباء الأسنان» على انتخابات التجديد النصفي للنقابة (تفاصيل)    المفتي: الرئيس السيسي إنسان لديه نُبل شديد وعزيمة غير مسبوقة    لمواجهة الكثافة.. "التعليم": إنشاء أكثر من 127 ألف فصل خلال 10 سنوات    17.5 مليار جنيه.. قفزة بحصيلة النقد الأجنبي في الأهلي ومصر للصرافة    منها الأرز والسكر والفول واللحمة.. أسعار السلع الأساسية في الأسواق اليوم الجمعة    وزير التنمية المحلية يوجه المحافظات بتطبيق المواعيد الصيفية لفتح وغلق المحال العامة بكل قوة وحزم    التوسع في الخدمات الرقمية يجذب الاستثمارات في قطاع التكنولوجيا المالية    قناة مجانية.. 4 خطوات لمشاهدة مباراة الأهلي ومازيمبي في دوري أبطال أفريقيا    بالصور- انخفاض شديد في درجات الحرارة وسحب كثيفة تغطي سماء الوادي الجديد    مزارع يقتل آخر في أسيوط بسبب خلافات الجيرة    هنا الزاهد تنشر إطلالة جريئة.. والجمهور يغازلها (صور)    الأزهر للفتوى ينصح باصطحاب الأطفال لصلاة الجُمعة: النبي كان يحمل أحفاده ويؤُم المُصلِّين في المسجد    الناتو يخلق تهديدات إضافية.. الدفاع الروسية تحذر من "عواقب كارثية" لمحطة زابوريجيا النووية    "الدفاع الروسية": "مستشارون أجانب" يشاركون مباشرة في التحضير لعمليات تخريب أوكرانية في بلادنا    وزير التعليم العالي يهنئ الفائزين في مُسابقة أفضل مقرر إلكتروني على منصة «Thinqi»    اسكواش - نوران ل في الجول: الإصابة لم تعطلني وتفكيري سيختلف في بطولة العالم.. وموقف الأولمبياد    أول تعليق من كلوب على إهدار صلاح ونونيز للفرص السهلة    وزارة الأوقاف تحدد موضوع خطبة الجمعة 3 مايو    حصاد الزراعة.. البدء الفوري في تنفيذ أنشطة مشروع التحول المستدام لإنتاج المحاصيل    معمولي سحر وفكيت البامبرز.. ماذا قال قات.ل صغيرة مدينة نصر في مسرح الجريمة؟    25 مليون جنيه.. الداخلية توجه ضربة جديدة لتجار الدولار    رئيس الصين يوجه رسالة للولايات المتحدة.. وبلينكن يرد    محامية حليمة بولند تكشف كواليس حبسها    فعاليات وأنشطة ثقافية وفنية متنوعة بقصور الثقافة بشمال سيناء    رئيس الصين يوجه رسالة للولايات المتحدة، وبلينكن يرد    خطيب الأوقاف: الله تعالى خص أمتنا بأكمل الشرائع وأقوم المناهج    الصحة: فحص 434 ألف طفل حديث الولادة ضمن مبادرة الكشف المبكر عن الأمراض الوراثية لحديثي الولادة    قافلة جامعة المنيا الخدمية توقع الكشف الطبي على 680 حالة بالناصرية    طريقة عمل ورق العنب باللحم، سهلة وبسيطة وغير مكلفة    تراجع ثقة المستهلك في فرنسا بشكل غير متوقع خلال شهر أبريل الجاري    مواقيت الصلاة بعد تطبيق التوقيت الصيفي 2024.. في القاهرة والمحافظات    الإسكان: تنفيذ 24432 وحدة سكنية بمبادرة سكن لكل المصريين في منطقة غرب المطار بأكتوبر الجديدة    انتداب الطب الشرعي لمعاينة جثث 4 أشخاص قتلوا على يد مسجل خطر في أسيوط    نجاح مستشفى التأمين ببني سويف في تركيب مسمار تليسكوبى لطفل مصاب بالعظام الزجاجية    منها «ضمان حياة كريمة تليق بالمواطن».. 7 أهداف للحوار الوطني    عرض افلام "ثالثهما" وباب البحر" و' البر المزيون" بنادي سينما اوبرا الاسكندرية    سميرة أحمد ضيفة إيمان أبوطالب في «بالخط العريض» الليلة    في ذكرى ميلادها.. أبرز أعمال هالة فؤاد على شاشة السينما    موعد اجتماع البنك المركزي المقبل.. 23 مايو    احتجت على سياسة بايدن.. أسباب استقالة هالة غريط المتحدثة العربية باسم البيت الأبيض    دعاء صباح يوم الجمعة.. أدعية مستحبة لفك الكرب وتفريج الهموم    تشافي يطالب لابورتا بضم نجم بايرن ميونخ    أمن القاهرة يكشف غموض بلاغات سرقة ويضبط الجناة | صور    اتحاد جدة يعلن تفاصيل إصابة بنزيما وكانتي    تأجيل الانتخابات البلدية في لبنان حتى 2025    نائب وزير خارجية اليونان يزور تركيا اليوم    كارثة كبيرة.. نجم الزمالك السابق يعلق على قضية خالد بو طيب    الشركة المالكة ل«تيك توك» ترغب في إغلاق التطبيق بأمريكا.. ما القصة؟    طرق بسيطة للاحتفال بيوم شم النسيم 2024.. «استمتعي مع أسرتك»    رمضان صبحي: نفتقد عبد الله السعيد في بيراميدز..وأتمنى له التوفيق مع الزمالك    منها «عدم الإفراط في الكافيين».. 3 نصائح لتقليل تأثير التوقيت الصيفي على صحتك    توقعات الأبراج اليوم الجمعة 26 أبريل 2024.. «الحوت» يحصل علي مكافأة وأخبار جيدة ل«الجدي»    فضل أدعية الرزق: رحلة الاعتماد على الله وتحقيق السعادة المادية والروحية    لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟    أدعية السفر: مفتاح الراحة والسلامة في رحلتك    سيد معوض يكشف عن مفاجأة في تشكيل الأهلي أمام مازيمبي    سلمى أبوضيف: «أعلى نسبة مشاهدة» نقطة تحول بالنسبة لي (فيديو)    أطفال غزة يشاركون تامر حسني الغناء خلال احتفالية مجلس القبائل والعائلات المصرية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ما تبقَّى من المَقَاهِي الأَدَبِيّة في أسبانيا ؟
نشر في صوت البلد يوم 30 - 07 - 2016

المقاهي الأدبية الباقية في إسبانيا، وفي بعض البلدان العربية، وفي أماكن أخرى من العالم، تكاد تُحصىَ اليوم على الأصابع، قليلة جدّاً تلك الباقية منها اليوم، التي مافتئت تقدّم لمرتاديها وزبائنها جرعات ثقافية وأدبية أو شعرية مع رشفات فناجين القهوة التي تقدّمها لهم، القليل الباقي من هذه المقاهي الأدبية ما زال يصارع الزّمن، ويواجه الزّوابع العاتية التي أصبحت تعصف به من كلّ نوع من أزمات اقتصادية، واضطرابات اجتماعية، إلى جانب انتشار التكنولوجيا المتطوّرة التي ملأت الأسواق والحياة العامة بأجهزة الكمبيوتر، والهواتف الذكيّة (سمارتفون)، والهواتف المحمولة التي أصبحت الشغل الشّاغل لكلّ الناس من كلّ الأعمار والأجناس، يُضاف إلى ذلك دور السينما والمسارح والمقاهي العامّة العادية، والنوادي الخصوصية التي يكثر ويعشش في جنباتها كل ضرب من ضروب اللعب واللهو والتسلية والتسرّي، و كل صنف من أصناف الورق والطاولة والنرد والشطرنج والدومينو والزّهر إلخ، ناهيك عن الإنترنت وتوابعه من الفيسبوك، والتويتر، واليوتوب، وكل ما يقدّمه من أفلام ووثائقيّات وفرجات وعروض مغرية مسلية ومثيرة، وعن الفضائيات التي لا حصر لها والتي أمست تملأ الدنيا عرضاً وطولاً وهي لا تعدّ ولا تحصى، وتشغل الناس وتثنيهم عن القيام بواجباتهم اليومية الضرورية . مع هذا الزّخم الإعلامي والتكنولوجي الهائل، والتلاطم المتواتر أصبحت المقاهي الأدبية تعدّ اليوم على الأنامل في معظم مدن وعواصم العالم، التي لم تعد تخيّم عليها سوى أجواء الكآبة والتعاسة والمعاناة، والعزلة والوحدة والانطوائية ووجع الدماغ، إنّها تنعى ماضيها التليد، وتتحسّر على مجدها الضائع، ويسترجع الناس ذكريات روّادها القدامى من الكتّاب والمبدعين التي تغصّ بها كتبهم ودواوينهم وألبوماتهم الخاصّة، وصفحات الجرائد والمجلات القديمة، وتظل الكراسي والطاولات والصّورالمعلّقة على جدران المقاهي قَدَراً مُشعلاً على ثبج القلوب، وصحافُ العقول شاهدةٌ على مرور الزّمن وانسيابه نصب أعيننا
المقاهي..ومصطفى لطفي المنفلوطي
غيرُ قليلٍ من العواصم، والمدن العربية الكبرى عرفت المقاهي الأدبية كذلك، من منّا لا يذكر في هذا القبيل مقاهي: الفيشاوي، ومتاتيا، ومحمد عبد الله، وريش، والبوستة في مصر. والبرازيل، والهافانا في سوريا، وفلسطين،ومتري وفتوح أوشقير والنجار والمودكا في لبنان. وعمون والشريف الدولي والفينيق وشهرزاد في الأردن. والزهاوي في العراق، والعيّادي وتحت السّور في تونس، ومقهى باليما في المغرب، والرمّانة في الجزائر، ومقهى الصعاليك في القدس.. وسواها من المقاهي العربية المشهورة التي كانت ملتقى الأدباء والشعراء، والمفكرين والفلاسفة، وأهل الفنّ والموسيقى والمشتغلين في السينما والمسرح إلخ .
ومعروف أن الأديب المصري الذائع الصّيت مصطفى لطفي المنفلوطي كان نادراً ما يرتاد المقاهي، كان ينصح قرّاء «نظراته» و«عبراته» بعدم إضاعة وقتهم بين لعب النّرد والطاولة والورق. كان يعيب على الناس ارتيادهم للمقاهي، ويعجب كيف لا يؤمّون – بدلاً منها – المكتبات ودور الكتب والمعرفة والعرفان للنّهل من العلم والغوص في بحوره.
ومن مفارقات الحياة وأعاجيبها، أن العديد من الأدباء والشّعراء الذين عاصروه أو جاءوا بعده من مواطنيه، كانوا مولعين بالجلوس في المقاهي – وما أكثرها في مصر- ومع ذلك أبدعوا ونبغوا وأجادو في كل مجالات الفنون والأدب والخلق والإبداع.
المقاهي الأدبية في إسبانيا
مثلما هو عليه الشأن في مختلف مدن وحواضر عالمنا العربي، فإن جارتنا إسبانيا عرفت هي الأخرى هذا النوع من المقاهي الأدبية التي لم تكن موجودة في العاصمة مدريد وحسب، بل إنّها كانت منتشرة في مختلف المدن إلإسبانية الأخرى، إلاّ أن معظم هذه المقاهي اليوم لم يعد لها وجود في الوقت الرّاهن سوى في بعض المدن الإسبانية الكبرى مثل مدريد (مقهى خيخون)، وبامبلونا (مقهى إيرونيا)، وسالامنكا (مقهى نوفيلتي)، هذه المقاهي الأدبية القليلة الباقية مثل نظيراتها في مختلف أنحاء المعمور، ما زالت تصارع الزّمن، وتتحدّى الصعوبات، وتعمل قدر استطاعتها على تذليل العقبات التي يفرضها العصر، وتجاوز الإكراهات التي تواجهها من كلّ صوبٍ وحدب، منها:
مقهى إِيرُونْيَا في مدينة بَامبْلُونَا
هذا المقهى الأدبي أسّس عام 1888 والكائن في مدينة بامبلونا الواقعة في شمال إسبانيا (إقليم نافارّا) المعروفة بحفلات سان فيرمين الشهيرة التي تطلق فيها الثيران الهائجة على عواهنها في شوارع المدينة وأزقّتها في اتّجاه ساحة المصارعة وهي تهرول وتجري وتخبط خبط عشواء في جنون لا تلوي على شيء وراء أفواج من الشباب المتحمّس الذي يتحدّى الموت، وعادة ما يرتدي المشاركون في هذه الحفلات الصاخبة القمصان البيضاء، ويلفّون المناديل الحُمر حول أعناقهم (تنظّم هذه الحفلات كل سنة من 6 تموز/يوليو حتى 14 منه). كان هذا المقهى أوّلَ مركز تجاري أدخل له التيّار الكهربائي في تاريخ المدينة، وأصبحت له شهرة عالمية بفضل الكاتب والرّوائي الأمريكي الذائع الصّيت إرنست همنغواي صاحب «العجوز والبحر»، و«لمن تقرع الأجراس»، وسواهما من الأعمال الإبداعية الأخرى، كان همنغواي من أشهر روّاد هذا المقهى خلال موسم تنظيم حفلات سان فيرمين المذكورة، حيث زار هذه المدينة تسع مرّات، وكان هذا المقهى مكانه المأثور، ولقد أطلِق اسمُه على ركنٍ من أركان هذا المقهى، بل أقيم مجسّم نصفي له بداخله تكريماً لهذا الكاتب الكبير الذي خلّد هذه المدينة ومقهاها الأدبي وحفلاتها الشهيرة كذلك في روايته التي تحمل عنوان: «الشمس تشرق أيضاً» (1926) والتي أطلق عليها فيما بعد في اللغة الإسبانية اسم أو عنوان «حفلة»، إرنست همنغواي حاصل على جائزتي بوليتزر (1953) وعلى نوبل في الآداب (1954).
وما زال هذا المقهى إلى يومنا هذا يشكّل محجّاً وملتقىً للعديد من الأدباء، والكتّاب والشعراء والفنّانين والسّاسة والمشتغلين في السّينما والمسرح، الذين يؤمّونه بانتظام، كما كان الشأن أيّام إرتياد همنغواي له.
خِيخُونْ أشهر المقاهي الأدبية في مدريد
من غرائب الصّدف التي تواجهنا عند الحديث عن مقهى «خيخون» الشهير، كونه أسّس هو الآخر في العام نفسه الذي أسّس فيه مقهى «إيرونيا» المذكور آنفا في مدينة بامبلونا، وهو عام 1888، يعتبرهذا المقهى ذا أهميّة ثقافية كبرى في التاريخ الإسباني المعاصر، يوجد في قلب مدينة مدريد في شارع (لا كاستيانا) الذي يُعتبر من أكبر وأفخم شوارع العاصمة الإسبانية، بالقرب من المكتبة الوطنية الإسبانية (أكبر وأهمّ وأقدم المكتبات في إسبانيا على الإطلاق).. مقهى «خيخون» الذي بدأ بداية متواضعة بعد تأسيسه في أواخر القرن التاسع عشر سرعان ما أصبح بعد الحرب الأهلية الإسبانية الضروس (1936- 1939) من أهمّ المقاهي الفخمة المعروفة في مدريد، فقد اشتهر بالاجتماعات واللقاءات، والندوات والدردشات الأدبية التي كان يجريها فيه صفوة من الكتّاب، والمثقفين، والشعراء، والفنّانين الإسبان الكبار، سواء خلال حكم الجنرال فرانسيسكو فرانكو، أو خلال المرحلة الانتقالية لإسبانيا الحديثة بعد استلام مقاليد الحكم في إسبانيا من طرف العاهل الإسباني السابق خوان كارلوس الأوّل .
العديد من الكتّاب الإسبان المشاهير الذين كانوا يؤمّون هذا المقهى خلّدوه في أعمالهم الإبداعية والأدبية، أشهرهم الكاتب الإسباني الراحل كاميلو خوسّيه ثيلا الحاصل على جائزة نوبل في الآداب عام (1989) في روايته المعروفة «الخليّة» (1949) التي نقلت إلى السينما بنجاح باهر للمخرج الإسباني ماريو كاموس، حتى لو أطلِق على هذا المقهى في الفيلم اسمٌ آخر وهو «لاديليسيا»، وكاميلو خوسّيه ثِيلاَ هو صاحب الرّواية المعروفة كذلك «عائلة باسكوال دوارتي» وسواها من الأعمال الروائية.
جائزة أدبية باسم مقهى خيخون
ودأب هذا المقهى على تنظيم جائزة أدبية مهمّة تحمل اسمه وهي «جائزة مقهى خيخون»، ويقف هذا المقهى الشهير شاهدا على عصر بأكمله في تاريخ إسبانيا المعاصر الحافل بالأحداث والتقلّبات والتطوّرات الذي يمتدّ إلى قرن ونيّف من الزّمان الذي ولّى وخلا. وقد وضع الكاتب الإسباني مارينو غوميس سانتوس كتاباً طريفاً موفياً عن تاريخ مقهى خيخون عام 1955، كما وضع الباحث الإسباني ماريانو توديلا دراسة مستفيضة حول المقهى نفسه بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيسه، كما نشر الكاتب الإسباني المعروف فرانسيسكو أومبرال كتاباً تحت عنوان: «ليلة وصولي إلى مقهى خيخون» بالإضافة إلى تعرّض العديد من كبار الكتّاب الإسبان لهذا المقهى في مختلف أعمالهم، وإبدعاتهم الشعرية والنثرية على حدٍّ سواء. وبعد أن أخذ هذا المقهى حظه في الذيوع والانتشار، واستلم الزعامة في هذا المجال من مقاهٍ أخرى عديدة كان لها قصب السبق في هذا المضمار من قبل في مدريد، أجريت عليه تحسينات كبرى، وترميمات متوالية منذ نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، فوضعت في داخله الطاولات المرمرية الشهيرة. وبدأت منذ ذلك الإبّان التجمّعات الأدبية، والحوارات الفكرية، والأمسيات الشعرية، والجلسات السياسية، ودردشات محبّي مصارعة الثيران، ولعبة كرة القدم، من الأدباء والفنّانين، والمشاهير الذين كانوا يرتادون، ويغشون هذا المقهى قبل كاميلو خوسّيه سيلا بسنين، أمثال العالم الإسباني رامون إي كاخال (حاصل على جائزة نوبل في الطبّ 1906)، والكاتب الروائي الإسباني العالمي بينيتو بيريث غالدوس، والكاتب المسرحي اللاّمع رامون دِلْ فايّي إنكلان، بالإضافة إلى العديد من الشخصيات الفنية والسينمائية العالمية مثل إيفا غاردنر وأورسون ويلز والممثل البريطاني جورج ساندرز وسواهم، كما كانت ترتاد هذا المقهى شخصيات سياسية، وعسكرية عالمية، ورجال المال والأعمال والجواسيس أشهرهم الجاسوسة الهولندية الشهيرة ماتا هاري التي أعدمها الفرنسيون عام 1917. وفي العشرينيات والثلاثينيات من القرن المنصرم كان أمراً عادياً أن تلتقى فيه بكتاب وشعراء كبار مثل فدريكو غارسيا لوركا، ورفائيل ألبرتي، وفيسينتي ألكسندري، ودامسو ألونسو، وسواهم من الكتّاب والشعراء، ثم جاءت بعد ذلك تجمّعات «لقاءات الشعراء» التي كان يرأسها ويديرها الشاعر الإسباني خيراردو دييغو، وبالجملة مرّ بهذا المقهى مختلف الكتاب والشعراء الكبار المنتمين لجيل 1927 الأدبي الإسباني الذائع الصّيت .
مقهى نوفيلتي في مدينة سَالاَمَانْكَا
المقهى الأدبي الإسباني الثالث الذي ما زال يفتح أبوابَه لروّاده من الأدباء، والكتّاب، والسّاسة، والشعراء، والفنانين هو مقهى (نوفيلتي) الكائن في الساحة العمومية الكبرى في مدينة سالامانكا (بنيت هذه الساحة على غرار ساحة مدريد الكبرى) يزيد عمر هذا المقهى عن مئة سنة، إذ افتتح عام 1905، ومن المشاهير والشخصيات الإسبانية البارزة في عالم الادب والفكر والسياسة الذين كانوا يؤمّون هذا المقهى الفيلسوف الإسباني ميغيل دي أونامونو، الذي كانت له اجتماعات وحواريات يومية فيه، كما كان يرتاده بانتظام المفكر الإسباني خوسّيه أورتيغا إي غاسيت وأنطونيو توبار، وخوان بونيت، وفرانسيسكو أومبرال، وتورّينتي باجستير، وغارسيا دي لا كونشا (رئيس الأكاديمية الملكية للغة الإسبانية السابق)، ويرتاده اليوم الكاتب البيروفي المعروف ماريو برغاس يوسا، كلّما زار مدينة سالامانكا، وسواهم من المشاهير. وفي مقرّ هذا المقهى تمّ تأسيس الإذاعة الوطنية الإسبانية عام 1936، ولهذا المقهى مجلّة أدبية أسّست منذ 1999 وهي تنشر العديد من المواضيع الأدبية والإبداعية للكتّاب الإسبان خاصة المنتمين لمدينة سالامانكا، والغريب أن هذا المقهى لا يؤمّه فقط الأدباء، بل كان يجتمع فيه كذلك التجّار الكبار ورجال المال والأعمال، وأصحاب الضّيع والعِزب والصناعات الكبرى، كما يرتاده المحامون والأطباء وأساتذة كرسي جامعة سالامانكا الشهيرة التي تعدّ أقدم جامعة في إسبانيا (أسّست عام 1218)، ولقد أمّ هذا المقهى، وتعشّى في مطعمه الفاخر العاهل الإسباني ألفونسو الثالث عشر (جدّ العاهل الإسباني السابق خوان كارلوس الأوّل دي بوربون)، ومن الشخصيات العالمية المرموقة التي زارت هذا المقهى كذلك الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر، والرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتران، ومن السياسيين الإسبان البارزين رئيس الحكومة الإسبانية السابق خوسّيه لويس رودريغيس ثاباتيرو، والزّعيم الشيوعي التاريخي الإسباني الشهير الرّاحل سانتياغو كارّييّو، وسواهم من الشخصيات الأخرى الإسبانية والعالمية على حدٍّ سواء .
المقاهي الأدبية الباقية في إسبانيا، وفي بعض البلدان العربية، وفي أماكن أخرى من العالم، تكاد تُحصىَ اليوم على الأصابع، قليلة جدّاً تلك الباقية منها اليوم، التي مافتئت تقدّم لمرتاديها وزبائنها جرعات ثقافية وأدبية أو شعرية مع رشفات فناجين القهوة التي تقدّمها لهم، القليل الباقي من هذه المقاهي الأدبية ما زال يصارع الزّمن، ويواجه الزّوابع العاتية التي أصبحت تعصف به من كلّ نوع من أزمات اقتصادية، واضطرابات اجتماعية، إلى جانب انتشار التكنولوجيا المتطوّرة التي ملأت الأسواق والحياة العامة بأجهزة الكمبيوتر، والهواتف الذكيّة (سمارتفون)، والهواتف المحمولة التي أصبحت الشغل الشّاغل لكلّ الناس من كلّ الأعمار والأجناس، يُضاف إلى ذلك دور السينما والمسارح والمقاهي العامّة العادية، والنوادي الخصوصية التي يكثر ويعشش في جنباتها كل ضرب من ضروب اللعب واللهو والتسلية والتسرّي، و كل صنف من أصناف الورق والطاولة والنرد والشطرنج والدومينو والزّهر إلخ، ناهيك عن الإنترنت وتوابعه من الفيسبوك، والتويتر، واليوتوب، وكل ما يقدّمه من أفلام ووثائقيّات وفرجات وعروض مغرية مسلية ومثيرة، وعن الفضائيات التي لا حصر لها والتي أمست تملأ الدنيا عرضاً وطولاً وهي لا تعدّ ولا تحصى، وتشغل الناس وتثنيهم عن القيام بواجباتهم اليومية الضرورية . مع هذا الزّخم الإعلامي والتكنولوجي الهائل، والتلاطم المتواتر أصبحت المقاهي الأدبية تعدّ اليوم على الأنامل في معظم مدن وعواصم العالم، التي لم تعد تخيّم عليها سوى أجواء الكآبة والتعاسة والمعاناة، والعزلة والوحدة والانطوائية ووجع الدماغ، إنّها تنعى ماضيها التليد، وتتحسّر على مجدها الضائع، ويسترجع الناس ذكريات روّادها القدامى من الكتّاب والمبدعين التي تغصّ بها كتبهم ودواوينهم وألبوماتهم الخاصّة، وصفحات الجرائد والمجلات القديمة، وتظل الكراسي والطاولات والصّورالمعلّقة على جدران المقاهي قَدَراً مُشعلاً على ثبج القلوب، وصحافُ العقول شاهدةٌ على مرور الزّمن وانسيابه نصب أعيننا
المقاهي..ومصطفى لطفي المنفلوطي
غيرُ قليلٍ من العواصم، والمدن العربية الكبرى عرفت المقاهي الأدبية كذلك، من منّا لا يذكر في هذا القبيل مقاهي: الفيشاوي، ومتاتيا، ومحمد عبد الله، وريش، والبوستة في مصر. والبرازيل، والهافانا في سوريا، وفلسطين،ومتري وفتوح أوشقير والنجار والمودكا في لبنان. وعمون والشريف الدولي والفينيق وشهرزاد في الأردن. والزهاوي في العراق، والعيّادي وتحت السّور في تونس، ومقهى باليما في المغرب، والرمّانة في الجزائر، ومقهى الصعاليك في القدس.. وسواها من المقاهي العربية المشهورة التي كانت ملتقى الأدباء والشعراء، والمفكرين والفلاسفة، وأهل الفنّ والموسيقى والمشتغلين في السينما والمسرح إلخ .
ومعروف أن الأديب المصري الذائع الصّيت مصطفى لطفي المنفلوطي كان نادراً ما يرتاد المقاهي، كان ينصح قرّاء «نظراته» و«عبراته» بعدم إضاعة وقتهم بين لعب النّرد والطاولة والورق. كان يعيب على الناس ارتيادهم للمقاهي، ويعجب كيف لا يؤمّون – بدلاً منها – المكتبات ودور الكتب والمعرفة والعرفان للنّهل من العلم والغوص في بحوره.
ومن مفارقات الحياة وأعاجيبها، أن العديد من الأدباء والشّعراء الذين عاصروه أو جاءوا بعده من مواطنيه، كانوا مولعين بالجلوس في المقاهي – وما أكثرها في مصر- ومع ذلك أبدعوا ونبغوا وأجادو في كل مجالات الفنون والأدب والخلق والإبداع.
المقاهي الأدبية في إسبانيا
مثلما هو عليه الشأن في مختلف مدن وحواضر عالمنا العربي، فإن جارتنا إسبانيا عرفت هي الأخرى هذا النوع من المقاهي الأدبية التي لم تكن موجودة في العاصمة مدريد وحسب، بل إنّها كانت منتشرة في مختلف المدن إلإسبانية الأخرى، إلاّ أن معظم هذه المقاهي اليوم لم يعد لها وجود في الوقت الرّاهن سوى في بعض المدن الإسبانية الكبرى مثل مدريد (مقهى خيخون)، وبامبلونا (مقهى إيرونيا)، وسالامنكا (مقهى نوفيلتي)، هذه المقاهي الأدبية القليلة الباقية مثل نظيراتها في مختلف أنحاء المعمور، ما زالت تصارع الزّمن، وتتحدّى الصعوبات، وتعمل قدر استطاعتها على تذليل العقبات التي يفرضها العصر، وتجاوز الإكراهات التي تواجهها من كلّ صوبٍ وحدب، منها:
مقهى إِيرُونْيَا في مدينة بَامبْلُونَا
هذا المقهى الأدبي أسّس عام 1888 والكائن في مدينة بامبلونا الواقعة في شمال إسبانيا (إقليم نافارّا) المعروفة بحفلات سان فيرمين الشهيرة التي تطلق فيها الثيران الهائجة على عواهنها في شوارع المدينة وأزقّتها في اتّجاه ساحة المصارعة وهي تهرول وتجري وتخبط خبط عشواء في جنون لا تلوي على شيء وراء أفواج من الشباب المتحمّس الذي يتحدّى الموت، وعادة ما يرتدي المشاركون في هذه الحفلات الصاخبة القمصان البيضاء، ويلفّون المناديل الحُمر حول أعناقهم (تنظّم هذه الحفلات كل سنة من 6 تموز/يوليو حتى 14 منه). كان هذا المقهى أوّلَ مركز تجاري أدخل له التيّار الكهربائي في تاريخ المدينة، وأصبحت له شهرة عالمية بفضل الكاتب والرّوائي الأمريكي الذائع الصّيت إرنست همنغواي صاحب «العجوز والبحر»، و«لمن تقرع الأجراس»، وسواهما من الأعمال الإبداعية الأخرى، كان همنغواي من أشهر روّاد هذا المقهى خلال موسم تنظيم حفلات سان فيرمين المذكورة، حيث زار هذه المدينة تسع مرّات، وكان هذا المقهى مكانه المأثور، ولقد أطلِق اسمُه على ركنٍ من أركان هذا المقهى، بل أقيم مجسّم نصفي له بداخله تكريماً لهذا الكاتب الكبير الذي خلّد هذه المدينة ومقهاها الأدبي وحفلاتها الشهيرة كذلك في روايته التي تحمل عنوان: «الشمس تشرق أيضاً» (1926) والتي أطلق عليها فيما بعد في اللغة الإسبانية اسم أو عنوان «حفلة»، إرنست همنغواي حاصل على جائزتي بوليتزر (1953) وعلى نوبل في الآداب (1954).
وما زال هذا المقهى إلى يومنا هذا يشكّل محجّاً وملتقىً للعديد من الأدباء، والكتّاب والشعراء والفنّانين والسّاسة والمشتغلين في السّينما والمسرح، الذين يؤمّونه بانتظام، كما كان الشأن أيّام إرتياد همنغواي له.
خِيخُونْ أشهر المقاهي الأدبية في مدريد
من غرائب الصّدف التي تواجهنا عند الحديث عن مقهى «خيخون» الشهير، كونه أسّس هو الآخر في العام نفسه الذي أسّس فيه مقهى «إيرونيا» المذكور آنفا في مدينة بامبلونا، وهو عام 1888، يعتبرهذا المقهى ذا أهميّة ثقافية كبرى في التاريخ الإسباني المعاصر، يوجد في قلب مدينة مدريد في شارع (لا كاستيانا) الذي يُعتبر من أكبر وأفخم شوارع العاصمة الإسبانية، بالقرب من المكتبة الوطنية الإسبانية (أكبر وأهمّ وأقدم المكتبات في إسبانيا على الإطلاق).. مقهى «خيخون» الذي بدأ بداية متواضعة بعد تأسيسه في أواخر القرن التاسع عشر سرعان ما أصبح بعد الحرب الأهلية الإسبانية الضروس (1936- 1939) من أهمّ المقاهي الفخمة المعروفة في مدريد، فقد اشتهر بالاجتماعات واللقاءات، والندوات والدردشات الأدبية التي كان يجريها فيه صفوة من الكتّاب، والمثقفين، والشعراء، والفنّانين الإسبان الكبار، سواء خلال حكم الجنرال فرانسيسكو فرانكو، أو خلال المرحلة الانتقالية لإسبانيا الحديثة بعد استلام مقاليد الحكم في إسبانيا من طرف العاهل الإسباني السابق خوان كارلوس الأوّل .
العديد من الكتّاب الإسبان المشاهير الذين كانوا يؤمّون هذا المقهى خلّدوه في أعمالهم الإبداعية والأدبية، أشهرهم الكاتب الإسباني الراحل كاميلو خوسّيه ثيلا الحاصل على جائزة نوبل في الآداب عام (1989) في روايته المعروفة «الخليّة» (1949) التي نقلت إلى السينما بنجاح باهر للمخرج الإسباني ماريو كاموس، حتى لو أطلِق على هذا المقهى في الفيلم اسمٌ آخر وهو «لاديليسيا»، وكاميلو خوسّيه ثِيلاَ هو صاحب الرّواية المعروفة كذلك «عائلة باسكوال دوارتي» وسواها من الأعمال الروائية.
جائزة أدبية باسم مقهى خيخون
ودأب هذا المقهى على تنظيم جائزة أدبية مهمّة تحمل اسمه وهي «جائزة مقهى خيخون»، ويقف هذا المقهى الشهير شاهدا على عصر بأكمله في تاريخ إسبانيا المعاصر الحافل بالأحداث والتقلّبات والتطوّرات الذي يمتدّ إلى قرن ونيّف من الزّمان الذي ولّى وخلا. وقد وضع الكاتب الإسباني مارينو غوميس سانتوس كتاباً طريفاً موفياً عن تاريخ مقهى خيخون عام 1955، كما وضع الباحث الإسباني ماريانو توديلا دراسة مستفيضة حول المقهى نفسه بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيسه، كما نشر الكاتب الإسباني المعروف فرانسيسكو أومبرال كتاباً تحت عنوان: «ليلة وصولي إلى مقهى خيخون» بالإضافة إلى تعرّض العديد من كبار الكتّاب الإسبان لهذا المقهى في مختلف أعمالهم، وإبدعاتهم الشعرية والنثرية على حدٍّ سواء. وبعد أن أخذ هذا المقهى حظه في الذيوع والانتشار، واستلم الزعامة في هذا المجال من مقاهٍ أخرى عديدة كان لها قصب السبق في هذا المضمار من قبل في مدريد، أجريت عليه تحسينات كبرى، وترميمات متوالية منذ نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، فوضعت في داخله الطاولات المرمرية الشهيرة. وبدأت منذ ذلك الإبّان التجمّعات الأدبية، والحوارات الفكرية، والأمسيات الشعرية، والجلسات السياسية، ودردشات محبّي مصارعة الثيران، ولعبة كرة القدم، من الأدباء والفنّانين، والمشاهير الذين كانوا يرتادون، ويغشون هذا المقهى قبل كاميلو خوسّيه سيلا بسنين، أمثال العالم الإسباني رامون إي كاخال (حاصل على جائزة نوبل في الطبّ 1906)، والكاتب الروائي الإسباني العالمي بينيتو بيريث غالدوس، والكاتب المسرحي اللاّمع رامون دِلْ فايّي إنكلان، بالإضافة إلى العديد من الشخصيات الفنية والسينمائية العالمية مثل إيفا غاردنر وأورسون ويلز والممثل البريطاني جورج ساندرز وسواهم، كما كانت ترتاد هذا المقهى شخصيات سياسية، وعسكرية عالمية، ورجال المال والأعمال والجواسيس أشهرهم الجاسوسة الهولندية الشهيرة ماتا هاري التي أعدمها الفرنسيون عام 1917. وفي العشرينيات والثلاثينيات من القرن المنصرم كان أمراً عادياً أن تلتقى فيه بكتاب وشعراء كبار مثل فدريكو غارسيا لوركا، ورفائيل ألبرتي، وفيسينتي ألكسندري، ودامسو ألونسو، وسواهم من الكتّاب والشعراء، ثم جاءت بعد ذلك تجمّعات «لقاءات الشعراء» التي كان يرأسها ويديرها الشاعر الإسباني خيراردو دييغو، وبالجملة مرّ بهذا المقهى مختلف الكتاب والشعراء الكبار المنتمين لجيل 1927 الأدبي الإسباني الذائع الصّيت .
مقهى نوفيلتي في مدينة سَالاَمَانْكَا
المقهى الأدبي الإسباني الثالث الذي ما زال يفتح أبوابَه لروّاده من الأدباء، والكتّاب، والسّاسة، والشعراء، والفنانين هو مقهى (نوفيلتي) الكائن في الساحة العمومية الكبرى في مدينة سالامانكا (بنيت هذه الساحة على غرار ساحة مدريد الكبرى) يزيد عمر هذا المقهى عن مئة سنة، إذ افتتح عام 1905، ومن المشاهير والشخصيات الإسبانية البارزة في عالم الادب والفكر والسياسة الذين كانوا يؤمّون هذا المقهى الفيلسوف الإسباني ميغيل دي أونامونو، الذي كانت له اجتماعات وحواريات يومية فيه، كما كان يرتاده بانتظام المفكر الإسباني خوسّيه أورتيغا إي غاسيت وأنطونيو توبار، وخوان بونيت، وفرانسيسكو أومبرال، وتورّينتي باجستير، وغارسيا دي لا كونشا (رئيس الأكاديمية الملكية للغة الإسبانية السابق)، ويرتاده اليوم الكاتب البيروفي المعروف ماريو برغاس يوسا، كلّما زار مدينة سالامانكا، وسواهم من المشاهير. وفي مقرّ هذا المقهى تمّ تأسيس الإذاعة الوطنية الإسبانية عام 1936، ولهذا المقهى مجلّة أدبية أسّست منذ 1999 وهي تنشر العديد من المواضيع الأدبية والإبداعية للكتّاب الإسبان خاصة المنتمين لمدينة سالامانكا، والغريب أن هذا المقهى لا يؤمّه فقط الأدباء، بل كان يجتمع فيه كذلك التجّار الكبار ورجال المال والأعمال، وأصحاب الضّيع والعِزب والصناعات الكبرى، كما يرتاده المحامون والأطباء وأساتذة كرسي جامعة سالامانكا الشهيرة التي تعدّ أقدم جامعة في إسبانيا (أسّست عام 1218)، ولقد أمّ هذا المقهى، وتعشّى في مطعمه الفاخر العاهل الإسباني ألفونسو الثالث عشر (جدّ العاهل الإسباني السابق خوان كارلوس الأوّل دي بوربون)، ومن الشخصيات العالمية المرموقة التي زارت هذا المقهى كذلك الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر، والرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتران، ومن السياسيين الإسبان البارزين رئيس الحكومة الإسبانية السابق خوسّيه لويس رودريغيس ثاباتيرو، والزّعيم الشيوعي التاريخي الإسباني الشهير الرّاحل سانتياغو كارّييّو، وسواهم من الشخصيات الأخرى الإسبانية والعالمية على حدٍّ سواء .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.