المغامرات التي تنطوي عليها ألعاب الفيديو أصبحت جزءا من الحياة اليومية للجيل، وصارت جزءا فريدا من متعة الاكتشاف، فمن يلجون ذلك العالم الغرائبي يحلقون في فضاءات مجهولة، ويصبحون جزءا من الدائرة التفاعلية، وليسوا فقط متفرجين. وفق هذه الرؤية سيتسابق ثمانية أشخاص في ما بينهم للفوز بجائزة مقدارها 100 ألف دولار إن هم دخلوا العالم الافتراضي بكل ما سينطوي عليه من مغامرات ومخاطر وخرجوا منه بسلام، تلك هي الثيمة الأساسية في فيلم “النداء” للمخرج تشارلز باركروهو (إنتاج 2016). يندفع الجميع إلى المغامرة، يرتدون بدلات ذات تحسس إلكتروني، لكن ما لم يكن في الحسبان أنهم ما إن يغلقون خوذات الرأس حتى يجدون أنفسهم مرتدين لملابس “الكوماندوز”، وهم مدججون بالسلاح، والرصاص يطلق تجاههم من كل الجهات. إنهم في مواجهة إرهابيين مجهولين، والقصة تتحول إلى مغامرة في الحياة والموت لا رجعة فيها؛ من سيصيب برصاصة تمكن معالجته، لكن إذا أصيب بأخرى فلا نجاة بعدها، مأزق مروّع يجد أولئك المتطوعون أنفسهم فيه، وهم إذ يحاولون التراجع عائدين إلى حياتهم الأولى يجدون الحواجز الإلكترونية التي هي خليط بين الواقعي والافتراضي بانتظارهم، لتعيدهم إلى بؤرة الصراع الأول في مواجهته للموت. يبنى الفيلم على تنوع ملحوظ في البنى المكانية بين ما هو واقعي وافتراضي، ومن ثم تتشظى الأماكن وتتشعب إلى أماكن ثانوية تشهد المزيد من الصراعات، المكان الشاهد على التحولات الدرامية وعلى نوازع الشخصيات هو الذي يجري توظيفه بمهارة في هذا الفيلم. لا ننسى أبدا أنه من الأفلام قليلة التكلفة الإنتاجية، وبالرغم من ذلك نجح المخرج وهو نفسه كاتب السيناريو في تقديم حصيلة مكانية متنوعة، حيث تجاوز من خلالها التسطيح المكاني، وكان عمق الميدان إحدى العلامات المميزة إذ استخدم خلالها الديكور والإضاءة من أجل مزيد تعميق البؤر المكانية. على صعيد السرد الفيلمي هنالك بنيتان جماليتان وظفهما المخرج، ومن خلالهما قام بتصعيد الدراما، هما بنية الواقعي أو سرد الداخل، والافتراضي أو سرد الخارج. تتواشج البنيتان السرديتان وتؤطران الدراما الفيلمية في تصعيد متناوب قائم على فكرة المواجهة بين الخصوم، وكلما تمّ الإجهاز على إرهابي، تم الدفع بقوّة صراع جديدة من خلال المزيد من عمليات المواجهة. ويتمّ الوصول تباعا إلى حصيلة البطل الشجاع بعد مقتل المتطوعين الذين تتباين فيهم طريقة قتلهم، فهنالك إصابات دامية في البيئة الافتراضية، لكنها لا تخلف إلاّ ألما مؤقتا، ولا تتسبب في الموت، فيما تكون المواجهة بالسلاح المباشر مفضية إلى الموت. نمو السرد الفيلمي وسط تنوّع غزير في البنى المكانية قدم شخصيات مأزومة ما لبث كل منها أن عرّف بنفسه وحياته السابقة، لكن لا أسباب واضحة في قبولهم خوض تلك المغامرة الكارثية، بينما يبقى المال هاجسا ودافعا على الأكثر. وظف المخرج أيضا المستويات الانتقالية المتعددة ضمن ألعاب الفيديو في الانتقال من مستوى إلى مستوى أعلى ومن مرحلة إلى أخرى، وفي كل مرحلة كانت هنالك مفاجآت وصراعات جديدة، وكأنها فصول ضمنية يتم من خلالها الانتقال بالسرد الفيلمي بشكل متتابع مصحوبة بتنويهات من صوت جانبي. هو الفيلم الروائي الطويل الأول للمخرج الشاب تشارلز باركروهو، وهو كاتب السيناريو أيضا، في حين أن الإنتاج بريطاني، ولكن أسلوب الفيلم وطريقة النطق بدوا هوليوودييين بالكامل. ينجح المخرج الشاب في تقديم فيلم متماسك يوظف من خلاله فكرة ألعاب الفيديو ببساطة شديدة ومن خلالها يقدم الأحداث الفيلمية، حتى لا تكاد تصدق أنه فيلمه الأول. وظف الفيلم أيضا عنصر الصوت، وخاصة الموسيقى والمؤثرات بطريقة مميزة تمت من خلالها مواكبة الأحداث المتفجرة؛ مقاطع موسيقية كانت بمثابة لازمة تتصاعد مع التصعيد الدرامي، فضلا عن الصوت الجانبي الذي يعلن عن بدء مرحلة جديدة أو مستوى جديد في اللعبة/المغامرة. أسلوب مميز يقدمه الفيلم بالتنقل بمهارة بين الواقعي والافتراضي، ومن خلال ذلك هنالك فكرة إنسانية، وهي أن طمع الإنسان قد يقوده إلى مغامرات ومخاطر لا تحمد عقباها، كل ذلك في قالب سينمائي مميّز، أثرى جديد سينما الخيال العلمي قليلة التكلفة، وشكّل إضافة نوعية جديدة لها. المغامرات التي تنطوي عليها ألعاب الفيديو أصبحت جزءا من الحياة اليومية للجيل، وصارت جزءا فريدا من متعة الاكتشاف، فمن يلجون ذلك العالم الغرائبي يحلقون في فضاءات مجهولة، ويصبحون جزءا من الدائرة التفاعلية، وليسوا فقط متفرجين. وفق هذه الرؤية سيتسابق ثمانية أشخاص في ما بينهم للفوز بجائزة مقدارها 100 ألف دولار إن هم دخلوا العالم الافتراضي بكل ما سينطوي عليه من مغامرات ومخاطر وخرجوا منه بسلام، تلك هي الثيمة الأساسية في فيلم “النداء” للمخرج تشارلز باركروهو (إنتاج 2016). يندفع الجميع إلى المغامرة، يرتدون بدلات ذات تحسس إلكتروني، لكن ما لم يكن في الحسبان أنهم ما إن يغلقون خوذات الرأس حتى يجدون أنفسهم مرتدين لملابس “الكوماندوز”، وهم مدججون بالسلاح، والرصاص يطلق تجاههم من كل الجهات. إنهم في مواجهة إرهابيين مجهولين، والقصة تتحول إلى مغامرة في الحياة والموت لا رجعة فيها؛ من سيصيب برصاصة تمكن معالجته، لكن إذا أصيب بأخرى فلا نجاة بعدها، مأزق مروّع يجد أولئك المتطوعون أنفسهم فيه، وهم إذ يحاولون التراجع عائدين إلى حياتهم الأولى يجدون الحواجز الإلكترونية التي هي خليط بين الواقعي والافتراضي بانتظارهم، لتعيدهم إلى بؤرة الصراع الأول في مواجهته للموت. يبنى الفيلم على تنوع ملحوظ في البنى المكانية بين ما هو واقعي وافتراضي، ومن ثم تتشظى الأماكن وتتشعب إلى أماكن ثانوية تشهد المزيد من الصراعات، المكان الشاهد على التحولات الدرامية وعلى نوازع الشخصيات هو الذي يجري توظيفه بمهارة في هذا الفيلم. لا ننسى أبدا أنه من الأفلام قليلة التكلفة الإنتاجية، وبالرغم من ذلك نجح المخرج وهو نفسه كاتب السيناريو في تقديم حصيلة مكانية متنوعة، حيث تجاوز من خلالها التسطيح المكاني، وكان عمق الميدان إحدى العلامات المميزة إذ استخدم خلالها الديكور والإضاءة من أجل مزيد تعميق البؤر المكانية. على صعيد السرد الفيلمي هنالك بنيتان جماليتان وظفهما المخرج، ومن خلالهما قام بتصعيد الدراما، هما بنية الواقعي أو سرد الداخل، والافتراضي أو سرد الخارج. تتواشج البنيتان السرديتان وتؤطران الدراما الفيلمية في تصعيد متناوب قائم على فكرة المواجهة بين الخصوم، وكلما تمّ الإجهاز على إرهابي، تم الدفع بقوّة صراع جديدة من خلال المزيد من عمليات المواجهة. ويتمّ الوصول تباعا إلى حصيلة البطل الشجاع بعد مقتل المتطوعين الذين تتباين فيهم طريقة قتلهم، فهنالك إصابات دامية في البيئة الافتراضية، لكنها لا تخلف إلاّ ألما مؤقتا، ولا تتسبب في الموت، فيما تكون المواجهة بالسلاح المباشر مفضية إلى الموت. نمو السرد الفيلمي وسط تنوّع غزير في البنى المكانية قدم شخصيات مأزومة ما لبث كل منها أن عرّف بنفسه وحياته السابقة، لكن لا أسباب واضحة في قبولهم خوض تلك المغامرة الكارثية، بينما يبقى المال هاجسا ودافعا على الأكثر. وظف المخرج أيضا المستويات الانتقالية المتعددة ضمن ألعاب الفيديو في الانتقال من مستوى إلى مستوى أعلى ومن مرحلة إلى أخرى، وفي كل مرحلة كانت هنالك مفاجآت وصراعات جديدة، وكأنها فصول ضمنية يتم من خلالها الانتقال بالسرد الفيلمي بشكل متتابع مصحوبة بتنويهات من صوت جانبي. هو الفيلم الروائي الطويل الأول للمخرج الشاب تشارلز باركروهو، وهو كاتب السيناريو أيضا، في حين أن الإنتاج بريطاني، ولكن أسلوب الفيلم وطريقة النطق بدوا هوليوودييين بالكامل. ينجح المخرج الشاب في تقديم فيلم متماسك يوظف من خلاله فكرة ألعاب الفيديو ببساطة شديدة ومن خلالها يقدم الأحداث الفيلمية، حتى لا تكاد تصدق أنه فيلمه الأول. وظف الفيلم أيضا عنصر الصوت، وخاصة الموسيقى والمؤثرات بطريقة مميزة تمت من خلالها مواكبة الأحداث المتفجرة؛ مقاطع موسيقية كانت بمثابة لازمة تتصاعد مع التصعيد الدرامي، فضلا عن الصوت الجانبي الذي يعلن عن بدء مرحلة جديدة أو مستوى جديد في اللعبة/المغامرة. أسلوب مميز يقدمه الفيلم بالتنقل بمهارة بين الواقعي والافتراضي، ومن خلال ذلك هنالك فكرة إنسانية، وهي أن طمع الإنسان قد يقوده إلى مغامرات ومخاطر لا تحمد عقباها، كل ذلك في قالب سينمائي مميّز، أثرى جديد سينما الخيال العلمي قليلة التكلفة، وشكّل إضافة نوعية جديدة لها.