تستعد لتكون عاصمة للثقافة العربية للعام الحالي، بَدَتْ قسنطينةالجزائرية ورشة ضخمة مفتوحة على الترميمات والإصلاحات والتعديلات والإنجازات. بناءات جديدة هنا وترميمات لأيقوناتها التاريخية والتراثية هناك، وتحسينات وتزويقات وكثير من الحركة والعمل الدؤوب والمتواصل من أجل أن تكون عروس الشرق الجزائري جاهزة كأفضل ما يكون لعرسها العربي. إنّ جولة في أرجاء المدينة القديمة تجعلك تقف عند حجم ما تمّ رصده من اعتمادات مادية وبشرية لإنجاح هذا الحدث الثقافي، ولكي تتزيّن المدينة وتخرج على زوّارها كأبهى ما يمكن لمدينة لها في رصيدها آلاف السنوات من التاريخ المتنوّع والثريّ، ولها ما يكفي من تراث ثقافي ومعرفي وحضاري ولها ما يكفي من النساء والرجال العظماء لتكون عاصمة دائمة للثقافة وليس فقط لعام واحد فقط. إن قسنطينة الضارب تاريخها في عمق الزمن والتي شهدت تعاقب حضارات متنوعة أضافت إلى مخزونها التراثي لهي خير شاهد اليوم على عراقة البلد وأهله. وأنت تتجول في شوارعها وأزقتها، وأنت تصافح بناياتها ووجوه العابرين لن يكون مرورك عابرا أو مجرد جولة سياحية، حتما ستكون مثل عاشق مفتون بجمال المدينة وفتنة تفاصيلها، إنها قسنطينة مدينة الجسور المعلقة والطبيعة المذهلة. رقم ضخم، لكنه حقيقة أكدها المنظمون، حيث من المنتظر أن تشهد فعاليات هذه التظاهرة الكبرى عديد البرامج الثقافية والفنيّة من ذلك الحرص على حضور الكتاب وبقوة. ومن المتوقع أن يتمّ طبع ما يقرب من 1500 كتاب في شتّى صنوف المعارف وأشكال الكتابات الأدبية والنقدية لأبناء الجزائر ولغيرهم من المبدعين العرب الذين يرغبون في نشر إنتاجات جديدة خلال هذه المناسبة. فضلا عن تنظيم أيام دراسية وملتقيات وصالونات ذات الصلة بالكتاب و النشر. وتنشط الآن دور نشر كثيرة على إعداد الكتب المزمع طبعها ونشرها وتوزيعها مع بداية الفعاليات، وقد أدرجنا هذا الرقم فقط كي نبيّن بعضا من قيمة ما سيكون خلال أسابيع قليلة. وتظهر اليوم نشاطات حثيثة لإنجاز أعمال فنية جديدة ليس في قسنطينة فقط بل في كامل أرجاء البلاد لتكون بذلك كل الجزائر فاعلة في عاصمة الثقافة، مشاريع مسرحية وسينمائية وموسيقية بالجملة سترى النور قريبا في إطار عروض أولى بمناسبة الحدث الأهم الذي يعيش على وقعه بلد المليون شهيد طيلة عام كامل، هي فرصة للمبدعين لتقديم جديدهم والتعريف بأعمالهم والتحليق بها عاليا فوق جسور المدينة المعلّقة حذو السحاب. قرر القائمون على التظاهرة أن تكون فلسطين أول المكرمين في عرس قسنطينة، حيث ستؤثث الثقافة الفلسطينية الأسبوع الأول من عاصمة الثقافة العربية، وسيكون للجمهور فرص عدّة للوقوف من جديد عند الإرث الحضاري والتاريخي والثقافي والفني لأولى القبلتين ومسرى الرسول الأعظم عليه الصلاة والسلام ومسقط رأس النبي عيسى عليه السلام. يذكر أنّ افتتاح التظاهرة سوف يكون يوم 16 أبريل المقبل بعرض يتمّ إعداده خصيصا لهذا العرس الثقافي الضخم، وسوف يتمّ عرضه في القاعة الكبرى التي شارفت على انتهاء أشغالها في انتظار أن يطلق عليها اسم في حجم تاريخ المدينة وأبنائها، العرض الذي يحمل عنوان “ملحمة قسنطينة” يشرف على إنجازه المخرج الجزائري الكبير علي عيساوي، ويسرد منجزات المدينة منذ الفترة النوميدية وحتى الوقت الحاضر، وهو عمل شعبي تراثي يقدّم تاريخ المدينة وما مرّ بها من حضارات وثقافات في تعابير فنية مختلفة. يبرز برنامج النشاطات الثقافية المرتقب لتظاهرة “قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015″ هوية سيرتا القديمة وكنوزها التاريخية والفنية والثقافية حسبما أكده محافظ هذا الحدث سامي بن الشيخ الحسين. وأفاد بن الشيخ الحسين خلال عرضه الخطوط العريضة لبرنامج النشاطات الثقافية بأن هذه التظاهرة ستسلط الضوء على تاريخ قسنطينة إحدى أقدم المدن في العالم وتثمين هندستها المعمارية وتقاليدها وموسيقاها. في قسنطينة سوف تعلو الأهازيج الفلسطينية وسوف تسمع الدبكة من به صمم وسوف تحلو الأمسيات والسهرات مع الشعر والمسرح والسينما والرقص والموسيقى وبعد أن أكد أنه من خلال تاريخ قسنطينة تعمل محافظة التظاهرة على تقديم تاريخ الجزائر برمتها، وفنون العيش بها مشيرا كذلك إلى مساهمة المجتمع المدني في إنجاح هذا الحدث.وتتضمن الخطوط العريضة لبرنامج هذه التظاهرة الثقافية إقامة معارض موضوعاتية وأخرى مرتبطة بالتراث مرفقة بإصدار كتب إلى جانب تنظيم صالون كبير حول فن النحت الجزائري. وفي مجال الموسيقى يتضمن البرنامج تنظيم أزيد من 180 حفلا كبيرا طيلة سنة الثقافة العربية و36 حفلا موضوعاتيا وذلك بقصر الباي وكذلك “ليالي للموسيقى والغناء العربي”. وتضاف إلى ذلك عروض للبالي الوطني وباليهات دول مشاركة وتنظيم ثلاثة مهرجانات في الرقص العربي والأفريقي والفلكلوري والعصري. كما سيكون الفن الرابع في الموعد من خلال ما لا يقل عن 108 عروض مسرحية بقسنطينة وأزيد من 200 عرض آخر بمحافظات شرق البلاد، بالإضافة إلى مقهيين مسرحيين مبرمجين كل أسبوع. وفي مجال التراث يرتقب على الخصوص تسجيل ألبوم كبير بعنوان “مالوف قسنطينة” يتضمن 36 قرصا مضغوطا وكذلك تسجيل ونشر 8 صناديق صغيرة لأقراص مضغوطة. ويشمل البرنامج كذلك أفلام وثائقية لخوان العيساوة والديوان وشيوخ الموسيقى القسنطينية.