قالت وزيرة الثقافة الثقافة الجزائرية خليدة تومي أن تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية لعام 2015 تعد حدثا تاريخيا وتجسيدا حقيقيا لمشروع مدينة الجسور. وأوضحت تومي خلال افتتاح أشغال يوم تشاوري حول التحضيرات الخاصة بالتظاهرة جمع شخصيات ثقافية ومثقفين ومسؤولين محليين ومنتخبين بقسنطينة و بمنطقة شرق البلاد أن "هذه المدينة التي طبعت القرون وسجلت اسمها في التاريخ استفادت من تظاهرة ضخمة ستمكنها من الحصول على مشروع حقيقي لإعادة البناء مصمم و منجز من طرف أبناء وبنات الجزائر المستقلة". واعتبرت الوزيرة أن القسنطينيين "ملزمون اليوم بإنجاح هذا الحدث و ترويج صورة جميلة عن هذه المدينة الثورية و المناضلة". وبعد أن تطرقت إلى أهمية هذه التظاهرة من أجل "إحباط أي محاولة تضليل وأي محاولة للترويج إلى ثورات خطط لها في الخفاء" أوضحت تومي أن قوة الريشة واللوحة و الكلمات و الإبداع الجزائري قادرة على التغلب على جميع التهديدات وعلى قلب جميع المخططات الهدامة". وخلال زيارة عمل بهذه الولاية لتباحث التحضيرات الخاصة بهذه التظاهرة مع مختلف الأطراف الفاعلة (فنانون- مثقفون- منتخبون و مسؤولون محليون) أوضحت الوزيرة أنه سيكون أمرا خاطئا إطلاق هذه التظاهرة في تاريخ آخر غير هذا التاريخ المرجعي " يوم العلم " الذي يحتفل به في 16 أبريل من كل عام. وذكرت الوزيرة في هذا السياق أن ولاية قسنطينة استفادت برسم هذه التظاهرة من برنامج استثماري واسع سيشمل عديد قطاعات التنمية. كما أضافت الوزيرة أن "المدينة التي أحبها ابن باديس و التي تعد مصدر إلهام الكثير من الشعراء والممثلين وعديد الفنانين العرب أو آخرين الذين عبروا عن انبهارهم بهذه المدينة السامية ذات الجمال النادر من خلال أعمالهم ستستفيد برسم هذا الحدث من برنامج تنموي لم يمنح إلى أي ولاية أخرى من قبل". وذكرت أن عديد المدن الجزائرية و العربية قد تقدمت بطلب لتنظيم هذا الحدث وأن إنجاز المشاريع الهامة المدرجة في هذا الإطار لصالح هذه الولاية ستخضع إلى " المتابعة و المرافقة الصارمة" المسندة إلى اللجان الوطنية والمحلية و التنفيذية المنصبة. ودعت الوزيرة جميع المهتمين بالثقافة إلى تنظيم أنفسهم في إطار قانوني في جمعيات وتعاونيات ودواوين و مؤسسات للسماح "بتنفيذ عديد المشاريع الثقافية المزمعة دون عراقيل". وقالت وزيرة الثقافة بأن البرنامج النهائي لحدث "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية لعام 2015" سيضبط بصفة رسمية في 30 نوفمبر/ تشرين الاول. وأوضحت بأن برنامج الحدث الأكبر بعاصمة شرق البلاد التي تتأهب لاحتضانه سيتم التعرف عليه في سبتمبر/ ايلول المقبل وأن فترة الشهرين الفاصلين ستخصص للمراجعة. ولأجل ذلك تضيف الوزيرة فإن "لجنة انتقاء" الأعمال التي ستنشر والسيناريوهات التي سيتم إخراجها والتوصيات التي ستجسد "سيتم تنصيبها عما قريب بمدينة الجسور وستتكفل -حسبها- بدراسة وانتقاء الأعمال. وأوضحت تومي في هذا السياق بأن قرار اختيار الأعمال سيعود إلى "مهنيين ومحترفين وخبراء في المجال" وذلك وفق دفتر شروط الذي يعد بمثابة مؤشر "تطور" ومدى إرادة من دائرتها الوزارية من أجل "إشراك جميع الكفاءات بهذه المدينة وبالبلاد" في الحدث الثقافي الأبرز في العالم العربي خلال سنة 2015 .