عندها أدركت بأنها أفاقت وطاقم الجراحين يجرى عملية بعينها اليمنى، حاولت بيأس الصراخ أو الإشارة بأصابعها لتعلم الأطباء أنها يقظة، إلا أن التخدير الذى أرخى أعصابها أفقدها السيطرة على تحركات جسمها. فيما وصفت ويهر تلك اللحظات، قائلةً: "كانت مزيجا من الصلاة والتوسل والعويل وصب اللعنات، حاولت أن أقوم بأى شىء إلا أننى علمت بأن ما من شىء سيجدى". وتعد حالات الإفاقة تحت تأثير المخدر نادرة الحدوث، حيث تقول مايو كيلينيك، طبيبة تخدير، إن ما بين واحد إلى اثنين من بين كل ألف شخص قد يفيقون بعد تخديرهم بشكل كامل، مضيفةً: "تنطوى معظم حالات الإفاقة تحت تأثير المخدر على إحساس المريض بما يجرى حوله، وقد يشعر البعض بألم حاد أثناء الجراحة"، موضحةً أن تلك التجربة المؤلمة قد تسبب لدى البعض مشاكل نفسية. استغرقت الجراحة خمس ساعات ونصف الساعة، فقدت فى بعض هذا الوقت الوعى جراء التخدير، فيما بدأت فى الصراخ عند إفاقتها، وحول التخدير أثناء الجراحة قالت: "شعرت وكأنه وقود مشتعل.. اعتقدت لوهلة أننى فى الحجيم". على صعيد آخر، يقول الأطباء إن التخدير العام فى العادة آمن ويستمر تأثيره حتى نهاية العملية الجراحية، وعادة ما يستقصى طبيب التخدير، قدر الإمكان، التاريخ الطبى للمرضى، بما يشمله من عادات استهلاك الكحول والمخدرات، لتحديد القدر المناسب من المادة المخدرة. جدير بالذكر، أنه يوجد نوعان رئيسيان من التخدير، الموضعى والعام، حيث يعتمد نوع التخدير على نوع العملية التى سيجريها المريض، والتى يقوم عندها طبيب التخدير بتحديد نوع التخدير المناسب لكل مريض، ويعمل التخدير العام على بقاء المريض نائماً طوال العملية الجراحية، فيما يعمل التخدير الموضعى على فقد الأعصاب الموجودة فى ذلك الجزء من الجسم الإحساس بالألم، حيث يكون المريض بكامل وعيه، أو فاقداً لوعيه بصورة شبه كاملة. وتعمل أدوية التخدير العام على إفقاد المريض الوعى عن طريق إحباط عمل الجهاز العصبى، وبالتالى يفقد الجسم الإحساس بالألم الناتج عن التدخل الجراحى، وهذا عكس بعض أنواع التخدير التى تسكن الألم حيث يبقى المريض مستيقظاً أثناء العملية الجراحية، وهو ما يعرف بتسكين الألم. وأرجع د. اليكسندر هاننبيرغ، أخصائى التخدير ورئيس الجمعية الأمريكية لأطباء التخدير، سبب الإفاقة تحت تأثير المخدر إلى خطأ بشرى أو تقنى أثناء نقل المادة المخدرة لجسم المريض، وتقول كلينينك أن المصابين بأمراض الرئة أو القلب أو الذين يستهلكون الكحول والمخدرات يومياً، هم أكثر عرضة للإفاقة تحت تأثير المخدر.