د. محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين يسير علي نفس نهج مهدي عاكف المرشد لسابق للجماعة من حيث التصريحات المثيرة للجدل بل وزاد عليها نبرة التعالي في التصريحات وهو الامر الذي قد يسبب العديد من المشكلات؛ ففي الوقت الذي اكد فيه عاكف في تصريح له :"إن اللي مش عاجبه حكم الاخوان المسلمين علية بالرحيل من مصر نجد ان د. محمد بديع يقول منصب المرشد العام للجماعة أعلى من مستويات رئيس جمهورية مصر، ليس في السلطات ولكن في المسئولية والأمانة وهو الامر الذي اثار جدلًا واسعًا. وقال مراقبون، إن المرشد العام للجماعة له قدسية ومقام كبير لدى أعضائها بطبيعة الحال، لكن إن كان بديع يقصد أن يعمم هذا النموذج على المصريين، فإن ذلك أمر خطير، يضعنا أمام نموذج ديكتاتوري جديد لا يختلف عن نظام مبارك السابق، لكن بصبغة إسلامية، في سيطرة حزب جماعة الإخوان على البرلمان المقبل. وشدد بديع على أن "الإخوان" يريدون المشاركة لا المغالبة أو الاستئثار، وقال: "نحن أول من عرض قائمة موحدة لكل القوى السياسية نتقدم بها للشعب المصري في الانتخابات، وسبق أن أعلنت أننا لن ننافس على الرئاسة أو أغلبية البرلمان".. ونفى بديع وجود صفقة بين الجماعة والمجلس الأعلى للقوات المسلحة، مؤكدا في الوقت نفسه أن الجماعة لم ولن تصطدم بالمجلس العسكري، فيما يخص صلاحيات مجلس الشعب القادم. وأضاف: "لو بيننا وبين المجلس العسكري شعرة لأرخيناها، ولكن شعور الناس بأن البرلمان الذي انتخبوه بلا سلطات سيصرفهم عن التصويت في الفترة المقبلة". ويقول د. طارق فهمي الخبير في مركز الدراسات السياسية والاسترتيجية: إن رؤية بديع الخاصة بأن مرشد الجماعة أعلى من رئيس الجمهورية، إذا لم تكن عبارة عن جملة اعتراضية لم يقصدها أو زلة لسان، وأنها عقيدة لدى الجماعة، فإنها ستصبح خطرا على الحركة السياسية المصرية وعلى البلاد بعد الثورة، لأننا حينها سنكون أمام نموذج ديكتاتوري لا يختلف كثيرا عن نظام الرئيس السابق حسني مبارك، إلا أنه بقشرة إسلامية، وأننا أمام إعادة إنتاج لمبارك بلحية إخوانية، غير أن قدسية مبارك دنيوية، وقدسية المرشد دينية.