الحكومة اليابانية تقدم منح دراسية للطلاب الذين يرغبون في استكمال دراستهم    «أنصفه على حساب الأجهزة».. الأنبا بولا يكشف علاقة الرئيس الراحل مبارك ب البابا شنودة    النائب شمس الدين: تجربة واعظات مصر تاريخية وتدرس عالميًّا وإقليميًّا    تراجع عيار 21 الآن.. سعر الذهب في مصر اليوم السبت 11 مايو 2024 (تحديث)    زيادات متدرجة في الإيجار.. تحرك جديد بشأن أزمة الإيجارات القديمة    الزراعة: زيادة الطاقة الاستيعابية للصوامع لأكثر من 5 ملايين طن قمح    «القومية للأنفاق» تعلن بدء اختبارات القطار الكهربائي السريع في ألمانيا    الإمارات تستنكر تصريحات نتنياهو بالدعوة لإنشاء إدارة مدنية لقطاع غزة    بلينكن يقدم تقريرا مثيرا للجدل.. هل ارتكبت إسرائيل جرائم حرب في غزة؟    يحيى السنوار حاضرا في جلسة تصويت الأمم المتحدة على عضوية فلسطين    مجلس الأمن يطالب بتحقيق فوري ومستقل في اكتشاف مقابر جماعية بمستشفيات غزة    سيف الجزيري: لاعبو الزمالك في كامل تركيزهم قبل مواجهة نهضة بركان    محمد بركات يشيد بمستوى أكرم توفيق مع الأهلي    نتائج اليوم الثاني من بطولة «CIB» العالمية للإسكواش المقامة بنادي بالم هيلز    الاتحاد يواصل السقوط بهزيمة مذلة أمام الاتفاق في الدوري السعودي    المواطنون في مصر يبحثون عن عطلة عيد الأضحى 2024.. هي فعلًا 9 أيام؟    بيان مهم من الأرصاد الجوية بشأن حالة الطقس اليوم: «أجلوا مشاويركم الغير ضرورية»    أسماء ضحايا حادث تصادم سيارة وتروسيكل بالمنيا    إصابة 6 أشخاص إثر تصادم سيارة وتروسيكل بالمنيا    مصرع شاب غرقًا في بحيرة وادي الريان بالفيوم    النيابة تأمر بضبط وإحضار عصام صاصا في واقعة قتل شاب بحادث تصادم بالجيزة    عمرو أديب: النور هيفضل يتقطع الفترة الجاية    حظك اليوم برج العقرب السبت 11-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    رسائل تهنئة عيد الأضحى مكتوبة 2024 للحبيب والصديق والمدير    حظك اليوم برج العذراء السبت 11-5-2024: «لا تهمل شريك حياتك»    بتوقيع عزيز الشافعي.. الجمهور يشيد بأغنية هوب هوب ل ساندي    النجم شاروخان يجهز لتصوير فيلمه الجديد في مصر    رد فعل غريب من ياسمين عبدالعزيز بعد نفي العوضي حقيقة عودتهما (فيديو)    هل يجوز للمرأة وضع المكياج عند خروجها من المنزل؟ أمين الفتوى بجيب    الإفتاء تكشف فضل عظيم لقراءة سورة الملك قبل النوم: أوصى بها النبي    لأول مرة.. المغرب يعوض سيدة ماليا بعد تضررها من لقاح فيروس كورونا    «آية» تتلقى 3 طعنات من طليقها في الشارع ب العمرانية (تفاصيل)    تفاصيل جلسة كولر والشناوي الساخنة ورفض حارس الأهلي طلب السويسري    مران الزمالك - تقسيمة بمشاركة جوميز ومساعده استعدادا لنهضة بركان    نيس يفوز على لوهافر في الدوري الفرنسي    على طريقة القذافي.. مندوب إسرائيل يمزق ميثاق الأمم المتحدة (فيديو)    حكومة لم تشكل وبرلمان لم ينعقد.. القصة الكاملة لحل البرلمان الكويتي    انخفاض أسعار الدواجن لأقل من 75 جنيها في هذا الموعد.. الشعبة تكشف التفاصيل (فيديو)    هشام إبراهيم لبرنامج الشاهد: تعداد سكان مصر زاد 8 ملايين نسمة أخر 5 سنوات فقط    الطيران المروحي الإسرائيلي يطلق النار بكثافة على المناطق الجنوبية الشرقية لغزة    الخارجية الأمريكية: إسرائيل لم تتعاون بشكل كامل مع جهود واشنطن لزيادة المساعدات في غزة    الجرعة الأخيرة.. دفن جثة شاب عُثر عليه داخل شقته بمنشأة القناطر    تراجع أسعار الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم السبت 11 مايو 2024    حلمي طولان: «حسام حسن لا يصلح لقيادة منتخب مصر.. في مدربين معندهمش مؤهلات» (فيديو)    طولان: محمد عبدالمنعم أفضل من وائل جمعة (فيديو)    رؤساء الكنائس الأرثوذكسية الشرقية: العدالة الكاملة القادرة على ضمان استعادة السلام الشامل    هل يشترط وقوع لفظ الطلاق في الزواج العرفي؟.. محام يوضح    حج 2024.. "السياحة" تُحذر من الكيانات الوهمية والتأشيرات المخالفة - تفاصيل    وظائف جامعة أسوان 2024.. تعرف على آخر موعد للتقديم    جلطة المخ.. صعوبات النطق أهم الأعراض وهذه طرق العلاج    إدراج 4 مستشفيات بالقليوبية ضمن القائمة النموذجية على مستوى الجمهورية    زيارة ميدانية لطلبة «كلية الآداب» بجامعة القاهرة لمحطة الضبعة النووية    لتعزيز صحة القلب.. تعرف على فوائد تناول شاي الشعير    لماذا سمي التنمر بهذا الاسم؟.. داعية اسلامي يجيب «فيديو»    5 نصائح مهمة للمقبلين على أداء الحج.. يتحدث عنها المفتي    بالصور.. الشرقية تحتفي بذكرى الدكتور عبد الحليم محمود    نائب رئيس جامعة الزقازيق يشهد فعاليات المؤتمر الطلابي السنوي الثالثة    محافظة الأقصر يناقش مع وفد من الرعاية الصحية سير أعمال منظومة التأمين الصحي الشامل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سقوط مبارك بين ثورة الإمام المهدي.. وميكافيللي!!
نشر في صوت البلد يوم 22 - 02 - 2011

قبل نحو 25 عاما، كان مبارك قد قضي 5 سنوات في الرئاسة أطلقت فرقة البنجلز اغنيتها الشهيرة "سر كالمصري" WALK LIKE AN EGYPTIAN وقد اذاعها المرحوم محمد شبل عبر برنامجه بإذاعة الشرق الأوسط، فقد احتلت هذه الأغنية ساحات الرقص، لكن قلة فقط فهموا معني كلماتها الغربية التي تسيء للمصري.
وقد كتب كلماتها "وليمام سترنبرج" حين رأي أناسا يسيرون بحذر علي سطح سفينهON DECK خوفا من السقوط، أناسا ذكرته خظواتهم بالخطي الغريبة والرتيبة لشخصيات من رسومات مصرية عتيقة.
فقد ظلت صورة المصري "المقهور، والمهزوم، والماشي بجوار الحائط" عالقه في أذهان العالم! حتي انطلق هدير الثورة وسقطت "براندنبرج" المصري وحائط الخوف ورغم ما قالته اجهزة CIA لادارة اوباما وراهنوا. إذا كانوا يسيرون بسرعة اكبر مما ينبغي فانهم سيسقطون كالدومينو"!! فقد خابت توقعاتهم وفي 81 يوما أسقطوا النظام واثبتوا وان كلمة "مستحيل" لا توجد الا في قاموس المجانين علي حد تعبير نابليون بونابرت!
تساقطت اوراق الفساد، وظهرت "عورات" النظام الذي كان يجلس طوال 30 عاما علي "نهر" من المياه العفنة، الفاسدة وحين تخلي مبارك عن السلطة، شعر الناس بأن الحجر الصوان الذي كان علي قلوبهم انزاح إلي غير رجعة وعمت الفرحة أرجاء الدنيا.
لكن كانت هناك دول اكثر سعادة منا كمصريين، مباهين بهذا النصر الذي حققه شباب 25 يناير باعتبار انه من صناعتهم، فهاهي إيران وما قاله الرئيس محمود احمدي نجاد ان "التحرك الأخير بدأ".. اننا في وسط ثورة عالمية يقودها "الإمام المهدي"!
والمهدي هو الإمام المنتظر عند الشيعة، فهوالإمام الثاني عشر لدي الشيعة الإثني عشرية، من مواليد 825 ميلادية في سامراء شمال بغداد، واختفي عندما كان في الخامسة من العمر.
لذا كان نجاد منتشيا حين ادرك انه سيري شرق اوسط جديد دون الامريكيين ودون النظام الصهيوني وعلي حسب قوله "لا مكان فيه لقوي الاستكبار" مما دعا الامين العام للمجلس الأعلي للأمن القومي الإيراني سعيد جليلي أن يربط تزامن سقوط مبارك مع ذكري الثورة الإسلامية في ايران وهو ما يؤكد علي حد وصفه "ان 11 فبراير هو يوم النصر لشعوب المنطقة ويوم الفشل للولايات المتحدة والصهيونية.
هذا يتزامن مع ما دعا إليه فرع تنظيم القاعدة في العراق إلي "الجهاد" و "إقامة نظام حكم اسلامي".
وقال بيانهم "ان سوق الجهاد قائم في مصر" و"أبواب، الشهادة قد فتحت" وقد حمل البيان توقيع "وزارة الحرب في دولة العراق الإسلامية، ولم تنس ان تتضمن الرسالة بأنها تثني علي جماعة الإخوان في مصر وما حولها (!) ومندوبهم السامي السيد محمد بديع!
المشهد السياسي الآن يؤكد ان جماعة الإخوان "تلعب سياسة" وتخفي "صفقه ما !" حين اعلنت عن عدم وجود اي مطامع سياسية في الترشيح للرئاسة في مصر، إلا أنه كان لأول مرة يقترح فيها نظام مبارك علي الإخوان التي حظر نشاطها بحسب القانون إلي شراكة سياسية علي خلفية الحوار الوطني مع السيد عمر سليمان.
ورحبت الجماعة بتخلي مبارك عن الحكم بعد أن تسلم المجلس الأعلي للقوات المسلحة، وهو ما يعني استعدداهم لساعة الصفر (خاصة بهم!) تمهيداً للانقضاض ومثلما ذكر تقرير للهيئة القبطية الامريكية ان الإخوان يتمتعون بوجود كبير ومؤثر في العديد من القطاعات والمؤسسات الحيوية في البلاد والتي تلعب دوراً كبيرا في عملية صنع القرار مثل محافظ كفر الشيخ اللواء أحمد زكي عابدين وهو احد اقارب عبدالحكيم عابدين سكرتير عام الإخوان المسلمين والمتزوج من شقيقة حسن البنا مؤسس الجماعة ومرشدها الاول ومؤلف نشيد الجماعة الذي مازال يرددونه حتي الآن.
ومن المؤكد فان ضمن "اجندة" الجماعة السعي لاقامة دولتها الإسلامية، لذا فان لديهم "حكومة ظل" جاهزة فعصام العريان او عبد المنعم أبو الفتوح (للاقتصاد) كما ان لديهم عدداً كبيراً من رجال الأعمال، يمتلكون الارصدة البنكية ولديهم الخبرات الاقتصادية مثل خيرت الشاطر الي حسن مالك وعبد الرحمن سعودي.
اما بقية الحقائب فهناك جمال حشمت ومحمد مرسي وسعد الكتاتني وحمدي حسن وجمال نصار وسعد الحسيني ومحسن راضي وحسين ابراهيم.
وقد تغلغلوا في النقابات واجهزة الأمن حيث كانت ضباط الشرطة تساند جمال حشمت الإخواني ضد مصطفي الفقي، وفي كرة القدم تم اختراقهم وما قصة انزلاق محمد أبو تريكة معهم حيث كان يود الانضمام الي فرع الإخوان في السويس، ان لم يكن فعلها!
كما ان لديهم تعليما خاصاً بهم في المدارس التي اقاموها وشيدوا عبر العديد من الشركات والمؤسسات الاقتصادية التابعة لهم.
فالإخوان لديهم استراتيجية يريدون فرضها، لكنهم ينتظرون ساعة الصفر بحساباتهم!، رغم تحذيراتهم عبر منشوراتهم بعدم المساس بالمادة الثانية من الدستور وهي (الإسلام دين دولة) وهم مستعدون ان يبذلوا ارواحهم للحفاظ علي هوية مصر الإسلامية.
فقد تذكروا ماضيهم عندما جمعتها السلطة، لكن التزامها بسياقات ديمقراطية وليس فقط بانتخابات أولية كفيلة بأن تجعلها الحزب الرائد وليس بعيدا عنهم التجربة التركية.
جاءت الخلافات بين السيد عمر سليمان والفريق سامي عنان رئيس أركان الجيش لتكشف الضغوط التي كان يمارسها نظام مبارك علي المؤسسة العسكرية لتصفية جيوب الثورة، واعتبرت ان حديث سليمان حول "انقلاب" يشكل تهديدا مباشراً بتحرك الجيش ضد الثوار وهو ما رصدته "الواشنطن بوست" من أن مسئولين امريكيين أبلغو ان الجيش المصري وضع خطة لاعفاء الرئيس مبارك من سلطاته الأساسية غير ان مبارك قرر في اللحظة الأخيرة من مساء الخميس 10 فبراير تغيير الخاتمة من خلال إلقاء خطاب ظهر فيه أنه متمسك بمنصبه.
وقالت الصحيفة: ان المسئولين في CIA والبنتاجون ابلغوا عن خطة الجيش المصري لاعفاء مبارك عن سلطاته الاساسية علي الفور ووضع حدا للاضطرابات.
واشارت الي ان الخطة التي ظهرت الخميس لم تكن تحدد مصير مبارك بشكل واضح وكان هناك سيناريوهان لا ثالث لهما اما ان يترك منصبه او ان ينقل سلطاته غير ان مبارك رفض وكابر وعاند! يبقي السؤال باحثاً عن إجابة تشبع جوفه: ماذا يخبئ المستقبل لمصر؟! فالاحتجاجات الجماهيرية التي اسقطت الانظمة الشيوعية في شرقي اوروبا وقعت ليس في عهد القمع الوحشي لستالين، بل بعد ان ارخي خلفاؤه اللجام قليلا!
بعضا منهم تميز بالضعف (بريجينيف) واخر كانت الذات لديه منتفخة (جورباتشوف) فمن الصعب ان نتوقع مسبقا نقاط انعاطف تاريخية كهذه، عندما تأتي، فإنها تجرف الجماهير كالهدير، وتسقط الحكام المنذهلين عن مقاعدهم وصولجانهم.
اما علي حد قول صحيفة روسية بلورة نظام ديمقراطي ، بالمقابل فليس حدثاً دراماتيكياً لمرة واحدة، بل سلسلة من التضحيات والسياقات الطويلة التي تستدعي تطورات تدريجية تخلق شراكة بين قوي وتيارات متعارضة وترتيبات اجتماعية لا تنشأ بين ليلة وضحاها. حتي لو كانت هذه القوي متجمعة 18 يوما في ميدان واحد مثل ميدان التحرير، فلكل منها شطحاتها!
إذا كانت الثورة الفرنسية قد أسقطت دفعة واحدة الملكية المطلقة، الا ان في اعقابها جاءت سنوات من الاعدامات العلنية، والارهاب، والفوضي والرجعية البشعة، وحكم الطغيان في شكل القيصريات النابولونية، فالديمقراطية لمن لا يعرف! لم تنشأ بين ليلة وضحاها جراء الهجوم الشعبي علي الباستييل، بل بعد نحو مائة سنة فقط من ثورة 1789 حظيت فرنسا بنظام ديمقراطي مستقل.
وعلي حد قول فرانسيس فوكوياما وتنبؤاته بمصر الحرية ونهاية التاريخ، فإن صورة الديمقراطية في روسيا بعد بيروسترويكا جورباتشوف وسقوط الشيوعية تبلورت تحت حكم بوتين بنظام فردي جديد، يقمع كل بديل سياسي (!) بينما صور الديمقراطية في دول شيوعية اخري سابقة مثل بولندا والتشيك والمجر كانت ناجحة بسبب وجود مجتمع مدني قوي.
استحضار هذا التاريخ ضروري ومهم امام المشهد المصري ومفجري ثورة اللوتس، ومثلما كتب ميكافيلي: بأن ليس هناك اكثر إثارة للخوف من جمهور غاضب لا زعيم له"!
فلا غرو، فهذه الثورة اسرت قلوب الغربيين والعالم مثلما خطفت قلوبنا، هؤلاء الذين رصدوا بأقلامهم وعد سادتهم إلي العالم هدير شباب الثورة، والجيل الشاب المثقف المتحدث بالانجليزية والذي يستخدم الفيس بوك، والتويتر تماما مثلهم. لكن في ظل غمرة هذه الفرحة العارمة، ثمة تيارات صعدت إلي السطح حاولت سرقة "ثورة" هؤلاء، وهو ما يضع علامه استفهام كبيرة عن المستقبل القادم والسؤال الأكبر حلم كل المصريين: هل تصمد وتقف مصر أمام فترة انتقالية هادئة ومرتبة؟!
والجواب الواجب مثلما طرحه محلل إسرائيلي في ان الآن سيأتي دور الديمقراطية، إذ هكذا رفع المتظاهرون شعاراتهم، وهكذا صرح بالانجليزية الطليقة د. محمد البرادعي بها حينما قال إنه ليس أمر مسلماً به، الديمقراطية المستقرة، ليست الخيار السلطوي الوحيد بعد اسقاط نظام مبارك، فهناك توجد امكانيات اخري.
فمن المؤكد هناك سيناريوهات الخوف يتمثل أحدها في صعود ديكتاتور عسكري الي الحكم يقمع باسم القانون والنظام المظاهرات بعد أن قدم الجيش كمنقذ للامة يتبني جزءا من المطالب الشعبية (ولا سيما في الاقتصاد) وربما يتبني ايضا بعضا من زعماء الاحتجاج في مصر هذه الظروف وإذا كان البرادعي قد أعلن تعاونه مع المؤسسة العسكرية ورفضة للترشح للرئاسة فقد نري البرادعي في منصب وزير الخارجية أو رئيس الوزراء، فهذا شيء مدهش!
اما السيناريو الآخر فهو التدهور نحو الفوضي مع اجراء انتخابات للرئاسة وللبرلمان، قد تصعد إلي السطح ايضا التوترات الاجتماعية التي يتميز بها مثلما تقول الصحيفة الإسرائيلية المجتمع الاستقطابي المصري مثلما حدث من أعمال سلب وعنف ونهب والتي ينظم سكان الاحياء الميسورة انفسهم ضدها وهي دليل علي احتجاج طبقي وفوارق اقتصادية واجتماعية فقد نجح نظام مبارك في إحداث هذا وان يحتوي هذا بطريقة العصا والجزرة!
وبالتالي لا يمكن ان نستبعد إمكانية وقوع اضطرابات علي خلفية سياسية او اقتصادية، لذا فإن اجراء انتخابات في الفترة الانتقالية ضروري لبلورة الديمقراطية بعيدا عن الظروف التي كان "القمع" عنوانها حيث ولدت احزاب "الجيلي" في ولادة غير طبيعية، فلم يسمع احد بنشاطها في الوقت الذي أصبح زعماؤها في هذه "المعمعة الثورية" ابطالاً تراجيديين، رغم ان كل ما كانت تطمح اليه هو ان تنال "رضا" النظام البائد!!
وباستثناء المؤسسة العسكرية، فهو الجهاز الناجح الوحيد في المجتمع المصري ، فضلا عن الحزب الذي لا يمكن ان نعرف مدي احتمالاته في انتخابات حرة هو حركة الإخوان المسملين كتنظيم له قواعد وقد تصرفوا خلال هذه الثورة بحذر يستحق الثناء علي حد تعبير كثير من المراقبين إلا ان قيادات في الجيش واجهوا مبارك بانذار أخير "تنحي طوعا، أو ستجبر علي ذلك"!
وقد جاء قرار التخلي عن السلطة او أشبه بانقلاب عسكري متفق عليه بالتراضي فهم يرون في مبارك احد الآباء المؤسسين للجيش المصري الحديد، فهومن لحمهم ولذا جاءت نبرة البيان الثالث للمجلس الأعلي للقوات المسلحة هادئة تجاه مبارك.
رغم انه اكثر القادة، مكابرة من كل القادة الذين اطاحت بهم الثورات الملونة علي حد ما قالته صحف رؤسيه ابتداء من ادوارد شيفانادزة، وانتهاء بزين العابدين بن علي ويجمع المحللون ان مستقبل مصر بدون مبارك سيكون افضل بكل تأكيد، خاصة وانه بعد "دراما الرحيل" انفجرت مواسير الفساد والسرقة والرشوة وسقطت "مزرعة الفاسدين" الذين كانوا يتربعون علي عرش السلطة (!) وقد اعتبرت مجلة "اينوجي" الروسية ثورة مصر التي تشكل وتحرك الثورة العربية الكبري باعتبارها حجر الزاوية علي حد وصف البروفيسور فيتالي ناؤمكين المستشرق الروسي. ومثلما قالت (ارجومنتي) الروسية في أن ولاء الزعماء والفاسدين والمستبدين لم يعد يرضي الولايات المتحدة لانهم باتوا يشكلون عقبة امام نشر القيم الامريكية! كانت الحشود التي شهدها ميدان التحرير قد فاقت كل الحشود التي عرفتها الثورات الملونة، وقد اعتبروا ان خيارات المؤسسة العسكرية (المعقل) الاخير للاستقرار في اكبر دولة عربية.
رغم ان باراك اوباما قد اكد ان تنحية مبارك ليست نهاية المرحلة الانتقالية في مصر، فهناك علي حد قوله ! ايام صعبة قادمة في مصر.
لذا ظل ليون بانيتا مدير الاستخبارات الامريكية CIA اكثر قلقا وفي حالة استنفار دائم.
كل الشواهد تؤكد ان الحالة الصحية للرئيس مبارك تزداد سوءاً، وقد سقط في غيبوبة اكثر من مرة، وجاء قرار تخليه عن السلطة "قسرا" بعد ان قام وعائلته بالانتقال الي قصر بشرم الشيخ، ربما تمهيدا لسفره الي ألمانيا للعلاج او الراحة.
بينما جمال يقيم حاليا في لندن وكانت الاندبندنت البريطانية قد كشفت (سر) فرانك وايزنر مبعوث باراك اوباما الي القاهرة لمقابلة مبارك والذي يعمل لدي "ياتون بوجز" للاستشارات القانونية في نيويورك وواشنطن بسبب علاقات "البيزنس" التي تجمعهم، فهي "مستشار" العسكرية المصرية ووكالة التنمية AIDوشاركت في الكثير من المسائل التحكيمية والقضائية لتصرفات مبارك في أوروبا والولايات المتحدة وكان مبارك "زبون" لدي الشركة علي حد تعبير روبرت فيسك.
وما قالته وزيره الخارجية السويسرية ميشلين كالمي ان قرارا حكوميا صدر بتجميد حسابات مبارك وعائلته وحثت مصر علي تقديم طلب الي سويسرا لمساعدتهم في استرداد هذه الأموال استنادا الي قانون جديد تم تطبيقه قبل شهرين بعد الإطاحة بالرئيس التونسي بن علي.
وقدرت تقارير اخبارية ثروة عائلة مبارك بنحو 40 إلي 70 مليار دولار، بينما كانت احصائية للبنك المركزي السويسري قد افادت بأن قيمة الارصدة المصرية في البلاد تصل إلي 3.6 مليار فرنك سويسري اي ما يعادل 3.7 مليار يورو في حين ان قناة امريكية نقلت عن مسئول امريكي رفيع المستوي انه لا يعرف من اين جاءت وسائل الإعلام بمثل هذه الارقام حيث قالت قناة "اي .بي .سي" الامريكية عن مصادر في الاستخبارات الامريكية ان ثروة الرئيس المصري وعائلته لاتتجاوز 5 مليارات دولار!
وذكرت القناة ان الحكومة الأمريكية خصصت 335 مليون دولار لمساعدة مصر في شراء طائرات انضمت الي اسطول الطائرات الرئاسية. رغم ان تصريحات القذافي جاءت مضحكة من ان مبارك فقير ولا يملك ثمن ملابسه وعلي حد قوله : "نحن نقدم له الدعم"!
فقد انكسر ابو الهول مثلما كتب كثيرن من المراسلين حين رحل مبارك وطبقا لدراسة عن مركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية ان راتب الرئيس مبارك الشهري يقدر ب 4750 جنيها شهريا، بينما كان الدخل السنوي لعبد الناصر هو 4723 جنيها بواقع 395 جنيها في الشهر تقريبا وقياسا بمرتب باراك اوباما الان والذي يتقاضي 400 الف دولار في العام والرئيس الروسي ديمتري ميدفيدف 143 ألف دولار بواقع 11.916دولار شهريا".
لكن طبقا لابي الهول مصر فإن ما كان يحصل عليه في الشهر ما يقارب من المائة الي المائتين مليون دولار أي بما يعادل اربعة الي سبعة ملايين دولار يوميا، فكيف يمكن لرئيس دولة ذات اقتصاد متواضع ان يجمع مثل هذه الثروة المنهوبة، وإذا كان الرئيس وعائلته هكذا، فماذا عن حاشيته ووزرائه وقياداته السياسية وجنرالات البيزنس.. فماذا بقي لهذا الشعب؟!!
إذا كان عصر التويتر والفيس بوك قد ساهم في خلق اتصال بين الثوريين من شباب 25 يناير لكن الثورة صنعت في الشارع وليس علي الانترنت، فدخول 10 ملايين الي الصفحة لن تحل محل 100 الف نسمة تبدأ بها مظاهرات التحرير حتي وصلت الي الملايين الثلاثة او الاربعة، فهؤلاء جاهزون لاستشهاد واصفين رءوسهم علي اكفهم لترفع مصر راسها.
هذا الهدير وهذا الدوي جعل يوفال ديسكين رئيس جهاز الامن الداخلي الاسرائيلي "الشاباك" في حالة ذعر جعله يدعو الجيش الاسرائيلي للبقاء في حالة تأهب.
لذا فالعالم كله يصلي.. من أجل مصر .. فهل يعرف احد في ظل هذه الفوضي من السيناريوهات ماذا ينتظر مصر؟!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.