هناك كتب تميت القلب وهناك كتب تحيي القلب وتنهض بالعقل وترسم خارطة أمل للمستقبل بالحب والسلام معا، وأزعم أن كتاب المفكر الكبير الراحل خالد محمد خالد «محمد والمسيح معا علي الطريق» يعد من تلك النوعية التي تحيي القلوب التي ماتت والعقول التي نامت في حضن (...)
عادة لا أبدأ مقالي بالحديث عن المخرج المسرحي لكن لكل قاعدة استثناء فموهبة المخرج جمال ياقوت موهبة متدفقة وهادرة للدرجة التي تجبرك أن تغير قوانينك وعاداتك فالموهبة المسرحية في الوسط المسرحي أصبحت نادرة فمعظم من يعمل الآن مجرد صنايعية لا يملكون، فجمال (...)
تنتاب المرء حيرة وقشعريرة حينما يمعن النظر في كتاباته المتعددة والمختلفة أما مبعث الحيرة فيأتي من قدرته الفائقة علي حل اشكالية النجاح في كل فن إبداعي يخوض غمار مغامرته ليظفر دائما بالنجاح، حدث هذا في الرواية وفي المسرح وفي أعماله الفكرية المختلفة (...)
لم تكن ممثلة والسلام بل كانت لوحة فنية تنشر الحب والسلام كلما أطلت علينا من خلف الشاشة أو كلما حضرت لتجسد دورا لبطولة في إحدي المسرحيات، إذ كان المسرح بالنسبة لها أكسير الحياة فمن يراها قبل ان تبدأ أي عرض مسرحي قدمته- نص «يا طالع الشجرة» إخراج سعد (...)
المتأمل لسيرتها ومسيرتها الحافلة بالعطاء لا يسعه إلا أن يقف حشدوها بقدر ما يقف متأملا لتاريخ فني عريض اكتنفه في البداية بعض الغموض الذي يعد في تصوري الخاص أحد أهم ما يميز سلطانة الطرب الراحلة الكبيرة منيرة المهدية، فرغم نشر مذكراتها وهي مازالت علي (...)
هل نحن موتي أحياء أم أحياء نعشق الموت حينما نتلمسه ونتحسسه نفتش عنه أينما كان ؟ هل من الممكن أن يتعايش البشر مع الموت ويطيعوا علاقتهم به فيحيا معهم ويحيون به، فيصير الحي ميتًا والميت حيًا، أحسست بتلك المشاعر تجتاحني كطوفان هادر فور انتهائي من مشاهدة (...)
عادة لا أميل إلي تقديس الشخصيات المبدعة مهما علا شأنها وهالة التقديس تخرج المبدع من دائرة البشر لترفعه إلي درجة الأشياء وأولياء الله الصالحين وهذا ما أرفضه بشدة. فالأعمال الإبداعية لا تكتب لكي نعيدها ونسبح بحمد كاتبها بل تكتب ليؤخذ منها ويرد عليها (...)
شاهدت العرض المسرحي «ظل الحمار» الذي مثل مصر في المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي في دورته الأخيرة والعرض من تأليف فريدريش دوربنمات وإخراج إسلام إمام، ويعد هذا العرض نواة حقيقية لإنشاء فرقة مسرحية خاصة بالكيان الساحر «مركز (...)
في منتصف يناير 1973 أرسل مدير المسرح القومي في ذلك الوقت الفنان كمال حسين إلي المخرج الكبير جلال الشرقاوي خطاب تكليف من المسرح القومي باختياره مخرجا لنص الكاتب الكبير سعد الدين وهبة «إسطبل عنتر» وقد تم رصد مبلغ ثلاثة آلاف جنيه لإنتاج المسرحية مطالبا (...)
كلما عدت لقراءة تراث الراحل الكبير توفيق الحكيم ازداد يقيني بحجم الموهبة وعمق الفكر وازدادت حيرتي أيضًا فأما النصف الأول والخاص بحجم الموهبة فلا أظن أن هناك من ينازعني في مقولة حجم الموهبة وعمق الفكر في كل ما أنتجته قريحته من قصص قصيرة إلي روايات (...)
كتب من قبل الكثير والكثير من الدراسات النقدية عن مسرح توفيق الحكيم ولعلي لا أغالي حينما أعلن أن بعض هذه الدراسات كانت دراسات احتفائية تفتقر إلي النظرة الموضوعية في تناول أعمال الحكيم المسرحية إذ يبدو لي أن العقلية العربية حتي وهي تمارس النقد تصبغ (...)
كنت أظن أن العرض المسرحي حينما يبوح بأسراره ويعلن في جلاء عن جمالياته ويكشف عن موهبة حقيقية في الإخراج المسرحي ويمتعنا بقدر ما يدهشنا ويستفز بداخلنا الأسئلة المكبوتة وغير المكبوتة والمباحة وغير المباحة ويحرضنا علي طرح الأسئلة مهما كانت مؤرقة للذات (...)
سعادة لا توصف انتابتني حينما أهداني الزميل جمال العسكري المشرف العام علي النشر بالهيئة العامة لقصور الثقافة الكتاب الأول من سلسلة «حكاية مصر» وهي سلسلة جديدة تضاف إلي عشرات السلاسل التي تصدرها الهيئة فمن المعروف أن تاريخ مصر طويل ممتد لآلاف السنين (...)
قد يبدو عنوان المسرحية للوهلة الأول معبراً بجلاء عن أزمة العنوسة التي تفشت بالمجتمع المصري بفعل الأزمات الاقتصادية الطاحنة التي توالت علي البلاد في الربع الأخير من القرن الثاني ولكن بعد الانتهاء من مشاهدة العرض المسرحي «العانس» تأليف وأشعار علي أبو (...)