كأننا أمام دولة من العالم الثالث تقهر وتقمع شبابها.. لا قوة عظمى بنت صورتها على حريات التعبير واستقلال الجامعات.
شاهد العالم كله عبر الشاشات فض الاحتجاجات الطلابية بالقوة الأمنية الغليظة لإجهاض أوسع تضامن سياسى وإنسانى مع غزة ضد حرب الإبادة، التى (...)
بعد (56) عاما عادت جامعة كولومبيا العريقة فى مدينة نيويورك إلى مركز اهتمامات الرأى العام بإلهام الاحتجاج السياسى وتأثيره على مجريات الحوادث. فى عام (1968) ولد جيل أمريكى جديد يعترض ويحتج على جرائم الحرب فى فيتنام، ويرفض التجنيد فى الجيش الذى يرتكبها (...)
استغلقت حرب غزة على أى أفق سياسى يفضى إلى وقف الإبادة الجماعية والتجويع المنهجى لأهلها المحاصرين. لا إسرائيل حسمت أيا من هدفيها، اجتثاث «حماس» واستعادة الرهائن دون أثمان سياسية.
ولا غزة بوارد الاستسلام رغم ضراوة العدوان عليها. عند الأفق المسدود (...)
مرة بعد أخرى يطرح السؤال الروسى نفسه تحت وهج النيران فى غزة بحثا عن شىء من التوازن الدولى المفتقد منذ انهيار الاتحاد السوفييتى مطلع تسعينيات القرن الماضى وانفراد الولايات المتحدة بقيادة العالم والتحكم فى مصائره.
هناك الآن خشية واسعة من الانجرار (...)
توشك تركيا أن تطوى حقبة كاملة من تاريخها الحديث وتبدأ أخرى دون أن يكون واضحا إلى أين تمضى؟.. وأى مستقبل ينتظرها فى إقليم مشتعل بالنيران؟ بدت الانتخابات البلدية بأجوائها ونتائجها ورسائلها إلى المستقبل المنظور أقرب إلى كشافات تزيح بعض غيوم المستقبل، (...)
بحساباته السياسية المتعارضة وأثمانه الإنسانية الباهظة يبدو الاجتياح الإسرائيلى المحتمل لمدينة رفح الفلسطينية الحدودية مع مصر مأزقًا مستحكمًا يصعب تجاوزه، أو الحد من أخطاره الماثلة.
إنه اختبار مصيرى للرئيس الأمريكى «جو بايدن» ورئيس الوزراء الإسرائيلى (...)
التاريخ بحوادثه وصراعاته وتناقضات أبطاله مادة تراجيدية ثرية، غير أن الاقتراب منه بالدراما أقرب إلى مشى فوق ألغام عندما تتضاد المصالح، أو تغيب القواعد.
الاستلهام غير التأريخ، لكن هناك قواعد لا يصح تجاوزها، أهمها أن يكون هناك تدقيق فى الحوادث الرئيسية (...)
تكاد تتماهى ازدواجية الخطاب الأمريكى مع عوالم مسرح اللا معقول!
الكلام وعكسه فى خطاب واحد.
دعوات متواترة لإدخال المساعدات الإنسانية بكميات كافية ومستدامة لإنقاذ أهالى غزة من الموت جوعًا، وتمديد بالوقت نفسه للعدوان الذى يزهق أرواحهم!
مشاهد الجوعى (...)
عند انتخاب «باراك أوباما» رئيسا للولايات المتحدة وقف «محمد حسنين هيكل» شبه وحيد أمام سيل جارف من الأمانى المحلقة فى الفراغ العربى.
حذر من أى رهانات خاطئة أن يحدث تحولا عميقا بالسياسات الأمريكية فى الشرق الأوسط بمجرد صعود رجل أسود للبيت (...)
فى حربى أوكرانيا وغزة يجد الرئيس الأمريكى «جو بايدن» نفسه أمام مأزق مزدوج قد يكلفه خسارة الانتخابات الرئاسية نوفمبر المقبل.
المأزق المزدوج إخفاق مؤكد.
فى الحربين طرح سؤال مستقبل النظامين الدولى والإقليمى.
بحكم النتائج الماثلة يصعب أن يكسب رهاناته (...)
مرة بعد أخرى، وحقبة بعد أخرى يطرح سؤال الدولة الفلسطينية نفسه دون أن تتبدى أية فرص ملموسة، أو خطط متماسكة على الأرض، حتى بدا الكلام كله أقرب إلى التهويمات المراوغة.
فى الحرب على غزة تأكد للعالم أنه لا يمكن إلغاء القضية الفلسطينية، أو القفز فوق جذور (...)
راح يتذكر ذلك اليوم من شهر مارس عام (1948) عندما دلف إلى «أخبار اليوم»، وكل من قابله يخبره بأن الأستاذ «مصطفى أمين» يسأل من وقت لآخر عما إذا كان وصل الجريدة.
ما إن أطل عليه بادره: «أين أنت.. النقراشى باشا يطلب أن يراك الآن».
حامت تصورات وتوقعات (...)
توشك الحرب على غزة أن تدخل أخطر معاركها.
إنها «الرهان الأخير» ل«بنيامين نتنياهو» لتجاوز أزمته المستحكمة بين ضغوطات متعارضة تهدد مستقبل حكومته وبقائه هو نفسه فى السلطة.
اليمين المتطرف يلح على مشروع «التهجير»، قسريا أو طوعيا، من غزة إلى سيناء، أو إلى (...)
الالتزامات وجديتها أهم من النصوص وبنودها.
يقال عادة «الشيطان فى التفاصيل».. والتفاصيل ضرورية لمعرفة حدود الصفقة المقترحة لهدنة طويلة الأمد فى قطاع غزة وتبادل الأسرى والرهائن.
إذا أفلت الحساب الفلسطينى فقد تخسر المقاومة ما كسبته بفواتير الدم (...)
كأن المشهد اقتطع من مسرحيات «اللا معقول» حيث تبدو الديمقراطية الأمريكية شبه عاجزة عن إنتاج وجوه وأفكار جديدة فى عالم يتغير.
نفس المرشحين «جو بايدن» و«دونالد ترامب»، ونفس أجواء الكراهية ودرجة الاستقطاب، التى سادت انتخابات (2020) تُستأنف الآن.
يوشك (...)
فى الأيام الأولى ل(25) يناير (2011) بدت مصر كأنها على موعد مع ثورة جديدة تلخص أفضل ما دعت إليه ثوراتها وانتفاضاتها الحديثة، تواصل فى أزمان جديدة سعيها للحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والحق فى الكرامة الإنسانية.
إنه الانتقال من عصر إلى آخر، (...)
لا ينشأ دور بالمصادفة ولا تسقط قيمة بالتقادم.
من لم يطل على التاريخ بوقائعه وحقائقه قد لا يلم بالأسباب العميقة الكامنة وراء ملاحقة جنوب إفريقيا بالذات دون طلب، أو تكليف من أحد، لجرائم الإبادة الجماعية، التى يتعرض لها الفلسطينيون فى غزة.
إرث التاريخ (...)
يوم بعد آخر تتصاعد دعوات التهجير القسرى فى الخطاب الإسرائيلى رغم الإدانات والتحذيرات الدولية المتواترة.
إذا ما تصورنا أن الخطر قد زال ببيان للخارجية الأمريكية يقول: إن غزة لأهلها وسوف تظل كذلك فإننا نخدع أنفسنا قبل الآخرين.
المشروع ماثل بالإلحاح (...)
لم تتوافر فرص حقيقية لنجاح المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار فى غزة.
المبادرة بنصوصها وسياقها أقرب إلى محاولة وسط حقول ألغام سياسية لإنهاء أكثر الحروب الحديثة بشاعة وتدميرا على ثلاث مراحل لا مرة واحدة بقرار دولى، كما سعت أغلبية ساحقة من دول العالم (...)
يصعب الحديث عن هدنة ثانية فى الحرب على غزة، كأنها قد تعقد غدا.
ويصعب استبعاد الفكرة كلها، كأنها لن تعقد أبدا.
السيناريوهان ماثلان بذات القدر تحت الأفق السياسى المشتعل بالنيران على جميع جبهات الاشتباك داخل القطاع وخارجه.
هناك ما يستدعى التوصل إلى (...)
«الموضوع بسيط، أوقفوا قتل الناس، لا تقتلوا الناس، توقفوا».
كانت تلك كلمات قاطعة تطلب وقف الحرب على غزة نشرتها صحيفة ال«نيويورك تايمز» على لسان فتاة يهودية غاضبة.
استلفت نظر الصحيفة الأمريكية واسعة الانتشار والتأثير الانقسام الجيلى الحاد داخل الأسرة (...)
تحللت مؤسساته وقيمه وتقوضت صلاحيته وقدرته على البقاء.
هكذا بدت صورة النظام الدولى فى اختبار غزة.
كان العجز شبه مطلق أمام أبشع الجرائم ضد الإنسانية فى العصور الحديثة.
فى غضون أربع سنوات توالت ثلاثة اختبارات كاشفة لمدى تدهوره وعجزه عن الوفاء (...)
بتوصيف ما لصفقة تبادل الأسرى والرهائن فإنها أكبر من هدنة إنسانية وأقل من وقف إطلاق نار مستدام.
إنها بالضبط هدنة موقوتة، مرشحة للانفجار فى أية لحظة.. وسيناريوهات ما بعدها مفتوحة على رهانات متناقضة.
الهدنة فرصة التقاط أنفاس لأربعة أيام عنوانها (...)
بأى نظر فى احتمالات وسيناريوهات ما بعد الحرب على غزة لا يمكن العودة إلى ما قبل السابع من أكتوبر.
كل شىء سوف يختلف فى حسابات وموازين القوى داخل البيت الفلسطينى، أدوار السلطة ومستقبل جماعات المقاومة، برامجها وأوزانها.
لا بقاء السلطة على أحوالها (...)
ماذا بعد غزة والحرب عليها؟
إنه سؤال اليوم التالى بكل حمولاته السياسية والاستراتيجية والإنسانية المتفجرة.
الإجابات تتعدد باختلاف المواقع، تتناقض وتتباين، بدرجات مختلفة من الحدة والعصبية، رغم أن الحرب لم تتوقف، ولا استبانت نتائجها الأخيرة.
لا الجيش (...)