صديقي العزيز أمجد ناصر
أشواقي من فيينا حتى لندن، «رايح جاي»!
أما بعد،
[عزيزي أمجد ناصر
عاطر تحياتي من فيينا،
أرسل لك قصتي (في انتظار سارة) وأرجو أن تروق لك وتجد مكانها على صفحات جريدة «القدس العربي» التي نعتز بها وباسمها.
تقبل سلامي وتقديري
طارق (...)
من الفصل الثاني من الرواية:
في ملل حياتها الطويل تمنت أن تلتقي بشخصية مثل آدم. سئمَتْ حياتها الرتيبة دون مبالاة من فاروق زوجها الذي تستغرب كيف وافقت علي الزواج منه بهذه السرعة، ولم تعترض علي قرار أخيها ياسين قبل ست عشرة سنة، ليكون فاروق رفيق حياتها. (...)
حادثتان تجعلاننى أربطهما فى هذا المقال. الأولى حدثت قبل عشر سنوات تقريباً فى القاهرة، وكنت مدعواً لمركز الهناجر للفنون بدار الأوبرا، حيث كانت هناك أمسية لتكريم بعض الأدباء أتى معظمهم من أمكنة بعيدة، يسمونهم تسمية بغيضة لا أحبها: (كُتّاب الأقاليم). (...)
تمكّن عالمنا الحديث من تسليع الدين فى منتجات مستحدثة تغطى كافة رغبات أصحاب المظهر الدينى الشكلى؛ فأصبح لدينا المتدين «الفضائى» الذى يقتات الفتاوى من موائد القنوات الدينية الفضائية ويأخذ منها يقين حجته ومعارفه الدينية، وأصبح لدينا المتدين «المودرن» (...)
اجتاحت المنتجات الصينية العالم حتى لا يكاد يخلو بيت من وجود منتجات صينية به. لم أنظر للصين أبداً كعدو مثلما ينافق البعض بهذا الادعاء بينما تجده فى بيته محاطاً بعشرات المنتجات الصينية التى يتباهى بها. الذكاء الصينى عرف كيف ينتشر ببساطة فى كل حارة حول (...)
رئيس الجمهورية النمساوية هاينتس فيشر أراه فى التليفزيون النمساوى بمعدل مرتين فى الشهر، لا أكثر. لا يقال هنا إنه رئيس متواضع لأنه يسير فى الشارع على قدميه، ولا لأنه يصافح الناس ويسلم عليهم، أو ينحنى لطفل صغير. نراه فى الصور مع من يتصورون معه -سواء فى (...)
قبل ستة عشر عاماً زرت كوستاريكا للمرة الأولى، وكانت الدولة الأولى التى أزورها فى أمريكا اللاتينية. وقتها علمت أنها أيضاً دولة بدون جيش ولا وزارة دفاع أو حربية، بعد أن أُلغى بشكلٍ دستورى وبصفة دائمة عام 1949. اندهشت وقتها من هذه المعلومة النادرة، ثم (...)
تراودنى كثيراً، أن أعود لمصر مثلاً مرة فى العام أقضى فيها ثلاثة أسابيع: أسبوعاً كاملاً فى روضة أطفال فى حى فقير، أعلمهم بعض الأناشيد والأغانى والألعاب التى تعلمتها وأنا صغير أو التى رأيتها هنا فى حضانات الأطفال فى فيينا. أعلمهم بعض قصار السور التى (...)
لا أدرى لماذا حين نتحاور بالعربية نقاطع ونعارض قبل أن يبدى المتحدث رأيه بوضوح. لا أدرى من أين للمُقاطع هذا اليقين بأنه يفهم ما لم يكتمل فى الحديث، وقد يجبر المتكلم على الدفاع عن أقوال لم يقلها؛ فيبدو الحوار عبثياً كأننا فى مصارعة، على المُقاطع أن (...)
أعظم إحساس فى أى مكان فى الدنيا هو الشعور بالأمان؛ أن تسكن آمناً، أن تنام قرير العين، أن تمشى فى الشارع مطمئناً، أن ترتاح لخروج صغارك وحدهم وعودتهم وحدهم دون اللجوء لتزويد كل طفل بسلاح «الموبايل» الذى قد لا يصلح فى أوقات الخطر على الإطلاق، بل يتم من (...)
هذا طبعاً عنوان صارخ، يروق بامتياز لطائفة كبيرة من البشر، ترى أنها الأفضل والأرقى والأحق بالجنة على الأرض وفى السماء من كل هؤلاء الكافرين الذين لا يشبهونهم. قائمة التكفير عندهم مرنة تبدأ أولاً بالأديان المخالفة، وبالتالى فأصحابها فى عرفهم كفار (...)
شاهدت أمس على إحدى القنوات الألمانية فيلماً مصرياً مدبلجاً للألمانية حمل عنوان (678)، عن مصائب التحرش ولن أقول ظاهرة، فالظاهرة مؤقتة وتنتهى بانتهاء أسبابها. لن أسعى فى مقالتى لتحليل الفيلم، بل لمراجعة بعض الأفكار. قصص الفيلم للشخصيات النسائية الثلاث (...)
«فينوس فون فيللين - دورف».. هذا الاسم العجيب صعب القراءة فى العربية، هو اسم لأشهر تمثال فى النمسا من الحجر الجيرى ارتفاعه يبلغ 11 سنتيمتراً فقط، ويعود عمره إلى 25 سنة قبل الميلاد، تم اكتشاف التمثال عام 1908 فى قرية قريبة من نهر الدانوب. هذا التمثال (...)
أتذكر الأيام الأولى لى فى فيينا فى منتصف الثمانينات، كنت قادماً من القاهرة بكمية لا بأس بها من شرائط الكاسيت الموسيقية لأم كلثوم وعبدالوهاب وأسمهان وعبدالحليم وفيروز وشريط لعبدالباسط عبدالصمد وآخر للشيخ رفعت، وبعض الشرائط السودانية لابن البادية (...)
هذا السؤال يراه البعض غير جائز أو غير لائق أو ليس وقته، أو أنه يفتت الوحدة الوطنية أو أن له أغراضاً خبيثة.. وهلم جرا. لكن القليلين هم من يتصدون للإجابة عن السؤال ويدخلون فى نقاش فى متن السؤال وليس جدالاً حوله.
الحوارات التى تدور -إن طُرِح هذا (...)
الكاريكاتير فن جميل يحبه الجميع، هو فن المبالغة الذى يتحقق بخطوط بسيطة ليقرب حالة معقدة أو خاطئة أو ظالمة، ليعكسها فى شكل ساخر، بهدف تصحيح مسارها أو لفت انتباه الآخرين للتوقف عنها، والكاريكاتير الصائب هو الذى يسخر من التصرف أو السلوك، والأغلب هو (...)
دخلت علىّ الطالبة النمساوية فى قاعة المحاضرات صباحاً فى جامعة فيينا، وسألتنى عن أسماء الأعضاء الجنسية عند الرجل والمرأة بالعربية الفُصحى. أجبتها وكتبتها لها بالعربية وبالحروف اللاتينية وانصرفت. كنت مشغولاً فى تحضير امتحان ما.
عند الظهر تذكّرت سؤالها (...)
فى أواخر الثمانينات عملت لأكثر من عامين، أثناء دراستى الجامعية فى فيينا، فى مجال العمل الاجتماعى. كان عملى فى أحد المعاهد المدعومة من الدولة، التى كانت تعيد تأهيل الأجانب الكبار نسبياً فى السن، لينتظموا فى مجالات العمل المناسبة لهم فيما بعد، أو (...)
فى عامى الأول فى فيينا، ذهبت إلى أحد المستشفيات من أجل مراجعة لا أتذكر أسبابها، لكنى أتذكر جيداً أننى كنت جالساً فى صالة الانتظار أتصفح مجلة ألمانية، بالأصح أتفرج على الصور وأحاول فك العناوين العريضة. سمعت عبر الميكروفون الداخلى جملة تقول: (هِر آمِد (...)
جاءتنى ملهوفة سائلة: «ماذا أفعل الآن؟ إنه يقول إن الدرب فى السِّجر كالنَّكْش فى الهَجَر!».
كانت أماً نمساوية من الأمهات الطيبات، تزوجت من عربى، وحاولت أن تتعلم لغته محبة له واقتراباً منه. لم تضحكنى لكنتها ولا نطقها للحروف الصعبة؛ فهذا أمر ألفته فى (...)
كانت المرة الأولى التى ألتقى فيها بكلب فى هذا الحجم، يقترب من حجم جحش صغير. كنت فى أول أيامى فى فيينا، ولم أر فى حياتى سلالة ضخمة مثل هذه فى حجم أرهبنى، ما راعنى أكثر أنه توجه نحوى كهدف، ورغم أننى بطبيعتى أحب الحيوانات والكلاب بصفة خاصة، كان رد فعلى (...)
سؤال جديد من أسئلتى المتعبة: هل يمكن أن يحكم مصر مستقبلاً (أوباما مصرى)؟ وأقصد بأوباما المصرى، رجلاً نوبياً مصرياً أسود، لا أحب أن أقول أسمر!
الجواب السريع غير المتفائل منى هو: لا، لا أتخيل هذا فى الأمد القريب وللعقود الخمسة المقبلة على الأقل، رغم (...)
هل أنا متعصب؟ سؤال لا يطرح نفسه وإنما أطرحه لنفسى، وسيكون ردى العفوى السريع: «لا طبعاً.. على الإطلاق!» لكنى لو راجعت نفسى بروية، سأكتشف أننى متعصب فى بعض الأحوال لبعض الأفكار أو الأشخاص أو لبعض الأشياء أو الأمكنة، لكنى أحاول وأتمنى ألا تكون درجة (...)
عشت فى مصر خمسة وعشرين عاماً من أوائل الستينيات حتى منتصف الثمانينيات. عشت عصر عبدالناصر وحرب 67 وحروب الاستنزاف، ثم عصر السادات وحرب 73 والانفتاح الاقتصادى ومعاهدة كامب ديفيد وثورة التصحيح، ثم أوائل عصر مبارك المبارك. أطول غياب غبته عن مصر كان لمدة (...)