نواصل حديثنا عن نقد الاستشراق عند إدوارد سعيد، بعد أن أشرنا بسرعة إلى تأثيره العظيم على الدراسات الجامعية الغربية عن الآخر، فأصبحت كتبه مرجعا مفروضا على الطلبة فى مختلف التخصصات، تقرأ فى بداية مشوارهم العلمى، ونذكر هنا قبل تناول قضية نقد الاستشراق (...)
طرحنا فى المقالات السابقة تساؤلات حول أزمة المعرفة فى وعن المجتمعات الغربية، وقلنا إن جماعات العلوم السياسية والاجتماعية الغربية لم تعد قادرة على إنتاج معرفة عن مجتمعاتها، لأسباب تتعلق بتنظيم الدراسة والعمل وبنوعية الكتب التعليمية والمراجع الأساسية (...)
قلنا فى المقالات السابقة إن العلوم الاجتماعية والسياسية الغربية لم تعد قادرة على إنتاج معرفة عن مجتمعاتها، وطالبنا بالتركيز على بناء معرفة علمية عن الغرب.
وكتبنا أن نقد الاستشراق بيّن أن الخطاب الغربى عن الشرق كان فى أحوال غير قليلة خطابا عن الذات (...)
قمنا فى المقالين السابقين بتقييم أولى لأداء العلوم السياسية والاجتماعية الغربية، فى ما يتعلق بوصف مجتمعاتها، وهو أداء كاشف لأزمة تلك العلوم، أزمة تفسر بالطابع الأيديولوجى للأبحاث وبسوء تنظيم الدراسة والبحث العلمى، وأوجزنا رغم الحاجة إلى (...)
نواصل حديثنا عما يقصده الرئيس أوباما عندما يتحدَّث عن القيادة من الخلف، إذ يبدو لنا أن الرئيس يريد أن يستغل النفوذ الأمريكى وقدرة بلاده على الإيذاء، لدفع حلفائه لتحمُّل مسؤولية العمل العسكرى نيابة عن الولايات المتحدة، مع احترام الأُطر والحدود (...)
قُلنا فى المقالة السابقة ما يفيد أن فهم الرئيس أوباما لمصطلح القيادة من الخلف يختلف كثيرًا عن فهم مَن روَّجوا لهذا المفهوم، فالقيادة من الخلف تفيد التشديد على جماعية العمل، وتشجيع مبادرات المرؤوسين، مع الاحتفاظ بالقدرة على شمولية الرؤية وضمان التزام (...)
نتناول فى مقالة اليوم مفهوم القيادة من الخلف الذى لجأ إليه الرئيس الأمريكى ومساعدوه كثيرًا، وسنتعامل معه بقدر من الجدية، بمعنى أننا سنفترض أن هذا الكلام ليس مجرد شعار للاستهلاك الداخلى، أو ذريعة لتبنّى سياسات تتخلّى عن مسؤوليات واشنطن، أو ستار يخفى (...)
نواصل عرضنا النقدى لتصورات الرئيس أوباما فى ما يتعلق بالولايات المتحدة، وثَمَّنَّا إدراكه لحدود القوة العسكرية، وذكرنا رفضه لسياسات بلاده فى المنطقة، وحديثه عن الطائفية وعن محاولاته لتهدئة الأجواء بين السُّنة والشيعة. ونتوقف قليلًا عند تقييمه السلبى (...)
للرئيس أوباما مقولتان ظاهرهما التناقض، أولا، الولايات المتحدة لا تستطيع أن تحل كل مشكلات الكون باللجوء إلى الغزو، كلما اضطربت الأمور وعمت الفوضى فى دولة ما، لأنه يتعين على الشعوب المعنية إيجاد مخرج وطريق، الولايات المتجدة تستطيع المساعدة، لكنها لا (...)
توقفنا الأسبوع الماضى عند التباين بين التصورات العربية والأمريكية فى ما يتعلَّق بحدود القوة الأمريكية وعند سياسات أوباما تجاه الربيع العربى، ونواصل الحديث..
تصورات الرئيس أوباما عن حدود القوة الأمريكية هى رد فعل محمود لسياسات سلفه الذى تصوَّر فى (...)
نواصل عرضنا النقدى لتصورات الرئيس أوباما المتعلقة بالسياسة الخارجية الأمريكية بصفة عامة، وبأهدافها فى الشرق الأوسط بصفة خاصة، ونقلنا شرحه للأهداف التى حكمت سياساته منذ وصوله إلى البيت الأبيض.
ويقول الرئيس أوباما إنه فوجئ بالربيع العربى، ويضيف أنه لا (...)
نواصل محاولتنا لتحليل تصورات الرئيس أوباما للخطوط العريضة لسياساته الخارجية، وقلنا إنه يرى أن سياسته مزيج من الواقعية ومن المثالية، وأن الفوضى هى التهديد الرئيسى للأمن القومى الأمريكى، وأن مصدرها الدول الفاشلة والإرهاب، وأن الانسحاب من العراق (...)
بدأنا الأسبوع الماضى مشوارًا مع تصورات الرئيس أوباما كما يعرضها هو، وقلنا إنه يرى أن سياسته لا يمكن وصفها بالواقعية الصرفة أو بالمثالية المفرطة، لأن السعى لبناء نظام دولى تحكمه قواعد قانونية يلبّى مصلحة أمريكية عليا فى ضوء تراجع الرغبة الأمريكية فى (...)
الكثيرون فى العالم العربى يشدِّدون على أوجه الخلاف بين الأنظمة السياسية الغربية والعربية، ويقولون إن السياسة الخارجية فى الدول الغربية ترسمها المؤسسات ولا تخضع لأهواء الحاكم، والواقع أن تلك المقولة على صحّتها النسبية تحتاج إلى كثير من التدقيق (...)
أترك مؤقتًا حديثى عن القضايا المتعلقة بإصلاح الدولة لأعبّر عن تخوفاتى وحيرتى فى موضوعات مختلفة، بعضها متعلق بالشأن الخارجى والبعض الآخر بقضايا داخلية.
أعترف أننى لا أفهم السياسة الخارجية الأمريكية رغم سعيى الدؤوب لاكتشاف خطوطها العامة واطلاعى الواسع (...)
من الواضح أن السلطة الإخوانية نظرت إلى الإصلاح بمنظور يخدم مصالحها ويضمن استمراريتها، وأنها عجزت عن إقناع أجهزة الدولة والقوى السياسية والرأى العام بوجود قواسم مشتركة بين الصالح العام وبين مصالحها ومشروعها.
يبدو لى أنها توجست من استمرار الحراك (...)
كثر الحديث بعد الثورة المصرية عن إصلاح جهاز الشرطة والمنظومة الأمنية كمقدمة ضرورية لأى تحوّل ديمقراطى، وتسابق الخبراء ومدّعو الخبرة للدلو بدلوهم وتقديم سلات من الاقتراحات والتوصيات من أجل إعادة هيكلة وزارة الداخلية وتطهيرها وإخضاعها للرقابة الشعبية (...)
تناولنا فى المقالتين السابقتين اقتراحين لإصلاح جهاز الدولة، تعميم العقود المؤقتة وتأسيس هيئات صغيرة تضطلع بوظائف المؤسسات الكبرى بكفاءة أكبر وتقدم خدمات أحسن مقابل رسوم مرتفعة، وانتقدنا الخيارَين، مع الاعتراف بأنهما قد يكونان شرًّا لا بد منه، ونواصل (...)
نواصل مناقشتنا بعض الروشتات المقترحة لإصلاح جهاز الدولة وتحسين أدائه، وأبدينا فى المقالة السابقة مخاوفنا من تعميم مبدأ العقود المؤقتة، وقمنا بذكر مزايا العقود الدائمة، ونواصل الحديث، فنقول إن التوسع فى اللجوء إلى العقود المؤقتة حل لجأ إليه نظام (...)
أترك مؤقتًا حديثى عن القرارات السياسية الكبرى لأطرح أمام القارئ الكريم بعض الخواطر المتعلقة بأداء جهاز الدولة وآليات إصلاحه. بادئ ذى بدء أعترف أن تعاملاتى مع جهاز الدولة قليلة نادرة، وأننى لم أكن يومًا موظفًا فى أحد قطاعاته، وأعترف أننى لم أدرس جهاز (...)
كان السادات -كما أسلفنا- قارئا جيدا لموازين القوى، وكان أسلوبه يجمع بين نقيضين، الاعتماد على عنصر المفاجأة الاستراتيجية، وعلى الصراحة المطلقة فى المفاوضات، أو على الأقل فى تعاملاته مع الولايات المتحدة، فكان يحدد مسبقا أهدافه الحقيقية من المفاوضات، (...)
لسنا بصدد تقييم أداء الرئيس السادات العام، إلا أن علينا الاعتراف أنه كان يجيد قراءة موازين القوى، وأنه كان شديد الحساسية لتطوراتها وتقلباتها، ولا يعنى ذلك بالضرورة أن سياساته المبنية على تلك القراءة كانت دائما صائبة أو موفقة، سواء فى خطوطها العامة (...)
خلاصة ما قلته فى المقالات السابقة إن ناصر كان محقا فى قرار التصعيد فى منتصف مايو 1967، وإن اتخذ هذا القرار على ضوء معلومات سوفييتية خاطئة، وكان محقا أيضا فى قراره بعدم شن هجوم على إسرائيل فى أواخر مايو، وإن الصواب جانبه عندما أغلق خليج العقبة، وإن (...)
من الواضح كما أسلفنا أن الولايات المتحدة -وتحديدا الرئيس جونسون- عدلت من سياساتها بعد 25 أو 27 مايو، بعد أن قدرت أن كل الأطراف الإقليمية تريد المواجهة، وأن الرئيس الأمريكى قرر مناصرة إسرائيل واشترك فى خداع عبد الناصر، سواء عن قصد أم لا (أعتقد شخصيا (...)
تعتقد نخب النظام الناصرى أن الولايات المتحدة نصبت فخا لعبد الناصر، واستدرجته إلى مواجهة مع إسرائيل التى أُطلِق عنانها، وأن واشنطن سعت للقضاء على الزعامة الناصرية منذ رفضها مشروعات أيزنهاور، لهزيمة القومية العربية هزيمة ساحقة ولمعاقبة ناصر على إهانته (...)