كانت قد وضعت الوسادة الصغيرة الناعمة الخفيفة فوق رأسها، وقد نامت على جنبها الأيسر ووجهها إلى الحائط،، وبرغم خفة الوسادة شعرت أن نفَسَها قد انكتم حتى كادت تختنق، ومع ذلك فقد استطاعت أن تنام دون أن تسمع صوت شخيرها المنتظم.
فجأة طارت الوسادة إثر نثرة (...)
مثل كل مصرى، مثل كل عربى، مثل كل من يقرأ العربية، مثل كل من يقرأ أى لغة وصل إليها نبض هذا الرجل، مثل أى إنسان يعرف أن الإبداع هو بعض الجهاد الأكبر وأنه طريق إلى الله وكدح إلى وجهه، مثل أى من هؤلاء: أنا مدين لهذا الرجل: نجيب محفوظ.
وفى محاولة لسداد (...)
زاد إلحاح بناتى وأبنائى من الإعلاميين وهم يطرحون سؤالا تكرر مئات المرات عن «ماذا حدث للمصريين» «ماذا حدث للمصريين»؟ وبالذات عن ما أصابهم مما يسمى الاكتئاب، ذلك اللفظ الذى حل محل الحزن بغير وجه حق، ولم يعجبهم ولا يعجبهن أبدا ردى بالدفاع عن حقنا فى (...)
المقال الجيد الذى كتبه صاحب الفضل أ.د. حازم الببلاوى فى الأهرام يوم 2 أكتوبر الحالى بعنوان «عن الأمل والألم» بدأ بالإشارة إلى التناقض الظاهر بين الكلمتين برغم اتفاقهما فى نفس الحروف، ثم ربط - بإبداع مغامر - بين حروف اللفظين وبين «ألف لام ميم» أول (...)
أشرت فى مقالى السابق إلى عجزى عن التمتع برفاهية اليأس، ورحت أشجب الموقف المتشائم العاجز المثبِّط طول الوقت، مع محاولة التمييز بين يأس الغلابة المشروع، ويأس المستسلمين النعّابين الخائب، وبالتالى فقد وصل تلقائيا إلى كثيرين ممن قرأوا المقال أننى أدعو (...)
اللغة سجن المعنى، وهى قصره المنيف، ولا يحل هذا الإشكال إلا الشعر:
يبدأ الشعر بتفكيك اللغة باعتبارها البنية الأساسية التى تهتز وتختل وتعجز عن أن تحيط بحركية وعى الشاعر المقتحِم المبدع، وهو يغامر بكل شىء، وهذا ما يمكن أن ينطبق عليه تعبير البياتى (...)
لو سألت أيا ممن يتمسكون بالتزام اليأس شعارا وموقفا، لو سألته بعد أن يطلق أحكامه، أو تنهداته، أو مصمصته، أو نار سمومه، وهو يتجشأ يأسا معلنا بيقين شائك: أن الحركة خابت، والثورة فشلت، والأمل اختفى، والبلد أفلست، والتعليم منهار أصلا، والفقر زاحف، وداعش (...)
لا أشك فى أن شيخنا قد اختار الموت راضيا حين شاء الله تعالى أن يختاره إلى جواره بعد أن هيأ ربنا الظروف لذلك، كما أننى لم أشك أنه اختار الحياة طول الوقت، حتى لحظة اختياره الموت، اختار الحياة ليس بمعنى الاستمرار على ظهر هذه الأرض كائنا بشريا جسديا (...)
قال الأخ لأخته: انتى حاتروحى تنتخبى برضه؟
قالت أخته: طبعا
قال: ما أنا عارف، بس حبيت أتأكد
قالت: من إيه؟
قال: من إنِّكْ واخدهْ بالِك يعنى
قالت: من إيه؟ أنا اللى نفسى أتأكد
قال: من إيه؟
قالت: من إنَّك حاتروحّ تنتخب
قال: بصراحة أنا مش فاضى
قالت: مش (...)
كتبت هنا يوم ، 30 مارس 2014 23:00-ما يلى: "أشعر أنى مدين لهذا المواطن المصرى الشجاع بالشكر، بغض النظر عن موقفى الشخصى ممن اختار ليرأس بلدى ويدير دفته فى هذه المرحلة الصعبة، هذا المواطن المصرى الكريم أكرمنى بما كنت أنتظره، فقد كنت فى حاجة شديدة أن (...)
عودة إلى قصيدة "لو... "، للشاعر الإنجليزى "رديارد كبلنج" التى كتبها عام 1895 ونشرت لأول مرة فى 1910، كانت مقررة علينا فى التوجيهية سنة 1949، كنت شابا فى السادسة عشرة، وتركتْ فىّ ما عاد يقفز لأنقله لأنقَى مَنْ فى شبابنا، وأنشره فى 15 فبراير 2011 (بعد (...)
من حق السيد المشير السيسى، والأستاذ صباحى احتراما لمبدأ المعاملة بالمثل أن يقر كل منهما، على حِدِة، أنه يقبل أن ما سرى على سلفه يسرى عليه، هذه شهادة مقبولة وشريفة من حيث المبدأ.
لكن حتى لو تشابهت الألفاظ، فالأمر يحتاج وقفة ويقظة، واحتراما لاختلاف (...)
(من مقدمة ديوان سر اللعبة)
هل يعرف أحدكمو ما يحمل داخله من جِنّة؟
هل يقدرُ أىٌّ منكم أن يمضى وحده...
لا يذهب عقله..
هل يعرف كيف يصارع قهر الناس؟
والحب الصادق يملأ قلبه..
كيف يروِّض ذاك الوحش الرابض فى أحشائه
دون تشوه ؟
كيف يوائم بين الطفل وبين الكهل (...)
الشِّعارُ هو رسم أو علامة أو عبارة مختصرة يتيَسَّر تذكُّرها وترديدها، تتميَّز بها دولة أو جماعة، وهو يرمز إلى شىء ويدلّ عليه وهو أيضًا عبارة يتعارف بها القومُ فى الحرب أو السفَر، كما أنه يدل على الانتساب إلى هذه الجماعة أو تلك.
يا ترى ما معنى ظهور (...)
أظن أننا كلنا نعرف هذا المثل الجميل الذى يحذر من الكلام الحلو ليلاً، ليس بالضرورة وعود الزوج لزوجته، ولا وعود الشاب لمشروع خطيبته، وهو المثل الذى يقول: "كلام الليل مدهون بزبدة، يطلع عليه النهار يسيح"، قياسًا على هذا المثل، وتجنبًا لمثل آخر، وضعتُ (...)
كتب الابن الفاضل دكتور سمير محمد البهواشى تعليقا أمس بعنوان: المهم حضرتك هتنتخب مين؟.. يسألنى تحديدا عن اختيارى، وقد أضاف: "هذا ما قد يهم القارئ".
ومع شكرى الجزيل للابن اليقظ لثقته فى رأيى واحتمال تأثيره على من يعتقد أننى أُحْسِن قراءة الواقع ليس من (...)
قلبى مع الذين امتحنهم الله بالتصدى لحمل أمانة هذه الأمة فى هذه الأيام، والأمور كما هى هكذا ودعواتى للفائز منهما بالتوفيق فى مهمته، لأن توفيقه سوف يعود على ناسه/ ناسى، بالخير والستر والعيش الكريم.
رفضتُ دائما، كما أكدت رفضى هذا فى المدة الأخيرة، أن (...)
كان عنوان نقدى لرواية "حديث الصباح والمساء" هو: "جدل الإنسان المصرى مع ثوراته عبر قرنين من الزمان" (العدد الخامس "دورية محفوظ" ديسمبر 2012)، تناولتُ فيه الفروق بين أدب المقاومة، وأدب التحريض، وبينتُ كيف أن فعل الإبداع هو ثورة فى ذاته، وذكرت كيف (...)
نحن أحوج ما نكون إلى تعميق علاقتنا بربنا مباشرة من خلال كدح السعى إليه، بكل العبادات والوسائل من التسبيح إلى الإبداع إلى العمل وبالعكس، حتى لا ننساق وراء قشور من لا يعرفون طريق الحق، فيستعملون شوقنا الفطرى إلى الله سعيا إلى وجهه، لخدمة مطامعهم فى (...)
علاقة الإنسان المصرى بالله الواحد الأحد علاقة وجودية حضارية أصلية تجلت فيما وصلته من ديانات هادية مبدعة الواحدة تلو الأخرى فآمن بها الواحدة تلو الآخرى: "لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا (...)
فى رثائى لها الذى نشر هنا فى 23 مارس 2014، ودعتها كابنة مصرية رقيقة جميلة قاصة وسيناريست، وأيضا كجارة، وزوجة لابنى نبيل القط، وثائرة، لكننى لم أكن أعرف جوانب أخرى من إبداعها وفضلها، وحين طلب منى نبيل أن أشارك فى تأبينها بتسجيل كلمة عنها، اعتذرت (...)
قالت البنت لأخيها: أنا ابتديت أشك فى نفسى
قال: أحسن
قالت: أحسن إيه الله يخيبك، باقول لك باشك فى نفسى
قال: ما يمكن ده يخليكى تبطلى غرور ولماضة شوية
قالت: أنا اللّى لمضة، ولاّ انت اللى عمال تفتى فى كل حاجة حتى لو ما حدش سألك
قال: بتشكّى فى إيه؟
قالت: (...)
بسم الله الرحمن الرحيم، باسم العدل الحق العليم، باسم الإنسان المصرى العنيد، باسم التطور الحتمى يقف على قمة هرمه الإنسان الساعى لوجه الله، باسم الحقيقة التى تفرض نفسها فى دورات حتمية مهما طال الزمن وطغت قيم الزيف، واختفى بريق التطور النابض الغائر (...)
صحيح إنه وزير ابن وزير، وصحيح أن له صفة رسمية بالغة الأهمية، ويقوم بواجبه فى حدود قدراته، وصحيح أن شكله الرقيق، ولهجته الراقية تدل على طبقته العالية، لكن كل هذا لا يشفع له أن ينسى من يمثل ومن يخاطب وخاصة فى ظروفنا الحالية العصيبة.
هذه الهيجة العالية (...)
القصيدة الأولى.. من نوح عصرى مصرى: إلى ابنه
-1-
لا .. ليس ديناًً يا بنىَّ ولا مسيلمة الجديد
والرفضُ يغرى بالمزيدْ
لكن أحلام الخلودْ
لا ترحم الطفل الوليدْ
-2-
قل لى بنىّ ..
قل لى بربك كيف ينمو اليأسُ من نبض الألم؟!!
قل لى بربك كيف تطفئ ذا (...)