كُتبت هذه العبارة ونُشرت فى الخامس من مايو سنة 1920: «إن وفرة المال لا تُغنى الفرد عن جمال الروح إذا كانت روحه شوهاء، كذلك ما كانت وفرة المال ووسائل المال ووسائل المادة لتغنى الأمة شيئًا إذا نقصتها الجوانب المعنوية.. ليست الأمة مجموعة من الأجسام (...)
أواصل الحديث عن مسألة الهوية، بمناسبة اشتداد حدة أعراض متلازمة العداء ليوليو وناصر، وتفاقم حمى التطبيع الاندماجى مع الصهاينة، ومن ثم الهجوم الحاد على العروبة بشقيها السياسى والثقافى.
وكنت قد كتبت عن تشكيل الهوية الفرنسية والتراكم التاريخى هناك، (...)
كما الأحلام والرؤى المنامية التى تُفصح فى جانب منها عما اختزنه الإنسان من مشاهد وانفعالات مر بها فى يومه أو فى ماضيه القريب والسحيق، فإن الكتابة الدورية- اليومية أو الأسبوعية- تخضع فى بعض الأحيان لما اختزنه المرء أيضًا من قراءات، انفعل بها سلبًا أو (...)
كأنه موكب لا تبدو له فى الأفق نهاية.. موكب وداع أهل وأحباء وأصدقاء.. وداع لا أحضان ولا قُبل ولا رؤية فيه.. ولا حتى كلمة «مع السلامة» أو «إلى لقاء»! ومع أنه لا جديد الآن يمكن أن يقال فى حديث الرحيل، إلا أن القديم يفرض نفسه، وأعنى به مخزون القيم (...)
كما أن الفرق كبير بين ارتفاع حرارة الجسم من النشاط والحركة والعمل والطعام الجيد، وبينها بسبب الحمى والمرض والهزال، فالفرق كبير أيضًا بين الحوار المثمر الذى له هدف واضح، وتسعى أطرافه إلى قواسم مشتركة عظمى تجمع الكل الوطنى، لتحقيق غايات وطنية سامية، (...)
أستكمل ما بدأته فى مقال الأسبوع الفائت، الذى انطلقت سطوره من نقطة الاحتفاء والفخر بالقاعدة العسكرية المصرية فى برنيس، وغياب الصحافة والإعلام عن تقديم معلومات حول تاريخ المنطقة وجغرافيتها الطبيعية والبشرية والاقتصادية، ثم حول مجتمعها تكوينًا وثقافة (...)
منذ سنين لا أعرف عددها بالتحديد، كان المتكلمون فى الندوات والاجتماعات وثرثرات المجالس فى الحانات والنوادى، يشيرون إلى أن غياب النكتة وضمور القفشة فى الحياة اليومية المصرية، دليل خطر ونذير خلل، وربما مقدمات انفجار، وكانوا يقولون إن المصرى لا يجود (...)
وصلٌ لما انقطع من السيرة الريفية، حيث توقفنا عند تشريح الساقية ووظيفة كل عضو فيها، من الفتحة التى تدخل منها المياه من المجرى المائى، أى الترعة، إلى البئر والعلبة والمدار والجازية والشبك والناف والسلبة والمرد والمخنقة والأنتوت والقنافة، وهى الخشبة (...)
أستكمل حديث الأشجار، التى كانت فى سكة العبد لله، وقد أشرت لبعضها فى مقال الأسبوع الفائت، ولا أنكر ما ينتابنى أحيانًا من تردد فى الذهاب إلى ذلك اللون من ألوان الكتابة، خشية أن يظن البعض أنه هرب من وطيس الانغماس فى قضايا السياسة والأحداث اليومية التى (...)
جميزة سيدى منصور، صاحب الضريح الملاصق لدارنا القديمة، وكان لها فرع يدور من حول القبة، ولا تسقط أوراقه فى الخريف والشتاء، عكس بقية الشجرة، ولا يثمر إلا «البرِّيم»، راء مشددة مكسورة، وهو الثمرة الصغيرة جدًا من الجميز، وغير قابلة للتختين، ومن يصعدها (...)
أكتب من ميلانو بعد أن أمضيت عدة أيام فى فرانكفورت قادما من القاهرة، وعلى باب الفندق الألمانى فوجئت بمن ينادينى مرحبا، وعرفت أنه الأستاذ الدكتور أحمد بهى الدين، أستاذ الأدب الشعبى فى جامعة حلوان، الذى يعتز بأنه تلميذ صديقى الأستاذ الدكتور أحمد مرسى، (...)
قبل أن أنعطف لاستراحة قروية اعتدتها بين حين وآخر فى هذه المساحة، أود أن أنوه بأن المقال الذى سبق وكتبته استجابة لنداء د. أبوالغار، وضمّنته قائمة أولية بمصادر ومراجع تاريخية قد تفيد من يريد أن ينتقل بالحوار من حول يوليو وعبدالناصر، من أن يبقى «خناقة» (...)
يبدو أن الجهل بالتاريخ، وتجاهل قراءة واستيعاب دروسه، هو أحد عوامل ما يسمى «الصيرورة» التى لها معانٍ لغوية وفلسفية قد تصب فى أنها الانتقال من حال إلى حال، بما فى ذلك انقضاء ظواهر لتولد ظواهر أخرى، وأظننا بصدد حالة من حالات الجهل بالتاريخ وتجاهل (...)
قرأت ما كتب على صفحات «المصرى اليوم» على مدار عدة أسابيع، حول ثورة يوليو وجمال عبدالناصر، وبعض ما كتب كان يستحق القراءة الجادة والمناقشة، وبعضه الآخر يمكن تصنيفه بأنه كلام مرسل لا تربطه أية صلة بالموضوعية النسبية ولا بأى فرع من فروع المعرفة.
ورغم (...)
لسبب فنى يتصل بتفاصيل الرسائل على البريد الإلكترونى، سقط نصف مقال الأسبوع الفائت عن الدواء «اللقيط المخطوف فى ملاجئ الصحة»، وكان معظم المقال نص رسالة من الدكتور رجائى قوسة، الصيدلى الذى يعيش هموم مهنته ضمن معايشته هموم الوطن، إضافة إلى مواقع نقابية (...)
كثيراً ما تحمل هوامش الأحداث، والقصص التي تجري فيها، قدرة أعلى تفسير للواقع، المشكلة أننا في العادة نختار تجاهلها، واقصاءها من الرؤية الكاملة، حيث هي بعيدة عن مستوى الإدراك التقليدي، ما تعوّدنا أن نعتبره مهماً، لهذا يتم تجاهل القصص الفرعية، نعتبرها (...)
في السادس من يناير هذا العام، دُفنت مجموعة من الجثث المجهولة، نعرف عنها فقط أن أصحابها فقدوا أرواحهم في مجزرة رابعة الأخيرة، ووصل عددها إلى خمس وثلاثين جثة، في مقابر الصدقة بالبساتين. جثامين لم يتسن التعرّف على هويّاتهم في مصلحة الطب الشرعي. شاهدت (...)
(1)
الحكاية بدأت بشائعة: الفريق أول عبد الفتاح السيسي، يصدر قرارًا بحصر عام لأطفال الشوارع، تمهيدًا لإلحاقهم بالكليّات الفنية العسكرية، أخذت الشائعة جولتها في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، حتى خرج بعدها الدكتور هاني مهنى، المتحدث الرسمي (...)
(1)
على عكس كثير ممن قرأوا القرآن أمام جمهور من البشر، أو اقتربوا من حدود هذا العالم، بالابتهالات أو المدائح النبوية، لا تتوافر عدد من الأساطير حول محمد صدّيق المنشاوي، عدد يتناسب على الأقل مع براعة أداءه، ودرجة الإنتشار.
يميل البشر عموماً، إلى (...)
في سن التاسعة، وبعد أن قمت بواحدة من أكبر الكوارث التي يمكن تخيلها في تاريخ طفولة أي كائن بشري، وبعد غضبة أسطورية من أبي تليق بكبير آلهة الأولميب، تسللت جدتي إلى الحجرة.. القاعدة تنص على أن الجدات حكيمات إلا المريضات النفسيات منهن، جدتي كانت سليمة (...)
أيامها كان كل ما يسيطر على تفكيري أنني سأجد فريد محمولاً بهرجلة، ثم مرمياً على الأرض، ثم مطلوباً مني أن أعاينه، وأنني سأقف متسمراً، دون ان أتحرك خطوة. الأفلام الهندية لا يجب السخرية منها أو اتهامها بعدم الواقعية أبداً. تعلمت أنني لن أسخر من أي قصة (...)