في وسط مناخ اقتصادي يتسم بعدم الوضوح و ازدياد معدلات البطالة، ينضم بعض الشباب المبدعين لقافلة رواد الأعمال و لكن يبقى السؤال الذي يطارد الكثير وهو كيفية خوض مجال ريادة الأعمال و هل ستقف الظروف الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية كعقبة في طريقهم؟ ناقش أربعة من أساتذة الجامعة الأمريكية بالقاهرة، من تخصصات مختلفة، تلك التساؤلات في لقاء المائدة المستديرة الثامن للإعلاميين بالجامعة الأمريكية بالقاهرة في سلسلة "ما وراء الأحداث" بعنوان "ريادة الأعمال: الخروج من مأزق البطالة؟". تحدث في هذا اللقاء الدكتور حسن عزازي، أستاذ الكيمياء بالجامعة الأمريكية بالقاهرة و مؤسس ورئيس مجموعة "التشخيص والعلاج المبتكر" البحثية التابعة لمركز يوسف جميل لأبحاث العلوم والتكنولوجيا بالجامعة ؛ والدكتورة مها الشناوي، أستاذ الإدارة بكلية إدارة الأعمال بالجامعة ومدير مركز "جولدمان ساكس" لريادة الأعمال والقيادة النسائية؛ والدكتور طارق سليم، أستاذ الاقتصاد بكلية إدارة الأعمال بالجامعة والدكتورة مديحه الصفتي، أستاذ علم الاجتماع بالجامعة الأمريكية بالقاهرة. أدارت اللقاء أمينة خيري، رئيس قسم التحقيقات وكاتبة عمود بجريدة الحياة اللندنية وخريجة الجامعة الأمريكية بالقاهرة. وقال طارق سليم، أستاذ الاقتصاد بكلية إدارة الأعمال بالجامعة ان الاقتصاد المصرى غنى بالعديد من المميزات منها حجم السوق المصري الكبير الجاذب لرواد الأعمال والمستثمرين بالمقارنة بالدول العربية في المنطقة، كما يتمتع ايضا بوفرة العمالة الرخيصة نسبيا، إلي جانب وفرة الموارد الطبيعية وغير التقليدية كأكبر تمركز شمسي بمصر غير مستغل لتوفير الطاقة الشمسية. واضاف سليم أن رائد الأعمال يضيف التعددية للسوق المفتوح من خلال الريادة الإبتكارية. على الجانب الآخر، تقول الشناوي، مدير مركز "جولدمان ساكس" لريادة الأعمال والقيادة النسائية الذي تخرج منه نحو 300 رائدة للأعمال من الجامعة، أن الإبداع هو الأساس في ريادة الأعمال التي تستهدف ما ينقص السوق، فرائد الأعمال هو من يفكر دائما، مثل رجل البطاطا الذي ظهر في ميدان التحرير في ثورة 25 يناير، هذا الشخص فكر ووجد فرصة لترويج بضاعته." تطلب الشناوي في برنامجها من رائدة الأعمال أن تكتب خمس صفحات عن مشروعها و الهدف منه في خلال 3 سنوات، بالإضافة إلى المنهج الذي تريد استخدامه وكيف ستصل للسوق، وهل ستنافس بناءا على الجودة أو السعر الرخيص. "التوجيه والتعليم و التمويل هم الأساس في ريادة الأعمال فالأفكار الذكية تجذب التمويل، و برنامجنا يهدف إلى توفير المعرفة و الموارد للمرأة للخوض في مجال ريادة الأعمال." أشارت الشناوي إلى أن نسبة مشاركة المرأة في قطاع الأعمال زادت من 22 إلى 26 بالمائة . و اتفق أساتذة الجامعة الأمريكية بالقاهرة على أن ريادة الأعمال هي مخرج من أزمة البطالة، الا أنهم اختلفوا حول الحلول قصيرة و طويلة المدى. وركز عزازي، مؤسس ورئيس مجموعة "التشخيص والعلاج المبتكر" البحثية التابعة لمركز يوسف جميل لأبحاث العلوم والتكنولوجيا بالجامعة، على ريادة الأعمال القائمة على الإبتكار. ويتكون فريق عزازي البحثي من 14 طالب و طالبة دراسات عليا من الجامعات المصرية و طالب واحد فقط من الجامعة الأمريكية بالقاهرة. "كل ما يحتاج له هذا الفريق هو القليل من التوجيه والكثير من التشجيع والثقة. وقد قدموا نتائج رائعة في سنتين: 6 براءات اختراع و شركة. وشدد عزازي على ضرورة وضع أيدينا على مواطن القوة في مصر، فهل من الممكن ألا يكون لدينا القدرة على اكتشاف 40 من العقول الذكية في جامعة مثل عين شمس كمثال؟ هل تعلم الدولة أين توجد عقولنا النابغة؟ يجب على الجامعات أن تكرس جزء من تمويلها لتلك العقول الذكية المتواجدة حاليا و التي لا تحتاج الآن إلى تغيير الثقافة أو منظومة التعليم. لابد أن يكون لدينا أجندة قومية لريادة الأعمال في مجالات مثل الطاقة الشمسية أو النانو تكنولوجي و نوجه التمويل المطلوب لها و نذلل كل العقبات القانونية أمامها لكي نتمكن من المنافسة عالميا."