هل تمتد الثورة المصرية الى السينما؟.. سؤال كبير لصحيفة الجارديان البريطانية، التى رصدت المشهد السينمائى المصرى بعد ثورة 25 يناير، والتحديات التى تواجه صناعة السينما فى مصر، ومخاطر الغزو السينمائى الأمريكى. وقال فيل هود- فى سياق تقرير بصحيفة الجارديان-: بعد شهور من الاضطرابات، التى جعلت دور السينما المصرية لا تنعم بروادها، هل سيكون بمقدور أقدم صناعة للفيلم فى منطقة الشرق الأوسط درء مخاطر هوليوود، وتحقيق نهضة سينمائية إبداعية؟ ورصد هود نوعا من التغير فى مزاج المتلقى المصرى وذائقته السينمائية، مؤكدا على أن التسلية- بمفهومها التجارى الرخيص- لم تعد تتصدر قائمة أولويات الأفلام لهذا المتلقى بعد ثورة 25 يناير. ولاحظ فيل هود أن هناك تراجعا كبيرا- منذ الثورة الشعبية المصرية- فى إنتاج الأفلام الكوميدية، التى كانت تتوالى على دور العرض السينمائى فى القاهرة والاسكندرية، بل والعالم العربى ككل. وأعادت الصحيفة البريطانية للأذهان أن تدفق المصريين للميادين والشوارع- أثناء ثورتهم الشعبية- قد أثر بشدة على إيرادات شباك التذاكر فى صناعة السينما، موضحة أن الموزعين وأصحاب دور العرض اعتقدوا أن أجازة عيد الفطر يمكن أن تكون مؤشرا يبنون عليه حساباتهم بشأن مدى إقبال الجمهور على الأفلام الجديدة، وذلك فى صيف اتسم بحالة من عدم اليقين. غير أن خبيرا غربيا بارزا فى صناعة السينما، هو أنتونى زيند رئيس "يونايتد موشن بيكتشرز"- وهو الكيان السينمائى الذى يحتكر توزيع الأفلام الأمريكية فى مصر- ذهب إلى أن عيد الأضحى المقبل هو المؤشر الأهم بشأن الأفلام المصرية؛ فإن تبين أن هناك إقبالا من الجماهير على الأفلام التى ستعرض فى هذا العيد، فسيعنى ذلك على الأرجح أن الفترة التالية ستكون جيدة للفيلم المصرى. وقال أنتونى زيند للصحيفة البريطانية: أعتقد أن المصريين غير سعداء بنوعية الأفلام التى تصنع فى بلادهم، كما تشكك فى أن يكون المشاهد المصرى مستعدا لقبول دراما فجة ومباشرة عن ثورة يناير والأحداث الجسام فى عام 2011، لأن الواقع كما عرفه هذا المشاهد أعظم بكثير جدا من هذا النوع من الدراما، الذى سيكون مجرد محاكاة ساذجة وتكرار مبتذل. ونوهت الجارديان بأن بعض السينمائيين المصريين شرعوا بالفعل فى دراسة التغيرات فى ذائقة المتلقى، ومزاج الرأى العام، بعد ثورة يناير، من أجل تقديم أفلام تتوافق مع هذه التغيرات، وفى ظل مناخ جديد من حرية التعبير، معتبرة أن هذه الثورة الشعبية قد أسقطت بعض أباطرة السينما المصرية وأطاحت بعروشهم. ومع تراجع الإنتاج السينمائى المصرى، تتمتع أفلام هوليوود بفرصة غير مسبوقة لملء هذا الفراغ، وتغيير القواعد التى استقرت طويلا فى مصر، ذات الثقافة السينمائية بالغة الثراء، والتي يعشق شعبها السينما؛ وهى القواعد التى أفضت إلى استحواذ الأفلام المصرية على نسبة تصل إلى 80 % من كعكة الإيرادات، بينما تذهب نسبة ال20 %المتبقية للأفلام الأجنبية.