«صلبان وقلوب وتيجان» الأقصر تتزين بزعف النخيل احتفالاً بأحد الشعانين    صندوق النقد يتوقع ارتفاع حجم الناتج المحلى لمصر إلى 32 تريليون جنيه 2028    محافظ الجيزة يوجه معدات وفرق النظافة لرفع المخلفات بالبراجيل    وزير خارجية إسرائيل: سنؤجل عملية رفح إذا جرى التوصل لاتفاق بشأن المحتجزين    خبير: التصريحات الأمريكية متناقضة وضبابية منذ السابع من أكتوبر    إدخال 4000 شاحنة مساعدات لغزة من معبر رفح منذ أول أبريل    "لو تحدثت هتشتعل النيران".. مشادة كلامية بين محمد صلاح وكلوب    لمكافحة الفساد.. ختام فعاليات ورش عمل سفراء ضد الفساد بجنوب سيناء    30 أبريل.. أولى جلسات محاكمة المتهم بالشروع في قتل طالب بالنزهة    ياسمين عز تُعلق على شائعة طلاق أحمد السقا وزوجته: هو أنا لو اتكلمت عن الحوامل أبقى حامل؟!    حزب "المصريين" يُكرم هيئة الإسعاف في البحر الأحمر لجهودهم الاستثنائية    خبير ل الحياة اليوم: موقف مصر اليوم من القضية الفلسطينية أقوى من أى دولة    توقعات عبير فؤاد لمباراة الزمالك ودريمز.. مفاجأة ل«زيزو» وتحذير ل«فتوح»    رمضان عبد المعز: على المسلم الانشغال بأمر الآخرة وليس بالدنيا فقط    وكيل صحة الشرقية يتابع عمل اللجان بمستشفى صدر الزقازيق لاعتمادها بالتأمين الصحي    الرضيعة الضحية .. تفاصيل جديدة في جريمة مدينة نصر    استهداف إسرائيلي لمحيط مستشفى ميس الجبل بجنوب لبنان    المصريون يسيطرون على جوائز بطولة الجونة الدولية للاسكواش البلاتينية للرجال والسيدات 2024 PSA    حكم الاحتفال بعيد شم النسيم.. الدكتور أحمد كريمة يوضح (فيديو)    بالفيديو .. بسبب حلقة العرافة.. انهيار ميار البيبلاوي بسبب داعية إسلامي شهير اتهمها بالزنا "تفاصيل"    ناهد السباعي: عالجنا السحر في «محارب» كما جاء في القرآن (فيديو)    سؤال برلماني عن أسباب عدم إنهاء الحكومة خطة تخفيف الأحمال    هيئة كبار العلماء بالسعودية: لا يجوز أداء الحج دون الحصول على تصريح    بعد جريمة طفل شبرا الخيمة.. خبير بأمن معلومات يحذر من ال"دارك ويب"    رامي جمال يتخطى 600 ألف مشاهد ويتصدر المركز الثاني في قائمة تريند "يوتيوب" بأغنية "بيكلموني"    رئيس الوزراء الفرنسي: أقلية نشطة وراء حصار معهد العلوم السياسية في باريس    أحمد حسام ميدو يكشف أسماء الداعمين للزمالك لحل أزمة إيقاف القيد    مصر ترفع رصيدها إلى 6 ميداليات بالبطولة الإفريقية للجودو بنهاية اليوم الثالث    إنجازات الصحة| 402 مشروع قومي بالصعيد.. و8 مشروعات بشمال سيناء    بيريرا ينفي رفع قضية ضد محمود عاشور في المحكمة الرياضية    الإمارات تستقبل دفعة جديدة من الأطفال الفلسطينيين الجرحى ومرضى السرطان.. صور    بالتعاون مع فرقة مشروع ميم.. جسور يعرض مسرحية ارتجالية بعنوان "نُص نَص"    فوز أحمد فاضل بمقعد نقيب أطباء الأسنان بكفر الشيخ    «صباح الخير يا مصر» يعرض تقريرا عن مشروعات الإسكان في سيناء.. فيديو    "بيت الزكاة والصدقات" يستقبل تبرعات أردنية ب 12 شاحنة عملاقة ل "أغيثوا غزة"    الشرطة الأمريكية تفض اعتصام للطلاب وتعتقل أكثر من 100 بجامعة «نورث إيسترن»    رئيس جامعة جنوب الوادي: لا خسائر بالجامعة جراء سوء الأحوال الجوية    الكشف على 1670 حالة ضمن قافلة طبية لجامعة الزقازيق بقرية نبتيت    النقض: إعدام شخصين والمؤبد ل4 آخرين بقضية «اللجان النوعية في المنوفية»    «تملي معاك» أفضل أغنية عربية في القرن ال21 بعد 24 عامًا من طرحها (تفاصيل)    مصر تواصل أعمال الجسر الجوي لإسقاط المساعدات بشمال غزة    مدير «تحلية مياه العريش»: المحطة ستنتج 300 ألف متر مكعب يوميا    قائمة باريس سان جيرمان لمباراة لوهافر بالدوري الفرنسي    أهمية وفضل حسن الخلق في الإسلام: تعاليم وأنواع    علي الطيب يكشف تفاصيل دوره في مسلسل «مليحة»| فيديو    قطاع الأمن الاقتصادي يواصل حملات ضبط المخالفات والظواهر السلبية المؤثرة على مرافق مترو الأنفاق والسكة الحديد    وزير التعليم ومحافظ الغربية يفتتحان معرضًا لمنتجات طلاب المدارس الفنية    حصيلة تجارة أثار وعُملة.. إحباط محاولة غسل 35 مليون جنيه    تعليم الإسكندرية تستقبل وفد المنظمة الأوروبية للتدريب    السيسي يتفقد الأكاديمية العسكرية بالعاصمة الإدارية ويجري حوارًا مع الطلبة (صور)    الدلتا للسكر تناشد المزارعين بعدم حصاد البنجر دون إخطارها    «السياحة»: زيادة رحلات الطيران الوافدة ومد برنامج التحفيز حتى 29 أكتوبر    إزالة 5 محلات ورفع إشغالات ب 3 مدن في أسوان    «شريف ضد رونالدو».. موعد مباراة الخليج والنصر في الدوري السعودي والقنوات الناقلة    استمرار حبس عاطلين وسيدة لحيازتهم 6 كيلو من مخدر البودر في بولاق الدكرور    أفضل دعاء تبدأ وتختم به يومك.. واظب عليه    خبير أوبئة: مصر خالية من «شلل الأطفال» ببرامج تطعيمات مستمرة    إشادة دولية بتجربة مصر في مجال التغطية الصحية الشاملة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



زكريا الشربيني .. الرجل الذي وجد نفسه ناشرا للثقافة السينمائية
نشر في القاهرة يوم 26 - 07 - 2011

كما شهدت الإسكندرية «مولد» العروض الأولي لسينما توغراف «لوميير» فقد شهدت أيضا مولد الأجيال الأخري من رواد الصحافة السينمائية من أمثال محمد عبدالكريم وحسين رشدي وحسن حلمي ومحمد دوارة وأبو الدهب وغيرهم. لكن يبقي من كل هذا الجيل ثلاثة ندين لهم بالفضل في اتساع دائرة الاهتمام بالثقافة السينمائية وهم: السيد حسن جمعة ومحمد زكريا الشربيني ومحمود خليل راشد، والأخير أصدر كتبا عن السينما من حر ماله من خلال مطبعته الخاصة، ونادرا ما كان يكتب للصحافة سينمائيا إلا عن نشاطه في جمعية المسكرات التي كان عضوا نشطا بها. وإذا كان السيد حسن جمعة قد ترك لنا سيرة ذاتية في كتابه «عاصرت السينما عشرين عاما»، كما قامت الباحثة الدكتورة فريدة مرعي بجمع مقالاته في ثلاثة مجلدات وبذا اتسعت رقعة معرفتنا به وبدوره الرائد، أكد أن رفيق دربه زكريا الشربيني (1907/7/25: 7 /5/ 1977) لم تزل سيرته وجهوده في نشر الثقافة السينمائية مجهولة رغم أنه كان يحرر صفحة سينمائية يومية في جريدة الأهرام لما يقرب من عشر سنوات من بدايات الثلاثينات ، والغريب أن أحدا منهما لم يذكر دور الآخر رغم أن مجلة العروسة تقول «إنهما كانا رفيقا دراسة» بحيث ينطبق عليهما المثل «عدوك ابن كارك»! إلا من مقالة للسيد حسن جمعة يتساءل فيها: هل يوجد في مصر كُتاب سينمائيون؟ ويرد مجيبا عن السؤال: لا يوجد سوي اثنين لن أصرح باسميهما حتي لا يظن القارئ أن هذا التصريح يرمي منه غاية أو مأرب «البلاغ الأسبوعي في 14 أغسطس 1949» والرأي عندي أنه كان يقصد ذاته، أما الثاني فهو زكريا الشربيني نظرا لأنهما بدآ معا وواصلا الكتابة عن السينما كهواة ومحترفين فيما بعد علي خلاف كثيرين من ابناء جيلهما. المقالة الوحيدة التي كتبها زكريا الشربيني عن تجربته هذه نشرها في مجلة «النيل» في 9 أكتوبر عام 1946 وفيها يلخص هذه البدايات يقول: تمكنت سنة 1926 من اقناع المرحوم صاحب صحيفة «وادي النيل» بالإسكندرية لتخصيص صفحة اسبوعية من جريدته لشئون السينما وكانت تظهر كل يوم سبت أكثر من سنة وكانت أول جريدة يومية مصرية اهتمت فعلا بشئون السينما إلا أن انتشارها كان محدودا ويكاد يكون قاصرا علي الإسكندرية، وكان غرضي من وراء ذلك نشر السينما بين أكبر عدد ممكن من المواطنين، فانتهزت فرصة اتمامي الدراسة الثانوية والتحاقي بالجامعة المصرية «جامعة فؤاد بالقاهرة» وحولت جهودي لنشر الثقافة السينمائية في الصحف المصرية. وكانت جريدة «السياسة» إحدي الجرائد التي افسحت صفحاتها لأقلام الكُتاب السينمائيين، كما أني اقنعت فيما بعد صاحب الأهرام وهي أكبر صحف الشرق في تخصيص صفحة كاملة لشئون السينما ظلت تصدر يوميا بانتظام لمدة أكثر من عشرة أعوام. أول ما يطالعنا إذن اسم زكريا محمد عبده أو زكريا الشربيني أو «ز.ع» كمحرر سينمائي نجده في جريدة «وادي النيل» بالإسكندرية عام 1926 والتي تعتبر بحق أول جريدة مصرية تخصص باباً للسينما يشغل نصف صفحة أو يزيد وهي مقالات تمتد لحوالي عام من أغسطس 1926: إبريل 1927 وهو يكتب ويكرر في أكثر من مناسبة عن هدفه من تناول موضوعات السينما، يقول في مقدمة مقالته «رحلة من مصور»: يهم غاوي السينما أن يعرف أكثر ما يمكن أن يعرف عن السينما وشركات السينما، وأنا نفسي كنت تواقا إلي الوقوف عليها حتي أعلم حقيقة حال شركات السينما، إني أبذل جهدي لأعرف ما لا كنت أعرف لأعمل ما عملت ما يناسبني وأقدم معلومات الأخري التي تناسب الفرد إلي الجماعة وأكون في هذه الحالة خدمت وأفدت وعملت ما يجب علي الفرد نحو الجماعة (وادي النيل 13 مارس 1927). كما يطلب من القراء تحت عنوان «أسرار السينما» أن يسألوا عما يصعب عليهم فهمه أو تعليله لما شاهدوه علي ستار دور السينما في الإسكندرية ونحن مستعدون للإجابة عن اسئلتهم مع ملاحظة أن تكون اسئلتهم تفيد الجميع ، ويتساءل طالب بمدرسة رأس التين الأميرية وهو يتابع هواة السينما بالتعليق والمعلومات الجديدة وعن دراسته فهو يقدم لهم في حلقات دراسة لفن التصوير السينوغرافي قائلا: وهو برنامج سبق أن درست شخصيا كل مواده مع معهد سينوغرافي أمريكي كبير، ولا شك أن كل هاو يعد نفسه ويعلم كل تلك المواد يكون قد سلح نفسه بأكبر سلاح فني يستعين به علي الظهور في ميدان العمل (الأهرام 2 ديسمبر 1934) ويتابع أحدث الابتكارات كالسينما الناطقة في مصورات الهواة ويرسل إليه قارئ مستفسرا «متي يتم انتشار ذلك الابتكار الجديد؟ وكم سيكون ثمن الجهاز علي وجه التقريب؟ وهل يمكن استعماله ليلا؟ وألا يمكن عمل بواسطته أشرطة ملونة» (الأهرام 20 نوفمبر 1934) . ويكتب إليه «محسن مظهر» مساعد المصور المسيو كارين سابقا بشركة مصر للسينما وطالب بقسم السينما بمدرسة الفنون التطبيقية حول انشاء ناد للهواة وكيف أنه قام بذلك مع زملائه من طلبة القسم إلا أن المشروع توقف، ويرد المحرر مطالبا بدعوة قرائه لإنشاء هذا النادي قائلا: إني أكرر في هذه المناسبة ما سبق أن صرحت به من استعدادي الخالص لتقديم كل ما في وسعي من مساعدات فنية وغير فنية لمن يتولون هذا المشروع وذلك خدمة لفن السينما في هذه البلاد، وهو الفن الذي ترمي هذه الصفحة من الأهرام لترقيته وترقية هواته وتحبيب الناس «أجمعين» (الأهرام من 29 نوفمبر 1934). ثم يتابع خبر انشاء جمعية لهواة السينما رئيسها الشرفي عبدالرحمن باشا رضا، كما انتخب رئيسا المسيو سلفادور شيكوريل وعلي مراد نائبا للرئيس وستعقد قريبا أول جلسة عمومية للجمعية بعمارة «دانيس برايسن» بشارع عماد الدين لينضم إلي الجمعية جميع هواة السينما في مصر (الأهرام 12 مايو 1934). الطريف أننا نجد من بين الهواة اسم مدير التصوير الراحل «عبدالعزيز فهمي» مستفسرا كيف يصبح ممثلا وليس مصورا يقول إنني شاب لي شغف بالتمثيل السينوغرافي منذ الصغر خصوصا الأدوار المملوءة بالمخاطرات، وفهل لكم أن تمهدوا لي السبيل لدي احدي الشركات المصرية للاشتغال بها (الأهرام 3 مايو 1934) . والحقيقة أن متابعة خطواته الأولي في «وادي النيل» بدءا من أول أغسطس 1926من خلال باب «أسرار السينما» وقد كان اسما يدل علي موضوعاته التي كانت تشغل أكثر من نصف صفحة، كما تدل علي حسه الصحفي فضلا عن سهولة أسلوبه لقارئ يستقبل فنا جديدا عليه فهو يقدم من تحت هذا العنوان أكثر من فقرة علي رأسها سيرة حياة نجوم السينما الأجنبية كعادة صحف ومجلات هذه الفترة من الدراسة والذين استحوذت صورهم وأخبارهم الاهتمام حينذاك .. ثم أكثر من مقالة عن «تاريخ حياة السينما» 8 و23 أغسطس و12 و 19 سبتمبر وتقديم مبسط لما يخفي علي المشاهد مما يراه علي الشاشة ويثير حيرته، وبعض هذه العناوين توضح هذا» كيف يشق البحر الأحمر (14 نوفمبر 1926م)- كيف يصورون تحت الماء - رجال الخطر (10أكتوبر)- التصوير المزدوج (13 إبريل 1927) -كيفية تصوير مشاهد الخدعة السينمائية (9 يناير 1927) -غرفة القطع (28نوفمبر 1926)- رحلة من مصور «ستوديو» من شركة فوكس (13 مارس 1927)- كيف يسير ممثل علي جدران غرفة وسقفها (26سبتمبر 1926) هذا إلي جانب الموضوعات الأخري، مثل: «السينما والتاريخ، السينما والطب، السينما وجرائم الأحداث، الدعاية بالسينما». لم تكن جريدة «وادي النيل» هي ميدانه الوحيد ذلك أن مجلة «معرض السينما» تذكر في عددها الأول من 20 يناير 1929 أنه من بين كُتابها «زكريا عبده» المساعد الفني للكوندور وسينما بلفيو وهما وظائف جديدة نعلم عنها لأول مرة .. أي أنه كان يعمل مع «أولاد لاما» كما زميله السيد حسن جمعة! من هنا كان اهتمامه بمتابعة أخبار نشاط جمعية «مينا فيلم» مطالبا الهواة بالاشتراك فيها وفي عدد «وادي النيل بتاريخ 31 أكتوبر 1926» يتابع نشاطها كالآتي: قامت الشركة برحلة يوم الجمعة بحي سيدي بشر للتدريب علي رواية «لصوص البادية». - سجلت الشركة بمحكمة الإسكندرية المختلطة نمرة 6327 . - أخذت الشركة امتيازا من سينما شنتكلير لدخول الأعضاء بنصف الثمن والاتفاق جار مع باقي السينماتوغرافات. - تصدر الشركة نشرة نصف شهرية بها أخبار وقرارات ومحاضرات الشركة. - ستصدر الشركة قريبا مجلة إسبوعية اسمها «مينا فيلم». - تقبل الاشتراك بشرط أن يكون مصريا حسن السير والسلوك ولا يقل سنه عن 16 سنة. وهي أخبار تلقي الضوء علي هذه الجمعية التي لم تكتمل حيث يشكو في عدد 27 نوفمبر من أن الشركة لم ترسل له شيئا عن اخبارها وفي انتظار موقفها. ومن «معرض السينما» آخر محطة له في الإسكندرية قبل رحيله إلي القاهرة يكتب أكثر من دراسة تظهر مدي إلمامه بما يكتبه من موضوعات، مثل : الممثل والمصور (2 يناير 1929)، كتابة السيناريو (10 يناير 1929)، معاهد التمثيل (10 مارس 1929)، رحلة في ستوديو (24 فبراير 1929)، التصوير المزدوج (17 فبراير 1929)، الموسيقي في السينما (31 مارس 1929). لم يكن زكريا الشربيني رائدا من رواد الثقافة السينمائية فقط من خلال فتح آفاق جديدة علي الثقافة السينمائية بل وارتباطه بالقارئ في شرح ما غمض عليه من أسرار السينما كما رأينا بل وأيضا واحدا من دعاة تمصير السينما والعمل علي الأخذ بيدها منذ بداياته. فهو عند الحديث عن السينما في اليابان من خلال نجمها شيسوها ياكارا (1889:1973) الذي غزا هوليوود ويشير لما حدث هناك وما يحدث عندنا «فهنا شركة مينا فيلم المصرية التي تأسست بالإسكندرية وهي تعمل بجد واجتهاد لجعل مصر أمة تخرج شرائط سينما تبين الأحوال المصرية والعادات بل وتاريخ البلاد أيضا، ولكننا لم نسمع بكبير أو عظيم اهتم بها أو تبرع لها أو علي الأقل اشترك في اسهمها وهذا ما يؤسف له» (وادي النيل 26 يناير 1927 ص7) وفي مقالة بعنوان «صاحبة الجلالة السينما» يرجع سبب هذا التقصير إلي أن المصريين لم يفهموا هذا الفن العظيم إلي الآن، ولو كانوا قد فهموه وقت أن شاهدوا أول رواية سينمائية عرضت في مصر لكانت مصر غيرها الآن، ولكان الغربيون ينظرون إلينا بعين الرضا.. فقد تمسك المصريون بتلابيب القديم وأبوا أن يتحركوا أو يتقدموا في تيار المدنية، اعتقدوا أن الممثلين وضيعو القدر حقيرو المنزلة ولقد تأصل هذا الاعتقاد في قلوب القوم ونفوسهم تأصلا ثمينا لدرجة أصبحوا ينظرون إلي الفن بعين الازدراء والاحتقار وتبرأ الآباء من ابنائهم الذين قدروا فن السينما... قد يكون من الجرأة سوق هذه الحقائق التي قد تعرضني لقذائف بعضهم ودفاع آخرين، ولكنها الحقيقة تأمرني فأطيعها ولا أطيع سواها ولا أقول إلا الحق (وادي النيل في 19 ديسمبر 1926 ص 6). وفي مقالة له بعنوان «السينما في مصر» يقول بأن الغرض من هذا المقال ليس التاريخ وإنما الغرض الأول هو معرفة أسباب فشل تلك النهضات ويذكر من بين هذه الأسباب صعوبة إيجاد ممثلين وفنيين مصريين، فضلا عن ندرة رأس المال، ويهمنا هنا سبب آخر يذكره الكاتب والذي يمثل إحدي مشكلات السينما المصرية حتي الآن في الخروج بها إلي التوزيع العالمي، ويعطينا صورة لما يجري في مصر من خلال الشركات الأجنبية في احتكار سوق التوزيع. يقول «زكريا عبده»:« والذي أراه مهما جدا والتغلب عليه صعب هو مسألة توزيع الشرائط علي بلدان العالم أو علي الأقل علي البلدان المصرية .. والشركات الشهيرة ترسل عملاءها إلي الأقطار المختلفة حيث تكتب عقدا مع أصحاب دور السينما علي أن يعرضوا فقط روايات الشركة التي يمثلها هذا العميل فشركة «يونيفرسال» مثلا لها مع سينما «شنتكلير» وسينما «عيون» وسينما «النيل» في الإسكندرية عقود علي أن تعرض هذه السينمات روايات «يونيفرسال»، وشركة «جولدن» لها عقد مع سينما «إمباساوير» وشركة «برامونت» مع بلفيو و«شنتكلير»، الاتفاق مع «شنتكلير» هو أن تعرض كل شهر ثلاث روايات علي الأقل من يونيفرسال، ولها في الرواية الرابعة الخيار . وقد انتهزت شركة برامونت هذه الفرصة فكتبت عقدا علي أن تعرض «شنتكلير» في الأسبوع الرابع من كل شهر رواية من رواياتها ويلاحظ أن هذا العقد متفق عليه كثير من السينمات (وادي النيل في 27مارس 1927). والهدف من مقالته كما يقول ليس تثبيط الهمم إنما التنبيه بضرورة بناء دور سينما مصرية تعرض رواياتهم ودعوة رجال الثروة بالاشتراك في أسهم شركة فيلم مصر وتعضيد شركة مينا فيلم (مصدر سابق). وفي مؤتمر السينما الأول الذي عقد عام 1936 تحدث عن الخطوات التي تحقق الأمل في تمصير السينما وغالبيتها مازلنا ننادي بها حتي الآن: 1-
اهتمام وزارة التجارة والصناعة بإنشاء بنك التسليف السينوغرافي كما انشأت بنك التسليف الزراعي لهذا الغرض. 2- تسهيل الحكومة استيراد الأجهزة اللازمة لزيادة عدد المشتغلين بها. 3- زيادة ضريبة الملاهي علي الأشرطة الأجنبية. 4- وجوب عرض عدد معين من الأشرطة المصرية كل سنة. 5- أن نري لغتنا العربية هي اللغة الأولي المستعملة في دور السينما علي الأشرطة وفي الإعلانات والتذاكر وفي كل شيء له علاقة بالسينما. ولا سبيل لذلك إلا إذا كونت لجنة دائمة من المشتغلين بالسينما في مصر للتعاون مع رجال الإدارة من المسئولين في الحكومة لتحقيق هذه الأغراض (كوكب الشرق في 25 يناير 1936ص8). الخطوة الثانية بعد «وادي النيل» و«معرض السينما» كانت في القاهرة عند انتقاله للدراسة في الجامعة المصرية حيث بدأ الكتابة في جريدة «السياسة» اليومية و«السياسة» الاسبوعية والأخيرة كان نشاطه فيها أكثر بروزا حيث قام بتغطية صحفية لكل ما أحاط بفيلم «زينب» حتي يوم افتتاح عرضه الأول. ثم تنوع كتاباته عن السينما في أكثر من موضوع مثل: أول مدرسة لتعليم التمثيل الصامت (6يوليو1929 ص4). - نهضتنا السينمائية أساسها - مظاهر- مركزها (7 أغسطس 1929 ص13و18). - الفيلم الدولي (عن تمثيل الروايات العالمية - 21 سبتمبر 1929 ص23)، «مابين المسرح والسينما الناطقة (13 أكتوبر 1929 ص5). -نجوم هوليود تستطع في بلادنا (لقاء مع ماري بيكتورد ودوجلاس فيربانكس 16 نوفمبر 1929 ص16و27). - «ثورة التجديد في هوليود بعد ما نطقت السينما» (20 يناير و29مارس 1930). - غزو الأفلام الأمريكية الإنجليزية (11أكتوبر 1930 ص23). - السينما الناطقة تحارب البطالة في إنجلترا (25 أكتوبر 1930 ص7). - توطيد السينما في إنجلترا بمقاطعة الأشرطة الأجنبية (11 نوفمبر 1930 ص 8و27). - «اليهود في السينما» (10 يناير 1931 ص 21) إلخ. هذه بعض عناوين مقالاته في السياسة الاسبوعية والتي تدل علي ثقافة واطلاع علي السينما العالمية وهو مالم يكن متوافرا له عن الجهود الأولي لمحاولات السينما المصرية وهو ما اشتكي منه أكثر من مرة علي صفحات «وادي النيل» لم تقتصر كتاباته في «السياسة الإسبوعية» علي السينما بل كتب في الأدب تحت عنوان «مطالعات في كتاب» عن أشهر الكتب الخالدة مثل : أجامنون، الأخوة كارامازوف، فامرست، جان دارك، لاناتول فرانس، الكوميديا الإلهية، الكونت دي مونت كريستو، حلاق اشبيلية ليونارشيه، نوتردام دي باري، فكتور هوجو وغيرها. السياسة الإسبوعية أعداد 28 سبتمبر و 5 أكتوبر و14 نوفمبر و 18 و 31 ديسمبر من عام 1929 ومن عام 1930 أعداد 4 و11و18 يناير وأول فبراير وأول مارس و29نوفمبر و6 ديسمبر 1930 وهي المقالات التي جعلت مجلة «العروسة» تقول عنه إنه أديب أكثر منه سينمائي (العروسة في 7 أكتوبر 1936 - العدد 605). رحلته مع الأهرام هي امتداد لمسيرته الأولي في نشر الثقافة السينمائية وتشجيع الهواة ومد يد المعونة لهم بالمعلومات والنصيحة وكنموذج لهذا الجهد يبدأ في نشر سلسلة من المقالات تحمل عنوان «كيف تصبح سينغرافيا» وهي مقالات كما يقول تنشر لأول مرة باللغة العربية لهواة السينما والمشتغلين في مصر، وقد اقتبس البحث من المقررات التي تدرس بالمعاهد الأوروبية والأمريكية الخاصة بتعليم فن السينما». يبدأ السلسلة بالأعمال الإدارية مثل مدير الإخراج هو الشخص الذي يعهد إليه بإدارة العمل من الوجهة التجارية والمدير الفني «المخرج» ورئيس الإعلانات. أما الأعمال الفنية التمثيلية فيدرجها تحت عناوين مثل مبتكر الملابس المزخرف ثم مساعده وصانع الموجة في الماكياج، أما الأعمال الفنية الصناعية فتضم المصور السينغرافي ومسجل الصوت وعارض الأشرطة ومراقب الكهرباء. وفي الحلقة الثانية يتحدث عن السينما بشكل عام كوسيلة للنشر والقواعد العلمية لها.. إلخ، ثم يتعرض منه الفصل الثاني لتطور صناعة الصور المتحركة وفي الثالث عن المحاولات الأولي لصناعة الصور المتحركة وصلة السينما بالفنون الأخري ... إلخ ومن الواضح أن ما يذكره مجرد عناوين لفصول كل فصل أو فهرس عام لمواد الدراسة هناك، وكمثال فإنه يتعرض في الفصل الثالث عن لغة السينما الاصطلاحات السينغرافية، وزاوية التصوير وزاوية العدسات، فتحات آلات التصوير عن البؤرة من عدسات التصوير - ضبط العدسات حسب الأبعاد - المناظر العامة والمتوسطة والقريبة، المناظر الدائرية «بانوراما»، تلاشي الصور، طبع الصور بعضها فوق بعض، وهكذا في باقي الموضوعات مثل السيناريو، السينما الناطقة، وكذلك فن بناء المناظر «الديكور» وفن ابتكار الملابس، وفن التمثيل، وأخيرا فن الماكياج، وعلي امتداد سبع حلقات متتابعة يعرض الشربيني المواد الدراسية في الخارج لإفادة الهواة والمشتغلين في مصر (الأهرام من 6 مايو 1935 حتي 30 مايو 1935) . لقد كان الهدف أمامه واضحا كما رأينا في اتساع رقعة جمهور الثقافة السينمائية، ورغم أن غالبية مادة الأهرام كانت عن أخبار السينما والنجوم العالمية خاصة الأمريكية نظرا لندرة المعلومات عما يجري علي الساحة السينمائية المصرية، فضلا عن قلتها حينذاك، فقد انفرد «الشربيني» بحملات صحفية متفردة في مجالها في 31 أكتوبر 1934 بعد حملة من أجل تحديد معاني الألفاظ الفنية في عالم السينما قائلا:«إن الجهد الذي يبذل ليس إلا محاولة أشبه بتنبيه لرجال اللغة والفن عندنا ليهتموا بوضع الألفاظ الاصطلاحية لفن السينما وهو فن جديد» (الأهرام 18 نوفمبر 1934 ص 3)، ونلاحظ أنه صاحب كلمة «سينوغراف» دون غيره وفي رده علي منتقديه لاستخدام الكلمة يقول إن الكلمة فرنسية لها وجود في القواميس وعالم الصحافة والسينما وهي اختصار لغوي لكلمة «سينماتوغراف» وإذا كان حضرة الناقد لا يعترف بها فله أن يسأل قلم المطبوعات في مصر لماذا وافق وصرح بإصدار جريدة فرنسية بالإسكندرية اسمها «سينغراف»؟ (الأهرام 10 مايو 1937). وهو يطلق علي الكاميرا «المصورة» ويكتب التواصل علي cutting bench والشروق علي fade in والغروب علي fade out وواصل المناظر علي editor أو cutter و«المغيرة» علي ال chomying baq والمقصود بها حقيبة مصنوعة من مادة سوداء غير شفافة لتعبئة خزان الصور في مكان لا يتسني فيه استعمال الغرفة المظلمة Dark Room .. وهكذا (الأهرام 18 نوفمبر 1934). ومن الحملات الصحفية الفريدة في ذلك الوقت المبكر أن ينادي «زكريا الشربيني» في الأهرام بضرورة صنع رسوم متحركة مصرية وهي الدعوة التي وجدت صدي من القراء بالآراء والرسوم فهو يقدم نماذج لرسام مصري شاب هو «جرجس أفندي اسحق» خريج مدرسة الفنان العليا ويطلب نموذجا لرسوماته مع رسم لشخصية يطلب من القراء اختيار اسم لها! (5 أبريل 1936). فيقترح قارئ اسماء مثل قرموز - زعبوط افندي وزقزوق ... إلخ (21 أبريل) ويقترح القارئ محمد حسني عبدالعزيز الأخذ برأي محرر الصفحة في انشاء اتحاد للرسامين ويشترط أن يكون اسم الشخصية متداولا بين الناس سهل النطق مدللا محبوبا للأطفال مثل «بطاطة» أو «مشمش» (27 أبريل) . وترد الصحيفة علي قارئ يرسل بعض رسوماته فيرد المحرر عليه: الحقيقة أن فن الرسم شيء وصناعة الرسوم المتحركة شيء آخر فإذا كان ثمة رسامون يستطيعون أن يبذلوا مجهودا جبارا بصفة جدية فإنهم يقدرون في هذه الحالة أن يصنعوا رسوما متحركة، أما وأن المسألة لا تتعدي مجهودات فردية في ميدان الرسم فإننا ننصح بأن يتعاون جماعة من الرسامين سويا علي صنع هذه الرسوم المتحركة. يكتب القارئ «علي فهمي بدوي» مقالة عن الفيلم الكاريكاتيري وأهميته في تربية الطفل ويقدم تعريفا للفرق بين الكاريكاتير ورسوم الكارتون وعن شروط رسام الكارتون يشترط الآتي: 1- أن تكون عنده روح الدعابة والفكاهة. 2- أن يدرس نفسية الشعب الذي يرسم له ويعرف مواطن ضعفه وقوته، وأن يعرف شيئا عن علم النفس. 3- مراعاة تقاليد وعادات من يرسم لهم. 4- أن يعرف القواعد الأساسية ولا نطالبه بمعرفة كل دقائق الفن (28 أبريل 1936). ومن سلسلة مقالات عن «الاتجاهات السينغرافية العالمية يتحدث عنها في إنجلترا وكيف شجعت الحكومة صناعة السينما إزاء الاحتكار الأمريكي ، وفي إيطاليا يتحدث عن اقتصاديات الصناعة بها من حيث الجمهور والأفلام ودور العرض وموقف الدولة في تشجيع صناعة السينما بها وينهي مقاله قائلا:« ولا شك أن الإنسان في مصر عندما ينظر إلي مثل هذه الجهود القومية يتعجب ويقول متي يقوم السينغرافيون هنا لتحقيق مثل تلك الأغراض عندنا» (أول نوفمبر 1934). وعن «السينما في خدمة الدولة» يقارن بين ما تستطيع الدولة أدائه للشعب عن طريق السينما وما تفعله الحكومة المصرية بالمقارنة وما تفعله بعض الحكومات الأوروبية، ففي التربية والتعليم يتحدث عن بعض الجهود التي قامت بها وزارة المعارف في هذا الشأن ويطالب بالتعاون بين الوزارة والمشتغلين بالسينما في صنع أفلام مصرية قصيرة غرضنا الأساسي تثقيف الجمهور «ومما يؤسف له حقا أن حكومتنا لم تهتم جديا بالاعتماد علي السينما في هذه الناحية بينما نجد في فرنسا وإيطاليا وألمانيا واليابان وأمريكا هيئات رسمية للإشراف علي صنع أفلام ثقافية حكومية أو لتوجيه شركات السينما العاملة في تلك البلاد نحو هدف ثقافي معين الغرض منه تعليم الشعب وتثقيفه» (الأهرام 17 أكتوبر 1938). وفي الزراعة «نقترح ألا تكتفي وزارة الزراعة بما تنتجه من أفلام بل لها أن تترك المجال مفتوحا أمام من يشاء من المنتجين المستقلين أن يصنع أفلاما زراعية تحت إشرافها» (مصدر سابق). وفي التجارة ينادي الكاتب بأن تقوم وزارة التجارة والصناعة بتقديم البيانات اللازمة للمنتجين عن الرسوم الجمركية علي الأفلام في مختلف البلدان وغيرها من الإحصاءات حيث يجد المنتجون المصريون صعوبة كبيرة في عرض أفلامهم في الخارج لعدم الإلمام الكافي بأسرار السوق الأجنبية (مصدر سابق). ورغم اختفائه كمحرر سينمائي إلا من مقالات متفرقة هنا وهناك فإنه لم يقطع صلته بالسينما، فقد كان علي صلة وثيقة بمكتب الأفلام والسينما المصرية ( ل.جيوردانو» كما يتضح من خطابه إلي مدير إدارة المطبوعات في يونيه 1950 بشأن السماح بعرض فيلم «أمينة» من إنتاج الشركة وكانت الرقابة قد منعت تصديره لإساءته لمصر، وهو فيلم قام ببطولته «يوسف وهبي» والممثلة الإيطالية «آسيا نوريس» والمأخوذ عن الفيلم الإيطالي «فوريا» وسبق عرضه في مصر من إخراج الإيطالي «السندرين» يقول في خطابه «حيث إن تكاليف الفيلم كانت كبيرة جدا ولم تسمح السوق المحلية بتغطية هذه التكاليف.. وإذا كان ثمة اعتراض علي عرض بعض هذه المناظر المصرية في الخارج فلا مانع لدينا من حذفها أو تقصيرها من الفيلم قبل تصديره إلي الخارج» ( للمزيد أنظر كتابنا .. السينما والرقابة في مصر (1886:1952) ص 176،180) سلسلة آفاق السينما (عدد 41). ويبقي السؤال: أين اختفي الرجل بعد مشواره الفني مع الأهرام والذي استمر لما يقرب من عشر سنوات؟ والواقع أن فترة الأربعينات رغم كثرة إعلانات السينما بل ومن أجلها تحولت صفحات السينما إلي مادة إعلانية من المقام الأول ونظرة لنفس صحيفة الأهرام في هذه الفترة يشير إلي غلبة المادة الإعلانية علي التحريرية ومع هذه الظاهرة اختفي الكثير من كتاب السينما ولم يبق منهم إلا «السيد حسن جمعة» الذي كان كالطائر يتنقل من مجلة لأخري بحيث يصعب ملاحقته، وقد كان هذا أحد أسباب اختفاء اسم «زكريا الشربيني» كمحرر فني للأهرام. فقد انتقل إلي «الدستور» ثم عاد للأهرام لكن كمحرر للشئون الخارجية حتي إحالته للمعاش سنة 1967، ومع هذه الوظيفة الجديدة نعلم من الكاتب الكبير «أنيس منصور» الذي رافقه في القسم كمترجم عام 1950، يقول:«لأنه كان يجيد خمس لغات.. منها الإنجليزية والفرنسية والإيطالية والإسبانية». سألته: ولكن لا يوجد اسمه في الأهرام .. لماذا؟ أجاب: لم يكن أحد يوقع في الأهرام حينذاك سوي اثنين أحمد الصاوي وعبدالقادر حمزة. ألا تعرف أنه كان يحرر صفحة عن السينما في الأهرام؟ أجاب: بالمرة .. هو نفسه لم يذكر لي شيئا عن هذا ربما لأنه كان بطبيعته -معنا علي الأقل- انطوائي.. وأظن أنه كان علي خلاف مع زوجته اليهودية والتي تزوجها قبل قيام إسرائيل، كان مكتبه أشبه ببيته. لقد كان قريبا من رجال الثورة في بداياتها ومعي صور تعبر عن هذا.. ربما اختفي كصحفي لأسباب سياسية. أجابني الأستاذ أنيس منصور: لا أظن هذا فقد
كان معنا في القسم محمود حسني العرابي وهو من أقدم الشيوعيين في مصر!! معلومة أخري.. أنه كان يشرف علي مجلة «ألمانيا اليوم» التي تصدرها السفارة الألمانية في مصر.. وأنه كان قريبا جدا من المخرج كمال سليم وأنه سافر إلي ألمانيا الغربية في أخر حياته حيث توفي في مدينة «بون» في 7 مايو سنة 1977 كما تقول شهادة وفاته عن سبعين سنة حيث ولد في 20 يوليو 1907


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.