مطالبات بمراقبة "الأموال الساخنة" وتأثيرها على الاقتصادات العربية قال عدنان يوسف، رئيس اتحاد المصارف العربية، فى كلمته خلال افتتاح فعاليات المؤتمر المصرفي العربي السنوي للعام 2010 في بيروت اليوم، أن المؤتمر هذا العام يشكل أهمية خاصة بمناسبة الإحتفال بمرور 35 عاماً على تأسيس اتحاد المصارف العربية. وأشار إلى أن الميزانية المجمعة للبنوك العربية بنهاية العام الحالى ستبلغ 2.5 تريليون دولار وهو ما يزيد عن حجم إجمالى الناتج المحلى المتوقع للاقتصادات العربية والبالغ تريلونى دولار مما يعنى أن حجم المصارف العربية يفوق حجم الاقتصاد العربى ككل. وأضاف أن ودائع القطاع المصرفى العربى تبلغ 1.5 تريليون دولار، والقروض والسلفيات تريلون دولار، فيما تبلغ رؤوس أموالها مجمعة 300 مليار دولار. ويعتبر أبرز القطاعات الاقتصادية وأهم من قطاعات البورصات والتأمين. وأوضح يوسف أن المؤتمر يستهدف تعزيز الدور الإقليمي والدولي الجديد للمصارف العربية في عصر ما بعد الأزمة المالية لخلق منظومة مصرفية عربية عملاقه قائمة على التكامل المصرفي العربي نحو الاقتصاد الحقيقي، وتحقيق معدلات نمو اقتصادي معقولة ومتوازنة ومستدامة، بالإضافة إلى مناقشة ضرورة تطوير الأسواق المالية العربية لتسهيل الاندماج في الأسواق المالية العالمية وتحليل أثر التدفقات المالية على الأسواق العربية، خاصة فيما يخص عودة رؤوس الأموال العربية. وذكر رئيس إتحاد المصارف العربية أن المؤتمر يسلط الضوء أيضا على الدور المنتظر للمصارف العربية في صياغة القرارات النقدية والمالية والاقتصادية الصادرة عن المؤسسات الدولية، مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي وقمة العشرين، وكذلك التعرف على إمكانية تطوير التنسيق مع المؤسسات الرقابية والتنظيمية الدولية، مثل لجنة بازل للإشراف على المصارف، من أجل المساهمة في وضع قواعد العمل المصرفي والمالي ونقل آراء المصارف العربية، والمصرفيين العرب فيما يخص التعديلات على الأطر التنظيمية المصرفية الحالية. ودعا إلى ضروة إنشاء تحالفات أو الإندماج بحسب الأهداف بين المصارف العربية بعضها البعض بالإضافة إلى أن يكون لها دوراً أكثر تأثيراً على المستوى الإقليمى الأزمة المالية كشفت هشاشة النظام المالي العالمي من جانبه دعا رئيس الاتحاد الدولي للمصرفيين العرب ورئيس جمعية مصارف لبنان الدكتور جوزف طربيه إلى تفعيل دور المصارف العربية من خلال تحسين ادائها على المستويين العربي والعالمي. وأشار إلى أن المعالجات الحاسمة التي قامت بها السلطات المالية في معظم الدول العربية أدت الى صمود المصارف العربية في وجه الانتكاسة والازمة المالية التي ضربت العالم، معتبراً ان هذه الازمة سلطت الضوء على هشاشة النظام المالي العالمي. واما رياض سلامة حاكم مصرف لبنان فطالب بضرورة الحد من الآثار السلبية للأموال الساخنة على الاقتصادات العربية وكذلك على إستقرار العملات، مشدداً على أن ضبط السيولة يؤدي إلى منع التضخم، محذراً من وجود حرب العملات القائمة حالياً. حاكم مصرف لبنان: مصائب الأزمة الاقتصادية فى الغرب فوائد للمنطقة العربية وأكد سلامة على قوة القطاع المصرفى اللبنانى الذى يمتلك معدلات سيولة مرتفعة، ونجح فى تحقيق استقرار فى سعر العملة المحلية بالإضافة إلى الحفاظ على معدل الفائدة عند مستويات جيدة قياساً على المعدلات العالمية، مشيراً إلى أن الأسواق العربية تتمتع بجاذبية عالية للمستثمرين الأجانب نظراً لوجود معدلات فائدة جيدة، مشيراً إلى أنه كلما تفجرت أزمة لدى الغرب تزيد حركة الاستثمارات الوافدة إلى الدول الناشئة والمنطقة العربية. ونصح الدول العربية بالتوسع طرح شهادات إيداع متوسطة الأجل وليس قصيرة الأجل حتى تمتص خطورة أسعار الفائدة فى التمويلات قصيرة الأجل. وقال حاكم مصرف لبنان أن البنوك العربية مستعدة تماماً لتطبيق معايير "بازل 3" مع بدء العمل بها فى العام 2019 ، مشيراً إلى أن بنوك المنطقة لديها نسب كافية مرتفعة لرأس المال، إلى جانب تركيبة مبسطة لرأس المال تساعدها على الوفاء بمتطلبات الاتفاقية، بعكس المصارف الغربية. شهد المؤتمر حضور وفد مصرى كبير برئاسة محمد بركات رئيس اتحاد بنوك مصر، وضم كلا من محمود منتصر وسيد القصير عضوى مجلس الإدارة بالبنك الأهلى ومحمد نجيب ومحمد عباس فايد نائبا رئيس بنك مصر وحسن عبدالمجيد العضو المنتدب لبنك الشركة العربية المصرفية، ومحمود عبدالعزيز، رئيس اتحاد البنوك المصرية والعربية الأسبق، وفتحي السباعي رئيس بنكي التعمير والاسكان والعقاري المصري، وعصام أبو حامد نائب رئيس مجلس ادارة بنك التعمير والاسكان ومحمد الأتربي نائب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لبنك الاستثمار العربي وخالد أبو هيف، الرئيس التنفيذى لمجموعة التوفيق القابضة المالية. ويشار إلى أنه من المتوقع عقد اجتماع لمجلس إدارة لبنك مصر لبنان الأمر الذى يبرر الحضور المكثف لممثلى بنكى مصر والقاهرة. ومن المقرر خلال ساعات قليلة الإعلان عن إختيار الأمين العام الجديد لاتحاد المصارف العربية، بعد أن تقدم 17 مرشحاً تم تنقيتهم إلى 8 مرشحين وتقديمهم إلى مجلس إدارة الإتحاد. وكانت فعاليات المؤتمر المصرفى العربى السنوى لعام 2010 قد انطلقت فى العاصمة اللبنانية بيروت صباح اليوم تحت عنوان "الدور الدولي الجديد للمصارف العربية"، والذى ينظمه اتحاد المصارف العربية برعاية رئيس مجلس الوزراء اللبنانى سعد الحريرى، وبالتعاون مع الاتحاد الدولى للمصرفيين العرب، وجمعية مصارف لبنان، ومصرف لبنان ومجلس الوحدة الاقتصادية العربية ، بحضور مجموعة كبيرة من الوزراء ومحافظى البنوك المركزية ومؤسسات النقد العربية وقيادات العمل المصرفى العربى ورؤساء المالية العربية وممثلو المنظمات والمؤسسات المالية والمصرفية الاقليمية والدولية. وتشهد فاعليات المؤتمر تكريم كلا من رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان والذي استضافت بلاده القمة المصرفية العربية الدولية منتصف يونيو الماضى وعدنان القصر رئيس الاتحاد العام لغرف التجارة والصناعى والزراعة للبلاد العربية ورئيس الهيئات الاقتصادية فى لبنان، ورياض سلامة حاكم مصرف لبنان، كما تشهد الإحتفال بمرور 35 عاماً على تأسيس اتحاد المصارف العربية، ويشارك فى المؤتمر وفد مصري برئاسة محمد بركات رئيس اتحاد بنوك مصر. ويستهدف المؤتمر إبراز أهمية التعارف والتكامل المصرفي لتحقيق التكامل الاقتصادي العربي ودعم مسيرة التنمية الاقتصادية العربية، ويسلط الضوء على الدور المنتظر للمصارف العربية في صياغة القرارات النقدية والمالي والاقتصادية الصادرة عن المؤسسات الدولية، مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي وقمة العشرين وكذا التعرف على إمكانات تطوير التنسيق مع المؤسسات الرقابية والتنظيمية الدولية، مثل لجنة بازل للإشراف على المصارف، من أجل المساهمة في وضع قواعد العمل المصرفي والمالي ونقل آراء المصارف العربية، والمصرفيين العرب فيما يخص التعديلات على الأطر التنظيمية المصرفية الحالية. وستتركز جلسات المؤتمر على تقييم وتقويم الدور الإقليمي الجديد للمصارف العربية في اتجاه تكامل موارد الوطن العربي وإمكاناته المادية والبشرية ودور المصارف في وضع استراتيجيات تكاملية للتنمية والمشاركة في صنع المعايير والقرارات النقدية، والمالية والدولية، وتحفيز توجيه الاستثمارات العربية نحو القطاعات والمشاريع ذات الأولوية، وتحقيق معدلات نمو معقولة ومتوازنة ومستدامة، كما سيركز المؤتمر على ضرورة تطوير الأسواق المالية العربية بهدف تسهيل الاندماج في الأسواق المالية العالمية وتحليل أثر التدفقات المالية على الأسواق العربية وخلق فرص استثمارية جديدة، خاصة فيما يخص عودة رؤوس الأموال العربية سواء من خلال زيادة الاستثمار فى تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة أو الاستغلال الأنسب لفوائض موارد النفط فى العالم العربى، ومناقشة إنعكاسات الاستثمار فى القطاع العقارى. يناقش المؤتمر وضع رؤية مستقبلية لتنفيذ مشروع تكامل اقتصادى مصرفى عربى من خلال خلق شراكات وتعاون اقتصادى مصرفى عربى مع أقاليم أخرى، وإنشاء تكتل مصرفى عربى "اللوبى العربى" وكذلك إيجاد آلية نحو مركزية مخاطر عربية موحدة.
