استعرض د. خالد سري صيام رئيس مجلس إدارة البورصة المصرية في كلمته التي ألقاها أمام المؤتمر الدولي الثالث لتوعية وتعليم المستثمر والذى نظمته هيئة الرقابة المالية بالتعاون مع المنظمة الدولية لهيئات أسواق المال والمنتدى العالمى لتعليم المستثمر بالقاهرة على استعرض خطة البورصة المصرية لزيادة الوعي الاستثماري والثقافة المالية لدى المستثمرين عبر وسائلها المختلفة ومنها على سبيل المثال الإنترنت على اعتبار أنها الوسيلة الأسرع في نقل المعلومة والتي يعتمد عليها الكثير من المستثمرين في سوق الأسهم والسندات. وأكد صيام أن زيادة الوعي المستثمرين وتوسيع قاعدة الثقافة المالية هي مسؤولية مشتركة لكافة المؤسسات المالية وليست قاصرة على سوق رأس المال فحسب خاصة وأن تثقيف المستثمر يعد ضلعا ثالثا في مثلث حماية المستثمر الذي يقوم على التنظيم والرقابة من ناحية وتوفير المعلومات من ناحية ثانية. ومن جهة أخرى أشار د. صيام لخطورة اعتماد شريحة من المستثمرين في سوق الأسهم والسندات على المعلومات السمعية بأكثر من اعتمادهم على القراءة ودراسة السوق وأداء الشركات قبل اتخاذ القرار الاستثماري، وأضاف رئيس البورصة المصرية أن ضعف ما يسمى بالثقافة الاستثمارية قد يسهم في كثير من الأحيان في ضياع حقوق المستثمر لأن المستثمر ذو الثقافة المحدودة أو عديم الخبرة في الغالب لا يكون على وعي بحقوقه ومسؤولياته. وشدد د. صيام على أهمية أن يتصدر تمويل برامج تعليم المستثمر أوليات السلطات في مصر مشيرا إلى أن هناك عددا من المؤسسات تشارك في عملية تثقيف وتوعية المستثمر وهي الهيئة العامة للرقابة المالية، والبورصة المصرية وشركة مصر للمقاصة والحفظ المركزي بالإضافة للمكاتب الإقليمية الفرعية وغيرها من المؤسسات. وتحدث صيام كذلك عن دور البورصة المصرية في عملية توعية المستثمر مشيرا إلى استناد البورصة في منهجيات التثقيف وتعاونها بهذا الشأن مع المنتدى الدولي لتعليم المستثمر "IFIE"، كما أشار إلى الحملة التعليمية التي أطلقتها البورصة منذ 4 أعوام تحت اسم "البورصة خطوة بخطوة" والتي نجحت في أن تخاطب وتتواصل مع أكثر من 25 ألف مستثمر في شتى أنحاء الجمهورية وذلك عبر الكتيبات المطبوعة والتواصل الالكتروني عبر الإنترنت. وأضاف صيام أن الاعتماد على التطور التكنولوجي جعل من شبكة الإنترنت وسيلة لتفعيل أكثر من أداة لزيادة الوعي لدى المستثمرين وكان ذلك أحد عوامل نجاح برنامج "Stock Raiders" الذي أطلقته البورصة والذي يمثل استثمارا افتراضيّا يقوم على فكرة قيام المستثمر المبتدئ بإنشاء حساب افتراضي بمحفظة استثمار للمتاجرة في الأسهم ويقوم بتنفيذ عملياته الافتراضية قياسا على أسعار الأسهم الحقيقية وهو ما يمنح التجربة بعدا واقعيا ويضيف للمستثمر الكثير من الخبرة قبل بدء التجربة الحقيقية وشراء الأسهم. واستعرض صيام ما تقوم به البورصة المصرية من مجهودات لزيادة الثقافة المالية والوعي لدى المستثمرين من خلال المطبوعات المجانية التي تحمل تعريفات بسيطة لأدوات الاستثمار في سوق المال والزيارات الميدانية التي تنظمها البورصة لطلبة الجامعات المصرية بشكل دوري للتعرف على البورصة كأداة استثمار وكمؤسسة مالية عريقة، والدورات التدريبية وورش العمل الخاصة التي تنظمها البورصة للصحفيين والمراسلين الاقتصاديين. كما عبر صيام عن مدى حرص البورصة على تطوير خططها في هذا الصدد من خلال استحداث وسائل إعلامية تفاعلية ستخاطب المستثمرين وجموع الجمهور بالإضافة للموقع الالكتروني الجديد الذي تعتزم البورصة إطلاقه مطلع العام 2011 مؤكدا على استمرار الالتزام بمعايير الإفصاح والشفافية. وصرح رئيس البورصة المصرية بأن خطة البورصة في هذا الصدد تستهدف تحقيق العديد من الأهداف خلال عام 2011 وذلك من خلال استهداف فئات جديدة بالتثقيف وذلك عبر إطلاق مسابقة بين المدارس الثانوية لاختيار أفضل فريق مدرسي، وإطلاق مسابقة أخرى بين الجامعات لاختيار أفضل منهج دراسي يعني بمفهوم وفنيات الاستثمار في سوق الأسهم لغير المتخصصين، وإطلاق مسابقة ثالثة بين اتحادات الطلبة بالجامعات لاختيار أفضل برنامج تعليمي يهتم بالثقافة والوعي الماليين، وأخيرا رعاية برامج تلفزيونية وإذاعية للتعريف بسوق الأوراق المالية وقواعد الاستثمار بها. وأشاد صيام بكل ما تبذله الجهات والمؤسسات المالية في إطار تنمية وزيادة الوعي لدى المستثمر في سوق الأوراق المالية مشيرا إلى الدور التنظيمي الحيوي الذي تلعبه هيئة الرقابة المالية بالإضافة لإطلاقها برنامج "I Invest" لتعليم وتوعية المستثمرين عام 2008 والذي شمل نشر وتوزيع المطبوعات وإنشاء مركز اتصال متخصص في تلقي استفسارات المستثمرين، والرعاية والمشاركة في المؤتمرات المحلية والدولية المختصة بتثقيف المستثمرين وكان أحدث الخطوات من قبَل الهيئة في هذا الإطار هو القرار بإنشاء معهد الخدمات المالية، منوها على أهمية دور المؤسسات الأخرى ذات الصلة مثل الجمعية المصرية للأوراق المالية وجمعية سوق رأس المال المصرية (ECMA) والجمعية المصرية لإدارة الاستثمار (EIMA) في زيادة الثقافة والوعي الاستثماري لدى كل المهتمين بسوق الأوراق المالية في مصر.