الرياض طهران«نيويورك«القدس العربي»: طالبت إيران السعودية، أمس الأحد، بالاعتذار بعد وفاة 769 حاجا في حادث تدافع في منى، متهمة المملكة بمحاولة التهرب من تحمل المسؤولية، في حين اتهمت الرياض بدورها طهران باستغلال الكارثة لأغراض سياسية. وبعد أربعة أيام على حادثة تدافع منى تصاعد الجدل بين إيران والسعودية، حيث طالب المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية، آية الله علي خامنئي، السعودية، أمس الأحد، ب»الاعتذار» بعد حادث التدافع الذي أودى بحياة 155 إيرانيا، بالإضافة إلى أكثر من 300 مفقود إيراني، فيما زعم مسؤولون إيرانيون آخرون أن اجمالي عدد القتلى يتجاوز الألف. وأمر خامنئي بدفن جثث الضحايا الإيرانيين في مقابر الشهداء. ومن المفقودين الايرانيين مسؤولين في الحرس الثوري الايراني وسفراء سابقين ومنهم غضنفر ركن ابادي السفير الايراني السابق في بيروت. وقال خامنئي في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الرسمية إنه «على حكام السعودية أن يعتذروا للأمة الإسلامية وللأسر المفجوعة ويتحملوا المسؤولية عن هذا الحادث بدلا من اللجوء إلى الإسقاط وإلقاء اللوم على الآخرين». وتظاهر مئات الإيرانيين أمام السفارة السعودية في طهران، الأحد، وهتفوا ضد الولاياتالمتحدة والأسرة الحاكمة في السعودية احتجاجا على مقتل الحجاج الإيرانيين. وتجمع نحو 400 شخص أمام السفارة، وألقى بعضهم البندورة والبطيخ على جدران السفارة، إلا أن أعداد الشرطة كانت أكثر من أعداد المتظاهرين. وأكد الرئيس الإيراني حسن روحاني في نيويورك ضرورة التحقيق «في أسباب» هذا «الحادث المؤلم». وقال في كلمة في مؤتمر الأممالمتحدة للتنمية إنه من الضروري «الاهتمام السريع بالجرحى والتحقيق في أسباب الحادث وغيره من الحوادث المماثلة التي وقعت في موسم الحج هذا العام». ورد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بالقول «اعتقد أنه من الأفضل للإيرانيين أن يبتعدوا عن تسييس مأساة أصابت الناس الذين كانوا يؤدون أهم الشعائر الدينية المقدسة». وأضاف أن «السعودية لطالما خصصت على مدى سنوات موارد ضخمة من أجل ضمان نجاح موسم الحج (...) وسننشر الوقائع عندما تعرف ولن نخفي شيئا، وإذا ارتكبت أخطاء فسيحاسب مرتكبوها». وتابع الجبير الذي كان يتحدث في نيويورك إلى جانب وزير الخارجية الامريكي جون كيري «سنعمل على استخلاص العبر مما حدث وألا يتكرر ذلك. وأريد ان أكرر أنه ليس وضعا ينبغي استغلاله سياسيا»، معبرا عن أمله في أن «يبدي القادة الإيرانيون قدرا أكبر من التقدير والاعتبار إزاء من قضوا في هذه المأساة وأن ينتظروا ليروا نتائج التحقيق». التصعيد وتبادل الاتهامات بين الرياضوطهران دفع أطرافا خارجية للتدخل. وقال مصدر دبلوماسي في نيويورك إن الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند قال لروحاني إن مأساة الحج لا ينبغي أن تزيد التوتر بين إيران والسعودية.