وجهت إيران انتقادات لاذعة الى المملكة العربية السعودية اليوم "الأحد" بعد وفاة 769 حاجا في حادث تدافع منى وطالبتها بالاعتذار متهمة المملكة بمحاولة التهرب من تحمل المسؤولية في حين اتهمت الرياض بدورها طهران بإقحام السياسة في هذه الكارثة. وذكرت وسائل اعلام إيرانية رسمية أن 155 حاجا إيرانيا على الأقل لقوا حتفهم في حادث تدافع الحجاج يوم الخميس الماضي في منى وما زال هناك 300 حاج إيراني في عداد المفقودين بينهم سفير إيران السابق لدى لبنان غضنفر ركن أبادي. وقال الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي إنه يجب على الدول الإسلامية مطالبة السعودية بالاعتراف بالمسؤولية عن الوفيات. ونقل عنه موقعه على الانترنت قوله "لن ننسى هذه الحادثة ويجب أن تتابعها الدول بجدية. بدلا من اتهام هذا وذاك يجب أن يتحمل السعوديون المسؤولية ويعتذروا للمسلمين وعائلات الضحايا." وتابع "العالم الإسلامي لديه الكثير من التساؤلات. وفاة أكثر من ألف شخص ليس أمرا هينا ينبغي أن تركز الدول الإسلامية على ذلك". وزعم مسؤولون إيرانيون آخرون أن اجمالي عدد القتلى يتجاوز الألف. في الوقت ذاته ألقت صحيفة الشرق الأوسط باللوم على الحجاج الإيرانيين على ما يبدو في الكارثة. ونقلت الصحيفة عمن وصفتهم بمسؤولين إيرانيين قولهم إن قرابة 300 حاج إيراني خالفوا "التعليمات في عمليات التفويج المحددة من قبل الجهات المشرفة على الحج... تحركت هذه المجموعة من مزدلفة صباح الخميس مباشرة لرمي الجمرات ولم تنزل في المخيمات المخصصة لها كما هو معمول لعموم الحجاج لوضع أمتعتهم والانتظار لموعد التفويج." وتلقي الكارثة بظلالها على الاجتماعات التي تعقد على هامش قمة الجمعية العامة للأمم المتحدة المؤلفة من 193 عضوا في نيويورك. واتهم وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في نيويوركإيران باستغلال المآساة لأغراض سياسية. وقال قبل أن يلتقي بوزير الخارجية الأمريكي جون كيري يوم السبت إنه ليس من المناسب استغلال هذا الموقف لأغراض سياسية معربا عن أمله في أن يكون الزعماء الإيرانيون أكثر حكمة وتعقلا فيما يتعلق بهذه المآساة وأن ينتظروا إلى أن تظهر نتائج التحقيقات. وذكرت صحيفة الحياة أن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف طلب لقاء الجبير على هامش اجتماعات الجمعية العامة لكن طلبه قوبل بالرفض "لأنه جاء بطريقة متعجرفة وفي غير مكانها". ونقلت وكالة فارس الإيرانية للأنباء عن وزير الثقافة الإيراني علي جنتي المكلف بالتحقيق في الواقعة تأكيده أن ظريف طلب لقاء الجبير وأن طلبه رفض. واستدعت إيران القائم بالأعمال السعودي ثلاث مرات لتطلب من الرياض التعاون بشكل أكبر بشأن الحادث. ونقلت وكالة تسنيم للأنباء عن رئيس البرلمان علي لاريجاني قوله بعد اجتماع البرلمان لبحث الكارثة "توضح التقارير أن السعوديين مسؤولون عن هذا الحادث بسوء إدارتهم وإهمالهم." وطالب الرئيس الإيراني حسن روحاني بالتحقيق في الحادث الذي "يدمي القلب" خلال كلمته بالأمم المتحدة يوم السبت.