تحقيق : هبه السفا ومصطفى الزمر وناجى حسن ثورة العطش".. هكذا هدد مواطنون غاضبون من انقطاع المياه عن قراهم بمحافظة بالدقهلية منذ أكثر من 30 يومًا، نهارًا وليلًا، مما دفع أهالي القرية إلى استخدام مياه الترع ومحاولة تنقيتها بوسائل بدائية، ودق الطلمبات الحبشية لاستخراج مياه جوفية، وقطع مسافات طويلة لقرى تتوافر بها مياه لملء أوعيتهم بالماء والعودة بها إلى أطفالهم وأهلهم العطشى. وذلك فى قرى أبو الروس والبياع وعاصم وتوفيق والربيعة بدكرنس وزيان ببلقاس وشدد الأهالي على معاناتهم بعد أن تصدّر "الجركن" المشهد في بعض قرى المحافظة وتزايدت المشادات من أجل الحصول على كأس مياه نظيف، بعد أن صار أهالي تلك القرى محرومين من المياه، حيث لم تزرهم المياه منذ أكثر من 30 يومًا. حروب أهلية فى البداية يقول صالح أحمد من قرية "زيان" ببلقاس نعانى من قلة المياه وأننا نذهب بالجراكن مسافات لإحضارها من القرى المجاورة واشتكينا للمسئولين ولا مجيب والمدهش أنهم يمرون علينا للذهاب لجمصه فالقرية تقع فى طريقهم . أما عم " أحمد" من عزبة توفيق بدكرنس فينعى حظه التعس وحظ أهالى القرية فالمياه مقطوعة من قبل رمضان ، ونقضى حاجاتنا فى أقرب مسجد لنا والذى يبعد عنا مسافة 8 كيلو ،وذهبنا للشركة وطردونا بقولهم خلوا الثورة تنفعكم . ويقول سامى أبو زيد، أحد سكان قرية ديمشلت مركز دكرنس بالدقهلية: "المياه منقطعة منذ أكثر من 30 يومًا، ولا نعلم سبب انقطاعها حتى الآن، مؤكدًا أن هناك ثلاث خطوط تغذي القرية بالمياه وهي "الخط الرئيسي – خط من محطة مياه بساط كريم الدين من ناحية نجير – خط من قرية بدواي". وتابع قائلا: "نقوم بالذهاب إلى القرى المجاورة لتعبئة "الجراكن" بالمياه، مما يتسبب في حدوث كوارث بالمنطقة، حيث إن بعض أهالي القرية لهم خلافات مع أهالي بالقرى المجاورة، فعندما نذهب إلى إحدى القرى المجاورة، يمكن لأهالي القرية أن يقوموا بضرب أحد أبناء قرية ديمشلت، وهو ما يمكن له أن يتسبب في كارثة ومشاجرات وصدامات أهلية بين القريتين. عهد الجراكن وبقرية كفر السمارة التابعة لمركز تمي الأمديد اشتكى الأهالي من الانقطاع المستمر للمياه؛ فقال أحمد راضي أحد أبناء القرية "الكهرباء بتقطع وقولنا ماشي والمياه كمان مش موجودة؟ ده احنا في شهر رمضان وعاوزين مياه نتوضأ علشان نصلي". وأضاف أنه لم يقم أي مسئول بزيارة القرية أو محاولة الوقوف على الأسباب الحقيقية وراء انقطاع المياه وعاد أهالي القرية إلى عهد حمل الجراكن والذهاب إلى القرى المجاورة وملئها حتى يتمكنوا من قضاء حاجاتهم اليومية. 30 يوما بلا مياه أما قرية كفر عبد المؤمن فلم تزرها المياه منذ أكثر من 30 يومًا الأمر الذي دفع المواطنين لحفر طلبمات حبشية لاستخراج المياه من باطن الأرض، وآخرون اعتمدوا على مياه الترع في الاستحمام وقضاء الحاجة. يقول عاطف موافي إن المياه منقطعة تماما عنهم منذ ما يقرب من شهر دون سبب واضح أو معلوم؛ الأمر الذي دفعهم للتظاهر بجراكن المياه الخاوية لمطالبة المسئولين بالتدخل وحل تلك الأزمة قبل تفاقم وحدوث ما وصفه بالكارثة البيئية بعد اعتماد الأهالي على مياه الترعة والاستحمام بها وقضاء الحاجة مما يجعلها مصدرًا لنقل العدوى والفيروسات. وأضاف أن السبب وراء انقطاع المياه تلك الفترة يعود إلى أن ضغط المياه ضعيف بسبب إغلاق محابس المياه من ناحية قرية كفر أبو النصر مما تسبب في انقطاع المياه؛ مشيرًا إلى أن خط المياه الذي تم حفره بالقرية تم توصيله بطريقة خاطئة بعد حفر نصف متر فقط تحت سطح الأرض على الرغم من أن القرية بها انخفاضات أرضية تصل إلى أكثر من ثلاثة أمتار من أول القرية إلى نهايتها وبشكل منحدر مما تسبب في عدم وصول المياه