بقلم محمد الشافعي فرعون قام قطار الربيع العربي من محطة تونس الى محطة مصر ، ثم غادر الى محطة ليبيا ، وهو الأن متوقف في محطة سوريا ، ومن المتوقع أن يتجه الى محطة اليمن بعد مغادرته محطة سوريا . قام قطار الربيع العربي لرفع الظلم ، وتحقيق العدالة ، والإفراج عن الحرية المعتقلة من سنوات طويلة ، قام لتفعيل مبدأ التكافؤ بين الجميع في الحقوق والواجبات ، قام لإرساء دولة المؤسسات ، وألا صوت يعلوا على صوت القانون ، فالجميع أمامه سواء. قام قطار الربيع العربي ليذَكر الجميع أن الحكومات جاءت لخدمة الشعوب ، وتحقيق طموحاتها . قام قطار الربيع العربي ليقول أن هذه مطالب الإنسان ، ليكون انسانا ، وهي مطالب الانسان ليس في المنطقة العربية فقط ، بل في كل مكان على الارض . قام قطار الربيع إيذانا برحيل قطار الخريف الذي طال بقائه ، وجثم على القلوب ، وخنق الأرواح ، ليذهب الى غير رجعة ، ليفتح التاريخ صفحة جديدة بيضاء مملؤة بالأمل والتفاءل بأن اليوم سيكون أفضل من الأمس ، وأن الغد سيكون أفضل من اليوم . ولما كان قطار الربيع العربي قد قام من أجل أن يكون الإنسان (أعز ما خلق الله ) انسانا ، وليس مجرد رقما ( في ورقة أو بطاقة أو هوية أو جواز سفر ) فالدعوات العاجلة للقطار تتوالي من محطات عربية أخرى : في محطة الكويت : مئات يقتحمون البرلمان الكويتي مطالبين بإقالة الحكومة ، وحل المجلس . في محطة الاردن : شوارع الاردن تغص بآلاف المتظاهرين الغاضبين في جمعة الإصرار على الإصلاح . في محطة الجزائر : إغلاق (900 ) مسجد ومصلى لأسباب أمنية ، ورضيع يضعه والده أمام قصر بوتفليقه ليأسه من الفقر . ومع العولمة ، وأن العالم كله أصبح قرية صغيرة ، فمن المتوقع أن يغادر قطار الربيع العربي الى محطات أخرى لا تتكلم العربية ، وتتلهف لزيارته في افريقيا وأسيا وأوروبا وأمريكا . انطلق قطار الربيع العربي ، ولن يتوقف لأن حاجيات الانسان واحدة ، فما يطلبه الانسان في التحرير ، يتطلع اليه الانسان في افريقا واسيا واوروبا .....، لذلك لن يتوقف قطار الربيع العربي ، وسيغادر من محطة الى محطة حول العالم ، ولكن سيظل اسمه قطار الربيع العربي .