رآيتها وليت ما كنت بالعين آراها تمنيت كف البصر حتى لا آرى الدمع بين جفناها حبيبتى التى كنت بالخيال أسبح فى هواها وكم كان القلب ملتاع من شدة الشوق لودها وقرباها وكانت الآحلام تأخذنى للتمنى أن ترآنى حتى لو بطرف عيناها حبيبة الخيال لها بقلبى سكنآ محكم الغلقِ بين حجراته مرحاها حبيسه بين الفؤاد والوجدِ كصفار البيضِ بين الذلال وقشرة البيضِ لا تملك الفرار برضاى أم كان برضاها تخلل عشقى لها الشراين وأنسجة اللحم فباتت تصبح وتمسى أستمد أنفاسى من هواها حبيبتى قمرآ ملائكى بهاها يغار الحرير من ملمس شعراها ذهبى اللون كأشعة الشمسِ حينما تشرق بصبحاها وها العينان تزرف بالدمعِ كالمهلِ حرقة الدمعِ بعيناها الوجه شاحب دون لون الدمِ كصفار البيض لون يداها كالبدر كان وجهها بحمرة التفاح كانت وجنتاها شيماء العينين كالغزال تخطو بخطاها ممشوقة القوامِ كغصن البان وصفاها خمرية اللون ما أجملها إنفراجة شفتاها نحيلة الخصرِ يغار الرمان من جمال نهداها حبيبتى التى كانت بالأمسِ تتربع عرش الجمال ولا قرين فى بهائها ضهاها اليوم آراها كعرجون النخلِ بعد بترهِ بشهورآ ترى بالعين يبساها ليت كف البصر قبل الآن وما كان على أن آراها فالقلب يحترق بلظى نار الندمِ على ما أصابها من غدر اللئام وحوشآ كاسره نهشت عرضها ولحماها وكفانى ما كنت بالأحلام والخيال آراها فالندم رفيقى والحزن ثوبآ أرتديته حدادآ حتى آخر العمرِ فكانت تغالى بمهراها فكنت أترفق بحالى أين أنا وأين هو مداها وها هى الآن لا تملك من التعالى سوى الإنكسار والذلِ ولا يقبل أيآ من كان لطلب يدها حتى لو أحد خدماها إذا أغتال السواد شطر القمرِ فهل يضيىء شطره الباقى ليلاها فإذا حل حلاك ظلام الليل على الدنيا فلا يمحوه إلا إكتمال البدر لضياها وهل ينبت الزرعِ فى صحراء جرداءِ دون سقوط المطر فوق أرضاها وهل تثمر الأشجارِ إذا تحطم جزعاها فما إن رآيت حبيبتى وما أصاب عمقاها بخنجر الغدرِ الذى قضى على آمالها وكبرياها كالأغصانِ إذا تعلق بها ثقلِ مالت وإنحنت جفت أوراقها وتساقطت فأصبحت بدون الثمار والنضارة فكان عرياها رآيت حبيبتى المقلتان ناضبة بالدمع منتفخه ممتلئه بماء كالمهل يكوى جفناها لاحت عن البعدِ لناظريها كوريقات الزهرِ بعد قطفاها حتى تبدل نهارها بليلاها ليت الأمس ظل ساكنآ وما آتى صبحاها بمكروه اليوم الذى أحرق القلب بلقاها وما رآت عيناى نهش الذئاب بجسداها التى باتت تعوى من فرط جوعاها فتملكت من رونق جمال الغزالِ فقضت بوحشيه على عرضاها فأكتست البريئه بثوب الحدادِ أسود اللونِ كحلاك ظلام ليلاها فض خاتم العفة والشرفِ فتبعثرت كرامتها دون رضاها فلا جدوى من مواساتها فلا تعيد لها نضارتها وصباها فكسر الزجاجِ يفقده نعومة ملمسه فإن تحسسته بأناملك أصابك الجرح الذى أدماها فمن باتت تئن وتتأوه كالهرةِ التى تاهت وفقدت أماها طوال ليلية حالك ظلامها فهكذا يكون فى الصباح رؤياها رثة الوبرِ ترتعد من صقيع شتاها فكان إختيار الموتِ صاحبى وصحباها