بقلم رمضان الحلواني عندما قامت ثورة 25 يناير فى كل الميادين العامة بمصرنا الحبيبة ظهرت لنا بعض القوى السياسية وعارضت الثورة وشبابها .. وصرحت هذه القوى بأنها لا توافق على ما يفعله شباب الثورة من إضرار بمصالح الوطن .. ووصفت هذه القوى شبابنا بالمتهور .. والشباب الفاضى .. وشباب الفيس بوك الى آخره من هذه التسميات .. وعندما نجحت الثورة .. هلل المعارضين لها فى مهدها وصرحوا انهم كانوا على رأس القائمين عليها ( ركبوا الموجه ) وأخذوا يتباهوا ببطولاتهم ضد النظام السابق .. وتناسوا أن هم من عارضوا الثورة فى بدايتها .. واليوم أرى السيناريو يتكرر .. عندما تم الاعلان الى ثورة الغضب الثانية يوم الجمعة 27 مايو لتحقيق مطالب الثورة .. حيث قامت نفس القوى بمعارضة ثورة الغضب الثانية ووصفها بنفس الاوصاف السابقة .. بل وذاد على ذلك الوقيعة بين الثوار والمجلس العسكرى ووصفنا نحن بالثورة المضادة .. ويدعي بعض من يصفون أنفسهم بمعارضي النظام السابق ومؤيدي الثورة .. بل أبواق النظام أنفسهم .. أن بناء الجديد الذي طالبت به ثورة الشعب قد بدأ بالفعل .. وليس هذا الادعاء إلا كذبا وبهتانا وستارا لاحتواء الثورة وإجهاضها واستمرارا للقديم متحورا قليلا .. بل وتحضيرا لثورة مضادة كاملة لثورة الشعب إذا تراجع وانحسر مدها .. ورغم كل ذلك أحدثت ثورة 25 يناير تغيرا هائلا في المجتمع المصري هو انجازها الأهم والأكبر حتى الآن وهو الصحوة والروح الجديدتان لشعبنا اللتان طال انتظار عودتهما ليجابه ايجابيا وثوريا انتهاك حرياته وحقوقه .. وليستعيد الكرامة والاستقلال الوطنيين الكاملين لبلاده الغالية العظيمة .. ولينطلق طموحه لإقامة دولة أمينة حقا علي كل ذلك .. هذه الروح وتلك الصحوة هما الركيزة الأساسية لاستمرار الثورة وتحقيق كل أهدافها إذا ما حافظنا عليهما وأغنيناهما بمزيد من الوعي والتنظيم اللذين يزيدان طاقتهما الخلاقة أضعافا مضاعفة.. نادت فئات الشعب والقوي السياسية المختلفة التي شاركت في الثورة بأهداف ومطالب الثورة بقدر كبير من التفاوت في الوضوح والشمول فيما بينها .. وقد اتضح من مجمل هذه التعبيرات إن تلك الأهداف والمطالب تندرج في إطار الثورة المصرية التاريخية الوطنية الديمقراطية التي لم يستكمل انجازها بعد .. لذلك طالبنا بأستكمال ثورتنا حتى يتحقق لنا ما طلبناه وما قامت من أجله ثورة 25 يناير .. وأستمرارا لثورتنا قررنا القيام بثورة الغضب الثانية يوم الجمعة 27 مايو .. وعندما تظهر نفس القوى السياسية التى رفضت ثورة 25 يناير وترفض تظاهرة يوم الجمعة 27 مايو فأعلم انك فى المسار الصحيح .. وتوقع أنضمامهم لهذه التظاهرة فى حال نجاحها وإتيان ثمارها ( ركوب الموجه ) فهذا ما حدث قبل 25 يناير .