محافظ أسوان يهنئ البابا تواضروس والطوائف الكاثوليكية والإنجيلية بعيد القيامة    ماذا يعني رفع تصنيف مصر الائتماني للاقتصاد المحلي؟.. خبير يوضح (فيديو)    استقرار ملحوظ.. تعرف على أسعار الذهب مساء السبت 4 مايو 2024    سامح شكري يلتقي بوزير خارجية بنجلاديش على هامش قمة المؤتمر الإسلامى    "حريات الصحفيين" تثمّن تكريم "اليونسكو" للزملاء الفلسطينيين.. وتدين انحياز تصنيف "مراسلون بلا حدود" للكيان الصهيوني    سفير فلسطين لدى تونس: مصر تبذل جهودا دبلوماسية فاعلة تجاه قضيتنا.. وسنجني النتائج قريبا    وزير الرياضة يشهد ملتقى شباب المحافظة ويعقد لقاءً حواريًّا مع الكيانات الشبابية    نهاية الشوط الأول| تعادل سلبي بين الخليج والطائي    رسميا.. مصر تشارك بأكبر بعثة في تاريخها بأولمبياد باريس 2024    الطب البيطري بدمياط يشن حملة تفتيشية لضبط الأسواق في كفر البطيخ    المُشدد 10 سنوات لعصابة الخطف والسرقة بالإكراه بدار السلام    غرق شاب بشاطئ قرية سياحية في الساحل الشمالي    5 خطوات لاستخراج شهادة الميلاد إلكترونيا    «الإعلام في عصر تعدد المنصات» ل على التركى يشارك في معرض أبو ظبي للكتاب ال33    الينسون والنعناع بعد تناول الفسيخ والرنجة..    أسئلة اتحاد القبائل    من بينها ناي ل كاظم وموال الشوق ل نجاة، أبرز أغاني الراحل الشاعر بدر بن عبدالمحسن    التشكيل - تغييرات عديدة في هجوم سيراميكا.. وأكينمولا يقود الداخلية    3 حالات تجلط لكل مليون، رسائل طمأنة للمصريين بشأن لقاح كورونا    دعاء تعطيل العنوسة للعزباء.. كلمات للخروج من المحن    ميرال أشرف: الفوز ببطولة كأس مصر يعبر عن شخصية الأهلي    موعد ومكان عزاء الإذاعي أحمد أبو السعود    أحدث 30 صورة جوية من مشروع القطار السريع - محطات ومسار    مفاجأة- علي جمعة: عبارة "لا حياء في الدين" خاطئة.. وهذا هو الصواب    إصابة 8 في انقلاب ميكروباص على صحراوي البحيرة    طلب برلماني بتشكيل لجنة وزارية لحل مشكلات العاملين بالدولة والقطاع الخاص -تفاصيل    لاعب تونسي سابق: إمام عاشور نقطة قوة الأهلي.. وعلى الترجي استغلال بطء محمد هاني    كشف ملابسات فيديو التعدى بالضرب على "قطة".. وضبط مرتكب الواقعة    محمد يوسف ل«المصري اليوم» عن تقصير خالد بيبو: انظروا إلى كلوب    «الصحة» تعلن أماكن تواجد القوافل الطبية بالكنائس خلال احتفالات عيد القيامة بالمحافظات    استقبال 180 شكوى خلال شهر أبريل وحل 154 منها بنسبة 99.76% بالقليوبية    تشييع جنازة الإذاعي أحمد أبو السعود من مسجد السيدة نفيسة| صور    ما حكم أكل الفسيخ وتلوين البيض في يوم شم النسيم؟.. تعرف على رد الإفتاء    «الإسكان»: دفع العمل بالطرق والمرافق بالأراضي المضافة لمدينتي سفنكس والشروق لسرعة توفيق أوضاعها    استعدادًا لفصل الصيف.. محافظ أسوان يوجه بالقضاء على ضعف وانقطاع المياه    بعد رحيله عن دورتموند، الوجهة المقبلة ل ماركو رويس    جدول امتحانات الثانوية العامة 2024 والثانوي الأزهري    خريطة القوافل العلاجية التابعة لحياة كريمة خلال مايو الجارى بالبحر الأحمر    لتغيبهم عن العمل.. إحالة 37 بمستشفيات الرمد والحميات المنوفية للتحقيق (صور)    الخارجية الروسية: تدريبات حلف الناتو تشير إلى استعداده ل "صراع محتمل" مع روسيا    رويترز: قطر قد تغلق مكتب حماس كجزء من مراجعة وساطتها بالحرب    الانتهاء من 45 مشروعًا فى قرى وادى الصعايدة بأسوان ضمن "حياة كريمة"    القوات المسلحة تهنئ الإخوة المسيحيين بمناسبة عيد القيامة المجيد    روسيا تسقط مسيرتين أوكرانيتين في بيلجورود    أبرزها متابعة استعدادات موسم الحج، حصاد وزارة السياحة والآثار خلال أسبوع    حسين هريدي: الخلاف الأمريكي الإسرائيلي حول رفح متعلق بطريقة الاجتياح    ماريان جرجس تكتب: بين العيد والحدود    توفيق عكاشة: شهادة الدكتوراه الخاصة بي ليست مزورة وهذه أسباب فصلي من مجلس النواب    إيقاف حركة القطارات بين محطتى الحمام والعُميد بخط القباري مرسى مطروح مؤقتا    توريد 398618 طن قمح للصوامع والشون بالشرقية    المبادرة الوطنية لتطوير الصناعة "ابدأ" .. الليلة مع أسامة كمال في مساء dmc    مستشار الرئيس للصحة: مصر في الطريق للقضاء على مسببات الإصابة بسرطان الكبد    ما حكم تهنئة المسيحيين في عيدهم؟ «الإفتاء» تُجيب    مي سليم تروج لفيلمها الجديد «بنقدر ظروفك» مع أحمد الفيشاوي    هل بها شبهة ربا؟.. الإفتاء توضح حكم شراء سيارة بالتقسيط من البنك    برج «الحوت» تتضاعف حظوظه.. بشارات ل 5 أبراج فلكية اليوم السبت 4 مايو 2024    المطرب هيثم نبيل يكشف كواليس فيلم عيسى    هبة عبدالحفيظ تكتب: واقعة الدكتور حسام موافي.. هل "الجنيه غلب الكارنيه"؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ثوار الميدان فى ضيافة أكتوبر: نخشى على الثورة من «الثوار»!!
نشر في أكتوبر يوم 08 - 05 - 2011

هم مجموعة من الابطال الذين حققوا المستحيل الذى لم يتخيل أى شخص فى مصر أنه يمكن تحقيقه، انهم شباب ثورة 25 يناير الذين اسقطوا رأس الفساد ونظامه وعبروا بمصر إلى آفاق الحرية والديمقرطية ، انهم الشباب الذى ظن الكثيرون انهم لاهون فى مشاكل تافهة من مشاهدة أفلام هابطة، إلى تشجيع الكرة التى أكلت عقول الجميع، أو حتى الجرى وراء لقمة العيش، فإذا بهم ينتفضون ويقومون بما لم يستطع من هم أكبر منهم سناً أن يفعلوه، وإذا بثورتهم تطيح بالنظام بأكمله وفى 18 يوما فقط بعد ان جثم على قلوب المصريين 30 عاماً كاملة.
أكتوبر التقت بشباب الأبطال الذين كتبوا بدمائهم عهدا جديدا من الحرية، جعلت العالم كله ينبهر بهم وبثورتهم البيضاء ليخرج رئيس أكبر دولة فى العالم ليؤكد أنه يتمنى أن يتعلم الشباب الأمريكى من نظرائهم المصريين وثورتهم العظيمة.
«ميلاد جديد» هكذا وصف طارق زيدان مؤسس ائتلاف ثورة مصر ثورة 25 يناير وأضاف أننى اعتبر نفسى قد ولدت فى هذا اليوم فمن وقتها وطوال أيام الثورة لم أكن اشعر بالحرية ولا بالراحة النفسية إلا عندما كنت ادخل ميدان التحرير وكنت أحس أننى فى المنطقة المحررة الوحيدة فى مصر.
وأضاف كنت أتابع الدعوة للتظاهر يوم 25 يناير على موقع كلنا خالد سعيد وأتابع الأرقام التى أبدت استعدادها للنزول فى ذلك اليوم وعندما وصل العدد إلى 100 ألف كنت أتساءل هل سينزل فعلا هؤلاء لميدان التحرير أم لا؟ وبعد نجاح ثورة تونس أصبح عندى أمل كبير فى أن ننجح بدورنا واعتقد أن نجاح الثورة التونسية كان دافعا لنا فى تصميمنا على نجاح ثورتنا المصرية، وبدأت أتابع الاصدقاء للتأكيد عليهم للنزول يوم 25 يناير وكنت أتابع كذلك أعضاء الاتحاد المصرى للإعلان، حيث إننى عضو مجلس إدارة الاتحاد وكنا بدورنا نعد لوقفة احتجاجية عند اتحاد الصناعات فاتفقت مع كل العمال وعددهم بالآلاف أن ننزل يوم 25 يناير وتجمعنا بالميدان واشتبكنا مع الأمن المركزى فى شارع قصر العينى وعلى الرغم من كمية القنابل المسيلة للدموع التى القيت علينا إلا أن رائحة الحرية ونسيمها كان أقوى لدينا من رائحة هذه القنابل وكان الأمن المركزى يحاول استدراكنا بعيداً عن الميدان باتجاه مجلس الشعب لكى يتمكنوا من تطويقنا من الخلف لإخلاء الميدان وفى هذا التوقيت ظهر الاستاذ الصحفى إبراهيم عيسى وقدم لنا نصيحة غالية ألا نترك الميدان قائلاً لنا لو استطعتوا السيطرة على الميدان فسوف تسيطرون على أقوى ميدان فى مصر وتستطيعون بعد ذلك أن تطالبوا بالتغيير وعندما سمعت ذلك ناديت على زملائى المتظاهرين بأن يرجعوا إلى الميدان وامسكنا أيدى بعضنا البعض وعملنا كردون فصل بين شارع قصر العينى والميدان لمنع اندفاع الشباب من الميدان إلى شارع قصر العينى، أما الزملاء الذين كانوا فى قصر العينى فقد ضغط عليهم الأمن المركزى فاندفعوا للميدان مرة أخرى والأمن وراءهم فما كان منا إلا أن هتفنا جميعاً فى وقت واحد «الله أكبر» ووجدنا أنفسنا نجرى وراء الأمن المركزى بكل قوة ومن غير تفكير وهو ما أدخل الرعب إلى قلوبهم حتى أنهم أخذوا يجرون ونحن وراءهم وقذفناهم بالحجارة وكانت هذه هى أول مرة يتم فيها قصف الأمن بالحجارة فردوا علينا بقنابل مسيلة للدموع أصابت زميل بجانبى وكانت هذه أول إصابة فى ميدان التحرير يوم الثلاثاء أول ايام الثورة.
أما فى جمعة الغضب فقد كدت أفقد حياتى على كوبرى قصر النيل بعد أن حاولت دفع قنبلة مسيلة للدموع سقطت بجانبى ولكنى أخطأتها فانفجرت واختنقت وحملنى زملائى إلى جانب الكوبرى لكى اتمكن من استنشاق بعض الهواء النقى وأحسست أننى بين الحياة والموت وكان الأمن المركزى ينهال علينا بالعصى ولكن استطاع زملائى حملى وانسحبنا تحت وطأة الضرب حتى بدأنا نتماسك وبدأنا نبادل الأمن بالضرب بالحجارة.
ولا أنسى يوم 30 يناير أمام وزارة الداخلية عندما أطلق علينا قناصة الوزارة الرصاص الحى فأصاب قلب أحد زملائى فاستشهد فحملناه على أكتافنا وطفنا به الميدان حتى ماسبيرو لنفضح الفعل الإجرامى لقناصة الداخلية وتمالكت دموعى واقسمت بينى وبين نفسى ألا أترك حق هذا الشهيد الذى لم أكن أعرفه قبل المظاهرات.
ولا أنسى يوم موقعة الجمل وبعد أن نفذت الأدوية وخيوط الجراحة والبنج لكثرة عدد المصابين تطوعت بإحضار مزيد من المواد الطبية التى نحتاجها وكنا محاصرين بالبلطجية ولكنى خرجت من شارع ضيق بجوار عمر مكرم وأخذت احاول عدم الاصطدام بالبلطجية قدر الإمكان وكانت معظم الصيدليات مغلقة ولكنى ذهبت إلى مستشفى فى شارع الهرم وعندما قلت لمدير المستشفى إننى فى الميدان واحتاج أدوية وخيوط جراحة فوجئت به يمنحنى كل ما طلبته بل منحنى أكثر من ذلك بكثير بخبرته الطبية من بينها نوع من الرباطات الطبية وجدتهم يحتاجون اليه عندما عدت للميدان وأذكر أن مدير المستشفى رفض تماما أن يتقاضى أى مقابل وقال لى انا مصرى مثلكم وفى طريق العودة ذهبت لمنزلى لتوديع ابنتى الصغيرة لأننى كنت اعلم اننى قد اذهب للميدان بدون عودة.
أما عن ايجابيات الثورة فإن أهمها أنها حققت العزة لمصر والمصريين واعتقد أن هذه الثورة ستجعل مصر فى خلال سنوات قليلة من أكبر وأقوى دول العالم فهذا الشعب المصرى العظيم الذى قام بهذه الملحمة التى اذهلت العالم وتصدى بصدوره العارية لهذه القوة الغاشمة يستطيع بإذن الله أن تبنى هذا البلد من جديد بحرية وكرامة وديمقراطية.
أما عن السلبيات فإننى اخشى على الثورة من الدخلاء الذين يتكلمون باسم الثورة وليس لهم أى علاقة بها وهناك من يظهر فى وسائل الإعلام ويستفز الشعب المصرى بآراء وأسلوب يتنافى مع تقاليدنا واعرافنا واحترام الكبير وهؤلاء يعطون انطباعاً سيئاً عن الثورة التى هى برئية منهم وأنا أعلن لمصر كلها أن معظم الذين خرجوا فى الإعلام لم يكونوا يبيتون معنا فى الميدان وبعضهم لم نره هناك من الاصل وكان بعض الشباب يدعون للمظاهرات المليونية التى تعد لها اللجنة التنسيقية للثورة وينسبونها لأنفسهم فى الوقت الذى لا يحضرون فيه للميدان فإذا كانت ميزة الثورة المصرية فى بداياتها أنها بلا قيادات فقد تحولت هذه الميزة إلى سلبية بعد أن اعطت الفرصة لخطف الثورة من المدعين ومن بعض التيارات الدينية التى كانت تكفر من يخرج على الحاكم وتحرم المظاهرات والاعتصامات ولكنى أقول فى النهاية لقد خرجنا لله وللوطن واحتسبنا ذلك عند الله وكفى بالله شهيداً.
وأضاف زيدان اعتقد أن أكبر مشكلة تواجه مصر الآن ليس قسوة الحاضر ولكن فراغ المستقبل بمعنى أنه يجب أن يكون هناك قوى سياسية تعبر عن قوى الثورة الحقيقية وأن يخرج من رحم هذه الثورة حزب سياسى كما خرج حزب الوفد من رحم ثورة 1919، حزب يجمع كل المصريين فى بوتقة واحدة مسلمين ومسيحيين وقد بدأنا بالفعل فى ذلك بتكوين حزب باسم «مصر الحرة» جمعنا فيه جميع زملائنا فى الثورة من جميع المحافظات بالإضافة إلى أكاديميين وشخصيات وطنية مؤمنة بالثورة كانوا نواة لهذا التجمع ونحاول ضم بقية أحزاب الثورة الأخرى إلينا..
رحلة وليست محطة
وتؤكد الدكتورة حنان عزيز صيدلانية بمستشفى الهلال قسم العناية المركزة ان الثورة بالنسبة لها رحلة وليست محطة، بمعنى أن أى إنسان يجب لكى يصل إلى هدفه أن يرى وهو يخطو الخطوة الأولى فى الألف ميل، آخر خطوة فى رحلته وهو ما حدث مع الثوار الذين رأوا النصر المستحيل قبل بداية تحركهم، وأضافت أنه احيانا تجعلنا الظروف نعيد اكتشاف انفسنا من أول وجديد فنرى الاشياء بصورة أخرى، فالنظام سقط وتغير لأننا نحن الذى تغيرنا وعبرنا حاجز الخوف.
أما عن دورها خلال الثورة فأجابت أنها كانت تقوم بتوصيل التبرعات من الأدوية والاحتياجات الطبية إلى المستشفيات الميدانية التى أقامها أطباء الثوار فى ميدان التحرير لعلاج مصابى الثورة، كما أن عملها فى قسم العناية المركزة كان يتطلب منها التعامل مع مصابى الثورة الذين يأتون للمستشفى للعلاج فتأكدلها حجم وحشية امن النظام فى التعامل مع المتظاهرين العزل وهو ما جعلها تصر على النزول للميدان لتقديم الادوية التى يحتاجها مصابو الثورة.
وأضافت د.حنان انه على الرغم من غموض الموقف خلال أيام الثورة وعدم وضوح الرؤية بصورة صريحة فإنها كانت متأكدة أن الله سوف ينصر الأشخاص الذين يسلكون بشكل صحيح وبالتالى فقد كان لديها يقين بأن الثورة سوف تنجح بإذن الله فقد عمل شباب الثورة ما عليهم والباقى على ربنا كما يقولون.
أما بالنسبة لإيجابيات الثورة فقد اكدت د.حنان أن إيجابيات ثورة الشباب أكبر بكثير وبما لا يقاس من سلبياتها فأولا لقد تحرر الشعب المصرى من الخوف، ثانيا الوحدة التى سادت بين افراد الشعب خلال الثورة ، فوحدة الهدف لكل المواطنين فى اسقاط النظام جعلنا نخرج من الحيز الشخصى لكل فرد إلى تحقيق الأهداف العامة وهو مانتمنى أن يستمر حتى بعد انتهاء الثورة لتحقيق كل اهدافها السياسية والاقتصادية والاجتماعية كما تحقق هدفها الرئيسى فى اسقاط النظام.
أما عن السلبيات فقد تمثلت من وجهة نظر د. حنان فيما لمسناه من ظهور نظرية المؤامرة التى سيطرت على الأشخاص الذين لم يذهبوا لميدان التحرير وتأثروا بالحكايات التى تبثها وسائل الاعلام التابعة للنظام..
أما أكثر ما أحزنها فهى الوحشية التى عومل بها الثوار خلال أيام الثورة خاصة يوم جمعة الغضب وعلى حد قولها فأنه حتى الآن لا استطيع أن اتخيل كيف لجندى أمن مركزى أو ضابط ان يضرب مواطن مثلة قد يكون طبيبة المعالج أو جارة أو قريبة لمجرد أن الأخير يعبر عن رأية بطريقة سلمية؟!
وبالنسبة لرؤيتها للمستقبل أجابت د.حنان أنه من الضرورى الاهتمام بعدد من القضايا الملحة التى يجب ألا ننتظر فى القاء الضوء عليها مثل منظومة التعليم التى يجب أن تتغير بحيث تنتج لنا مواطناً قادراً على ان يفكر ويتخذ القرار بشكل سليم، مضيفة انه بدون تغيير منظومة التعليم الحالية لا يمكن ان ندعى أن ثورتنا قد نجحت لأن المثلث الذى يهدد مدنية اى دولة هو «الفقر والجهل والمرض» وهذا المثلث حتى الان لم يتغير حتى بعد الثورة فأخر الإحصائيات تؤكد أن 25% من الشعب المصرى لا يعرف القراءة والكتابة و20% متسربين من مراحل التعليم المختلفة وبالتالى لابد من تغيير هذه المنظومة والاهتمام بالتعليم وفى نفس الوقت الاهتمام بباقى أضلاع المثلث فيجب علاج مشاكل الفقر من خلال ايجاد العمل المناسب لكل فرد فى المجتمع وكذلك الاهتمام بالعلاج السليم وضرورة أن يصل العلاج المناسب لكل أفراد الشعب حتى الطبقات الدنيا منه.
إرادة التغيير
أما المحامى سيد أبو العلا عضو مجلس أمناء الثورة والمدير التنفيذى لمبادرة أمان وهى منظمة حقوقية غير حكومية فقد أكد أن شباب الثورة كان لديهم إرادة قوية على أحداث تغيير فى النظام البائد وأضاف أننا فى مدينة اوسيم حيث أقيم أصدرنا فى «حركة بداية» التى انتمى اليها بياناً بتاريخ 15 يناير ندعو فيه الشعب المصرى لتغيير النظام وإسقاط حسنى مبارك داعين الجماهير للثورة ومنذ اصدار هذا البيان ونحن نقوم بالعديد من التحركات والمظاهرات فى أماكن مختلفة فى مصر حتى يحدث هذا الحراك الثورة المطلوبة فى نهاية المطاف، حتى ان أول مظاهرة فى اوسيم كانت يوم 21 يناير أى قبل الثورة ب 4 أيام وبعدها بدأت التحركات المستمرة والمظاهرات يوم 25 يناير حيث خرجنا كشباب وقررنا جميعاً اننا لن نعود لمنازلنا حتى يسقط نظام مبارك وبالفعل لم نعد الا يوم 12 فبراير بعد التنحى.
ويقول سيد: الثورة بالنسبة لى كانت الهدف الذى اعتقد أننى ولدت من أجله فحياتى بدأت بعد الثورة التى اعتبر أنها لم تبدأ يوم 25 يناير كما قد يظن البعض وإنما بدأت ارهاصاتها بتظاهرات الحركة الطلابية عام 1968، ثم انتفاضة الخبز 18 و19 يناير 1977 وما تلاها من صعود نجم حزب التجمع الذى بلغ عدد أعضائه 200 ألف عضو فى السبعينات بالاضافه إلى مجموعة الأحزاب التى ضمت آلاف الكوادر السياسية فى نهاية حكم السادات وعلى رأسها حزب الوفد الجديد، ثم مشاركة الإخوان فى الحياة السياسية بداية من انتخابات 84 بمشاركة الوفد مرورا بانتخابات 87 مع حزب العمال، ثم خوضهم الانتخابات منفردين أعوام 90، 95، 2000، 2005 وفى نفس الفترة ظهور الحركات الاحتجاجية الجديدة بداية من حركة كفاية 2004 وحركة استقلال القضاء 2006 ثم بداية الاضرابات العمالية الكبيرة بداية من غزل المحلة 2006 ونشأة الحركات الشبابية الاحتجاجية مثل 6 أبريل فى 2008 وجميع الحركات التى تلتها مثل حركة عدالة وحرية وحركة بداية وكان اخرها تأسيس الجمعية الوطنية للتغيير برئاسة د.محمد البرادعى وكانت آخر حجر يلقى فى الماء الراكد حتى قيام ثورة 25 يناير.
وأشار سيد إلى أن من أهم ايجابيات الثورة هى المشاركة الواسعة لكل طوائف الشعب المصرى فى الثورة التى تميزت بأنها ثورة بيضاء، كذلك يأتى على قمة الايجابيات إسقاط مبارك ونظامه وفتح باب الحرية بكل انواعها من حرية الفكر والتعبير وحرية الاعتقاد وحرية التنظيم ونشأة النقابات والأحزاب ومنظمات المجتمع المدنى، الايجابيات أيضاً تمثلت فى محاكمة كبار المفسدين من رموز النظام السابق بما يعنيه ذلك من ارساء مبدأ العدالة والقانون ، كذلك اطلاق حرية الإعلام وتحديداً فقد كانت الثورة بداية تطوير الاعلام القومى سواء تليفزيون أو صحف وعودة الاعلام القومى ليكون ملكاً للمصريين وليس ملكاً للنظام الحاكم.
أما عن سلبيات الثورة فإننى أرى أنها تتمثل فى الفاشية الثورية التى انتشرت بعد الثورة عند بعض الثوار فى عدم قبول الرأى الآخر وعدم النضج فى ممارسة الحرية وانتشار المطالب الفئوية الطائفية غير الواعية وليست المطالب ذات الحقوق المشروعة، كذلك فمن أهم سلبيات الثورة وفقاً لوجهة نظرى هو انتشار الاختلافات بين شباب الثورة ، وهناك أيضاً حملة الاستفتاء على التعديلات الدستورية وما صاحبها من حملة «نعم» وحملة «لا» التى اعطت دلالة على نقص الوعى السياسى لدى جمهور الشعب المصرى وتأثرة باستخدام الدين فى السياسة.
ويعد من السلبيات أيضاً المحاكمات العسكرية للمدنيين والتأخر فى تحقيق مطالب الثورة واستخدام بعض اساليب النظام السابق فى معالجة القضايا الشائكة مثل قضايا الفئات المهمشة والقضايا الطائفية وعدم ارساء دولة المواطنة والقانون، وتأخر الحكومة فى تغيير الصف الثانى والثالث من اتباع النظام داخل مؤسسات الدولة وتحديداً عدم حل المحليات.
ويضيف سيد أن شباب الثورة لديهم خطة لبناء مصر الجديدة وهذه الخطة تنقسم لمرحلتين اولا المرحلة الانتقالية والهدف فيها إعادة بناء مؤسسات الدولة وهيكلتها وصياغة نظام قانونى وسياسى جديد للدولة من خلال صياغة الدستور الجديد والقوانين التابعة له وآليات الشباب فى هذه المرحلة هى تنظيم انفسهم من خلال تكوين الاحزاب والنقابات والجمعيات غير الحكومية وقد تحتاج هذه المرحلة لعامين، ثم تبدأ المرحلة الثانية التى يمكن ان نعتبرها ثورة تغيير على المجتمع بتغيير منظومة القيم والفكر و السلوكيات داخل المجتمع وقد تستمر هذه المرحلة من 5 إلى 10سنوات حتى نرى البلد التى نحلم ان نعيش فيها.
وأضاف سيد أننا نرى أن تمتد الفترة الانتقالية لمدة عامين يتم فيها تأخير الانتخابات البرلمانية والرئاسية على شرط أن يدير هذه المرحلة مجلس رئاسى يمثل فيه الجيش.
وفى النهاية أريد أن أوضح بعض النقاط اتمنى أن تصل للشعب المصرى أولها: أن الاشتباكات بين الشرطة والثوار انتهت يوم 28 يناير فى كل أنحاء الجمهورية الساعة 8 مساء، والثوار غير مسئولين عن اقتحام أقسام الشرطة والسجون أو عن السرقات فكل هذه الاعتداءات على المال الخاص والعام تنسب لفلول النظام السابق وفلول أمن الدولة والبلطجية.
ثانياً الشهداء من الشعب هم شهداء من أجل الحرية، والشهداء من الشرطة هم ضحايا للنظام السابق، وكلهم شهداء ثورة 25 يناير.
ثالثاً رجال الثورة قد تختلف معهم ولكن كلهم وطنيون تحترمهم.
رابعاً التأكيد على ان الفترة القادمة هى فترة حرية تنظيم الأحزاب وجمعيات ومنظمات المجتمع المدنى وضرورة انضمام شباب الثورة لهذه الأحزاب وهى التى ستمثلهم وتمارس الاصلاح فى الفترة القادمة.
خامساً نحن نحلم بدولة مدنية برلمانية تعلى مبدأ المواطنة، بها حياة سياسية ليبرالية تتسم بالتعددية الحزبية ويشارك فيها جميع فئات المجتمع على قدم المساواة خاصة المرأة والأقباط والشباب وجميع الأعراق والاثنيات تحديداً البدو والنوبيين، دولة عدالة اجتماعية واشتراكية وعدالة توزيع لكافة موارد ومقدرات الدولة.
ثورة مجتمع
أما الصحفى حمادة الكاشف المنسق العام لاتحاد شباب الثورة فقد أكد أن الثورة لم تكن ثورة شباب فقط ولكنها ثورة شعبية شارك فيها جميع أطياف الشعب المصرى من شباب وطلاب وعمال وفلاحين ومختلف فئات الطبقة الوسطى وقد يكون بدأها الشباب بالفعل من يوم 25 وحتى 27 يناير ولكن انضم اليهم باقى فئات المجتمع فى يوم جمعة الغضب 28 يناير.
وقد بدأت التظاهر من يوم 25 يناير والطريف أننى استمررت فى التظاهر حتى اليوم التالى ولمدة 17 ساعة متواصلة فقد بدأنا حوالى الساعة 2 عصراً يوم 25 واستمررنا فى التظاهر بالشوارع المحيطة بميدان التحرير ثم دخلنا الميدان ما بين الساعة الرابعة أو الخامسة عصراً وفى نيتنا الاعتصام حتى تم الاعتداء علينا لتفريق المعتصمين حوالى الساعة الواحدة بعد منتصف الليل مما أدى لسقوط العديد من الشهداء والمصابين فى صفوف الثوار فتفرق الآلاف فى الشوارع المحيطة ولكننا أصررنا على الاستمرار فى التظاهر وتوجهنا بأعداد كبيرة بلغت حوالى 5 الاف متظاهر فى اتجاه ميدان رمسيس ومنه لنفق شبرا ثم السبتية وروض الفرج واستمرت المظاهرة 17 ساعة متواصلة حتى عدنا صباح اليوم التالى إلى الميدان مرة أخرى بعد ان انضم لنا الآلاف.
والثورة من وجهة نظرى لم تكن وليدة اللحظة ولكنها تراكم سنوات من النضال والعمل نتيجة للقهر والاستبداد الذى فرضه النظام السابق على المصريين فبدأ المجتمع المصرى يتحرك بداية من 2001 مع الانتفاضة الفلسطينية الثانية وتظاهرات حرب العراق ضد أمريكا سنة 2003 وكان بها أكثر من 50 ألف متظاهر، حتى 2004 عندما خرجت المظاهرات ضد مبارك ومشروع التوريث والتى استمرت طوال 2005، 2006، وبعدها بدأت المظاهرات فى الانتشار داخل القطاعات والشركات العمالية ففى الفترة من 2006 حتى 2010 شهدت مصرما بين 7 إلى 8 آلاف اضراب واعتصام وانتشرت الاحتجاجات أيضاً فى المناطق الشعبية مطالبة بالحق فى السكن والخدمات فكان من الطبيعى أن تحدث ثورة 25 يناير بعد كل هذه الارهاصات والمقدمات حيث وثق الشعب فى قدرته على النجاح وإسقاط النظام خاصة بعد نجاح ثورة تونس.
وقد كنت شخصياً أرى أن فكرة الاصلاح وتحسين الأوضاع أمرا مستحيلا مع وجود النظام السابق وبالتالى فقد كان الهدف إسقاط النظام وقد كنا نعى عندما نزلنا يوم 25 يناير أننا لن نرجع لمنازلنا حتى يسقط النظام وكنا مستعدين ومدركين أن ثمن الحرية هو الدماء وكنا على استعداد لدفع هذا الثمن حتى ان نصيبى 5 طلقات مطاطية، ومع ذلك لم اترك الميدان حتى يوم التنحى وطوال هذه الفترة كنت قائماً على إدارة إحدى الإذاعات الرئيسية فى الميدان وكان يطلق عليها إذاعة الشعب «الطريف أنها كانت مقامة امام محل كنتاكى صاحب أشهر الشائعات التى أطلقها النظام من أنه يتم توزيع وجبات كنتاكى على المتظاهرين وقد كنا مدركين أن النظام يحاول تشويه صورة المتظاهرين وأن كل هذه الافتراءات أساليب رخيصة لا تصدر إلا عن نظام فاسد ولكن هذه الشائعات جاءت بنتيجة عكسية فقد دعت العديد من المواطنين للنزول للميدان بأنفسهم للتأكد من صحتها واستكشاف أحوال الميدان وهو ما دفعهم إلى الانضمام للمتظاهرين فى النهاية بعد التأكد من كذب أبواق النظام.
ويضيف الكاشف أرى أن من أهم ايجابيات الثورة أنها علمت المصريين عظمة وقوة العمل الجماعى والتوحد حول هدف واحد والذى كان من نتيجته اثبات قدرة المصريين على اسقاط النظام والمطالبة بالحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية فكان الميدان اشبه بالمدينة الفاضلة، الكل متعاون لا فرق بين مسلم ومسيحى وبالطبع فان اسقاط النظام ورموزه ومحاكمتهم وكذا حل الحزب الوطنى هو من ايجابيات الثورة.
أما عن السلبيات فمن وجهة نظرى – والكلام للكاشف – فإنها تتمثل فى البطء فى تنفيذ مطالب الثورة وهذا البطئ قد يسمح لقوى الثورة المضادة بتنظيم أنفسهم فمثلا كان من الضرورى أن يتم حل المحليات بشكل عاجل خاصة وأنهم رفضوا متابعة مصالح الناس بعد الثورة بسبب انتمائهم للحزب الوطنى والنظام السابق، كذلك تعيين المحافظين بعد إقالة المحافظين السابقيين على الرغم من مطالبة الثورة باختيار المحافظين بالانتخاب.. وليس فقط المحافظين ولكن أيضاً رؤساء الجامعات وعمداء الكليات كل هؤلاء يجب أن يتم اختيارهم بالانتخاب.
كذلك لم يتم تجميد نشاط أعضاء الحزب الوطنى على الرغم من حل الحزب نفسه وهو ما يسمح لقيادات الصف الثانى والثالث من الحزب بالتواجد على الساحة خلال الانتخابات القادمة.
وأضاف الكاشف أن الثورة حتى الآن حققت مكاسب سياسية فقط ولم تحقق أى مكاسب اقتصادية واجتماعية ومنها مثلا الحد الأدنى والأقصى للأجور، وإعانة البطالة واتساع مظلة التأمينات والتأمين الصحى لتشمل جميع العاملين بأجر فى مصر، وإسقاط ديون الفلاحين لدى بنك التنمية والائتمان الزراعى، ومعظمها خطوات تحتاج قرارات سريعة لا تأخذ وقتاً أما المطالب التى لا يمكن تحقيقها الآن فيمكن وضع جدول زمنى لتحقيقها فما كنا نستهدفه كان تغيير السياسات التى ينتهجها النظام السابق وليس فقط تغيير الأشخاص.
أما عن طموحاته فى المستقبل فأكد الكشف أن مستقبل مصر مسئولية كل مصرى فى طرح أفكار ورؤى لتطوير مصر وخدمة المجتمع بشكل عام وليست خدمة مصالح فرد أو فئة بعينها، مستقبل مصر فى الحرية وبالتالى لابد من الاهتمام بالتوعية السياسية فى القرى والمحافظات خاصة أن جموع الشعب المصرى لديها الرغبة فى المشاركة السياسية، ورؤيتنا تتلخص فى وجود دولة مدنية يتمتع فيها المواطن بحق المواطنة وسيادة القانون والعدالة الاجتماعية وحرية الفكر والاعتقاد وأن ينشأ اقتصاد وطنى يملكه الشعب وليس شريحة من رجال الاعمال، وإعداد دستور جديد ديمقراطى وتعديل قانون مباشرة الحقوق السياسية وقانون الانتخابات والغاء حالة الطوارئ وتعديل قانون الأحزاب الجديد لأنه يضم شروطا صعبة ثم بعد كل ذلك يمكن أن تجرى الانتخابات البرلمانية على أرضية ديمقراطية بشرط أن تكون بالقائمة النسبية ويسمح للشباب من سن 25 بالترشح لها..
أما عن إنشاء شباب 25 يناير لأحزابهم الخاصة فأعتقد أن الثورات فى العصر الحديث يقودها مجموعات من الاحزاب المختلفة بشكل جبهوى أو تحالفى بهدف اسقاط الأنظمة الاستبدادية واتمنى أن ينشأ فى مصر حزب يعبر عن جموع شباب 25 يناير ومطالبهم الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.
أسد الميدان
أما أحمد السكرى مهندس اتصالات ومؤسس بوابة التحرير الالكترونية وشبكة رصد وعضو ائتلاف الوعى المصرى فيقول إنه يعتقد أن بداية الثورة ترجع بعد انتهاء الانتخابات البرلمانية عام 2005 وما صاحبها بعد ذلك من شيوع موضوع التوريث وظهور حركات كفاية و6 أبريل والجمعية الوطنية للتغيير وقد كان أول من دعا لتغيير النظام بأكمله هو الدكتور محمد البرادعى وبعد استشهاد خالد سعيد حدث اتصال قوى بين الشباب على مواقع الفيس بوك وجاءت الدعوات من صفحة كلنا خالد سعيد والجمعية الوطنية للتغيير بالنزول للشارع يوم 25 يناير ولكنى خرجت قبلها يوم 18 يناير إلى ميدان التحرير عقب حادثة الشخص الذى احرق نفسه أمام مجلس الشعب وقيل وقتها إنه مجنون والتف حولنا يومها رجال أمن الدولة وأمرونا بأن نغادر الميدان، ويوم 25 نزلنا الميدان حوالى الساعة 3 عصراً وبدأت قوات الأمن المركزى التى كانت متمركزة بطريقة قوية التعامل معنا وتمت محاصرتنا وبدأنا عمليات كر وفر ولم اغادر الميدان من لحظتها حتى بعد التنحى ب 5 أيام وفى مساء 25 يناير قامت قوات الأمن المركزى بإخلاء الميدان باستخدام كافة أسلحتها.
وفى يوم 28 يناير الموافق جمعة الغضب تم إغلاق مسجد عمر مكرم لمنع المصلين من الوصول إليه فقمنا بالصلاة فوق الكوبرى فقاموا برش مياه ساخنة نتنه علينا ودافع عنا إخواننا المسيحيون وقالوا لضباط الأمن المركزى لماذا ترشوهم وكل ما فعلوه أنهم يصلون؟!
وحتى قبل الصلاة لم يكن أحد بميدان التحرير حتى الساعة 1.30 عندما جاءت مظاهرات من امبابة وبولاق وابتدأ تعامل الأمن المركزى مع المظاهرات واستشهد المئات اذكر منهم الشهيد كريم بنونه وأحمد الصاوى ومحمد الكومى، بالإضافة إلى إصابة الآلاف وبدأت عمليات كر وفر وكنا نحاول عدم التعامل مع رجال الأمن المركزى لأننا نعلم أنهم مغلوبون على أمرهم ولكن كان تعاملنا بالاساس مع البلطجية الذى استعان بهم أمن الدولة.
وتم احتلال الميدان عشية يوم 28 يناير وقمنا بعمل متاريس وبوابات أمن وقد كنت مسئولا على بوابة طلعت حرب وبدأنا نعيش فى الميدان حيث أقمنا مدينة متكاملة فاضلة وكان طعامنا فول وطعمية وبقسماط وعجوة وليس كما يقولون كنتاكى حتى جاء يوم الثلاثاء ونظمنا مظاهرة مليونية كان من نتيجتها أن أعلن الرئيس المخلوع فى مساء نفس اليوم عدم ترشحه للرئاسة مرة أخرى ويوم معركة الجمل كنت سهران بجوار إحدى المصفحات وأعطانى النقيب ماجد بولس الذى اطلق عليه الثوار «أسد الميدان» لدوره فى انقاذ الثورة بطانية لكى أنام وفجأة وجدت صديقا يصرخ منبهاً الجميع بهجوم بلطجية يمتطون خيول وجمال قادمين من ميدان التحرير فى الوقت الذى هاجم بلطجية آخرون جميع مداخل الميدان ومن بينهم مدخل طلعت حرب ولولا قيام النقيب ماجد بولس بالتصدى لهؤلاء البلطجية لكانوا اقتحموا الميدان وقضوا على الثورة لذلك استحق عن جدارة لقب أسد الميدان.
واعتقد أن أهم ايجابيات الثورة من وجهة نظرى هى إسقاط النظام ومحاكمة الرئيس المخلوع وأولاده ورموز نظامه واسترجاع الكرامة المصرية فى الداخل والخارج، وكذلك حرية التعبير والرأى حتى المظاهرات الفئوية التى لها هدف فأنا معها، وكذا تغيير كوادر المؤسسات الصحفية والإعلام المصرى والأهم إفاقة الشعب المصرى واسترجاع الوعى السياسى عند المواطن والدليل على ذلك المشاركة التى شهدناها فى الاستفتاء على التعديلات الدستورية.
أما عن السلبيات فهى تتلخص فى ظهور «الأنا» عند بعض شباب الثورة وتحول مصطلح الديمقراطية عند البعض إلى فوضى، ومحاولة البعض خاصة من السياسيين القدامى التلون والصعود على حساب الثوار والأخطر اجتياح الفكر الدينى بين طبقات المجتمع مما أدى لخوف الإخوة الأقباط من المد الدينى والفكر السلفى وفكرة الدولة الدينية. أما عن الطموحات المستقبلية فيقول السكرى أحلم بدولة مدنية السيادة فيها للقانون وأحلم كذلك بنهضة اقتصادية وتعليمية ويضيف المواطن المصرى يمكنه أن يصبح أحسن مواطن فى العالم، وهذه حقيقة وليست مجرد كلام فمصر احسن دولة فى الدنيا وعجلة الاقتصاد المصرى يجب أن تتقدم إلى الأمام بجهود المصريين لأن مصر قوة بشرية وفكرية مهولة فمن قاموا بهذه الثورة هل لا يستطيعوا أن ينهضوا بالاقتصاد؟!
كذلك أحلم بأن يكون لكل إنسان مصرى دخل يوفر له حياة كريمة فى مختلف النواحى المعيشية والتعليمية واتمنى أن تعود كل الكوادر المهاجرة خارج مصر إلى أرض الوطن مع الاهتمام بالبحث العلمى والتعليم الصناعى وهو المهم فى الوقت الحالى لحاجة البلد لعمال وفنيين مهره.
أما بالنسبة للسياسة فقد قمنا بتكوين حزب يسمى حزب الميدان يمثل كل فئات المجتمع من الذين شاركوا فى الثورة وقد اتت الينا فكرة الحزب يوم موقعة الجمل وهو حزب ليبرالى لشباب الميدان.
أما عما يخشاه على الثورة المصرية فقال السكرى أن أقصى ما اخشاه على الثورة المصرية هم الثوار أنفسهم ومن التكتلات والفكر الدينى وتفشى فكر الدولة الدينية لأنه لا يوجد فى الدين الاسلامى أو المسيحى دولة دينية.
وأضاف الآن أصبح بعض الثوار ينظر للأمور من مصلحته الشخصية بمعنى أنه يريد أن يكسب من الثورة من خلال الشو الإعلامى أو الحصول على مناصب معينة.
أما عن التطلعات المستقبلية لمستقبل مصر فاقترح تكوين مجلس رئاسى من 5 أشخاص أحدهما عسكرى وأن يتم عمل انتخابات مهنية وعمالية وانتخابات لرؤساء الجامعات وعمداء الكليات وكل هذه الانتخابات سوف تفرز كوادر يمكنها الترشح لمجلس الشعب الذى يجب أن تجرى انتخاباته بالقائمة النسبية مع إلغاء مجلس الشورى لعدم الحاجة إليه حالياً وكل هذه الإجراءات تتطلب تمديد الفترة الانتقالية لتكون على الاقل سنة. وأضاف السكرى أنا كممثل للشباب فى وزارة الداخلية فقد كان الهم الأكبر لنا رجوع رجل الشرطة إلى الشارع بالمفهوم الجديد «رجل شرطة ما بعد 25 يناير» حيث إن وزير الداخلية فى أول تصريح له بعد توليه الوزارة أكد أنه وزير داخلية 25 يناير ولذلك فقد اقترحنا مشروع الشرطة المجتمعية وهو يتلخص فى مشاركة المواطنين مع ضباط الشرطة عند نزولهم الشارع بحيث تشكل فرق من قوات الشرطة والمواطنين لضبط الأمن فى الشارع ومواجهة الخارجين على القانون وهى الخطة التى يتم تطبيقها بالتعاون مع إدارة العلاقات العامة بوزارة الداخلية التى يترأسها اللواء مروان مصطفى ومن ضمن الضباط المتعاونين معنا العقيد على حسنى وهدفنا الأول والأخير رجوع الأمن إلى الشارع المصرى برؤية 25 يناير.
جبروت العادلى
أما الإعلامى عامر الوكيل المنسق العام لتحالف ثوار مصر فأكد أن الثورة تمثل بالنسبه له الانطلاق نحو عهد جديد والقضاء على الخوف الذى يتمثل فى عدم القدرة على المطالبة بحقوقنا من اى مسئول مهما كانت سلطته ومهما كان نفوذه، وشخصياً فقد تعرضت للظلم من وزير الداخلية السابق حبيب العادلى حيث ألغى لى برنامجا تليفزيونيا مع الدكتور علاء صادق وكنت رئيس تحرير هذا البرنامج وبمجرد انتقادنا لحبيب العادلى ومطالبته بالاعتذار للشعب المصرى أوقف البرنامج وأصدر التعليمات بعدم عمل علاء صادق وعامر الوكيل فى أى قناة فضائية.
وأضاف الوكيل لقد اتخذت قرار النزول للميدان قبل 25 يناير بيومين ووقتها اخذت أبكى بحرارة وكأنى فى هذه اللحظات تخلصت من كل الخوف الذى كان بداخلى، واتفقت مع بعض الأصدقاء من زملائى بشبرا وأقنعتهم بالنزول يوم 25 يناير وفعلاً بدأنا بالتظاهر فى دوران شبرا وواجهنا الامن كالعادة بضربنا بالعصى الكهربائية وحاول أحد ضباط أمن الدولة القبض على ولكنى هربت منه بمساعدة زملائى وعندها غادرنا شبرا واتجهنا للميدان وعندما أصدر العادلى تعليماته حوالى منتصف الليل بإخلاء الميدان بكل قوة انهالت علينا سيول من القنابل المسيلة للدموع مما اضطرنا للجرى فى كل الشوارع المحيطة. أما فى يوم 28 يناير فقد نزلنا وكأننا ذاهبون للحرب حيث حرص كل منا على حمل شنطة بها خل وبصل وبيبسى لحمايتنا من القنابل المسيلة للدموع وبالنسبة للبيبسى فقد كانت نصيحة من أخوتنا الثوار التونسيين وقد استغرقت المعركة من شارع الجلاء مروراً بكوبرى قصر النيل وحتى وصولنا للميدان حوالى 5 ساعات استطعنا بعدها دخول الميدان الذى تزامن مع نزول الجيش للشارع وبمجرد حدوث ذلك ايقنت اننا انتصرنا على حسنى مبارك وأن المسألة أصبحت مجرد وقت. أما عن ايجابيات الثورة فإن أهمها من وجهة نظرى استعادة كرامة المواطن المصرى وإعادة الابتسامة والراحة النفسية للشعب مع عودة البلد لأصحابها من المصريين الشرفاء وانتهاء عهد التزوير بحل الحزب الوطنى وبالطبع محاكمة مبارك وأركان نظامه. أما السلبيات فللأسف ما نشاهده من بداية تفكك الحركات الشبابية حيث أصبح من الواضح اتجاه الشباب إلى أحزابهم السابقة مما يعنى التفافهم حول مصالح هذه الأحزاب، وكذا بداية الشعور بالأنا وعدم القدرة على التوحد فى كيان شبابى واحد يمثل شباب الثورة ومع ذلك فإننا نعمل فى تحالف ثوار مصر بلا أى هدف شخصى وشرطنا الأساسى عدم الانتماء لأى حزب.
وأخيراً اتمنى نهضة اقتصادية ضخمة وحرية فى كل مجالات الحياة والشفافية فى تداول المعلومات وعدالة اجتماعية وهى الشعارات التى قامت عليها الثورة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.