قرارا لم يسبق اتخاذه من قبل لصعوبة تنفيذه، لكن جامعة القاهرة أصدرت في فبراير الماضي قرارًا رسميًا يحظر التدخين داخل مبانى الجامعة وإداراتها وكلياتها ومعاهدها. وأعلنت الجامعة، أنه سيتم تطبيق غرامة بواقع خمسين جنيهًا للتدخين داخل المكاتب أو الكنترولات أو لجان الامتحان أو المدرجات أو قاعات الدرس أو فى أروقة المبانى أو دورات المياه أو الشرفات أو أى أماكن ملحقة بها وما يأخذ حكمها، إلا أنه رغم انتهاء العام لم يتم تنفيذ القرار. وتشير تقارير، إلى أن نسبة المدخنين بين طلاب الجامعات تتراوح ما بين 4,10% تعاطى و 2,4 ادمان، فهل تستطيع إدارة الجامعة تنفيذ القرار مع بداية العام الدراسي الجديد أم سيظل حبرا على ورق. يقول محمود صالح الباحث فى صندوق مكافحة التدخين وعلاج الإدمان، إن الصندوق يعمل على تحديد نسبة التدخين من خلال طرح مقاومات اساسية، اهمها تحديد الفئة العمرية والظروف الاجتماعية التى أدت إلى اعتياد الشباب على تلك العادة السيئة . وأضاف صالح، أن النسبة العامة للمدخنين فى مصر 24% من إجمالى المدخنين على اختلاف اعمارهم ، لافتاً إلى أن طلاب الجامعات ما بين 4,10% تعاطى و 2,4 ادمان. وأكد الباحث فى صندوق مكافحة التدخين وعلاج الإدمان، أن هناك فرقًا بين نسبة التدخين بين الذكور والإناث بالجامعات فقد احتل الذكور المرتبة الأول بنسبة 82% عن الإناث 61% اقل من عشرين عاماً، مضيفاً أن المشكلة فى فعالية قرار التدخين الصادر من قبل جامعة القاهرة للعام الماضى " لحظر التدخين بالحرم الجامعى" لعدم وجود تعاون مشترك بين المؤسسات المعنية بالأمر "الجامعات" وصندوق التدخين ومكافحة الإدمان. كما طالب، الجامعات المصرية وضع حملات توعية وبرامج وقائية للطلاب ل"حظر التدخين" بجانب القرارات القانونية، حيث إن مخالفة ذلك يجعل القرار حبر على ورق وغير مؤثر لعدم طرحه بجانب القرار الوقائى، قائلاً:"الطلاب يدركون الأضرار ولكنهم لا يبالوا بذلك لعدم المشاركة الفعالة من إدارة الجامعات". من جانبه قال الدكتور حسين عيسي، رئيس جامعة عين شمس، إن قرار حظر التدخين بالمنشآت العامة، والتي من بينها الجامعات موجود في القانون بالفعل إلى أنه يحتاج إلى آليات لتطبيقه وتفعيله داخل الكليات والجامعات. فيما أوضح عيسي أنه سيتم بحث آليات تطبيق قرار حظر التدخين وفرض غرامات علي المخالفين، وعرضها على مجلس الجامعة في جلسته المقبلة. أما عن ردود أفعال الطلاب، فقد قال أشرف عيسى الطالب بكلية الآداب إن هذا القرار صحيح، حتى يقلع طلاب الجامعات عن التدخين؛ نظرا لخطورته الداهمة على صحة الفرد. وأشار عيسى إلى أن رغم خطورة التدخين وأهمية هذا القرار إلا أنه لن ينفذ حيث إن إدارة الجامعة لن تستطيع مراقبة كل هذا الكم الهائل من الطلاب في كل الأوقات. بينما أكدت نيفين السعيد الطالبة بكلية حاسبات ومعلومات أن هناك فتيات تقومن بالتدخين داخل "دورات المياه"، متساءلة: "كيف سيرصد المسئولون تطبيق قرار حظر التدخين؟". وقالت السعيد إن هذا القرار لا يمكن أن يكون صادرا من الحكومة أو من جهة إدارية، ولكن هذا القرار لابد أن يكون منبعث من داخل الإنسان ذاته، هل هو يريد التدخين أم لا؟. وأوضحت أسماء على الطالبة بكلية العلوم أن غير المدخن الجالس بجانب شخص مدخن عليه تأثير سلبي بنسبة 90% حيث إنه يستنشق التبغ المكون للسيجارة بنسبة خالصة لذلك فإن قرار حظر التدخين هو القرار الصائب الحكيم لأنه يحمي الشباب والبنات من هذا الإدمان المميت. وأضافت على أن هذا القرار صادر من العام الماضي ولم ينفذ حيث إن الكثير من الشباب والبنات مازالوا يدخنون بداخل الحرم الجامعي، مؤكدة مادام الطلاب لم يتم معاقبتهم فلن يتم تنفيذه حتى وإن كان قانونا ليس مجرد قرار حكومي.