اليوم عيد الإذاعة المصرية ال81 فى مثل هذا اليوم 1934 انطلق صوت الرائد الإذاعى أحمد سالم ليقول هنا القاهرة، قبل هذا التاريخ كانت هناك إذاعات أهلية تقدم مواد ركيكة، وغناء دون المستوى. انطلقت الإذاعة المصرية لتفتح شرياناً جديداً للثقافة ونشر الفن الراقى، بدأ إرسال الإذاعة بصوت قيثارة السماء الشيخ محمد رفعت، ووصلة غنائية على الهواء لكوكب الشرق أم كلثوم. الإذاعة المصرية على مدى 81 عاماً كانت رغم كل الظروف السياسية صوتاً لكل المصريين. وساهمت فى نشر الفن الراقى متمثلاً فى أصوات أم كلثوم ومحمد عبدالوهاب وسيد درويش ومنيرة المهدية وكامل الخلعى وسلامة حجازى وصالح عبدالحى. وعمالقة قراءة القرآن محمد رفعت وأبو العينين شعيشع والمبتهل الشيخ على محمود وأحاديث كبار الأدباء والعلماء: طه حسين وعباس محمود العقاد ومحمد حسنين هيكل والمازنى وعزيز المصرى، استطاعت الإذاعة منذ البداية جذب ملايين المستمعين وأصبحت قبلة لكافة فئات الشعب. كانت الإذاعة شاهدة على الأحداث الجسام التى مرت بها مصر، بيان ثورة يوليو ألقاه الزعيم الراحل محمد أنور السادات صباح الأربعاء 23 يوليو من استوديو الإذاعة بالشريفين. كانت الإذاعة المصرية لسان حال العالم العربى الطامح فى التحرر من الاستعمار خاصة فى حقبتى الخمسينيات والستينيات، حيث كانت إذاعة صوت العرب هى الصوت المعبر لملايين العرب من المحيط للخليج.. من ينسى صوت أحمد سعيد المذيع الأشهر على مستوى العالم العربى. على مدى تاريخها قدمت الإذاعة العديد من الرواد الذين قدموا الكثير للإعلام العربى نذكر منهم على سبيل المثال وليس الحصر أحمد سالم وطاهر أبوزيد وعلى خليل وأحمد سعيد ومحمد محمود شعبان «بابا شارو» وعبدالحميد الحديدى وفهمى عمر وصفية المهندس وآمال فهمى وسعد لبيب وجلال معوض وصالح مهران وصبرى سلامة وأمين بسيونى ونادية توفيق وجمالات الزيادى ونجوى أبوالنجا ونادية صالح وعمر بطيشة وحمدى الكنيسى وحكمت الشربينى وإيناس جوهر وفاروق شوشة وهالة الحديدى وحلمى البلك وهاجر سعدالدين وآيات الحمصانى ولا ننسى رواد الإخراج الإذاعى محمد يوسف ومحمد علوان ومصطفى أبوحطب وسمير عبدالعظيم وعبده دياب وحسنى غنيم. قدمت الإذاعة على مدى تاريخها العديد من البرامج التى مازالت عالقة فى وجدان الملايين منها على سبيل المثال حكايات «ألف ليلة وليلة» وبرامج الأطفال التى كان يقدمها «بابا شارو» و«غنوة وحدوتة» لأبلة فضيلة و«على الناصية» لآمال فهمى و«فنجان شاى» لسامية صادق و«شاهد على العصر» لعمر بطيشة، و«كلمتين وبس» لفؤاد المهندس و«أضواء على الجانب الآخر» لنجوى أبوالنجا و«زيارة لمكتبة فلان» لنادية صالح و«حديث الذكريات» لأمينة صبرى و«إلى ربات البيوت» و«قال الفيلسوف» و«حديث الصباح« و«رأى الدين» و«صوت المعركة» لحمدى الكنيسى والتعليق على مباريات الدورى العام لفهمى عمر. ساهمت الإذاعة فى توسيع خيال المستمع من خلال روائع الدراما الإذاعية نذكر منها مسلسلات مهمة مثل «ريا وسكينة» و«شىء من العذاب» و«صابرين» و«أفواه وأرانب» و«لست شيطاناً ولا ملاكاً» و«أرجوك لا تفهمنى بسرعة» و«الأيام» و«ألف ليلة وليلة» و«أنف وثلاث عيون» ومسلسل «من الجانى» لعبده دياب ولا ننسى الصور الغنائية التى ساهمت الإذاعة فى نشرها منها «قسم» و«عواد باع أرضه» و«الدندورمة». كما ساهمت الإذاعة فى جذب أسماع الملايين للقرآن الكريم بأصوات العمالقة محمد رفعت ومصطفى إسماعيل وعبدالباسط عبدالصمد ومحمود خليل الحصرى وأبوالعينين شعيشع ومحمود على البنا ومحمود صديق المنشاوى وحمدى الزمل ومحمد الطبلاوى. كانت للإذاعة فضل كبير فى نشر ألوان الغناء الراقى بأصوات العمالقة أم كلثوم وعبدالوهاب وليلى مراد وفريد الأطرش وعبدالحليم حافظ ومحمد فوزى وشادية ووردة وفايزة أحمد ونجاة الصغيرة ومحمد عبدالمطلب وكارم محمود وعبدالعزيز محمود. كما كان للإذاعة فضل كبير فى نشر لعبة كرة القدم، حيث كانت المنفذ الوحيد لإذاعة المباريات منذ بداية الدورى العام 1948 بأصوات المعلقين محمود بدرالدين والكابتن محمد لطيف وعلى زيوار وحسين مدكور وإبراهيم الجوينى وعلاء الحامولى وغيرهم. ورغم وجود القنوات الفضائية العديدة بكافة إمكانياتها مازالت الإذاعة تحتفظ بمكانتها وستبقى دوماً سحراً لا يقاوم.