قبل أيام من بدء امتحانات الثانوية العامة يعيش الطلاب من ذوى الاحتياجات الخاصة وأسرهم عذاباً يضاف إلى لهيب الموجة الحارة، بعد أن طالبتهم وزارة التعليم بتقديم تقرير عن حالات أبنائهم رغم تقديم تقرير سابق منذ أشهر قليلة، إضافة إلى أن الأهالى فوجئوا بمطالب الوزارة لهم بتوفير مرافق من نفس جنس الطالب. معاناة شديدة يعيشها المعاقون وأسرهم بين الإدارات الطبية والإدارات التعليمية من أجل قبول أداء أبنائهم لامتحان الثانوية العامة. يقول عبدالرحمن محمد، والد الطالب أحمد، ابنى فى مدرسة الملك الصالح الثانوية وهناك 7 حالات غير ابنى من ذوى الإعاقات الحركية وسبق أن أجرينا الكشوف الطبية لأداء امتحان الثانوية العامة ونظام الأسئلة أمريكى واختيار الإجابة من متعدد أو صح وخطأ ومن المفترض أن تجرى لأبنائنا كشفاً سنوياً وتقدمه للوزارة وبالفعل آخر كشف كان فى شهر ديسمبر عام 2014 أى لهذا العام الدراسى وفوجئنا ونحن على أبواب الامتحانات بمطالبتنا بإجراء كشف آخر رغم أن القانون يسمح بتقرير واحد لكل مرحلة تعليمية مما تسبب فى عذابنا وأولادنا الذين يعانون من إعاقات حركية ونتحرك بهم بصعوبة بالغة ومن وقتها واحنا دايخين ما بين الإدارة الطبية فى رمسيس واللجان الطبية المتخصصة التابعة لوزارة الصحة وبين إدارة مصر القديمة التعليمية، أى أن التعليمات فيها تعقيد وتعذيب للطلاب وأسرهم والامتحان يوم 7 يونية يعنى باقى أيام قليلة.. ثم فوجئنا أيضاً باشتراط أن يكون المرافق من نفس جنس الطالب، ومعظم الطلاب وابنى منهم يتكلمون بصعوبة أى مش أى حد يفهمهم، أنا نفسى أحياناً لا أفهمه.. لكن أخته الصغيرة تعودت أن ترافقه فى كل امتحان وتفهمه جيداً فمن أين سآتى بمرافق الآن وكيف سأطمأن أنه سيفهم إجابات ابنى. ويشير والد أحمد إلى أن ابنه متفوق دراسياً ويقول أحمد: حاصل على 96٪ فى الإعدادية رغم ظروفه الصحية وحاصل على المركز الأول فى المرحلة الابتدائية وكرمه وزير التعليم وقتها وهم الآن يريدون أن يضيع مستقبله. وأضاف: إن ابنى متفوق فى كافة المراحل التعليمية ويستحق أن نيسر عليه الأمر ليجتاز الامتحان مثلما تفعل الوزارة وتعطى مثل هؤلاء الطلاب من امتحان اللغة الثانية وفقاً للقرار الوزارى بأحقية ابنى الذى يعانى من الشلل الدماغى من دراسة اللغة الأجنبية الثانية كذلك هناك أطر معينة وضعتها الوزارة لامتحان التلاميذ الذين يعانون الشلل الدماغى ومنها ما يتعلق بشكل الورقة على أن تكون الكتاب بخط أكبر وكذلك تعليمات خاصة بالأسئلة على ألا تكون من الأسئلة المقالية، وكذلك فيما يخص المرافق ولكن ما حدث أننا فوجئنا بشرط أن يتم الامتحان فى لجنة خاصة بمرافق على أن يكون المرافق من جنس الممتحن مما شكل عقبة أمامنا فى إيجاد مرافق غير الذى رافقه فى مراحل تعليمه السابقة ويقول والد عبدالرحمن: اضطررت للاستعانة بتلميذ من أبناء الجيران ولكنى لا أثق فى قدرته على استيعاب وفهم لغة ابنى الذى يعانى صعوبة شديدة فى الكلام، مما قد يؤثر على نتيجته ومستقبله كله، رغم تفوقه فى الأعوام السابقة، والسؤال الذى يطرحه والد عبدالرحمن، وكثير من أولياء أمور الطلاب من ذوى الإعاقة ماذا لو رسب ابنى بسبب عدم فهم المرافق له ولماذا تتعنت الوزارة وتتعمد إرباكنا قبل الامتحان بأيام وإضاعة يوم كامل بين القومسيون والإدارة التعليمية.. وهو فى أمس الحاجة إلى كل دقيقة للاستعداد للامتحان خاصة أن التقرير الجديد الذى أجبرنا على إجرائه جاء بنفس التشخيص فهل من المعقول أن تتغير حالة أبنائنا فى أربعة أشهر؟! فضلاً عن أن هناك تقارير معطلة بسبب توقيع مدير الإدارة مما يستلزم تكبد هذا العناء مرات ومرات والامتحانات على الأبواب كما نخشى أن تتعرض الأوراق للضياع. ويطالب أولياء أمور طلاب الثانوية العامة من ذوى الاحتياجات الخاصة أن يرحمهم المسئولون من هذا العذاب هم وأبناءهم وخاصة فى هذا الوقت الحرج الذى يقترب من الامتحانات. وتقول والدة الطالب عبدالوهاب بغدادى: حرام عليهم دوخونا ابنى يعانى من كيس مياه على المخ ويده وساقه وأعانى جداً معه فى تحركاتنا وللأسف طالبونا بعمل تقرير ولم يتبق سوى أيام قليلة على الامتحان فماذا نفعل؟ نفس الكلام أكده الدكتور قنديل ولى أمر الطالب أحمدالذى يعانى من التوحد مؤكداً أنه قدم تقريراً منذ أربعة أشهر فقط من أجل الموافقة على المرافق لابنه ويقول نحن نعانى من تشخيص حالة أبنائنا لا أحد يدعمنا ولا يشعر بالعذاب الذى نعانيه مع أولادنا، ولا يوجد أى تعاون، ويطالب الدكتور قنديل بضرورة مراعاة الحالة الصحية للأبناء وتخفيف الإجراءات الروتينية رحمة بهم ويوجه أيضاً نداء للقوات المسلحة بتحديد موعد مخصص لذوى الاحتياجات الخاصة فيما يخص التجنيد وعمل مواعيد وأماكن خاصة بهم بديلاً عن الإدارة الخاصة بالتجنيد.