أصابني ذهول عارم بسبب ما قرأته من حوار مع الجهادي شحتة أبوتريكة - وهو ابن عم محمد أبو تريكة - والذي نشرته احدى الجرائد المستقلة قبل يومين، وجاء في الحوار إن كان صحيحاً وأعتقد بشدة أنه صحيح فهو يستلزم تقديم عدد من المسئولين والضباط في عدد من السجون للمحاكمة بسبب خطورة ما قيل وما أورده شحتة أبو تريكة في حواره. ولمن لا يعرف شحتة أبو تريكة.. فقد سجن قبل عشرة أعوام في جريمة جنائية وفي السجن تمكن بعض الشيوخ المسجونين من قيادات السلفية الجهادية بإقناعه بالانضمام لهم.. ثم كان هروبه من السجن عند اقتحام السجون.. الى أن قام بتسليم نفسه للداخلية مرة أخرى.. والمدهش أنه حصل على عفو رئاسي من مرسي.. وبعد سقوط مرسي والاخوان.. قام الرئيس عدلي منصور بالغاء العفو فعاد شحتة الى السجن لإكمال عقوبته مرة أخرى.. الى أن تم الافراج عنه بعد قضاء العقوبة. وبعيداً عما قاله شحتة عن ابن عمه محمد أبو تريكة من أنه رفض التدخل لدى مرسي للعفو عنه.. وان أبوتريكة من أبخل خلق الله وأنه لا يساعد أحداً ولا حتى أقرب الاقارب - فدعونا من ذلك ولنتأمل ما قاله شحتة أبو تريكة عن وضع الاخوان في السنوات الأخيرة من حكم مبارك، من أن أي اخواني لم يكن يظل في السجن.. خاصة القيادات، أكثر من شهر أو شهرين كانوا يقضون أغلب هذه المدة في مستشفى قصر العيني حيث كان يستقبلهم هناك أطباء من الاخوان يقدمون لقيادات الاخوان كل التسهيلات ومنها تخصيص غرف لهذه القيادات في المستشفى ليتم فيها خلوة القيادي الاخواني مع زوجته أو زوجاته، تحت سمع وبصر أطباء المستشفى وأفراد الحراسة! وذلك اضافة الى أن المساجين الجنائيين كان يتم وضعهم في نفس العنابر مع المساجين السياسيين وهو ما كان يطلق على المساجين من الاخوان أو الجماعة فكان نتيجة ذلك أن تحول المئات من المساجين الجنائيين الى أعضاء في الاخوان أو الجهاد.. وهو ما حدث مع شحتة أبو تريكة نفسه. ودعك من ذلك كله، فقد كان ذلك أيام مبارك الأخيرة.. ولكن ما قاله شحتة عن حال المساجين السياسيين والاخوان خاصة القيادات منهم فهو ما يكشف ان هناك كارثة تحدث في السجون الآن.. ويفسر كل ذلك العنف الذي يحدث خارج السجون من الاخوان. ويقول أبوتريكة في حواره إن السجون ليس بها ضباط أمن دولة يجيدون التعامل مع الاخوان. ولذلك فان سياسة وضع المسجون الجنائي مع الاخوان لاتزال مستمرة.. ولذلك يتحول عشرات من المساجين الجنائيين للانضمام للاخوان وللجهاديين وكأن السجون قد تحولت الي مفرخة جديدة للارهابيين.. تحت سمع وبصر الدولة ودون تدخل من ادارة السجون.. والاخطر من ذلك كما يقول شحتة أبوتريكة أن عنابر الاخوان تمتلئ بل الممنوعات وآخرها الموبايلات، فقيادات الاخوان على اتصال بكل قادة التنظيم والافراد خارج السجون.. دون أن يجرؤ أحد على تفتيش عنابرهم ومصادرة الموبايلات.. ويؤكد أبوتريكة أن قيادات الاخوان بالسجن كانوا على علم بأي عملية ارهابية قبل وقوعها بأيام.. وذلك لأنهم من يخططون وينقلون تعليماتهم بالموبايلات لأفراد التنظيم حتى يقوموا بتنفيذ كل تلك التعليمات والعمليات الارهابية! وخذ عندك ما هو أسوأ.. فعنابر الاخوان لا تجرؤ أي ضابط بالسجن على تفتيشها، وهذه هي مهمة المخبرين الذين يتقاضون الواحد منهم ما يصل لألف جنيه في اليوم من أجل عدم مصادرة تلك الموبايلات بل ان بعض الحراس في السجن يقومون بتقبيل ايدي قيادات الاخوان في السجن ربما لنيل البركة.. أو لنيل الاتاوة اليومية! وخد عندك ما هو أعجب وأغرب.. فالأخ محمد البلتاجي عندما يأتي من محبسه الى سجن القاهرة لأداء امتحان، لا يدري أحد ما هو ذلك الامتحان، فان ادارة السجن تضيق على باقي المساجين في الزيارات.. بل انه حتى مستشفى السجن يغلق أبوابه في ذلك اليوم.. وتمنع كذلك فسحة المساجين لأن الباشا محمد البلتاجي يؤدي الامتحان ولا يريد ثورة حوله!! صح النوم يا مصلحة السجون ووزارة الداخلية!!