أبلغت "الأمن الوطني" و"البلتاجي" و"مدير أمن القليوبية".. وأعطيتهم تسجيلات الاتفاق ضابط بقطاع السجون هو من قتل "البطران" بالخطأ أثناء منع المساجين من الهرب جاء إلى حاملا أوراقه وذاكرة 10 سنوات في سجون "مبارك" بعد تلفيق قضية الاستيلاء على 7 ملايين جنيه من وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي، وكان ضمن أول 26 سجينًا أفرج عنهم الرئيس محمد مرسي في يوليو 2012، وكان ضمن هذه الدفعة الداعية وجدي غنيم واثنان من السعودية. قال شحتة أبو تريكة، "ابن عم محمد أبو تريكة لاعب النادي الأهلي ومنتخب مصر"، أنه دخل السجن بسبب انتمائه إلى تنظيم الجهاد، وبعد خروجه اكتشف إصابته بأمراض خطيرة في الكبد، تستدعي إجراء جراحة تكلفتها نصف مليون جنيه، وعندما علم أحد الجهاديين المشهورين - تحتفظ الصباح باسمه - باحتياجه للمال طلب منه مقابلته للاتفاق على أمر ما، مضيفًا: "تلقيت اتصالا من الشيخ "م.س" وطلب مني تفجير المقر العام لجماعة الإخوان المسلمين بالمقطم يوم الأربعاء السابق ل"جمعة أحداث المقطم"، مؤكدًا أنهم اختاروني لأنني لي علاقات بالإخوان ويسمحون لي بدخول المقر العام، وأي شبهات للشك صعبة جدا، وشرح لي خطة التفجير، وهي أن أدخل بحقيبة إلى المقر العام، وأصلي معهم الظهر، وأترك المقر، وهي ستنفجر بعد ساعة". وأوضح "أبو تريكة" أنه التقى الجهادي "ص.أ"، وكان وسيطًا بينه وبين قيادي جهادي معروف بعلاقاته الأمنية، وتربطه علاقات قوية بالدكتور سعد الدين إبراهيم حاليًّا، وأكد له أنه سيحصل على مليون جنيه قبل تنفيذ العملية، و3 مليون دولار بعدما يتصل بالسيدة "د.ش"، مديرة مكتب رجل أعمال معروف. وأضاف "أبو تريكة" أنه سجل جميع هذه الاتصالات بينه وبين القيادي الجهادي، وذهب بها إلى مدير أمن القليوبية اللواء أحمد سالم، ثم إلى المقدم "ع.خ" بجهاز الأمن الوطني بمدينة نصر، وأبلغه بجميع التفاصيل، فنصحه بأن ينقل هذا الكلام إلى قيادات الإخوان. وقال: تربطني علاقات قوية بالدكتور سعد عليوة، عضو مكتب الإرشاد، لأننا "زملاء زنزانة"، فاتصلت به وأبلغته بما حدث، فطلب مني إبلاغ الدكتور محمد البلتاجي، القيادي بالجماعة، وبدوره طلب "البلتاجي" مني أن نلتقي، وبالفعل ذهبت إليه والتقينا "على انفراد" في شقة بشارع عباس العقاد في مدينة نصر، وحكيت له تفاصيل الواقعة، وشكرني وقال: سنتخذ اللازم ونؤمن أنفسنا. وأكد "أبو تريكة" أن القيادي الأمني الذي قابله قال له إننا "جهاز معلوماتي" فقط، وليس لنا علاقة من قريب أو بعيد بمثل هذه البلاغات. وفيما يخص قضية استشهاد اللواء محمد البطران في سجن "القطا"، قال "أبو تريكة"، كنت أقضي آخر أيام سجني في "أبو زعبل"، وبعدما تم تهريبنا من السجن سلمنا أنفسنا، وكان سجن "القطا" قد دمر تمامًا، فقامت إدارة السجون بنقل المساجين إلى "أبو زعبل"، وحكى لنا بعض المساجين الذين شاهدوا بأعينهم واقعة مقتل اللواء البطران. وقال "أبو تريكة"، إن اللواء "البطران" كان يحاول منع المساجين من الهرب أثناء عملية فتح السجون، واستطاع النزلاء أخذه كرهينة حتى يجبر الضباط على عدم إطلاق الرصاص ويمكنوهم من الهرب، وأثناء محاولات الطرفين التفاوض أطلق الضابط "ج.ح" الرصاص صوب المساجين فاستقرت عن طريق الخطأ في قلب اللواء "البطران"، ففارق الحياة في وقتها. وأكد أن الذين قاموا بتهريبهم من السجن كانوا ملثمين ويركبون سيارات "شمال سيناء وجنوب سيناء"، وعقب أن فتحوا لنا سجن "أبو زعبل" ذهبوا إلى سجن "المرج" ثم سجن "وادي النطرون" الذي كان فيه الرئيس محمد مرسي فجر يوم 30 يناير، وتابع: "هؤلاء الملثمون كانوا يحتضنون قيادات الإخوان عند رؤيتهم".