الكلمة عنده لها أكثر من معنى وأكثر من عنوان يمكن أن تتحول لأغنية أو جملة في سيناريو فيلم أو مسلسل أو عنوان في برنامج تليفزيوني باختصار نجح في أن يكون صاحب صنعة يتميز بها وسط جيله من صناع الوجدان وتهذيب المشاعر وأن يحقق نجاحات عريضة سواء كشاعر غنائي أو سيناريست لأفلام ناجحة. وأخيراً كاعلامي يعبر عن هموم النجوم وأن المهم من خلال «برنامج إنت حر» هو السيناريست الشاعر الدكتور مدحت العدل الذي انضم مؤخراً لقائمة الاعلاميين ولأنه واحد من المثقفين الذين يؤمنون بأهمية ودور الفن والابداع بكافة صوره في التأثير المجتمعي الرهيب كان حريصاً علي التواجد كعضو لجنة تحكيم في مهرجان الأقصر للسينما الأفريقي لما يراه من أهمية وتأثير هذا المهرجان ودوره المهم في التواصل مع أفريقيا التي يعبر ويبدأ من قلبها شريان الحياة لمصر «نهر النيل» بل طالب بدعم هذا المهرجان ووصول الثقافة المصرية لقلب أفريقيا وكان معه هذا الحوار؟ في البداية تركت له حرية الحديث عن الحدث الأهم الذي يراه؟ - قال: بالتأكيد هو النجاح الكبير للمؤتمر الاقتصادي الذي كان من وجهة نظري استفتاء عالميا وعربيا وداخليا على شرعية ثورة 30-6 وأراه ولادة جديدة لمصر وتأكيد على مصداقية الرئيس مع شعبه لأن السيسي بذل جهداً غير عادي مع العالم الخارجي حتى نجح في جذبهم من خلال هذا المؤتمر المهم الذي يراهن فيه العرب تحديداً على ايمانهم وتأكيدهم على دعم مصر وأهميتها اقتصادياً وعسكرياً وسياسياً أن نتائج هذا الملتقى ستظهر قريباً وستعود مصر لدورها الريادي وانتعاشتها الاقتصادية واستقرارها. بصفتك سينمائيا لماذا غابت السينما عن برنامج المؤتمر؟ - ربما لم يكن الوقت كافياً لعرش مشروعات الاستثمار في السينما خلال المؤتمر لكن - والكلام للعدل - بصراحة شديدة وإن كنت أرى أن السنيما ودورها وأهميتها حاضرة في ذهن الرئيس لكنها غائبة في ذهن من يعمل معه ومازالت بعيدة عن فكرهم كقوة ناعمة ومؤثرة وهى بحاجة أولاً لحل مشاكلها المستعصية قبل طرحها في صورة مشروعات استثمارية حتى تأتي بنتائج جيدة. وما هى أهم المشاكل التي تراها عائقا أمام انطلاقها؟ - بصراحة لا أرى أملا في السينما في ظل وجود حالة القرصنة وسرقة الأفلام التي تدمر الصناعة وهذه القضية الشائكة تحديداً تحتاج لدور وتدخل فعال من الدولة أما باقي المشاكل مثل الاحتكار المتمثل في وجود كيانين فقط وتدني المضمون وقلة دور العرض يمكن حلها مع بعضا كصناع لكن المهم فك «شفرة القرصنة» التي جعلت الصناع الحقيقيين يتوقفون نسبياً عن الانتاج بخلاف أن السينما لكي تنتعش بحاجة للاستقرار الأمني والاقتصادي، وأضاف: نلاحظ تحرك السوق بعد الاستقرار النسبي حيث ظهرت أفلاماً جيدة حققت عائداً معقولاً مثل أفلام «الجزيرة 2» للسقا و«الفيل الأزرق» لكريم عبد العزيز. لكنك وشركتكم ابتعدتم عن الانتاج لماذا؟ - صناع السينما تأثروا بسبب وضع السوق ونحن منهم وظهر المنتج التاجر الذي يهمه المكسب على حساب المضمون، وأضاف: أنا مثلاً كتبت فيلم «الراهب» لهاني سلامة لكن كشركة منتجة تخوفنا من وضع السوق في ظل ظاهرة القرصنة لذلك استمرت الأفلام الموازية ونحن لسنا ضدها لأنها تدر مكسبا للمنتج والجمهور وحده صاحب الاختيار وللأسف سيطرت الأفلام المتوسطة على دور العرض على حساب الأفلام الجيدة، ولعل المثال الواضح لذلك هو رفع فيلم «بتوقيت القاهرة» لنور الشريف من دور العرض لصالح هذه النوعية من الأفلام. هل بسبب هذه الظروف توقفت الشركة عن التعاون مع الجيل الذي صعدته في أفلامك؟ - أنا قدمت السقا وهنيدي وهاني سلامة ومصطفى قمر للسينما والتعاون بيننا قائم ومستمر لكن ظروف السوق والورق هو الذي يحكم التعاون بيننا وممكن يحدث في أي لحظة بديل أن هناك مشروع فيلم «الراهب» كما قلت لهاني سلامة وتوجد أفكار كثيرة تصلح للتعاون مع السقا وهنيدي وكريم وكل نجوم السينما لكن يعود المناخ الصالح للعمل ويعود الاستقرار وتتدخل الدولة في حل أزمة القرصنة. وهل أزمة السينما جعلتك تتجه مثل غيرك للدراما؟ - الدراما في تطورات كثير بشكل هائل ونجحت في استقطاب السينمائيين من ممثلين وكتاب ومخرجين ومنتجين لأنها أصبحت أفضل عشرات المرات وقدمت شكلاً ومضموناً رائعاً وصورة سينمائية بكل تقنياتها وإن كانت استعانتها بعض مصطلحات وألفاظ السينما الا يقلل من تطورها خاصة وأن الجمهور قبل الموضوع بكامله في الشكل والصورة والألفاظ، وفي ظل غياب السينما ومشاكلها أصبحت الدراما هى الملاذ للسينمائيين ونجحوا في إثرائها وأضافوا لها وأنا شخصياً كسبت جمهور أكبر من جمهورا السينما في الدراما. وأضاف: حققت شهرة كبيرة في «صعيدي في الجامعة الأمريكية» مع هنيدي، و«شورت وفانلة وكاب» للسقا وغيرها مع النجوم لكن أرى انني اكتسبت شهرة أكبر عندما قدمت مسلسل «محمود المصري» و«العندليب» و«قصة حب» وغيرها من المسلسلات، وأضاف: الدراما لها باع كبير وتأثير قوى وبها منافسة كبيرة وانتاجها غزير. وهل تضع المنافسة في حساباتك وأنت تكتب للدراما؟ - طالما أنت تعمل في وقت تعرض فيه أعمال لآخرين لابد أن تراعي التميز والحرفية والاختلاف وأنا شخصياً أعرف ما أريد وما أكتب بطريقتي ولا أغيرها مهما كان حجم المنافسة لكني تعمل كشركة على تقديم انتاج مختلف وأعيننا على ما يقدمه الآخرون لكن في النهاية الدراما كلها تدور في إطار الدراما الاجتماعية بنفس النمط لكن تفرق «الصنعة». وهل هذا الاختلاف جعلك تتواجد ب «حارة اليهود»؟ - «حارة اليهود» موجود معي منذ 5 سنوات لكنه تأجل لصالح «الداعية» لهاني سلامة لأنه كان توقيتا في ظل حالة الاختلاف والاستقطاب الديني، والآن بعد حالة الفرقة التي يحاول أن يبثها الاخوان في مصر كان لابد أن تقدم مسلسل «حارة اليهود» لتظهر للعالم ولهؤلاء المتشددين كيف كانت مصر تتعايش بسلام مع كافة الديانات عام 48 قبل الثورة وكيف كان لليهود دور فعال في الاقتصاد المصري من خلال حارة اليهود التي قمنا ببنائها بشكل يشبهها تماماً ونرصد خلال هذه الفترة الازدهار الفني والثقافي والاقتصادي والاجتماعي والعامل السياسي يأتي مجرد عنصر ويظهر تأثيره على الحارة وأضاف: نقدم مناطق جديدة في هذه الفترة وتأثيرها في واقع مصر. لكن هذا يظهر وجود تعاطف مع اليهود في هذه الفترة؟ - ليس تعاطفاً إنما نقصد التناغم في الحياة بين كل الديانات ونحن نؤكد دائما أن هناك فرقاً بين اليهودي والصهيوني المتشدد المتعصب وإن كانوا قد ارتكبوا اخطاء ولهم ميول فأكيد رأينا غيرهم يحرقون الكنائس والمؤسسات في مصر ولايريدون قبول الآخر فنحن نعقد مقارنة بين فترتين دون اظهار جانب سلبي أو إيجابي لفئة على حساب الأخرى وكيف لا نرى فئة ترفض أن تعيش معها فئة أخري في حين كانت هناك ثلاث ديانات تعيش مع بعض بدون مشاكل. أيهما أسبق عند مدحت العدل الشعر أم السينما أم الدراما أم الاعلام؟ - الشعر رقم واحد في حياتي لأن البداية كانت الكلمة فأنا شاعر وأي شىء يأتي بعد ذلك لذلك ركزت في الدراما الفترة الماضية لأنها أعطتني الفرصة للابداع في الدراما والكلمة من خلال كتابة التترات للمسلسلات التي أقدمها وبطبعي أعشق السينما لأنها الخالدة والباقية كصناعة عن الدراما أما الاعلام فهو تجربة كان مخططا لها منذ زمن مع التليفزيون المصري لكن كنت أريد برنامجا ليس له سقف وكان هذا صعبا مع التليفزيون المصري فتعاقدت مع محمد هاني لبرنامج «إنت حر» مع CBC وكنت أراه نافذة اسبوعية أقدم خلاله كل ما نعيش فيه مع أبناء مهنتي بشكل يضمن الحرية المسئولة ونماذج للشباب الناجح في كل المجالات لأن شبابنا بحاجة إلى القدوة هذه الأيام، وأضاف: ناوي أكمل التجربة وتطويرها من خلال الظهور على CBC الرئيسية في أول ابريل مع تقليل وقت البرنامج لانشغالي باستكمال مسلسل «حارة اليهود». بوصفك شاعرا أولاً كيف تري موجة الأغاني بعد الثورة وحتى الآن؟ - بصراحة لم أحسها ولم تعلم معي بما فيها ما كتبته ولم يبق منها من الذاكرة سوى أغنية «بلادي بلادي» لعزيز الشافعي وبالنسبة لي على مستوى الشعر قدمت ديوان «رصيف نمرة 5» وهو بناء على طلب أولادي ويضم أكثر من 516 قصيدة أما على مستوى الأغنية فأنا أرى أن ما يقدم من أغانٍ ليس هى الطريقة التي تقدم بها وليس هى الشكل الذي تعودنا عليه ومن الصعب أن أتعاون مع لحن لا أعرف صاحبه وليس بيني وبينه علاقة إنسانية وأضاف: سوق الكاسيت يعاني مما تعاني منه السينما.. بينضرب. كيف ترى أهمية مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية الآن؟ - أرى أن أهمية المهرجان لاتقل عن مهرجان القاهرة السينمائي لأنه نجح في أن يعيد القوة الناعمة للفن المصري لأحضان إفريقيا بعد غياب دام 35 عاماً وأرى أن أفريقيا بما تمثله لنا الآن من أهمية استراتيجية وأمن قومي لابد أن نتواصل معها للحفاظ على الأمن القومي والفن والابداع والسينما أحد أهم روافد هذا التواصل لما له من تأثير رهيب وجذب كبير خاصة في ظل تطور الصناعة السينمائية هناك بشكل قد يسبق كرة القدم ويجب أن ندعمهم بخبرتنا ويجب من هذا المنطق أن تتدخل الدولة بقوة لدعم هذا المهرجان لما يمثله من أهمية شديدة. ما الذي نحتاجه كشعب لتدعيم الدولة؟ - نحتاج للعمل والابداع والتعاون والإخلاص على حب مصر وأن نتعلم من الموقف العربي الرائع في حب مصر ودعمها وهذا الموقف هو تجسيد وتفسير لأوبريت «الحلم العربي» الذي كتبته وبدأ يتحقق نحن بحاجة للاخلاص والتوحد وليس النقد بداعي وبدون داع وأن كل الناس تشتغل لأن القادم أفضل وأجمل، وقال: ربنا رزقنا برجل مخلص ووطن عظيم حمانا بعد الله من خريف الربيع العربي وتصدى لمؤامرة التقسيم لذلك علينا دعمه والوقوف خلفه، فهو خلق لمصر كياناً ودوراً عظيماً بمشروع قناة السويس الجديد والمؤتمر الاقتصادي وتوجه الآن لأفريقيا فهو رجل عظيم يقود شعباً عظيماً رغم كيد وحقد «الإخوان البعدة» الذين حاولوا الاستئثار بمصر ورفض الآخر ويجب أن نستفيد من هذا الرجل وإخلاصه في دعم شعبه.