الأردن يدين بأشد العبارات استهداف جيش الاحتلال خيام النازحين في رفح    واشنطن: هجوم رفح لن يؤثر في دعمنا العسكري لإسرائيل    شيكابالا: لم أتوقع انضمام إمام عاشور للأهلي كونه "زملكاوي مجنون".. ولا أوافق على عودته    بلاتر: مصر بلدى الثانى وأتمنى زيارتها.. وزيادة عدد المنتخبات بالمونديال قرار غريب    ملف يلا كورة.. انطلاق معسكر الفراعنة.. شيكابالا يعلن موعد اعتزاله.. وقائمة المنتخب الأولمبي    رئيس رابطة الأندية: أمامنا قرابة 4 سنوات لتصحيح مسار كرة القدم في مصر    كريم فؤاد: علي معلول أسطورة وشعرت بالقلق لحظة إصابته    شيكابالا: "مستعد أروح للشيبي لحل أزمة الشحات".. ورفضت رحيل شوبير عن الأهلي    وزير الصحة التونسي يؤكد حرص بلاده على التوصل لإنشاء معاهدة دولية للتأهب للجوائح الصحية    إقالة رئيس مدينة ديرمواس بالمنيا وإحالته للتحقيق    عيار 21 يسجل 3140 جنيها.. تعرف على آخر تحديث لأسعار الذهب والدولار    كريم العمدة ل«الشاهد»: لولا كورونا لحققت مصر معدل نمو مرتفع وفائض دولاري    قوات الاحتلال الإسرائيلي تقصف محيط معبر رفح من الجانب الفلسطيني    هل يمكن أن تدخل مصر في صراع مسلح مع إسرائيل بسبب حادث الحدود؟ مصطفى الفقي يجيب    شيكابالا عن لقب الكونفدرالية: بطولة مميزة بعد رحيل المجلس السابق ومصدر هدوء للجميع    «خبطني بشنطته».. «طالب» يعتدي على زميله بسلاح أبيض والشرطة تضبط المتهم    إصابة 6 أشخاص في حادثي سير بالمنيا    حسين حمودة: سعيد بالفوز بجائزة الدولة التقديرية في الأدب لاتسامها بالنزاهة    إلهام شاهين: "أتمنى نوثق حياتنا الفنية لأن لما نموت محدش هيلم ورانا"    حسين عيسى: التصور المبدئي لإصلاح الهيئات الاقتصادية سيتم الانتهاء منه في هذا التوقيت    إرشادات للتعامل مع مرضى الصرع خلال تأدية مناسك الحج    نشرة التوك شو| تحريك سعر الخبز المدعم.. وشراكة مصرية عالمية لعلاج الأورام    سعر الفراخ البيضاء والبيض بالأسواق اليوم الأربعاء 29 مايو 2024    إبراهيم عيسى يكشف موقف تغيير الحكومة والمحافظين    استعدادات مجتمعية وروحانية: قدوم إجازة عيد الأضحى 2024    وزير خارجية الأردن لنظيره الإسباني: نقف معكم ضد الهجمات الإسرائيلية بعد قرار الاعتراف بدولة فلسطين    زيلينسكي: المناطق الملغومة في أوكرانيا أكبر من أراضي بعض الدول الأوروبية    أسماء جلال تكشف عن شخصيتها في «اللعب مع العيال» بطولة محمد إمام (تفاصيل)    3 أبراج تجد حلولًا إبداعية لمشاكل العلاقات    باختصار.. أهم أخبار العرب والعالم حتى منتصف الليل.. البيت الأبيض: لم نر أى خطة إسرائيلية لتوفير الحماية للمدنيين فى رفح.. النمسا: مبادرة سكاى شيلد تهدف لإنشاء مظلة دفاع جوى أقوى فى أوروبا    شعبة المخابز تكشف حقيقة رفع الدعم عن رغيف الخبز    هل طلب إمام عاشور العودة إلى الزمالك؟.. شيكابالا يكشف تفاصيل الحديث المثير    وزارة التموين تضبط 18 طن دقيق لدى المخابز بالجيزة قبل تهريبها للسوق السوداء    "تموين الإسكندرية" تضبط 10 أطنان دقيق بدون فواتير فى أحد المخازن    تشيكيا: أوكرانيا ستحصل على عشرات الآلاف من قذائف المدفعية في يونيو    طريقة احتساب الدعم الإضافي لحساب المواطن    تراجع سعر الحديد وارتفاع الأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الأربعاء 29 مايو 2024    رئيس اتحاد شباب المصريين: أبناؤنا بالخارج خط الدفاع الأول عن الوطن    رسائل تهنئة بمناسبة عيد الأضحى 2024    «الأعلى للآثار» يفتتح مسجد الطنبغا الماريداني بعد ترميمه.. صور    حظك اليوم| الاربعاء 29 مايو لمواليد برج الثور    افتتاح المؤتمر العام لاتحاد الأدباء والكتاب العرب، الخميس    اليوم.. محاكمة المضيفة المتهمة بقتل ابنتها في التجمع الخامس    اضطراب ورياح.. تعرف على حالة الطقس حتى الإثنين المقبل    إصابة 17شخصًا في تصادم ميكروباص بفنطاس غاز بالمنيا    الوقاية من البعوضة الناقلة لمرض حمى الدنج.. محاضرة صحية بشرم الشيخ بحضور 170 مدير فندق    «زي المحلات».. 5 نصائح لعمل برجر جوسي    هل يجوز الجمع بين صيام العشر الأوائل من ذي الحجة وقضاء رمضان؟    ما حكم الصلاة الفائتة بعد الإفاقة من البنج؟.. أمين الفتوى يجيب    متى يلزم الكفارة على الكذب؟.. أمين الفتوى بدار الإفتاء يوضح    ننشر أسماء المتقدمين للجنة القيد تحت التمرين في نقابة الصحفيين    بدء الاختبارات الشفوية الإلكترونية لطلاب شهادات القراءات بشمال سيناء    جمال رائف: الحوار الوطني يؤكد حرص الدولة على تكوين دوائر عمل سياسية واقتصادية    من أفضل 10 فرق.. جامعة الجلالة تصل لتصفيات «الابتكار وريادة الأعمال» إفريقيا (تفاصيل)    اشترِ بنفسك.. رئيس "الأمراض البيطرية" يوضح طرق فحص الأضحية ويحذر من هذا الحيوان    شروط ومواعيد التحويلات بين المدارس 2025 - الموعد والضوابط    محافظ مطروح يشهد ختام الدورة التدريبية للعاملين بإدارات الشئون القانونية    مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية يوضح فضل حج بيت الله الحرام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يكتبها: طارق الشناوي
حكايات فنية
نشر في صوت الأمة يوم 05 - 12 - 2009

«ولاد العم».. تنويعة شعبية علي الصراع العربي الإسرائيلي!
· العلاقات بين الإسرائيليين التي نقابلها في أحداثه لها دائماً حضورها الخاص المختلف بل والمغاير لما دأبت عليه الدراما المصرية في جانبها التقليدي السائد
الصراع العربي الإسرائيلي دائماً ما يثير نهم المبدعون بقدر ما يثير ترقب الناس وتظل لمصر خصوصية في هذه المعركة المصيرية.. بين مصر وإسرائيل اتفاقية سلام عمرها 30 عاماً وبيننا تبادل دبلوماسي ولكن تحت هذا السطح السياسي الأملس توجد مشاعر غاضبة في أعماق الشخصية المصرية تجاه كل ما هو إسرائيلي.. رفض عالي الصوت كثيراً ما يعلن عن نفسه حتي ولو كانت في أغنيه مثل "أنا بكره إسرائيل" لشعبان عبد الرحيم.. لا يهم معني ولا أداء ولا لحن فلقد كان الغضب هو البطل..
مسلسل مثل "رأفت الهجان" وقبله جمعة الشوان "دموع في عيون وقحة" جزء كبير من نجاحهما في الشارع يرجع إلي تلك الشحنة التي تعتمل في صدور المصريين وتترقب اللحظة لإعلان الانفجار!!
الدراما المصرية عندما تقتحم إسرائيل ومن خلال ضابط مخابرات مصري وليس عميل مزدوج تصل إلي ذروة الجماهيرية فهي تعزف نغمة كثيراً ما نتوق إلي سماعها.. وهكذا جاء فيلم "ولاد العم" المقصود بهم بالطبع اليهود.. شاهدنا من قبل "نادية الجندي" في فيلميها "مهمة في تل أبيب" و "24 ساعة في إسرائيل" تدخل إلي تلك المنطقة منطقة اختراق جهاز "الموساد" الإسرائيلي.. يجب أن نعترف بقوة الخصم لتزداد قوتنا نحن ويصبح لانتصارنا قيمة.. يدخل إلي هذا المجال المخرج "شريف عرفة" ومعه الكاتب عمرو سمير عاطف في أول تجربة له في مجال الفيلم الروائي الطويل اختار في البداية لفيلمه نقطة ساخنة في لحظة واحدة أسرة مصرية تنتقل إلي النقيض عندما تكتشف "مني زكي" أن زوجها المسلم "شريف منير" ليس مسلماً بل هو ضابط مخابرات إسرائيلي الجنسية يهودي الديانة وكان يعمل في مصر لصالح إسرائيل وعندما يعلم أنه سوف يتم القبض عليه بعد أن افتضح أمره لدي المخابرات المصرية كان قد انتقل إلي إسرائيل من خلال هذه الرحلة البحرية.. يبدو الأمر كابوساً يصعب التعامل معه إلا أن الفيلم يدخل بجرأة إلي المجتمع الإسرائيلي بمساحة درامية أكبر لم نتعود عليها في الدراما المصرية فهم ليسوا كتلة واحدة كما دأبت الدراما المصرية علي تقديمهم عندما تتعامل معهم ولكنهم متعددو الطبقات والاتجاهات والتوجه العسكري أحد المحاور التي أشار إليها السيناريو حيث إنه في إسرائيل لا يوجد مجتمع مدني كلهم في لحظة يصبحون عسكريين وهكذا نري مثلاً أن جارة "مني زكي" التي أدت دورها "انتصار" تشهر في وجه مني السلاح قبل النهاية عندما تدرك أنها تريد الهرب إلي مصر كذلك هناك بين الإسرائيليين من يعشق اللهجة المصرية والأغنية المصرية.. المصري الذي يعمل في "تل أبيب" ويتزوج إسرائيلية ولديه حنين برغم كل ذلك لبلده مصر.. هناك عناوين للعديد من الشخصيات قدمها الكاتب وهي بالطبع ليست متداولة في الدراما المصرية إلا أنها صارت واقعاً ينبغي تناوله.. استطاع المخرج "شريف عرفة" أن يمنحنا الإحساس بالفعل بأن هذه الأجواء التي يجري فيها تصوير الفيلم هي "تل أبيب".. قدم شخصية اليهودي "شريف منير" بدرجة درامية وأدائية عالية جداً صحيح هو عدو لنا ولكنه أب ومتمسك بزوجته وطفليه يريدهم أن يصبحوا مثله يهوداً رغم أن أمهم مسلمة وهذا يخالف الشريعة اليهودية التي تعتبر أن الأم هي التي تمنح لأبنائها الديانة.. بالفيلم عناوين عديدة لمواقف مليئة بالثراء ولكن كان دائماً هناك إحساس بضرورة القفز السريع عليها.. مثلاً علاقة الفلسطيني بالعامل المصري حيث إن "كريم عبد العزيز" يؤدي دور مصري يعمل في إسرائيل حتي يستطيع أن يتسلل إلي إسرائيل ويقابل عامل فلسطيني يرفضه وعندما يشعر أنه يقاسمه رزقه رغم أنهما يعملان معاً في بناء الجدار العازل الذي أقامته إسرائيل وشارك فلسطينيون في بنائه.. كراهية بعض العمال العرب للمصريين قدمها "شريف عرفة" كاستثناء درامي ولكنها تقدم ملمحاً هاماً في العلاقة بين مصر وبعض العمال العرب.. ينجح "كريم عبدالعزيز" في التسلل إلي داخل إسرائيل وهدفه هو إعادة الأم والأبناء والمعلومات التي وصلت هي أن الأم لا تزال رافضة للتواؤم مع الوضع الجديد.. يقدم المخرج شريف عرفة" الإسرائيلي "شريف منير" انسان يحب بلده زوج وأب ويقدم من وجهة نظره خدمة جليلة لإسرائيل.. نعم صار "شريف منير" محرماً علي "مني زكي" كمسلمة ولكنها لا تنسي ما يربطهما من صلة فهو أب لأبناء وبينهما سنوات من الحب والعشرة.. الصراع الداخلي وهي تفكر في العودة لوطنها مع طفليها وفي نفس الوقت أن الثمن الذي سوف تدفعه ربما هو حياة أبو أطفالها.. لم يقفز السيناريو مباشرة للتأكيد علي أن الروح الوطنية التي تنتصر للوطن بدون أن تتردد لحظة بين مشاعرها كإنسانة تفكر في أبنائها وأبيهم الإسرائيلي وبين الوطن.. كانت لحظات صعبة لعب عليها السيناريو وأجاد أيضاً "شريف" و"مني" في التعبير عنها ومن أفضل المشاهد التي أدتها "مني زكي" بدرجة تألق عالية عندما شكت في أن "شريف منير" فضح أمرها وعلاقتها مع ضابط المخابرات المصري ولكنها تدرك بعد لحظة - أو هكذا أقنعها شريف منير - أنه لم يعرف شيئاً في تلك اللحظة تخرج منها كل طاقة الإبداع تصرخ علي وجهها الفرحة بالانتصار مشهد عبقري في الأداء انتقلت فيه "مني" من النقيض للنقيض وكانت مباراة رائعة بين "مني" و "شريف".. استحق تصفيق الجمهور في دار العرض؟!
العلاقات الإنسانية في الفيلم هي الأهم والشخصيات التي نقابلها في أحداثه لها دائماً حضورهما الخاص المختلف بل والمغاير لما دأبت عليه الدراما المصرية في جانبها التقليدي السائد.. ولكن عندما تعرض الأمر للمطاردات بين "كريم" وجهاز المخابرات الإسرائيلي بعد افتضاح أمره والمفروض طبقاً للسرد السينمائي أن "شريف منير" كان يدرك منذ البداية أن "كريم" سوف يأتي لإسرائيل وأن المخابرات تعرف كل تحركاته وأنه اصطحب معه "مني زكي" إلي "تل أبيب" لتصبح هي بمثابة الطعم القادر علي جذب رجل المخابرات المصري والغريب أن "كريم عبد العزيز" لم يدرك أن السهولة التي تتيح له الاتصال بمني زكي والدخول إلي معقل "الموساد" الحصين لم يحرك بداخله أي ذرة شك في أنه من الممكن أن يكون تحت سيطرة هذا الجهاز وأن ما يراه أمامه هو لعبة تدبرها له إسرائيل من خلال جهاز المخابرات المدرب ثم تلك المناضلة الفلسطينية التي تستعد لعمليات تفجير داخل إسرائيل تحتمي بكريم عبد العزيز مما يضعه بالطبع في موقف شائك.. كيف لضابط مخابرات يورط نفسه في عملية أخري حتي ولو كانت ضد إسرائيل لكنها ليست ضمن مهامه ولا يتورط عادة رجل المخابرات في أي عمليات خارج إطار مهمته الأساسية حتي ولو كانت تعبر عن قناعته الشخصية وتأتي النهاية مجرد مطاردات بوليسية من تلك التي دأبت عليها الأفلام في العلاقة بين الضابط المصري وجهاز المخابرات وينتصر الضابط المصري.. يحرص الكاتب درامياً علي التخفيف من مشاعر أي تعاطف ممكن لشريف منير داخل الدائرة الصغيرة الزوجة والأبناء لهذا نراه وهو يطلق الرصاص علي "مني زكي" حتي تصبح نهايته التراجيدية هي عقاب عادل جداً بسبب ما أقدم عليه وهنا تدخل الأحداث الأخيرة في الإطار التجاري و "كريم" بمفرده ينتصر علي كل هذه القوة الإسرائيلية المدربة والتي كانت متحسبة له ثم في المشهد الأخير وهو يحمل "مني زكي" وراءها طفليها في طريقهما إلي القاهرة!!
الاختراق السهل لإسرائيل وانتصار البطل علي كل هؤلاء يبدو وكأنه عربون صداقة مع جمهور السينما المتعطش لتحقيق مثل هذه الانتصارات السهلة علي إسرائيل ولكنها لا تتوافق مع الوعد الذي طرحه الفيلم في البداية وهو أنه سيدخل إلي مناطق أخري وبرؤية أكثر عصرية بها طزاجة ومنطقية ولكن شاب هذا الخط الدرامي كل ما سبق وإن قدم في أعمال سينمائية محفوظة.. لا شك أن هناك تفوقاً في أداء أبطال الفيلم "كريم" و "مني" "شريف".. "كريم عبد العزيز" دوره لا يحمل تناقضات في المشاعر ويبدو النجم وبساطته في التعبير هي التي منحته كل هذا الحضور.. ولكن "مني زكي" و "شريف منير" علي المستوي الدرامي هما المحملان درامياً بكل الأبعاد والتناقضات فقدما ذروة ابداعه علي مستوي الأداء.. من العناصر المتفوقة في الفيلم ديكور "فوزي العوامري" وتصوير "أيمن أبو المكارم" وموسيقي "عمر خيرت" ومونتاج داليا ناصر وأري أن "عمرو سمير عاطف" في أول أفلامه يمنحنا إحساساً ووعداً بأن ننتظره في أفلام قادمة وتبدو بصمة المخرج "شريف عرفة" واضحة في خلق مصداقية للأجواء داخل إسرائيل وأيضاً في قيادته لنجومه وحصوله علي كل هذا الزخم الإبداعي لكنه مع الأسف استسلم لتلك المطاردات التقليدية!!
********
محمد هنيدي ... وضرورة مراعاة فروق التوقيت!
· يوسف معاطي وجد في موقف القراصنة الصوماليين الذين يحتلون المانشيت الرئيسي في الأخبار العالمية فرصة لا تعوض للجذب السينمائي
دعونا نضحك.. كان هذا هو هدف صناع فيلم "أمير البحار" فهم لديهم ورقة قادرة علي تفجير الضحك وهو "محمد هنيدي" ولا بأس بالطبع من تحقيق هذه الغاية حتي ولو كانت الضحك لمجرد الضحك.. "يوسف معاطي" من الواضح أنه وجد في موقف القراصنة الصوماليين الذين كانوا ولا يزالون يحتلون المانشيت الرئيسي في الأخبار العالمية فرصة لا تعوض للجذب السينمائي.. هؤلاء لديهم سحر خاص وقادرون علي خلق خيال لدي الجمهور فكان لهذه الأحداث وقعها الذي ذاقت مصر بعضاً من مراراته عندما اعتقل الصوماليون سفينة تجارية مصرية.. وبالطبع أفلام القراصنة تحقق في العادة رواجاً تجارياً ولم يسبق أن أقدمت السينما المصرية علي شيء من هذا القبيل.. القراصنة دائماً بعيدون عن خيالنا السينمائي.. الفيلم تم تركيبه علي "محمد هنيدي" مع عدم مراعاة فروق التوقيت يؤدي "هنيدي"دور طالب في الأكاديمية البحرية يحب جارته "شيرين عادل" ابنة عميد الأكاديمية ولديه أشقاء عوانس صحيح أنه طبقاً لما يرويه الفيلم طالب فاشل كثير الرسوب كل ذلك من أجل أن يتوافق الدور علي ملامح "محمد هنيدي" ولكنه يبدو في كل هذه المبررات قدر لا ينكر من التعسف.. الفيلم كان ينبغي أن يدخل مباشرة إلي البحر حيث تبدأ المغامرة ولكنه يضيع الكثير من الزمن الدرامي والثرثرة التي لا طائل ورائها لتقديم الشخصيات داخل الأكاديمية وفي البيت وكان من الممكن اختصار كل ذلك لتصبح السفينة هي فقط محور الفيلم.. بين البناء السينمائي الذي يرنو إلي تقديم فيلم كوميدي يحركه المنطق الدرامي وبين البحث عن إيفيه مهما بلغت تقليديته كان هذا هو حال الفيلم مثل أن يقف أخوات "هنيدي" العوانس في طابور ويبدأ في تلقينهن القواعد العامة شاهدناه في مسرحيتين لكل من "أمين الهنيدي" و "سمير غانم".. تتكرر العديد من المواقف الكوميدية المقصود منها أن تنتزع لحظات يعلو فيها صوت الجمهور بالضحك ومن خلال حضوري للفيلم مع جمهور العيد أستطيع أن أري بالطبع وجود قسط وافر منها مع الجمهور الذي يحتفظ بالعيدية خاصة وأغلبهم من الأطفال الذين داعب خيالهم موضوع قراصنة البحار.. كانوا يشكلون النسبة الرئيسية من متفرجي الصالة.. وتنتهي الأحداث بالفرح الختامي الذي تم بين "شيرين عادل" و "محمد هنيدي" وظل في الفيلم سؤال عن التوافق العمري بينهما طبقاً للسيناريو "هنيدي" و "شيرين" راضعين مع بعض وكانا يدخلان "البانيو" معا وهما أطفال.. أحياناً أخري يجدها السيناريو واسعة شوية مؤكداً أن "هنيدي" استقبلها وهي طفلة بينما كان هو في الثامنة من عمره.. كان هناك صخب صوتي أغلب الفنانين يؤدون أدوارهم بصوت عال وهذه بالطبع مسئولية المخرج "وائل إحسان" الذي لم يضبط إيقاع أداء ممثليه لأن تنوع الأداء الصوتي والحركي هو الذي يزيد حصيلة الضحك.. يحدث انقلاب للموقف في أحداث الفيلم بعد أن سيطر القراصنة علي السفينة استطاع "هنيدي" بمساعدة شقيقاته و "ياسر جلال" أن ينقذ السفينة ويجد حلاً لمشكلة الشقيقات العوانس فيتزوجن.. علاقة فنان الكوميديا بالضحك تزداد مع زيادة إيرادات الشباك.. "هنيدي" استطاع في فيلمه قبل الأخير أن يقفز علي تعثر عاني منه وأثر علي إيراداته في السنوات الأخيرة أعاد له الثقة في قدرته علي الجذب فيلم "رمضان مبروك أبو العلمين حمودة" إلي درجة أن البعض كان يراهن علي أن فيلمه القادم هو جزء ثان "مبروك في الشانزليزيه" وخيب "هنيدي" التوقعات وذهب إلي مساحة أخري وهي البحر والقراصنة.. مكان خصب جديد علي الأقل بالنسبة للسينما المصرية التي نادراً ما ترنو للتغيير ولكن جاء "هنيدي" للبحر وهو محمل بكل الأفكار التقليدية التي كانت معه قبل ذلك في البر!!
*******
مهرجان «دبي» يتحدي الأزمة الاقتصادية!
الأربعاء القادم يفتتح مهرجان "دبي" السينمائي الدولي دورته السادسة وسط أزمة اقتصادية عالمية ألقت بظلالها علي كل الأخبار في الجرائد والإعلام عن تعثر "دبي" في سداد ديونها.. الأزمة البنكية ليست وليدة هذا العام بالطبع بل منذ أن حدثت الأزمة الاقتصادية العالمية هناك ترقب إلي "دبي" باعتبارها ليست فقط أحد أهم المدن الخليجية بل في العالم كله التي شهدت طفرة اقتصادية ومشروعات متعددة الجنسية حيث صارت هي محور العديد منها وأتصور من واقع متابعتي لما أرسله لنا المكتب الإعلامي للمهرجان أن الأنشطة السينمائية والأفلام لم تتأثر حتي عدد الضيوف لم يتقلص بالقياس إلي الدورات الخمس الماضية وكالعادة الوفد المصري يصل إلي نحو 30 عضواً وعدد من الأفلام تشارك في المسابقة الرسمية مصر لها فيلمين "واحد صفر" لكاملة أبو ذكري بحضور الأبطال "الهام شاهين" و "زينة" و"خالد أبو النجا".. «وعصافير النيل» لمجدي أحمد علي وبطولة عبير صبري وفتحي عبدالوهاب.
الأفلام في كل التظاهرات يصل عددها هذا العام إلي 170 فيلماً أيام المهرجان من 9 إلي 16 ديسمبر.. ويظل أن مهرجان "دبي" هو الأقدم بين مهرجانات الخليج حيث بدأ عام 2004 وهو يحمل توجهاً عربياً داخل مسابقته الرسمية ويمنح جوائز المهر العربي تتجاوز رقم مليون دولار يحصل عليها الفيلم الفائز بالإضافة إلي جوائز أخري للعناصر الفنية المشاركة بالعمل الفني ويحرص المهرجان دائماً علي أن يستقطب أيضاً أفلاماً عالمية خاصة تلك التي حققت نجاحاً علي مستوي العالم مع ورش السيناريو والمشروعات السينمائية التي صارت عنواناً دائماً له.. المهرجان يتواكب مع مهرجان آخر يفتتح مساء غداً الجمعة "مراكش" وتحرص قيادة مهرجان "دبي" علي أن يحدث بينه وبين كل المهرجانات نوع من التوافق باستثناء "مراكش" لم تنجح حتي الآن أي محاولة لإيجاد توافق دائماً ما نجد أن المهرجانين يتنافسان علي عرض نفس الأفلام واستقطاب الضيوف ولا أدري لماذا لم يحدث هذا التنسيق مع "مراكش" مثلما حدث مع "القاهرة" حيث أن أول دورة أقيمت لمهرجان "دبي" حدث أن المهرجان توافق مع موعد مهرجان "القاهرة" وبعدها صارت بينهما مساحة زمنية تصل إلي بضعة أسابيع "د. عبد الحميد جمعة" رئيس المهرجان ومديره الفني الناقد "مسعود أمر الله".. علي ألا يحدث أي تداخل زمني مع أي مهرجان آخر.
المهرجان السينمائي يعتبر أحد أسلحة مواجهة الأزمة فالدول لا تعتبر الإنفاق علي المهرجانات نوع من البذخ ينبغي توفيره وقت الأزمات ولكن التوجه الصحيح هو الذي فرض للمهرجان الاستمرار فهو من ضمن أيضاً الأولويات بل والأسلحة الناعمة لمواجهة الأزمة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.