انتهى الموسم السينمائى لعيد الفطر بتحقيق ايرادات هزلية، مقارنة بالإيرادات التى كانت متوقعة منه، رغم أنه الموسم الأول الحقيقي للسينما بعد أن فشلت أفلام موسم الصيف فى جمع ايرادات بعدما أسقطتها مسلسلات شهر رمضان، حمل هذا الموسم بصفة خاصة العديد من السمات كان أهمها عودة محمد هنيدى إلى شاشة السينما بعد غياب عامين بفيلم «تيتة رهيبة»، بالإضافة إلى تقديم أحمد السقا دورا كوميديا للمرة الأولى من خلال فيلم «بابا»، وشهد أيضا لمحة كوميدية على أغلب الأفلام المقدمة، سألنا النقاد عن تقييمهم للموسم وتوقعاتهم للأفلام المعروضة ما بين موسمى الفطر والأضحى. اعتبر الناقد طارق الشناوى أن هذا الموسم من أسوأ مواسم السينما لأن الإيرادات التى جمعها قليلة جدا مقارنة بالمطلوب منه وذلك لعدة أسباب.. أولا لأن الجمهور لم يكن فى أعلى ذروة له فكان من الممكن أن تجمع أعلى أموال من ذلك، وأنا أرى أن الأرقام لا تدعونا للتفاؤل على الايرادات فهناك اعتبارات كثيرة فى هذه الأرقام أهمها عودة محمد هنيدى بعد غياب عامين عن السينما وغيابه عن المشاركة فى شهر رمضان، وأسفر عن زيادة مشاهدة لفيلمه، أيضا فيلما «مستر اند مسز عويس» و«البار» لم يحققا أى نجاح يذكر، حتى أن حمادة هلال ظهر فى أسوأ حالاته كممثل وكمطرب، أيضا وجود 4 أفلام فقط فى أول موسم حقيقي للسينما دلالة على انه موسم ضعيف بالإضافة إلى أن الأفلام الأمريكية أصبحت منافساً قوياً للأفلام المصرية وعلى غير العادة أصبح الفيلم الأمريكى منافساً قوياً بعدما كان الطبيعى انه كمالة عدد فى المواسم السابقة، فالأفلام المصرية للأسف لم تكن على المستوى الذى يمكن الدفاع عنه. وأضاف الشناوى: إنه لايتوقع أن يحقق فيلم «بعد الموقعة» الذى عرض هذا الاسبوع أى نجاح سواء على المستوى الفنى أو الجماهيرى، وأضاف: إن الفيلم ليس أفضل أفلام يسرى نصرالله فجمهور يسرى لن يجد ما يريده من تألق فنى، أيضا على المستوى الفكرى هناك تذبذب ليسرى نصر الله، تجاه الثورة فلم يحدد رأيه فى أهالى نزلة السمان فلم يدينهم أو يدافع عنهم وقت الثورة، وأضاف: إن الأسماء على الأفيش سواء منة شلبى أو باسم السمرة لم يحققا نجومية شباك التذاكر لذلك فالفيلم ايراداته ستكون متواضعة للغاية، وأضاف: أنا آمل أن يكون هناك تجارب قادمة لأفلام عيد الأضحى أعلى فى مستوى قيمة الأفلام. وعلقت الناقدة ماجدة موريس بأن مستوى الايرادات التى حققتها الأفلام معناه أن هناك احتياجاً للسينما كفن بالنسبة للجمهور لكن السؤال هنا أى نوع من الجمهور سيتم التقييم عليه وفى رأيى لابد أن نبذل مجهوداً لدراسة نوعية الجمهور التى اهتمت بالسينما فى هذا الموسم، وأرى أنه بجانب الجمهور هناك من يشعر بالقلق من الحالة السياسية والاقتصادية الموجودة فى مصر وينسى الأحوال التى يعيشها من خلال مشاهدته للفيلم لساعتين، لذلك لا يمكن الحكم بأن الايرادات ستزيد فى المواسم القادمة، لكن الحل الوحيد لذلك أن تكون الأفلام أفضل أيا كان نوع الفيلم ويحاولوا أن يقدموا للجمهور أشياء عديدة يشعر بها وأضافت: إن الاعتماد على الكوميديا هذا العام شىء جيد حتى يقدم توازناً مع الحياة الحقيقية المليئة بالمنغصات فى تلك فترة الانتقالية. وأضافت: إن المهرجانات عادة لا تؤثر على مشاهدة الأفلام وذلك لأن مشاهدي الأفلام فى دور العرض التجارية شريحة مختلفة تماما عن مشاهدى أفلام المهرجانات فأثناء عرض مهرجان القاهرة السينمائى الدولى نجد أن الجمهور يترك المهرجان ويشاهد الأفلام التجارية وهى الشكوى التى كانت تقابل المسئولين عنه، فهناك شريحة من الجمهور مستواها الثقافى يجعلها ترفض أفلام المهرجان، وتؤكد أنها أفلام معقدة ولاتقدم لنا التسلية أو الترفيه الذى نريده، وبشكل عام لا أظن أن المهرجانات التى أقيمت فى مصر مؤخرا وهى مهرجانا الأقصر والأسكندرية لهما تأثير سلبي لأن الجمهور الذى شاهدها لم يركز فى قاعات العرض، وطالبت موريس بضرورة تكاتف الشخصيات معا لأن السينما فى مصر تعانى أزمة كبيرة فعرض أربعة أفلام فقط فى موسم واحد أمر هزيل للغاية بالإضافة إلى ان السينما فى العالم كله تتطور الآن، مثلا المغرب أصبحت فيها مؤسسات كثيرة يتم انشاؤها، فى مصر لم نعد نقدم ما كنا نقدمه من 30 وأربعين عاما نحن نحتاج لدعم وقضية السينما كصناعة من ضمن أولى الصناعات التى لابد أن يتم بحثها ودعمها لانها المنقذ الوحيد الذى لايتدخل فيه أجانب ويجمع ايرادات بسهولة.