بعد أن أديت صلاة فجر الجمعة، قلبت فى القنوات الخبرية لمتابعة ما فاتنى ليلا، حيث اعتدت النوم مبكرا دون متابعة برامج التوك شو أو البرامج الخبرية، لكى أجنب نفسى الانفعالات، خاصة أننى صحيا لم أعد أتحمل الكثير من الترهات والعنجهيات، فوجئت بخبر رفع ضغطى لدرجة يعلمها الله، وهو اعتداء السفلة الإرهابيين على أكثر من عشرة مواقع بشمال سيناء فى وقت متزامن، بدأ الهجوم ربما فى التاسعة أو العاشرة من مساء الخميس، تنقلت بين القنوات المحلية والعربية والأجنبية والمواقع الخبرية منذ الفجر وحتى العاشرة من صباح أمس لكى أتوقف على تفاصيل الهجوم، وعلى عدد الشهداء والمصابين، للأسف لم أتوصل لمعلومات كافية، جميعها تكهنات منسوبة لمصادر مجهولة: أين الحكومة؟، الله أعلم، التكهنات تراوحت فيها أعداد الشهداء بين 25 و45 شهيدا، والمصابين من 29 إلى 70 مصابا. فى ضوء هذه التكهنات المتوفرة يمكن أن نضع أيدينا على قصور فى تأمين المواقع بشكل جيد فى الفترة الليلية، صحيح الإرهاب خسيس ولا يمكن توقعه، لكن أن تقوم مجموعة من السفلة بالهجوم على - أكثر من عشرة مواقع، عسكرية وشرطية ومخابراتية بسيارات مفخخة وبقذائف الهاون، هذا يعنى أننا يجب أن نعيد النظر فى خططنا التأمينية للمنشآت والمواقع، ويعنى كذلك أن نضخ قيادات جديدة لهذه المواقع قادرة على وضع خطط تأمينية متعددة تحد من العمليات الإرهابية بقدر الإمكان، ولا يجب ان نبرر هذا التقصير بترديدنا: إن الإرهابيين يردون على ما قامت به قواتنا ضدهم خلال الفترات الماضية، وأن ما يقومون به حلاوة روح. عندما بدأت العمليات الإرهابية فى سيناء وتكرر ضرب مواقع بعينها بنفس الأسلوب طالبنا بتغيير القيادات وتغيير الخطط، وطالبنا كذلك بتقسيم المناطق الموبوءة إلى مربعات يتمركز بكل مربع قوات قادرة على المناورة والحركة والمتابعة والملاحقة فى فترات زمنية قصيرة، وطالبنا بأن نسلحها بمعدات ثقيلة ومتوسطة، واقترحنا ربط المربعات بعضها ببعض بوسائل الاتصال وبالمعلومات وبسرعة المعاونة. واقترحنا كذلك الاعتماد على صور القمر الصناعي، والصور التى تلتقطها الطائرات، وطالبنا بوضع الطائرات على أهبة الاستعداد فى أماكن قريبة لسرعة تحليقها وملاحقة الجناة أثناء تنفيذ العمليات الإرهابية، ومتابعة القمر الصناعى للمنطقة على مدار الساعة، واقترحنا كذلك تخصيص مناطق حرم أو عازلة حول المواقع والمنشآت العسكرية والشرطية لكى تجعلها بمنأى عن الصواريخ والسيارات المفخخة، وطالبنا أيضا بوضع كاميرات مراقبة ذات حساسية عالية لرصد تحركات الإرهابيين داخل المدن وفى المنشآت الحكومية وحول المناطق العسكرية والشرطية وعلى الطرق السريعة والجبلية. اليوم وبعد أن فجعنا بهذه المجزرة نكرر اقتراحاتنا ونضيف لها تصفية كل من يؤوى ارهابيا أو يخزن له أسلحة أو يساعده بأموال أو أطعمة أو معدات أو أدوية، وتدمير المنازل التى يلجأ إليها الإرهابيون، ومصادرة الأراضى التى يتم العثور فيها على مخازن أو عشش أو كهوف، تصفية الأفراد الذين يتحركون خلال فترة حظر التجوال وتدمير السيارات والدرجات البخارية، ونطالب أيضا بإنارة المناطق الجبلية المحيطة للمناطق العازلة وللطرق بكشافات تساعد على رؤية واضحة للتحركات. ونقترح أن ترفع حالة الطوارئ فى المواقع أثناء فترة الليل، وتوزيع الحراسات على خمسفترات يوميا، وعدم إرهاق الجنود والضباط نهارا، وتكثيف الدوريات السيارة ليلا فى المناطق المجاورة، ووضع الطائرات على أهبة الاستعداد وخروجها على فترات لتمشيط المناطق الجبلية والمناطق الزراعية والمناطق الموبوءة. وأخيرًا أطالب قيادات الأحزاب المصرية والكتل والنخب لاجتماع عاجل وليكن فى بيت الأمة، وإصدار بيان نعلن فيه جميعا وقوفنا صفا واحدا خلف الشرطة والجيش، ونرجئ المظاهرات والوقفات الاحتجاجية إلى أن ننجح فى القضاء على السفلة الذين يقتلون أولادنا الجنود والضباط فى سيناء والمحافظات.